الخرطوم _ التغيير

ونفذت قوات الدعم السريع هجومًا مدفعيًا عنيفًا على مناطق واسعة بمحلية كرري الواقعة في شمال أمدرمان، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين بينهم متطوع في مستشفى النو المرفق الطبي الوحيد الذي يعمل في أمدرمان، بمساعدة منظمة أطباء بلا حدود.

و سبق أن تعرض مستشفى النو في وقت سابق لاستهداف متكرر من قوات الدعم السريع، ما أدى إلى وقوع ضحايا في صفوف المرضى والمرافقين.



ونعى كيان “غاضبون” المتطوع شرف أبو المجد الذي قتل بمستشفى النو أثر سقوط مقذوف وقال الكيان “بقلوب يملأها الحزن والأسى، ينعي الكيان شهيد الوطن و الواجب و التطوع شرف أبو المجد ، الذي وافته المنية الأربعاء في مدينة أم درمان بمستشفى النو أثر سقوط مقذوف من ميليشيا الدعم السريع في مستشفى النو”.

و أوضح “غاضبون” أن شرف ابو المجد كان متطوعًا في مستشفى النو، و أنه خدم بإخلاص وتفانٍ في خدمة المرضى والمحتاجين. و أضاف “عرفه الجميع بشجاعته وروحه الثورية، وكان من بين الشباب الذين ملأوا الشوارع بالمطالبة بالحرية والسلام والعدالة”.

و تابع بيان غاضبون “لقد فقدناه أثر التدوين الأخير من ميليشيا الدعم السريع على مدينة أمدرمان ، ليكون واحدًا من ضحايا العنف والجرائم التي تعصف ببلادنا”.

وأفاد تصريح أصدرته منظمة أطباء بلا حدود: إن مستشفى النو في أمدرمان، الذي تدعمه المنظمة، تعرض للقصف وسط قصف عنيف في محيط المدينة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، من بينهم متطوع محلي.

وأشار التعميم إلى تعرض نحو 27 آخرين لإصابات نقلوا على إثرها إلى غرفة الطوارئ.

وكان الجيش السوداني قد قصف في الساعات الماضية تمركزات وأهداف عسكرية للدعم السريع بمدينة الخرطوم بحري الواقعة بنسبة كبير تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

وكان قد أكدت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، في وقت سابق اغتيال د. عمر السيد حاج مصطفى المدير الطبي مستشفى أم ضوا بان، على يد مليشيات الدعم السريع بمنزله في المنطقة يوم الأحد الماضي

وأدانت نقابة الأطباء في بيان صحفي، الجريمة، واعتبرت أنها امتداد للانتهاكات الجسيمة ضد الكوادر الطبية.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع مستشفى النو

إقرأ أيضاً:

خامس الأعياد.. هكذا استقبله السودانيون في زمن الحرب

الخرطوم- لأول مرة بعد 4 أعياد حزينة مرت منذ اندلاع الحرب قبل نحو عامين، يستقبل السودانيون عيد الفطر بأمل السلام والأمان وقرب نهاية الأزمة، وبفرح عقب تحرير عاصمتهم من قوات الدعم السريع التي استباحت المناطق التي سيطرت عليها، وارتكبت فيها انتهاكات واسعة.

وللعيد في السودان ملامح خاصة وزخم من الفرح يميزه من خلال التواصل الاجتماعي والأنشطة التراثية والمناسبات الخاصة مع تلاقي الأهل والأصدقاء، وإعلاء مبادئ العفو والتسامح مع زي يغلب عليه البياض يتكون من الجلابية والعمامة، مما يجعل العيد يأتي بحلة زاهية في المظهر العام مع استعدادات قبلية لإضفاء النكهة الخاصة عليه.

اندلعت الحرب قبل نحو عامين في 23 رمضان، أي قبل أسبوع من العيد، فغابت الأفراح، وأمضى سكان العاصمة الخرطوم عيدهم تحت الرصاص والقصف ودخان المعارك، قبل أن تتمدد المعارك إلى ولايات سنار والجزيرة وأجزاء من ولايتي شمال كردفان وغربها وإقليم دارفور ويتمدد معها الحزن والألم.

لم يشعر المواطنون بطعم الأعياد السابقة، وغابت مراسم استقباله والاستعداد له، وسط رائحة الموت وتوزعت الأسر بين اللجوء والنزوح، وسط غياب الأمن والسلام.

ويأتي عيد رمضان هذه المرة، بعدما نجحت القوات المسلحة من استعادة السيطرة على ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار وأطراف ولاية النيل الأزرق وغالبية المواقع التي كانت تسيطر عليها قوات الدعم السريع في شمال ولاية النيل الأبيض ومحليات في ولاية شمال كردفان، واتسعت تبعا لذلك رقعة الأمن.

ملابس العيد في سوق صابرين بأم درمان (مواقع التواصل) آمال وأفراح

في أم درمان ومدن شمال البلاد وشرقها انتعشت الأسواق، وجلب التجار الحلوى والملابس من الهند ومصر وليبيا ودول الخليج.

إعلان

يقول عثمان الطاهر، صاحب محل لبيع الملابس في أم درمان، للجزيرة نت "الملابس متوفرة رغم ارتفاع أسعارها، وهناك حركة بيع لا بأس بها مقارنة بالأعياد السابقة، وقد ساعد المغتربون أهلهم في تحويل أموال لمقابلة احتياجات العيد بعدما فقد الغالبية مصدر دخلهم".

كما عرضت نساء مخبوزات بأسواق أم درمان. وتوضح سلمى عبد العزيز للجزيرة نت أنها ظلت تعمل في صناعة المخبوزات منذ 12 عاما، وتوقفت خلال الأعياد الأخيرة ولكنها عادت هذا العيد.

وتقول سلمى إن عيد الفطر يأتي في مناخ مختلف وشعور بالأمن وأمل بعودة النازحين إلى ديارهم، بعدما غاب شعور الفرح بالأعياد الأربعة الماضية، وبات المواطنون يبحثون عن الحلوى والمخبوزات استعدادا للعيد الجديد، وكان كل همهم توفير قطعة خبز لأطفالهم.

وفي إقليم دارفور، شهدت أسواق نيالا ازدحاما بالمواطنين، وأفاد التاجر آدم عيسى للجزيرة نت بأن هناك إقبالا من قبل المواطنين، خاصة النساء والأطفال، لشراء ملابس العيد وبقية الاحتياجات.

السوق الرئيسية ببورتسودان تشهد حركة تجارية مع إقبال السودانيين على شراء مستلزمات العيد (الفرنسية) انقلاب الأوضاع

وشكا مواطنون من ارتفاع أسعار الملابس، واتهموا التجار باستغلال ظروف العيد برفع الأسعار، ولجأ بعضهم إلى شراء الملابس المستخدمة أو ما يعرف محليا بـ"القوقو" لأطفالهم لانخفاض أسعارها وجودتها حيث تستورد من أوروبا عبر الموانئ الليبية.

ويقول التاجر صالح التجاني للجزيرة نت إن ألعاب الأطفال وبعض أصناف الحلويات التي كانت تأتي من أم درمان اختفت من الأسواق، إلى جانب ارتفاع كبير في أسعار البلح لتوقف حركة التجارة بين مدن شمال السودان ودارفور بقرار من قوات الدعم السريع التي تسيطر على جنوب دارفور.

بدوره، يذكر سليمان عبد الله، المتطوع الإنساني لخدمة النازحين في مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان، أن عيد الفطر يحل ولديهم فرحتان، فرحة بإنهاء الجيش حصار المدينة من قوات الدعم السريع، وأخرى بفتح الطرق وتوفر السلع حيث تمكن المزارعون من بيع منتجاتهم وشراء احتياجات العيد.

إعلان

ويوضح عبد الله للجزيرة نت أن عيد الفطر له طعم خاص في الأبيض، حيث أقبل المواطنون على الأسواق التي اكتظت بالسلع والحلوى والملابس التي تدفقت من داخل البلاد وخارجها، لكنه شكا من ارتفاع الأسعار وعزا ذلك لاستيراد الملابس من الخارج مع تدهور سعر صرف الجنيه السوداني في مقابل العملات الأجنبية.

من جانبه، يرى طبيب علم النفس صلاح الأرباب أن الحزن والألم أمر طبيعي بسبب عدم الشعور بالأمن والاستقرار النفسي والمادي أو خسارة شخص، مما يؤثر على الحالة النفسية والصحية وربما يصل إلى مرحلة أكثر تعقيدا.

وحسب حديث الأرباب للجزيرة نت، فإن ما حققه الجيش من تقدم واستعادة مناطق واسعة من قوات الدعم السريع، غيّر التفكير السلبي الذي يؤدي للكثير من المتاعب، بأفكارٍ أكثر إيجابية، مثل الاستعداد للعيد وبث الأمل في تغيير حقيقي في حياة قطاع كبير من المواطنين الذين عاشوا عامين تحت ضغط نفسي وحزن واكتئاب.

مقالات مشابهة

  • حميدتي يتوعد: سنعود إلى الخرطوم “أشد قوة”
  • حميدتي يتوعد: سنعود إلى الخرطوم "أشد قوة"
  • البرهان: لا مصالحة مع "الدعم السريع".. وحميدتي: الحرب لم تنته بعد
  • خامس الأعياد.. هكذا استقبله السودانيون في زمن الحرب
  • الجيش السوداني يعلن السيطرة على سوق كبيرة في منطقة الخرطوم  
  • معركة الخرطوم .. الدعم السريع تعيد تموضع قواتها في أم درمان
  • الجيش السوداني يوسع سيطرته على الخرطوم
  • الجيش السوداني يدخل سوق ليبيا غرب أم درمان.. ماذا تبقى لـالدعم السريع؟
  • بينهم مدني.. مقتل وجرح عشرات بهجومين في باكستان
  • الخرطوم حرة.. وخيارات مؤلمة للدعم السريع