خلل كبيرة في اتفاقية الوقود المبرمة بين العراق ولبنان.. من يتحمل المسؤولية؟
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - بغداد
كشفت صحيفة "ذا ناشيونال" الصادرة بالانجليزية عن مكامن خلل كبيرة في اتفاقية الوقود التي ابرمها العراق مع لبنان العام 2021، فيما أشارت إلى أن بيروت لم تدفع لغاية الآن ثمن النفط الذي حصلت عليه، ولم تتمكن بغداد من الوصول إلى الأموال المودعة لذلك في البنك المركزي اللبناني، وصفت الاتفاقية بأنها تتضمن "خللا" في وضوح بنودها بما في ذلك بنود الخدمات الصحية التي يفترض أن يوفرها لبنان للمرضى العراقيين.
وبحسب التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، فإن خطة استيراد الوقود العراقي المعقدة سيتم تمديدها حتى العام 2028، لتلبية احتياجات لبنان من الكهرباء رغم عدم وجود خطة سداد متفق عليها بوضوح.
ونقل التقرير عن خبراء قولهم إن: الصفقة الحافلة بالمشاكل، يمكن أن تقيد لبنان في إطار ترتيب غير مستقر وتأخير انتقاله الى مصادر الطاقة المتجددة أو بأسعار معقولة، مُذكِّرا بأن لبنان الذي لا يمتلك سوى القليل من الموارد الطبيعية ويعاني من ازمة اقتصادية، يستورد زيت الوقود الثقيل من العراق بموجب صفقة مبادلة موقعة في العام 2021.
وأشار التقرير الى أن الوقود الثقيل الذي يقدمه العراق لا يلبي مواصفات الوقود اللبنانية، وأن الصفقة تتيح لبيروت مقايضته في السوق الدولية بأنواع أخرى من النفط مناسبة لمحطاتها الكهربائية، عبر تجار يحققون الأرباح من خلال ذلك.
وتابع التقرير أنه بعد مرور ثلاث سنوات على توقيع الاتفاق، لم يدفع لبنان بعدُ للعراق ثمن النفط الذي حصل عليه، وذلك لأسباب من بينها جزئيا ان هناك بعض الشروط غير الواضحة للاتفاقية، منوها الى ان العقد المبرم بين الطرفين ينص على أن يودع لبنان اموالا في حساب بالدولار يمكن للعراق سحبه بالليرة اللبنانية لإنفاقها على "السلع والخدمات" لوزاراته، مثل الخدمات الطبية.
الا ان التقرير لفت إلى أن أسعار الصرف التي سيحصل بها العراق على الأموال بالليرة، وايضا طبيعة الخدمات التي سيحصل عليها، ليست واضحة.
ولهذا، قال التقرير ان العراق لم يتمكن العراق حتى الآن من الوصول الى ما قيمته 550 مليون دولار من السلع أو الخدمات، وهي قيمة واردات العام الأول، المودعة في البنك المركزي اللبناني.
وبالاضافة الى ذلك، ذكر التقرير أن الصفقة تجعل لبنان معتمدا على الوقود الأحفوري اذ انه يقوم باستبدال النفط العراقي الثقيل بزيت الغاز وزيت الوقود منخفض الكبريت، بدلا من البدائل الأرخص مثل الغاز الطبيعي، أو مصادر الطاقة المتجددة النظيفة.
واضافت "ذا ناشيونال" انه برغم هذه القضايا، فإن الوثائق الجديدة تظهر ان لبنان يخطط للاعتماد على تجديد صفقة الوقود العراقية لامداداته من الطاقة وصولا حتى العام 2028 على الأقل.
وبحسب وثائق خطة الطوارئ الوطنية لقطاع الكهرباء في لبنان، والتي أعدتها وزارة الطاقة، وشركة "كهرباء لبنان" الحكومية، فإن الشركة تعتزم زيادة حجم الصفقة مع العراق الى 772 مليون دولار سنويا، فيما يمثل جانبا من خطتها لتعزيز الطاقة الانتاجية من 4 ساعات يوميا الى 8 ساعات يوميا بحلول العام 2028.
وتابع التقرير ان هذه التقديرات تظهر ان الفاتورة المستحقة للعراق سترتفع بذلك الى 5.45 مليارات دولار بحلول العام 2028.
ولفت التقرير إلى أن هذا الوضع سيجعل لبنان معتمدا بشكل أساسي على الوقود الأحفوري، من دون ان يؤمن الكهرباء على مدار 24 ساعة للمواطنين.
واعتبر التقرير ان ذلك يأتي برغم من عدم التزام الحكومة العراقية بتمديد العقد لغاية الان. ونقل التقرير عن اخصائي لبناني بمجال الطاقة قوله إن: "صفقة الوقود العراقية قنبلة موقوتة في ظل عدم وجود مصدر بديل للوقود"، مضيفا أنه "من المقرر أن ينتهي العقد في تشرين الاول/اكتوبر والعراقيون سيرغبون بمعرفة سبب عدم حصولهم على أي شيء في المقابل".
واشار التقرير الى ان العائلات اللبنانية على الرغم من الوعود التي تلقتها بتوفير كهرباء منذ أكثر من عقد من الزمن، لا تزال تواجه انقطاعات يومية طويلة في التيار الكهربائي، وهي مضطرة الى دفع ثمن إشتراكات مولدات الديزل المكلفة ماليا و المسببة للتلوث.
وذكر التقرير بأن السلطات اللبنانية كانت في البداية قد صورت اتفاق بيروت - بغداد في العام 2021 على أنه بمثابة منحة من العراق من باب التضامن تجاه دولة عربية شقيقة تعاني من ازمة اقتصادية لم يسبق لها مثيل.
الا ان التقرير لفت إلى أنه في نهاية العام 2020، هزت لبنان فضيحة الوقود الملوث بشأن اتفاقية اخرى لاستيراد الوقود، مردفا ان ما صورته السلطات اللبنانية على انه عقد لاستيراد الوقود من دولة الى اخرى مع الجزائر، اتضح انه يشمل شركات خارجية سرية تتقاضى أسعارا باهظة مقابل الوقود منخفض الجودة.
وأضاف تقرير الصحيفة، أن هذه الفضيحة أظهرت وجود شبكة من الفساد في لبنان تتضمن شحنات وقود ملوثة و اختبارات معملية مزورة ورشوة منتشرة بين مسؤولي الدولة.
وتابع التقرير انه بعد ظهور هذه الفضيحة اللبنانية المتعلقة بصفقة الوقود الجزائري، لم يتم تجديد عقد توريد الوقود هذا، ما جعل لبنان بلا عقد توريد الوقود لاول مرة منذ العام 2005، ولهذا فانه من اجل بحثه عن مصدر بديل مستعد للتعامل مع اقتصاده الذي يعاني من ضائقة مالية، وقع لبنان الاتفاق العراقي في يوليو/تموز 2021 لشراء مليون طن من زيت الوقود، او حوالي سبعة ملايين برميل، ثم جرى تمديده في العام 2023 لمدة عام إضافي لمليوني طن.
ولفت التقرير إلى انه بشكل عام، فان لبنان يتلقى حوالي نصف زيت الوقود الأصلي الذي يصدره العراقيون، بحسب وثائق رسمية من وزارة الطاقة والمياه.
الى ذلك، قال التقرير انه بموجب شروط العقد، فانه امام لبنان سنة واحدة لدفع ثمن كل شحنة وقود، إلا أنه بعد مرور 3 سنوات على توقيع الصفقة، لم يتلق العراق أي شيء. وتابع قائلا: ان لبنان يدين بالفعل للعراق بنحو 1.59 مليار دولار مقابل ملايين الاطنان من الوقود الذي استورده منذ العام 2021، وفقا لأرقام وزارة الطاقة والمياه، حيث يحتوي الحساب البنكي المخصص للعراقيين في مصرف لبنان على 550 مليون دولار، تمثل قيمة واردات السنة الاولى، لكن لم تتمكن الحكومة العراقية حتى الآن من الوصول الى الاموال المقومة بالدولار ولكن من المفترض أن يتم سحبها بالليرة اللبنانية.
كما ذكر التقرير أنه فيما يتعلق بـ"السلع والخدمات" التي من المفترض ان يحصل عليها العراقيون في لبنان بهذه الاموال، فانه لم يتم تحديدها بعدُ، ولم يحصل العراق على اي منها الى الان، على الرغم من التقارير الاعلامية عن تقديم الخدمات الطبية.
ونقل التقرير عن مسؤول في وزارة الصحة العراقية قوله إن: الخدمات الطبية "على الورق فقط ولم يحدث شيء في هذا المجال".
وبينما قال التقرير إن الخبراء اعربوا عن قلقهم ازاء اثار الصفقة العراقية على مستقبل امن الطاقة في لبنان، نقل التقرير عن الباحث في معهد عصام فارس في الجامعة الأمريكية في بيروت مارك أيوب قوله محذرا من الاكتفاء بالاعتماد على الوقود العراقي، مضيفا "ربما تقرر الحكومة العراقية يوما ما وقف العقد، ما البديل الذي لدينا؟".
وخلص التقرير الى أن الحكومة اللبنانية تراهن على ما يبدو على حسن علاقاتها الدبلوماسية مع العراق بما يمكنها من تخطي أي خلافات مالية محتملة، حيث تعتمد خطة الطوارئ المطروحة حاليا، على فرضية أن العقد العراقي سيتم تجديده.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الوقود العراقی التقریر ان التقریر عن العام 2028 العام 2021 فی لبنان إلى أن
إقرأ أيضاً:
«مياه وكهرباء الإمارات» توقع اتفاقية لشراء الطاقة لمحطة «الشويهات S1»
أبوظبي (الاتحاد)
وقعت شركة «مياه وكهرباء الإمارات» اتفاقية جديدة لشراء الطاقة لمحطة «الشويهات S1» في خطوة تهدف إلى دعم جهود الشركة في تسريع الانتقال في مجال الطاقة في أبوظبي ودولة الإمارات.
وبموجب شروط الاتفاقية، سيتم العمل على إعادة هيكلة محطة «الشويهات S1» لتتحول من محطة للإنتاج المشترك لتوليد الكهرباء وتحلية المياه، إلى محطة لتوليد الكهرباء فقط، لتمكينها من توفير احتياطي مرن لدعم التكامل المتزايد لمصادر الطاقة المتجدّدة والطاقة النظيفة.
وتقع محطة «الشويهات S1» في منطقة الظفرة على بُعد 250 كيلومتراً من مدينة أبوظبي، وهي قيد التشغيل منذ عام 2005 وفقاً لاتفاقية لشراء الماء والكهرباء مدّتها 20 عاماً، من المقرر أن تنتهي في عام 2025.
وتمتلك شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) حصّة 60% في المحطة، في حين تمتلك كلٌّ من شركة «إنجي» وهي شركة مرافق فرنسية دولية، وشركة «سوميتومو» اليابانية الرائدة والمتكاملة، الحصص المتبقية في المحطة بواقع 20% لكلٍّ منهما.
وستتولى الشركات الثلاث أعمال التشغيل والصيانة في المحطة بواسطة شركةٍ تتوزع ملكيتها بينهم بواقع 30% لـ«طاقة»، و35% لكلٍّ من «إنجي» و«سوميتومو».
وضمن توجهات شركة مياه وكهرباء الإمارات الرامية إلى فصل عملية تحلية وإنتاج المياه عن إنتاج الطاقة الكهربائية، وبموجب الاتفاقية الجديدة لشراء الطاقة، ستتوقف عمليات تحلية المياه بالغاز الطبيعي في محطة «الشويهات S1» التي سيتم تحويلها إلى محطة لتوليد الكهرباء بتقنية الدورة المفتوحة لتوفير نحو 1.1 جيجاوات من الإمدادات الاحتياطية المرنة لمدة 15 عاماً، على أن تبدأ العمليات التجارية للمحطة عام 2027.
وتسهم إعادة الهيكلة وتمديد العمر الإنتاجي لمحطة «الشويهات S1» بشكل رئيس في تعزيز جهود الدولة لتحقيق الحياد المناخي، مع الحفاظ على موثوقية الإمداد خلال فترات ذروة الطلب على الكهرباء، حيث سيُسهم التشغيل المرن للمحطة بدعم الزيادة في الطاقة الكهربائية المولّدة من مصادر الطاقة المتجدّدة والنظيفة وخفض الانبعاثات الكربونية.
وقال محمد المرزوقي، الرئيس التنفيذي لتطوير وإدارة الأصول في شركة مياه وكهرباء الإمارات إن مشروع تمديد العمر الإنتاجي لمحطة «الشويهات S1» يؤكد تعاوننا مع الشركاء الدوليين لتعزيز الاستثمار في قطاع المرافق الخدمية بما يدعم جهود شركة مياه وكهرباء الإمارات في قيادة مساعي انتقال قطاع الطاقة في دولة الإمارات، ورسم ملامح مستقبل أكثر استدامة لافتا إلى أن هذه الخطوة الاستراتيجية تهدف لإعادة هيكلة محطة «الشويهات S1» إلى ضمان الاستخدام الأمثل والأكثر فعالية للأصول الحاليّة، لتوفير إمدادات طاقة موثوقة ومرنة، وخفض انبعاثات الكربون الناجمة عنها.
وقال إن استخدام الغاز الطبيعي كوقود انتقالي مرن يسهم بدور رئيس في تسريع دمج مصادر الطاقة المتجدّدة والنظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في مزيج الطاقة والحفاظ على الموارد، إضافة إلى تحقيق خفض كبير في انبعاثات الكربون في أنظمة الطاقة الحالية، وتعزيز ريادة دولة الإمارات في مجال ابتكارات الطاقة المستدامة ومرونتها.
من جانبه، قال أندرياس كولور، رئيس العمليات التشغيلية في قطاع توليد الكهرباء وتحلية المياه في شركة «طاقة»: يسعدنا الإعلان عن مشروع لتمديد العمليات التشغيلية لمحطة «الشويهات S1» المستقلة للطاقة، التي تعد واحدة من المنشآت الحيوية في قطاع المرافق في أبوظبي، الأمر الذي سيمكِّنها من مواصلة دورها بتوريد إمدادات مرنة وموثوقة من الكهرباء إلى الشبكة وإن عمليات التوليد المرن للكهرباء بالغاز تؤدي دوراً رئيساً في تنويع مزيج الطاقة وستعمل محطة «الشويهات S1» على توفير الكهرباء عند الحاجة لتلبية الطلب المتزايد خلال أوقات الذروة، إلى جانب دعم دمج الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة، مما يعزز جهود أبوظبي لتسريع خطة التحول في مجال الطاقة مع ضمان إمدادات موثوقة من الطاقة الكهربائية«.
وقال نيكو كورنيليس، المدير العام لشركة "إنجي" في منطقة دول مجلس التعاون الخليجية: مشروع "الشويهاتS1" يؤكد الدور الذي نقوم به في الإمارات والتزامنا بتحقيق الرؤية العامة لنا بالنظر إلى الأصول المرنة التي تعمل بالغاز منخفض الكربون باعتبارها المعيار الأساسي في ضمان أمن الشبكة لمواكبة التطور الملحوظ في توليدالكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.
وقال جون ميناسي، رئيس وحدة الأعمال الاستراتيجية لحلول الطاقة الخارجية في شركة سوميتومو: نفتخر بالاستمرار في هذه الشراكة للقيام بدور أساسي في مشروع تمديد العمر الإنتاجي وإعادة هيكلة محطة «الشويهات S1»، والذي من المتوقع أن يسهم بشكل أساسي في الانتقال في مجال الطاقة في دولة الإمارات، وتحقيق أهدافها بشأن الحياد المناخي بحلول 2050.