سواليف:
2024-12-18@19:10:35 GMT

جيشُ الدولة ينهارُ ودولةُ الجيش تفشلُ

تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT

في ظلال #طوفان_الأقصى “82”

جيشُ الدولة ينهارُ ودولةُ الجيش تفشلُ

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

الكيان الذي قام ونشأ على #الجيش، وتأسس بقوة #العصابات_الصهيونية والمنظمات الإرهابية، ولقي دعماً من الدول الاستعمارية الكبرى، التي أهلته ودربته، وسلحته ومولته، وأشرفت عليه وساندته، وأشركته في مناوراتها العسكرية، وأغنته بكبار الضباط والخبراء والمستشارين، وزودته بالتقانة العسكرية والقدرات التصنيعية، ومكنته من بناء ترسانته النووية وتصنيع قنابله النووية، حتى أصبح الجيش الأول في المنطقة، والأقوى في المحيط، والأكثر تفوقاً والأشد ردعاً، والأسرع حسماً والأطول ذراعاً، مما جعله فخر الإسرائيليين جميعاً ومحل ثقتهم، ورمز وحدتهم وعنوان اجتماعهم، والذي عليه يجتمعون، وله يدينون، وبه يثقون، وإليه ينتسبون، وفي سبيله يضحون ومن أجله يتنازلون، وللخدمة في صفوفه يتسارعون، وفيما بينم يتنافسون.

مقالات ذات صلة إلى فيروز قبل الرحيل 2024/06/20

لم يعد الجيش الإسرائيلي محط ثقة الإسرائيليين فقط، بل أصبح مثار إعجاب الدول الاستعمارية الكبرى، التي وثقت فيه وأملت كثيراً في جهوده، وركنت عليه واطمأنت إلى قدراته، وأوكلت إليه الكثير من المهام التي كانت تقوم بها بنفسها، بعد أن رأت قدراته الضخمة، وإمكانياته الكبيرة، وانتصاره الحاسم على ستة جيوش عربية، وسيطرته على أجزاء واسعة من أراضيها، خلال حربٍ سريعةٍ خاطفةٍ، دمر خلالها الجيوش العربية وكسر شوكتها، وأخضعها لشروطه وألزمها حدوده، الأمر الذي شجع الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الغربية لزيادة مساعداتها العسكرية، وفتح المجال واسعاً أمام الإسرائيليين لاكتساب الخبرات، والمشاركة في المناورات، والاستفادة من التجارب، وتطوير الأسلحة والمساهمة في صناعتها.

وهو لم يكن يوماً كياناً مدنياً وإن ادعى أنه دولة ديمقراطية، أو تظاهر بالحداثة والحضارة، وترأسه أو قاد حكومته مدنيون وعلمانيون، أو متدينون وقوميون، فقد كان الجيش دوماً محل اهتمامم وموضع رعايتهم، به يفتخرون وعليه يعتمدون، فكل مستوطنيه يحملون السلاح، وينتسبون إلى الجيش، ويخدمون فيه ويقاتلون في صفوفه، ويتلقون جميعاً تعاليم دينية وتوجيهاتٍ سياسية، تواراتية وتلمودية وأخرى عنصرية، على أيدي حاخامات الجيش وقادته، يدعون فيها جيشهم إلى القتل وسفك الدماء، والحرق والدمار، وألا تأخذهم رأفةٌ بطفلٍ صغيرٍ أو شيخٍ كبيرٍ، وعلى هذه التعليمات والتوجيهات نشأ جيشهم على أسنة الحراب يقتل، ومن خلف الحصون يقصف، وبحبلٍ من الناس يستقوي ويبطش.

ظن الإسرائيليون أن جيشهم سيبقى الجيش الأسطورة الذي به يتغنون، والقوة العظمى التي بها يفخرون، والعصا الغليظة التي بها يؤدبون، والقدرة التدميرية التي بها يروعون، وسيبقى في المنطقة كلها على مدى الزمن ودون منازعٍ، مسيطراً مستعلياً، وغالباً منتصراً، ورادعاً ضارباً، وسيخضع الدول وحكوماتها، وسيرهب الشعوب وأبنائها، وسيخيف المقاومة وحركاتها، وأن أحداً لن يقوى على منازلة جيشهم، أو الوقوف في وجهه، والصمود أمامه، أو تحدي إرادته وتعطيل مسيرته، أو التفكير في إبطال خططه وإحباط مشاريعه.

لكن ثقة الإسرائيليين بجيشهم قد تراجعت، وآمالهم فيه قد خابت، ورهانهم عليه قد سقط، ولم تعد لدى غالبيتهم الرغبة في الالتحاق به والقتال في صفوفه، إذ تراجعت الدافعية الوطنية نحوه، وبات جنود وضباطه يتفلتون منه ويتمنون عدم القتال معه، وغيرهم يختلق الأعذار ليهرب، ويبحث عن الذرائع لئلا يخدم، فقد كثرت فيه الخسائر، وتوالت الفضائح، وسقط المئات من جنوده وضباطه قتلى وجرحى، وأصيب الكثير منهم بصدماتٍ نفسية وهستيرية وهلوسة، وفقد الجيش الثقة بقيادته العسكرية وشكك فيهم، وفقدت قيادته العسكرية الثقة بقيادة الكيان السياسية واختلفت معهم، وتبادلا الاتهامات والانتقادات بأبشع الصفات وأقذع الكلمات، وأخذ كلٌ يحمل الآخر المسؤولية ويتهمه بالتقصير، ويلقي باللائمة عليه، ويصر على محاسبته ومعاقبته.

فشل جيشهم المدعي القوة والتفوق في حمايتهم، وعجز عن صد الهجوم عليهم، ولم يتمكن من التنبؤ بالأخطار المحدقة بهم، أو الإحساس بنوايا المقاومة حولهم، ولم يستطع على مدى أكثر من تسعة أشهر، من استعادة الردع وتحقيق النصر، وإنجاز المهام التي أعلن عنها، والأهداف التي صرح بها، وبات يتخبط في خطواته، ويتعثر في حركته، ويقدم رجلاً ويتراجع عشراً، ويدعي النصر ويحصد الخيبة، ويخدع نفسه بالغلبة والتطهير، ويقع في شر أعماله في شراك المقاومة وفخاخها، التي سبقته رغم تفوقه ومحدودية إمكانياتها، وتغلبت عليه رغم قصفه الجوي والمدفعي وقلة تحصيناتها، وكبدته خسائر ما كان يتوقعها، وكلفته ما لا يستطيع تحمله أو مواصلة القتال في ظله.

استطاعت المقاومة الفلسطينية واللبنانية الباسلة، التي واجهته مباشرةً، وقاتلته وجهاً لوجهٍ من نقطة الصفر، أن تنزع عن الجيش الإسرائيلي ورقة التوت التي كان يستر بها عورته، ويغطي بها سوأته، فانكشفت حقيقته، وظهرت صورته، وعرف شعبه عجزه، وأدرك حلفاؤه ضعفه، وغدا حائراً لا يعرف ماذا يريد، وعاجزاً لا يستطيع أن يحقق ما يتمنى، وضعيفاً لا يقوى على مواجهة المقاومة، مما دفع قادته إلى الاعتراف بصعوبة المعارك التي يخوضون، وقوة المقاومة التي يقاتلون، قبل الإعلان بعالي الصوت وبلسان الناطق الرسمي باسمه، استحالة القضاء على المقاومة، وصعوبة استئصالها أو استبدالها، إذ هي فكرة ثابتة وعقيدة راسخة، وروح تسري في الشعب ومقاومته، التي أوهنت قوة جيش الدولة فبدا أقرب إلى الهزيمة والانهيار، والتفكك والانكسار، وأضعفت دولة الجيش فغدت أقرب إلى الخضوع والإذعان، والاعتراف والتسليم.

بيروت في 20/6/2024

moustafa.leddawi@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: طوفان الأقصى الجيش العصابات الصهيونية

إقرأ أيضاً:

محافظ الشرقية يلتقي أهالي "الحسينية" لبحث المشاكل التي تواجههم لإنهاء إجراءات التقنين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، أن الدولة جادة في استرداد أراضي أملاك الدولة وتطبيق القانون بكل قوة وحسم، على غير الملتزمين، وذلك تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية والحكومة وإعلاءاً للقانون وحفاظاً على حق الشعب.

جاء ذلك اليوم خلال لقائه مع عدد من  المواطنين المتعديين على أراضي أملاك الدولة بمركز الحسينية لحثهم على إنهاء إجراءات تقنين الأوضاع وسداد المقدم المستحق عليهم والاستفادة من التسهيلات التي قدمتها المحافظة لطرق سداد الرسوم ، وذلك تنفيذاً  لأحكام القانون والحفاظ على حق الدولة.

استهل المحافظ اللقاء بنقل تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، لأبناء المحافظة ورسالته لهم بحب بلادهم والعمل بجهد والحفاظ علي مقدرات الدولة المصرية لضمان استقرارها فبلادنا تستحق منا تقديم الكثير والكثير.

وأشار المحافظ أن الدولة المصرية تسعى لمنح الحقوق مقابل تقنين الأوضاع في إطار القانون بما يحفظ مصالح المواطن والدولة على حد سواء وحسن توظيف أموال تقنين الأوضاع لإقامة مشروعات خدمية للمواطنين.

وأكد محافظ  الشرقية، على ضرورة إنهاء كافة الإجراءات اللازمة لكافة الطلبات المقدمة بأقصى سرعة وتحصيل أموال الدولة من المخالفين، قائلاً أن الدولة جادة في ملف تقنين الأوضاع والتصالح مع المواطنين، ولن تتهاون في تحصيل حقها بما يحقق صالح الجميع.

واستمع محافظ الشرقية لمطالب المواطنين والمشاكل التي تواجههم لإنهاء إجراءات التقنين ، مؤكداً أن المحافظة   تفحص كافة الطلبات المقدمة ونقوم بالرد على الإستفسارات المختلفة وإيجاد حلول عملية لإنهاء هذا الملف بما يحقق حياة آمنه ومستقرة لجميع المواطنين ويلبي إحتياجات الأجيال الحالية والقادمة وتلاشياً لتطبيق حملات الازالة واسترداد أملاك الدولة بقوة القانون.

وقدم المواطنون الشكر لمحافظ الشرقية لحرصه على لقائهم وتقديم كافة التيسيرات اللازمة لتوفيق أوضاعهم واستكمال الإجراءات الخاصة بهم.

وفي نهاية اللقاء أكد محافظ الشرقية أنه سيواصل لقاءاته المستمره مع المواطنين المتعديين على أراضي أملاك الدولة بمختلف قرى ومراكز ومدن المحافظة لتشجيعهم على سرعة إنهاء إجراءات التقنين وتصحيح الأوضاع المخالفة ومنعاً لتسلل شعور عدم الأمان والإستقرار للمواطنين لتصبح أملاكهم مسجلة في سجلات الدولة ولها سند قانوني.

حضر اللقاء الدكتور أحمد عبد المعطي نائب المحافظ ومحمد نعمه كُجك السكرتير العام المساعد للمحافظة والعميد محمود متولي مدير الإدارة العامة لحماية أملاك الدولة والمهندس محمد العوضي رئيس مركز ومدينة الحسينية.

مقالات مشابهة

  • وهبي: كل الانتخابات تراقبها الدولة العميقة... والجولاني في سوريا لم يصل بالقوة العسكرية
  • أردوغان يكشف عن الدولة الوحيدة في العالم التي هزمت داعش على الأرض
  • محافظ الشرقية يلتقي أهالي "الحسينية" لبحث المشاكل التي تواجههم لإنهاء إجراءات التقنين
  • برشلونة ينهار بعد بداية قوية هذا الموسم
  • برشلونة ينهار بعد بدايته القوية هذا الموسم
  • لماذا قد تفشل استراتيجية ترامب “للضغط الأقصى” على إيران؟
  • تخرج الدورة الثانية من المعينين بالهيئات القضائية بعد إتمام دورتهم التدريبية بالأكاديمية العسكرية المصرية
  • بعد أنباء عن سحب الجيش.. روسيا تتحدث عن مصير قواعدها العسكرية في سوريا
  • المواقفُ المشرِّفة تفشل مخطّطات الأعداء
  • متحدث النواب السابق: لم نكن نتوقع أن ينهار النظام في سوريا