#سواليف
إسرائيل التي عرفناها إلى زوال، عبارة كانت عنوان مقال كتبه الصحفي والمحلل السياسي الأميركي توماس فريدمان في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 بُعَيْد فوز الائتلاف الحكومي اليميني المتطرف الحاكم في إسرائيل الآن بالانتخابات التشريعية آنذاك.
وفي مقاله هذا الأسبوع بصحيفة نيويورك تايمز، قال فريدمان إنه كان يقصد بتلك العبارة أن تكون بمثابة تحذير للفت الانتباه إلى مدى تطرف هذا الائتلاف.
وأضاف الصحفي الأميركي أن الكثيرين “لم يوافقوني الرأي، وأعتقد أن تطورات الأحداث أثبتت خطأهم بعد أن أصبح الوضع الآن أسوأ من ذي قبل، فإسرائيل التي عرفناها إلى زوال، وهي اليوم تواجه خطرا وجوديا”.
مقالات ذات صلة جنرال إسرائيلي متقاعد: التوترات بين الجيش ونتنياهو بلغت أعلى مستوياتها 2024/06/20وأوضح الأسباب التي تدفعه إلى هذا الاعتقاد، ومن بينها أن إسرائيل تواجه قوة إقليمية عظمى متمثلة في إيران التي تمكنت من وضع إسرائيل “في كماشة” باستخدام من وصفهم بوكلائها في المنطقة.
3 جبهات
يذكر فريدمان أن إسرائيل لا تملك ردا عسكريا أو دبلوماسيا، مضيفا أن الأنكى من ذلك أنها تواجه احتمال نشوب حرب على 3 جبهات في قطاع غزة ولبنان والضفة الغربية، ولكن مع تطور جديد خطير وهو أن حزب الله في لبنان -على عكس حركة المقاومة الإسلامية (حماس)- مزود بصواريخ دقيقة يمكن أن تدمر مساحات شاسعة من البنية التحتية لإسرائيل، من مطاراتها إلى موانئها البحرية إلى حرم جامعاتها إلى قواعدها العسكرية إلى محطات توليد الطاقة.
وإزاء هذه التطورات، يقول الصحفي الأميركي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يجد مناصا من أن “يبيع ضميره” ليشكل حكومة مع متطرفين يمينيين يصرون على أن إسرائيل يجب أن تقاتل في غزة حتى “النصر التام” بقتل آخر عنصر من حماس، ويرفضون أي شراكة مع السلطة الفلسطينية “لأنهم يريدون سيطرة إسرائيلية على كل الأراضي الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك غزة”.
ووفقا لفريدمان، فإن نتنياهو فعل ذلك من أجل البقاء في السلطة لتجنب احتمال إيداعه السجن بتهم تتعلق بالفساد.
ويتابع أنه مع انهيار مجلس الحرب الإسرائيلي المصغر بسبب افتقاره إلى خطة لإنهاء الحرب والانسحاب الآمن من غزة، فإن المتطرفين بالائتلاف الحاكم يخطون خطواتهم التالية من أجل السيطرة على السلطة.
ضرر كبير
وعلى الرغم من أن هؤلاء المتطرفين تسببوا في كثير من الضرر بالفعل -كما يعتقد فريدمان- فإن الرئيس الأميركي جو بايدن، واللجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة (أيباك) وأعضاء كثيرين في الكونغرس، لم يبذلوا جهدا لفهم كم هي متطرفة هذه الحكومة.
وانتقد كاتب المقال قرار رئيس مجلس النواب مايك جونسون وزملاءه في الحزب الجمهوري بدعوة نتنياهو لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة بالكونغرس يوم 24 يوليو/تموز المقبل. وأشار إلى أن الهدف غير المعلن من هذه الدعوة هو إحداث شرخ بين أنصار الحزب الديمقراطي من شأنه أن يُنَفِّر الناخبين والمانحين اليهود الأميركيين ويجعلهم يتحولون إلى التصويت لصالح دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية.
وبحسب المقال، فإن نتنياهو يدرك أن هذا كله يتعلق بالسياسة الأميركية الداخلية، ولهذا السبب فإن قبوله دعوة التحدث أمام الكونغرس لا يعدو أن يكون تصرفا ينطوي على “الغدر” بالرئيس بايدن الذي كان قد هُرع إلى إسرائيل للإعراب عن وقوفه معها بعد هجوم حركة حماس عليها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
حكومة معتدلة
ويرى فريدمان أن إسرائيل بحاجة إلى حكومة معتدلة واقعية يمكنها أن تخرجها من هذه الأزمة متعددة الأوجه، لافتا إلى أن ذلك لن يتحقق إلا بالإطاحة بنتنياهو من منصبه بانتخابات جديدة.
ويمضي إلى القول إن الحكومة الإسرائيلية الحالية -خلافا لأي حكومة سابقة- أدرجت فكرة ضم الضفة هدفا في اتفاق الائتلاف الحكومي، لذا فليس من المستغرب أن يستغرق عامها الأول في محاولة إجهاض صلاحية المحكمة العليا في وضع أي رقابة على سلطاتها.
ويتابع أنه يتفق مع كل كلمة كتبها رئيس الوزراء السابق إيهود باراك بصحيفة هآرتس الخميس الماضي، والتي جاء فيها أن إسرائيل تواجه “الأزمة الأكثر جدية وخطورة في تاريخها” والتي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول “بأسوأ فشل في تاريخ إسرائيل”.
ويعلق فريدمان بأن باراك حذر في مقاله بأنه إذا سُمح للحكومة الحالية بالبقاء في السلطة، فإن إسرائيل لن تجد نفسها عالقة في غزة فحسب بل ستجد نفسها على الأرجح “في حرب شاملة مع حزب الله في الشمال، وانتفاضة ثالثة في الضفة الغربية، وصراع مع الحوثيين في اليمن والمليشيات العراقية، وبالطبع صراع مع إيران نفسها”.
جر للحرب
ويرى فريدمان أن على الولايات المتحدة أن تقلق من هذا التحذير، لأنه “وصفة” لجرها إلى حرب في الشرق الأوسط لمساعدة إسرائيل وهو ما سيكون بمثابة حلم روسي وصيني وإيراني يتحقق.
غير أن الأمر المفاجئ -في مقال نيويورك تايمز- أن فريدمان يؤيد فكرة السماح لرئيس حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، بإدارة القطاع بعد أن تضع الحرب أوزارها. ويبرر ذلك بأن الخيار المطروح في الوقت الحالي (أن تدير إسرائيل القطاع أو تصبح غزة صومالا آخر) هو بديل أسوأ بكثير.
ووصف اقتراح نتنياهو بأن يدير القطاع “فلسطينيون مثاليون” لا ينتمون إلى حماس أو السلطة الفلسطينية، نيابة عن إسرائيل، هو ضرب من الخيال. وأضاف أن الشعب الوحيد القادر على هزيمة حماس هم الفلسطينيون في غزة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف أن إسرائیل فی غزة
إقرأ أيضاً:
عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو يعطل إبرام صفقة تبادل أسرى
أغلقت عائلات أسرى إسرائيليين في قطاع غزة ، اليوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024، طريق أيالون في تل أبيب، ضمن خطواتها التصعيدية للضغط على الحكومة لإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس تفضي إلى إطلاق سراح ذويهم، مؤكدين أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعطل المفاوضات.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية الخاصة، أن عائلات أسرى أغلقوا طريق أيالون في تل أبيب، وقالوا إن "هدف نتنياهو إحباط التوصل إلى اتفاق" لإبرام صفقة تبادل.
إقرا أيضاً: تفاصيل جديدة - تسريبات مكتب نتنياهو عرضت حياة المختطفين والجنود للخطر
كما رفعوا لافتة حمراء كبيرة كتب عليها "نريد اتفاقا الآن"، وصورا لأسرى إسرائيليين في غزة وعليها عبارة "أعيدوهم إلى المنزل".
يأتي ذلك بعد أن قالت القناة ذاتها، الاثنين، إن رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" دافيد برنياع، أبلغ عائلات الأسرى في قطاع غزة، بأن فرص التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع حماس باتت “ضعيفة”.
ورغم تواصل جهود وساطة قطر ومصر منذ أشهر، وتقديم مقترح اتفاق تلو آخر لإنهاء الإبادة الإسرائيلية بغزة وتبادل الأسرى، يواصل نتنياهو وضع شروط جديدة تشمل "استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، و معبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة "عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع".
من جانبها، تصر حركة حماس على انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع ووقف تام للحرب للقبول بأي اتفاق.
وتقدر إسرائيل وجود 101 أسير في قطاع غزة، بينما أعلنت حركة حماس مقتل عشرات منهم بغارات إسرائيلية عشوائية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 145 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.
المصدر : وكالة سوا