الأرجنتينيون يواجهون الغلاء ببيع مجوهراتهم ومقتنياتهم التراثية
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
يضطر الأرجنتينيون إزاء الانكماش وتراجع النشاط الاقتصادي إلى بيع مجوهرات درجوا على توارثها جيلا بعد جيل من ساعة يد الجد إلى خاتم زواج الجدة، في محاولة لتوفير المال لتغطية نفقاتهم.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ماريانا (63 عاما)، التي قصدت مركزا لتجار الذهب في العاصمة بوينوس آيرس لتبيع ساعة أهداها جدها لوالدها لدى تخرّجه، "عندما تغرق في الديون تضع العاطفة جانبًا".
وتؤكد ماريانا التي لم ترغب في كشف اسمها كاملا، أن معاشها التقاعدي الذي تتقاضاه عن كونها موظفة رسمية سابقة لم يعد كافيا لتغطية نفقاتها في ظل التضخم، الذي يبلغ 72% منذ بداية العام و276% على أساس سنوي.
وتوضح أن المبلغ الذي ستحصل عليه من الساعة بعد بيعها ستستخدمه لدفع "مصاريف يومية ومدفوعات التأمين الصحي المتأخرة".
وبينما لم يدخل إلى متجر أحذية على مقربة من سوق الذهب زبونٌ واحد لساعات، يصطف المئات أمام إل تاسادور وهو أحد المتاجر الرئيسية لشراء المجوهرات في قلب بوينوس آيرس، حيث تعرض لافتات عدة كُتب عليها "نشتري الذهب".
الأرجنتينيون يتخلون عن القيم المعنوية للمجوهرات المتوارثة لتلبية احتياجاتهم زمن الغلاء (الفرنسية) زيادة ساعات العملوقالت نتاليا، وهي إحدى المثمّنين الأربعة في المتجر لم ترغب في كشف اسم عائلتها لأسباب أمنية، "أتى عدد كبير من الأشخاص في الآونة الأخيرة، أعتقد بسبب ما تمر به البلاد. هم أشخاص كانوا يملكون قطعا ربما لم يخططوا لبيعها، لكنهم قرروا القيام بذلك لأنه لم يعد بإمكانهم تغطية نفقاتهم".
وأضافت أن المتجر يقوم بأكثر من 300 عملية شراء يوميا، أي 3 مرات ما كان الوضع عليه قبل عام، قائلة "زدنا عدد الموظفين وساعات العمل لنتمكن من مواكبة الوتيرة الجديدة للأعمال".
وتعزز هذا الاتجاه عروض تلفزيونية ومقاطع فيديو تنشر على موقع يوتيوب تحمل عناوين مغرية وتشجّع المشاهدين على الذهاب وبيع قطع الذهب التي يملكونها.
لكن الدافع الأساسي وراء هذه الموجة هو تآكل القدرة الشرائية التي خنقها التضخم المزمن وانهيار قيمة البيزو في ديسمبر/كانون الأول الماضي، والذي دفع بعض الأرجنتينيين في الأشهر الأخيرة إلى استخدام مدّخراتهم. والآن، تحوّلوا إلى مجوهراتهم.
مثمنة للمجوهرات ذكرت بأن عملهم تضاعف كثيرا للتمكن من مواكبة العدد الزائد من الزبائن الراغبين ببيع مجوهراتهم (الفرنسية) "عصر ذهبي مرير"من جهته قال دانيال وهو محاسب عاطل عن العمل يبلغ 56 عاما يدخل المتاجر الأكثر تواضعا لمحاولة بيع حلقة مفاتيح فضية، "الوضع معقّد، كلفة الحياة في الأرجنتين مرتفعة جدا"، لكن يبدو أن القطعة التي حاول بيعها ستبقى في حوزته، إذ رفضت معظم المتاجر التي دخلها شراءها في وقت عرض فيه أحدها عليه أخذها مقابل مبلغ زهيد.
وقال غول كارلوس الذي يدير متجرا صغيرا للمجوهرات، إن لديه تدفقا مستمرا للزبائن، لكن أيّا منهم لم يأت ليشتري.
وأضاف "يجلبون أي شيء ليتم تثمينه، خصوصا في نهاية الشهر، عندما تصل الفواتير".
بدورها قالت نتاليا "الشيء الكلاسيكي (الذي يأتون لبيعه) هو خاتم الزواج، لكنهم يجلبون أيضا مجوهرات من العصر الفيكتوري، من حقبة جميلة، حصلوا عليها من أجدادهم، إنها قطع فريدة".
ورغم الفقر الذي يؤثر رسميا على 42% من السكان، فمن غير المألوف في الأرجنتين أن تملك الأسر المتواضعة مجوهرات.
وأوضحت نتاليا أنه قبل بضعة عقود كان من الشائع أن يملك الرجال أزرار أكمام ذهبية، وأن تُهدى النساء ساعة ذهب عندما يبلغن 15 عاما، مضيفة "دائما ما كان الذهب يباع. ما تغير هو سبب بيعه".
وتابعت "في السابق كان يباع لإعادة تصميم منزل أو شراء سيارة أو إقامة حفلة. أما اليوم، فيقول الراغبون بالبيع: لأنني لا أستطيع تغطية نفقاتي وبسبب ارتفاع الفواتير، أو لأنني عاطل عن العمل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
الغربية تواجه الغلاء.. أسواق اليوم الواحد بالمحلة الكبرى تواصل تخفف العبء عن المواطنين
في إطار جهود محافظة الغربية لمواجهة ارتفاع الأسعار وتخفيف الأعباء عن المواطنين، تابع اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، عن كثب سير العمل في "أسواق اليوم الواحد" المقامة بجوار رئاسة حي أول المحلة الكبرى، حيث تمثل هذه الأسواق خطوة مهمة ضمن خطة شاملة لدعم المواطنين وتوفير السلع الأساسية بأسعار تنافسية وجودة عالية، بما يعكس التزام الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقديم مختلف أشكال الدعم للأسر المصرية.
وأشار الجندي أن السوق، الذي أصبح قبلة للمواطنين الباحثين عن أسعار معقولة وجودة ممتازة، يوفر تشكيلة واسعة من المنتجات تشمل الخضروات، الفاكهة، اللحوم، الأسماك الطازجة، البيض، الأرز، الزيوت، السكر، والمعلبات. وتأتي هذه المنتجات من شركات محلية رائدة مثل شركة طنطا للزيوت والصابون، شركة مطاحن غرب ووسط الدلتا، شركة النيل للزيوت، والشركة العامة لتجارة الجملة، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية و جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة.
وأكد اللواء الجندي أن أسواق اليوم الواحد هي جزء من استراتيجية المحافظة لتوسيع نطاق الدعم ليشمل كل مدن ومراكز الغربية. وأوضح أن الهدف الأساسي من هذه المبادرة هو ليس فقط توفير السلع بأسعار مخفضة، بل أيضًا دعم الإنتاج المحلي وتشجيع الشركات الوطنية على التوسع والمنافسة.
وقال الجندي: نحن نعمل على تقديم حلول مستدامة لمواجهة ارتفاع الأسعار، و هذه الأسواق لا تخدم فقط المواطن، بل تعزز الاقتصاد المحلي من خلال دعم المنتجين والتجار في المنطقة.
وأضاف أن الدولة بجميع مؤسساتها تعمل على ضمان الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، ولن تتهاون في مواجهة محاولات الاحتكار أو رفع الأسعار.
وأشار المحافظ إلى أن الأسواق شهدت إقبالًا كبيرًا من المواطنين، ما يعكس الثقة في جودة المنتجات وأسعارها المعقولة. وأكد أن تنظيم الأسواق سيكون دوريًا، مع خطة لتغطية جميع المناطق، لضمان وصول الدعم إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين.
وفي ختام متابعته، شدد اللواء الجندي على استمرار الجهود المبذولة للرقابة على الأسواق والعمل على تحقيق الاستقرار السعري، داعيًا جميع الجهات المعنية للتكاتف لضمان نجاح هذه المبادرة.
وقال: لن نسمح بأي شكل من الأشكال استغلال المواطنين فهم أهم أولويتنا، وسنواصل العمل على تحسين جودة الحياة لأبناء الغربية.