وليد العمري: نتنياهو نجح في احتواء بن غفير لكن خلافاته مع الجيش تتفاقم
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
قال مدير مكتب الجزيرة في رام الله وليد العمري إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نجح في إنقاذ حكومته من الانهيار، في الوقت الذي تتفاقم خلافاته مع الجيش والقادة الأمنيين بسبب عدم وجود خطة لما بعد الحرب في قطاع غزة.
وأضاف العمري أن الهيئة الأمنية المصغرة -التي وافق نتنياهو على تشكيلها- ستكون بلا صلاحيات، جاءت بعد ضغوط كبيرة من وزير الأمن إيتمار بن غفير وأنها "تمثل مكافأة لليمين المتطرف".
وأكد أن القانون في إسرائيل "لا ينص على صلاحيات للهيئة الجديدة التي جاءت ترضية لبن غفير حتى لا يهدم الائتلاف الحكومي، ويحصر اتخاذ القرار في المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) ومجلس الوزراء".
ويحاول نتنياهو -حسب العمري- الحفاظ على تشكيلة الحكومة في ظل الأزمات المتلاحقة التي كان آخرها قانون تعيين رجال الدين والموظفين في بلديات المدن اليهودية، والذي قال بن غفير وبعض وزراء حزب الليكود الحاكم إنهم لن يصوتوا له.
وأشار مدير مكتب الجزيرة إلى أن انفراط عقد مجلس الحرب -الذي طالب بن غفير بالانضمام له بعد استقالة زعيم "معسكر الدولة" بيني غانتس– هو الذي دفع نتنياهو للقبول بتشكيل هذه الهيئة الأمنية المصغرة.
هيئة بلا صلاحياتوستكون الهيئة الجديدة استشارية فقط، كما قال العمري، مشيرا إلى أن "نتنياهو استرضى بن غفير، ووزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش وغيرهما من المتطرفين، بهذه الخطوة على أمل مواصلة طريقه في ظل الأزمات المتداخلة".
ورغم نجاح نتنياهو في تسكين أزمته مع اليمين المتطرف فإن الأزمة مع الجيش والقيادات الأمنية تتصاعد بشكل كبير، وفق العمري الذي أكد أن تصريحات المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري أمس الأربعاء "تعكس اعتقاد الجيش والقادة الأمنيين بأن نتنياهو يماطل ولا يريد اتخاذ قرارات حاسمة وخصوصا في ما يتعلق باليوم التالي للحرب في قطاع غزة".
وأشار إلى أن تصريحات هاغاري تعكس قناعة الجيش بدنو (ساعة) انتهاء الحرب واعتقاده بأن عملية رفح جنوبي القطاع قد انتهت وأن عليه الانسحاب إلى خارج المنطقة والانتقال إلى ما يسميها "المرحلة الثالثة من الحرب" والتي تقوم على العمليات النوعية، وهو ما يثير مزيدا من الأزمات بين المؤسسة العسكرية ونتنياهو.
وكان هاغاري قد أكد في تصريحات لافتة أن الحديث عن تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مجرد ذر للرماد في عيون الإسرائيليين، مشيرا إلى أن هذه الحركة ستبقى طالما لم تجد حكومة نتنياهو بديلا لها في غزة.
وردا على هذه التصريحات التي أدلى بها المتحدث باسم الجيش في مقابلة مع القناة-13 الإسرائيلية، قال ديوان رئاسة الوزراء في تغريدة على منصة "إكس" إن مجلس الوزراء المصغر (الكابينت) حدد القضاء على قدرات حماس العسكرية والسلطوية كأحد أهداف الحرب على غزة، وإن الجيش ملتزم بذلك بطبيعة الحال.
لكن القناة-12 الإسرائيلية قالت إن تصريحات هاغاري بشأن عدم إمكانية القضاء على حماس أغضبت نتنياهو بشدة، وإن الأخير ووزير دفاعه يوآف غالانت طالبا مكتب رئيس الأركان هرتسي هاليفي بتقديم توضيح بشأن تصريحات المتحدث باسم الجيش.
وأصدر الجيش الإسرائيلي توضيحا لتصريحات هاغاري قال فيه إن الناطق باسمه كان يتطرق إلى تدمير حماس كفكرة وأيديولوجيا، وإن كل ادعاء آخر "هو إخراج لأقواله عن سياقها" مؤكدا التزامه بتحقيق أهداف الحرب التي حددها الكابينت، وأنه يعمل بإصرار منذ بداية الحرب من أجل القضاء على قدرات حماس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات بن غفیر إلى أن
إقرأ أيضاً:
نهاية مفتوحة| نتنياهو يحدد أكتوبر كحد أقصى لحرب غزة وسط مفاوضات عديدة.. وخبير يكشف المشهد
وسط الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، بدأت تتكشف ملامح سيناريوهات محتملة لنهايتها، وسط جهود دبلوماسية متصاعدة تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة.
وتبرز تصريحات لمسؤولين إسرائيليين تكشف نية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنهاء العمليات العسكرية بحلول أكتوبر المقبل، في وقت تتكثف فيه مفاوضات التهدئة وسط خلافات عميقة بشأن مستقبل حماس وسلاحها.
وفي هذا الصدد، يقول جمال رائف، الكاتب والباحث السياسي، إن تصريحات نتنياهو بإنهاء الحرب علي غزة بحلول أكتوبر القادم ، تتزامن مع زيارة ترامب للمنطقة وربما تتماشي مع رغبة ترامب فيما يتعلق بتهدئة منطقة الشرق الأوسط، وذلك قبل زيارته لبعض الدول العربية.
وأضاف رائف- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الضغط علي نتنياهو من واشنطن يأتي بعد ترجمة هذه التصريحات، ولكن يجب أن ننتظر حتى تكون تلك التصريحات علي أرض الواقع، فيجب أن يكون هناك خطوات تمهيدية، بمعني عدم التوغل في قطاع غزة، ووقف الأعمال العدوانية والسماح بإدخال المساعدات والذهاب إلي المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.
وأشار رائف، إلى أن على الجانب الإسرائيلي أن يبدي تصرفات علي أرض الواقع تثبت مصداقية تلك التصريحات، وليس أن تكون مجرد تصريحات لاستجابة ترامب أن يقوم بزيارة المنطقة فقط.
ومن جانبها، كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن نية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنهاء الحرب في قطاع غزة بحلول شهر أكتوبر المقبل.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني كبير في الحكومة الإسرائيلية أن هذا الموعد يمثل الحد الأقصى للعملية العسكرية، مؤكدا أن إنهاء الحرب قد يتم قبل ذلك في حال تحققت الأهداف الاستراتيجية.
وبحسب المصدر، فإن امتداد المعركة لأكثر من عامين غير منطقي، مما يعكس سعي القيادة الإسرائيلية لوضع سقف زمني للصراع المستمر منذ 7 أكتوبر 2023، حين شنت إسرائيل هجوما واسعا على غزة ردا على هجوم حماس الذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 251 آخرين كأسرى.
خلاف حول مستقبل حماسوفي سياق متصل، كشفت "هيئة البث الإسرائيلية" عن وجود نقطة خلاف مركزية في مفاوضات وقف إطلاق النار، تتمثل في إصرار إسرائيل على تفكيك الجناح العسكري لحماس، وهو ما تعتبره الحركة خطا أحمر.
من جهة أخرى، نقلت قناة القاهرة الإخبارية أن رئيس المخابرات العامة المصرية، حسن رشاد، سيلتقي وفدا تفاوضيا إسرائيليا في القاهرة لمواصلة بحث سبل التهدئة، بعد أيام قليلة من زيارة وفد حماس للعاصمة المصرية لمناقشة ذات الملف.
الوساطة الدوليةوتدخل مصر وقطر والولايات المتحدة بدور محوري في محاولة كسر الجمود التفاوضي، وسط تقارير عن تقدّم كبير في محادثات القاهرة، بحسب وكالة رويترز، التي أفادت بتوصل الأطراف إلى اتفاقات مبدئية تشمل وقف إطلاق نار طويل الأمد، مع بقاء بعض النقاط الشائكة، وعلى رأسها قضية تسليح حماس.
في تطور لافت، أعلنت حركة حماس عن استعدادها لإبرام "صفقة" تتضمن إطلاق سراح الرهائن المتبقين دفعة واحدة، مقابل هدنة لمدة خمس سنوات، لكن إسرائيل، من جهتها، رفضت هذا الطرح، متمسكة بـهدنة قصيرة (45 يوما) مقابل الإفراج عن عشرة رهائن فقط.
وتطالب تل أبيب باتفاق شامل يتضمن نزع سلاح حماس وعودة جميع الرهائن، فيما تعتبر الحركة ذلك مطلبًا تعجيزيًا يمس جوهر المقاومة.
والجدير بالذكر، أنه مع استمرار الجهود الدولية، وتزايد الضغوط الإنسانية والسياسية، يبقى مستقبل الحرب في غزة رهنا بالتنازلات التي قد تقدمها الأطراف المتنازعة.