أكدت قبرص، الخميس، أنها لن تسمح لأي دولة باستخدام أراضيها لتنفيذ عمليات عسكرية، وأنها ليست متورطة في أي صراعات.

جاء ذلك بعد تهديد زعيم حزب الله حسن نصر الله باعتبار قبرص جزءا من الحرب، إذا استمرت في السماح لإسرائيل باستخدام مطاراتها وقواعدها للتدريبات العسكرية.

وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس لإذاعة قبرص العامة، إن تصريحات نصر الله "غير سارة"، وإن نيقوصيا "ستتخذ الإجراء المناسب من خلال القنوات الدبلوماسية".

ونقلت صحيفة "قبرص ميل" الناطقة بالإنجليزية تصريحات المتحدث، الذي أضاف: "قبرص ليست متورطة ولن تتورط في أي حرب أو صراعات، وبالتالي فإن التصريحات التي أدلى بها زعيم حزب الله لا تتوافق مع الواقع".

كما كرر ما قاله الرئيس نيكوس خريستودوليديس الأربعاء، إذ قال إن قبرص "جزء من الحل وليست جزءا من المشكلة"، وأصر على أن الجزيرة "ركيزة للسلام والاستقرار في المنطقة"، مضيفا أيضا أن علاقاتها مع لبنان "ممتازة".

وأضاف المتحدث أن الحكومة لن تسمح لأي دولة بتنفيذ عمليات عسكرية على الجزيرة، لكنه أشار إلى "خصوصية" وجود القواعد البريطانية في قبرص، التي قال إنها "تتمتع بوضع مختلف".

 من جانبه قال وزير العدل القبرصي ماريوس هارتسيوتيس إن الإجراءات التي تتخذها وزارته بشأن مسائل مثل الإرهاب "يتم تقييمها وتحديثها يوميا".

وقال: "من الواضح والمفهوم أن التصريحات التي أدلى بها نصر الله يتم تقييمها أيضا ويتم تحديث الإجراءات المتخذة يوميا، وفقا للمعلومات المتاحة لدينا".

من جانبه حذر الفريق المتقاعد يوانيس بالتزوتس من أن قبرص يجب أن "تشعر بالقلق دائما وتتخذ التدابير المناسبة"، نظرا لحقيقة أن حزب الله لديه "أنظمة عسكرية وتسليحية قوية"، مما يعني أنه من الناحية النظرية يمكنه ضرب قبرص.

وقال: "أعتبر هذا التهديد بمثابة تحذير، كل هذا بدأ من التطورات في غزة والقرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية، بأنه بعد الانتهاء من حماس، ستتجه إلى حزب الله".

وأشار إلى أن حزب الله وضع شمال إسرائيل تحت النيران منذ بداية العنف في غزة في أكتوبر الماضي، والذي أسفر عن سقوط قتلى من الجانبين وتشريد ما يقرب من 200 ألف شخص.

 وقال: "دعونا نتحلى بالانضباط ونتخذ الاحتياطات، لكن بما أن نصر الله زعيم عقلاني فلن يأخذ الأمور إلى أقصى الحدود. ضرب قبرص يشبه ضرب القوى الغربية. إنه شيء يريد تجنبه".

وكان الرئيس القبرصي قد علق على التهديد الذي وجهه نصر الله لبلاده، قائلا إن قبرص "غير متورطة في أي صراعات عسكرية".

وحسبما نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن "قبرص ميل"، فإن خريستودوليدس قال:

قبرص غير متورطة في أي صراعات عسكرية، وتعتبر نفسها جزءا من الحل وليس المشكلة. دور نيقوصيا يتمثل كجهة "مساعدة إنسانية".  ممرنا الإنساني (الخاص بغزة) شهادة على التزامنا بالسلام والاستقرار.  لدينا قنوات دبلوماسية مفتوحة مع الحكومتين اللبنانية والإيرانية، وسنعالج الأمر (تصريحات نصر الله) من خلال هذه القنوات. تصريحات نصر الله "مثيرة للقلق".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات حسن نصر الله حزب الله القواعد البريطانية حماس إسرائيل قبرص بغزة نصر الله قبرص حزب الله إسرائيل حسن نصر الله حزب الله القواعد البريطانية حماس إسرائيل قبرص بغزة نصر الله أخبار لبنان حزب الله نصر الله

إقرأ أيضاً:

عقابًا على الصمود الأسطوري.. الاحتلال يستخدم الفلسطينيين دروعًا بشرية

 

 

الدروع البشرية.. أحقر ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني

استخدام المدنيين دروعًا بشرية جريمة حرب بموجب القانون الدولي الإنساني

◄ فيديو مؤلم يُظهر استخدام الاحتلال لمواطن فلسطيني درعًا بشريًا للبحث عن متفجرات أو أسرى

◄ معارك شرسة في رفح مع استمرار القصف الإسرائيلي الغاشم في أنحاء القطاع

◄ عشرات الشهداء في أقل من 24 ساعة إثر غارات جوية عنيفة

 

الرؤية- غرفة الأخبار

في قلب الصراع بقطاع غزة ورغم ما يعيشه الشعب الفلسطيني من كارثة إنسانية غير مسبوقة، لا يزال العدوان الإسرائيلي الغاشم ينتهك حقوق الإنسانية بأبشع الطرق، ضاربًا بالقوانين الدولية عرض الحائط، والتي من بينها اتفاقيات جنيف، إلّا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعمد انتهاك كرامة الشعب الفلسطيني عقابًا له على صموده الأسطوري؛ حيث كشفت مقاطع مصورة استخدام جيش الاحتلال لمدنيين فلسطينيين دروعًا بشرية في قطاع غزة، وهو ما يمثل جريمة حرب يحظرها القانون الدولي الإنساني لا سيما أحكام اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر استخدام المدنيين دروعًا بشرية.

ولا ريب أن الجرائم المتكررة التي ينفذها جيش الاحتلال في غزة، تستوجب المساءلة الدولية والمحاكمة أمام أكبر المحاكم الدولية والأممية، بالتوازي مع البدء الفوري في إصدار مذكرات اعتقال بحق القادة العسكريين والمسؤولين الإسرائيليين الذين اقترفوا جريمة استخدام المواطنين دروعا بشرية.

وتؤكد اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وفق للناطق باسمها في غزة هشام مهنا، أن القانون الدولي الإنساني يحرم استخدام مدنيين دروعًا بشرية. وأوضح أن اللجنة لا تناقش مسألة استخدام مدنيين دروعًا بشرية بشكل علني.

والقانون الدولي واتفاقات جنيف لعام 1949 يحرمان استخدام المدنيين دروعا بشرية، إضافة إلى أن المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة ونظام روما الأساسي اعتبرا استخدام الدروع البشرية جريمة حرب.

وتنص مواد القانون الدولي على حماية المدنيين من أخطار العمليات العسكرية ما لم يشاركوا مباشرة في أعمال تضر بالعدو، ولكنه لا يوضح ما إذا كان جعل المدنيين من أنفسهم دروعا بشرية طوعية يعد مشاركة مباشرة في النزاع؛ إذ نص البند الأولى  من المادة  11 في القانون على :" يجب ألا يمس أي عمل أو إحجام لا مبرر لهما بالصحة والسلامة البدنية والعقلية للأشخاص الذين هم في قبضة الخصم أو يتم احتجازهم أو اعتقالهم أو حرمانهم بأية صورة أخرى من حرياتهم نتيجة لأحد الأوضاع المشار إليها في المادة الأولى من هذا الملحق " البروتوكول " . ومن ثم يحظر تعريض الأشخاص المشار إليهم في هذه المادة لأي إجراء طبي لا تقتضيه الحالة الصحية للشخص المعني ولا يتفق مع المعايير الطبية المرعية التي قد يطبقها الطرف الذي يقوم بالإجراء على رعاياه المتمتعين بكامل حريتهم في الظروف الطبية المماثلة".

وقد أظهر مقطع فيديو نشرته قناة الجزيرة القطرية، تفاصيل ما تحمله مُسيّرة إسرائيلية كانت قد أسقطت في غزة في ديسمبر 2023. وأظهر الفيديو فلسطينيًا يجوب شوارع حي الشجاعية الخاوية بمدينة غزة، ويمر قرب جثة لفلسطيني مجهول، ثم يفتح أبواب صفوف مدرسية (بحثًا عن أسرى أو متفجرات على الأرجح) تحت رقابة لصيقة من مسيّرة إسرائيلية كبيرة، وأخرى أصغر حجمًا، تتبعه كظله. هذه اللقطات التي لم تتعد مدتها الدقيقتين، وثقت بالصوت والصورة جريمة استخدام الجيش الإسرائيلي مدنيًّا لم تُعرف هويته (كان رهن الاعتقال على الأرجح) كدرع بشري.

وبالأمس، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلية عدة مناطق في أنحاء قطاع غزة، وقال سكان إن قتالًا عنيفًا وقع خلال الليل بمدينة رفح جنوب القطاع الفلسطيني. وقال سكان إن القتال اشتد في حي تل السلطان غرب رفح حيث حاولت الدبابات أيضا شق طريقها شمالا وسط اشتباكات عنيفة. وقالت حركة "حماس" وحركة الجهاد الإسلامي إن مقاتليهما هاجموا القوات الإسرائيلية بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف مورتر.  ومنذ أوائل مايو، يتركز القتال في مدينة رفح الواقعة على الطرف الجنوبي من قطاع غزة على الحدود مع مصر، حيث نزح نحو نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بعد الفرار من مناطق أخرى. واضطر معظمهم إلى الفرار مرة أخرى منذ ذلك الحين. وقال مسعفون إن ضربة إسرائيلية أسفرت عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة آخرين بالقرب من مخيم جباليا شمال قطاع غزة. وذكر سكان ووسائل إعلام أن الشهداء كانوا ضمن مجموعة من الأشخاص تجمعوا خارج متجر لالتقاط إشارة إنترنت من أجل التواصل مع أقاربهم في أماكن أخرى من القطاع. وقال مسعفون إن قذائف أطلقتها دبابات استهدفت شقة سكنية في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة لتودي بحياة 5 على الأقل وتصيب آخرين. وكان مسعفون قد قالوا في وقت سابق إن فلسطينيين استُشهدا في هجوم صاروخي إسرائيلي في رفح.

 

وقال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية دمرت منزلا في بلدة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة مما أدى إلى استشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة عدد آخر.

وأسفر العدوان الإسرائيلي عن استشهاد أكثر من 37718 فلسطينيًا وتدمير معظم مناطق القطاع المكتظ بالسكان.

وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على اندلاع الحرب، لم تنجح جهود الوساطة الدولية المدعومة من الولايات المتحدة حتى الآن في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وتقول حماس إن أي اتفاق يجب أن ينهي الحرب، بينما تقول إسرائيل إنها لن توافق سوى على وقف مؤقت للقتال لحين القضاء على حماس.

ويشكو الفلسطينيون بجنوب قطاع غزة من نقص حاد في الغذاء وارتفاع الأسعار. وقال مسؤولو الصحة إن آلاف الأطفال يعانون من سوء تغذية تسبب في استشهاد ما لا يقل عن 30 منهم منذ السابع من أكتوبر.

مقالات مشابهة

  • مكتب نتنياهو: تلقينا تطمينات أمريكية بشأن شحنات الأسلحة
  • مسؤولون أميركيون: أعمال العنف والنهب يصعبان توزيع المساعدات في غزة
  • عقابًا على الصمود الأسطوري.. الاحتلال يستخدم الفلسطينيين دروعًا بشرية
  • قبرص: لن نسمح بالهجوم على لبنان من أراضينا
  • فيدان: قبرص تحولت لقاعدة عسكرية ضد غزة.. وحذرنا الأوروبيين من خطورة ذلك
  • ما الأسلحة الجديدة التي تهدد إسرائيل باستخدمها ضد حزب الله؟
  • أول دولة غربية تعلن ترحيل عضو في حركة حماس من أراضيها
  • بحرٌ من التهديدات: حزب الله يشتبه في مساعدة قبرص لإسرائيل
  • قيس سعيد: تونس لم تقبل أبدا بوجود قواعد عسكرية فوق أراضيها
  • بوريل يحذر من خطر امتداد الحرب إلى لبنان