ليبيا – أكد المحلل السياسي محمد امطيريد، أن ما تقوم به ستيفاني خوري هو تكرار لما قام به المبعوثين السابقين أمام الأمم المتحدة وبأنهم دائما ما يلوحون بأن الأطراف الليبية هي سبب الأزمة الليبية والانقسام في البلاد.

امطيريد وفي تصريح خاص لوكالة”سبوتنيك”، أضاف:”أن بعثة الأمم المتحدة تناست بأنها السبب الرئيسي في الصراع الدائر في ليبيا من خلال طرحهم عدة ملفات منها السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري، وهذا ما يحمل شكوكا كبيرة بأن البعثة لا تريد إنهاء هذا الصراع بالذهاب للمشكلة الرئيسية وهو ما يدور في العاصمة طرابلس من انقسام وسيطرة التشكيلات المسلحة عليها، وما فعله المصرف المركزي من إساءة لكل الليبيين”.

واعتبر أن تعزيز الموقف الدولي لهذه التكوينات الموجودة في العاصمة يجعل الليبيين أمام حوار منغلق جديد وتكرار لسيناريوهات مستهلكة للمبعوثين السابقين.

وذكر امطيريد أن خوري وصفت الملف السياسي الليبي بالجامد، في الوقت الذي كان من المفترض أن يكون هناك حوار شامل، وطرحت خطة عبدالله باتيلي الخماسية لأطراف القوى في إشارة منها لإدماج عبدالحميد الدبيبة في حوار قادم، وهذه هي المشكلة الحقيقية إدماج شخص كان من المفترض أن يقوم بتسليم السلطة في ديسمبر 2021، والذي انقلب على الميثاق الذي وضع في برلين، وقع الدبيبة في جنيف وثيقة يتعهد بها بأنه سوف يقود البلاد للانتخابات، وهذه هي المشكلة الأساسية التي عاد إليها المبعوثين باتيلي وخوري وكأنهم يريدون إقحام الدبيبة في أي حوار قادم.

وأوضح أن خوري لم تضع أي خطة جديدة، إلا أنها من الممكن أن تعمل كما عملت ستيفاني ويليامز إلى لجنة حوار مفادها الخروج بحكومة مؤقتة حسب وصفها، مع العلم بأن الحكومات المؤقتة هي المشكلة الكبرى لأن الحكومات التي المؤقتة لن تسلم السلطة ولن تقوم على إجراء الانتخابات ولن تحل مشكلة الشعب الليبي.

ولفت إلى أن الأمم المتحدة وبعثتها تعمل على تعميق الأزمة الليبية من خلال مجلس الأمن الذي يقوم بإصدار قراراته ضد الشعب الليبي.

وأكد أن البعثة هي السبب الرئيسي وأن خوري لن تأتي بحل جديد سوى إعادة تدويرها للمشهد ومن أكبر المشاكل التي تعاني منها الدولة الليبية هي مشكلة السياسة النقدية التي تسبب بها المصرف المركزي ولم تتطرق لها خوري في إحاطتها، بل أشارت لهشاشة الوضع الاقتصادي الليبي وكأنهم أوصياء على هذا الشعب، وأنهم من يقوم بوضع السياسات النقدية من خلال إحاطتها.

وأفاد امطيريد أنه لم ير أي علاقة لخوري والأمم المتحدة للحديث عن الملف الاقتصادي، وتناست دورها الأساسي وهو الحل السياسي ووضع أدوات التوافق بين الفرقاء الليبيين، بهذا الأسلوب لن تحل البعثة الأممية الأزمة في ليبيا التي تمارس اختصاصات ليس من شأنها التعامل بها.

وقال امطيريد: “خوري أشارت إلى مهاجري السودان ولم تتحدث عن جهود الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان التي لم تدخر جهد في إيواء المهاجرين السودانيين، وكأن الأمم المتحدة هي التي سوف تضع حلا لها، كل المشاكل التي تحدث في ليبيا جاءت عن طريق البعثة الأممية”.

وطالب امطيريد من مجلس الأمن ضرورة إخراج البعثة الأممية من ليبيا، لأنها أزّمت الصراع وأصبحت مسيئة لسيادة ليبيا وانحيازها لأطراف غير شرعية، ولن تأتي البعثة بأي حلول فعلية.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الأمم المتحدة من خلال

إقرأ أيضاً:

ليبيا تدعو مجلس الأمن لإصدار قرار بـ«وقف إطلاق النار» بشكل فوري في غزة

ألقى مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة طاهر محمد السني، كلمة أمام مجلس الأمن، باسم المجموعة العربية، التي تترأسها ليبيا هذا الشهر، والمخصصة للنظر في البند المعنون “الوضع في  الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية”.

وقال السني: “أتقدم بهذا البيان باسم المجموعة العربية، وأشكركم على تلبية دعوة الجزائر، الممثل العربي في المجلس، لعقد هذا الاجتماع الهام، كما أشكر فولكان تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان، والدكتور يونس الخطيب، رئيس الهلال الأحمر الفلسطيني، على إحاطتهما التي توضح حجم المأساة وتدهور الأوضاع التي فاقت جميع المقاييس”.

وأضاف: “نتحدث إليكم اليوم وقد وصلت الأزمة ذروتها حتى لم يعد يجدي إعداد البيانات واختيار الكلمات، فأصبحنا نتحدث إليكم بما نشعر به عن ظهر قلب، ولا داعي لإقناعكم بحجم الانتهاكات والمجازر التي تُرتكب كل يوم وعلى مدى أكثر من 15 شهراً وحتى الآن”.

وتابع السني: “استمعتم إلى شهادة الدكتور الخطيب من قلب الحدث، مجزرة أخرى اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بقتلها، وبدمٍ بارد، وكما اعترفوا اليوم، قتلوا طواقم الهلال الأحمر والدفاع المدني والأمم المتحدة بحجة وجود مقاتلين لـ”حماس”.

وقال: “مجزرة اُرتكبت بشكل متعمد، ثم جُرفت الجثث ورُميت في مقبرة جماعية في محاولة لطمس ما حدث، جريمة أخرى تضاف إلى سلسلة الجرائم ضد الطواقم الإنسانية، والتي فاق عدد ضحاياها حتى اليوم أكثر من 600 قتيل، من بينهم إعلاميون”.

وأضاف: “عندما يُطرح السؤال: لماذا لا يأتي إعلاميون من دول أجنبية لتغطية الأحداث؟ فبالتأكيد لن يحدث ذلك، وإلا سيتهمون أيضاً بالانضمام إلى حماس وسيتم قتلهم، لقد سمعنا اليوم دعوات لتحقيق مستقل وشفاف في هذا الموضوع، والسؤال: ماذا حدث في الدعوات السابقة لتحقيقات مماثلة؟ وأين نتائجها؟ للأسف، لا شيء حتى اليوم”.

وتبع المندوب الليبي: “إن هذه الشهادات ليست سوى عينة من القصص والأحداث والحملة الممنهجة التي يتعرض لها أهلنا في غزة والضفة الغربية، ليس الآن فقط، بل منذ عقود. والسؤال دائماً: ماذا عن الضفة الغربية؟ وما كان يحدث فيها قبل السابع من أكتوبر؟ إن هذه الحملة من الحصار والتجويع وقتل النازحين وحرق الأطفال والنساء هي دليل آخر على نهج الإبادة الجماعية التي ارتكبها جيش الاحتلال دون محاسبة، وأمام مرأى ومسمع الجميع. ننقل إليكم ذلك صوتاً وصورة، وبالنقل المباشر، فماذا أنتم فاعلون؟”

وأضاف: “كان آخر هذه الانتهاكات استباحة المسجد الأقصى يوم أمس من قبل المدعو وزير الأمن القومي الإسرائيلي، في محاولة أخرى لاستفزاز الجميع. وفي هذا الصدد، تدين المجموعة العربية بأشد العبارات هذه الاستفزازات، والتي لن تجدي نفعاً، بل ستزيد الأمر توتراً، وعندها، عندما تحدث ردة الفعل الطبيعية، سيتم اتهام الضحية وتجاهل الجاني”.

وقال: “إن المجموعة العربية عملت منذ اليوم الأول للأحداث على التواصل مع جميع الدول ومع أعضاء المجلس، وكان آخرها التواصل معكم، ومع مجموعة العشرة، ولا تزال الجهود قائمة في هذا الإطار لإيجاد حل ومخرج لهذه الأزمة، وذلك لنقل حقائق الأمور وإيجاد حلول عملية لوقف هذه المجازر فوراً”.

وتابع القول: “لقد أوضحت المجموعة العربية، من خلال بيانات القمة العربية الأخيرة، والتي عُقدت في القاهرة، موقفها الموحد ضد هذه الانتهاكات، وضرورة وقف إطلاق النار فوراً، ومنع أي محاولات للتهجير القسري، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية فوراً، وهذا الموقف ليس موقف المجموعة العربية فقط، بل هو أيضاً موقف المجموعة الإسلامية والعالم الحر”.

وقال: “إن هذه الأفعال، وغيرها، تضع مجلس الأمن أمام مسؤولية تاريخية، وإن عجزه عن إصدار أي مخرجات وتفعيلها سيكون وصمة عار سيتذكرها التاريخ لعقود… لقد حان وقت التحرك فوراً”.

وأضاف السني: “إن المجموعة العربية دعمت اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بوساطة كل من مصر وقطر والولايات المتحدة، وهو الاتفاق الذي تفاءل به الجميع، وكان يسير بشكل جيد خلال مرحلته الأولى، لكنه اصطدم بخرق واضح وتعنت من الجانب الإسرائيلي، وكان السبب الحقيقي وراء ذلك سياسياً من قبل حكومة الاحتلال، لضمان استمرار عدوانها غير مكترثة بأي محاولات دولية لإنهاء هذا الأمر”.

وقال: “لقد دعمت المجموعة العربية اتفاق وقف إطلاق النار، ورحبت أيضاً بجهود الولايات المتحدة والإدارة الأمريكية الجديدة، التي ساعدت فعلاً في شهر يناير في تطبيقه، ونجح في البداية، والسؤال الآن: ماذا تغير؟ ولماذا انتهى هذا المسار؟ لذا، نطلب من الإدارة الأمريكية أن تواصل المفاوضات مع كل من قطر ومصر لتنفيذ بنود هذا الاتفاق كاملة”.

وقال: “في الختام، ترى المجموعة العربية أنه يجب على مجلس الأمن العمل على تحقيق ودعم النقاط الثلاث التالية: أولاً: الـعمل عـلى إصدار قرار من مجلس الأمن فوراً ينهي هذا العدوان، ويدعو إلى وقف إطلاق نار شامل وكامل، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية دون توقف، ثم استئناف المفاوضات بشأن مراحل الاتفاق الذي تم، لإنهاء ملف الرهائن والمحتجزين والأسرى، ثـانـیا: دعم المؤتمر الذي سيُعقد في القاهرة الشهر القادم بشأن إعادة إعمار غزة، والذي سيتم بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة،  ثـالـثا: دعم المؤتمر الذي سيتم عقده برئاسة كل من المملكة العربية السعودية وفرنسا في شهر يونيو القادم، والخاص بنقاش موضوع حل الدولتين”.

وأضاف: “ما نعيشه اليوم ليس أمرًا يمكن السكوت عنه أكثر، وأنتم أمام اختبار للتاريخ، فإما أن تدعموا مبادئ القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، أو أن تختاروا الصمت ويتم المشاركة في هذه الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني، لكن أذكركم أن التاريخ يسجل، وهذا أمر على عاتق الجميع، هذه مسؤولية جماعية، لا تقع فقط على الدول العربية والإسلامية، بل هي مسؤولية العالم أجمع”.

مقالات مشابهة

  • أحزاب سياسية تنقل قلقها للبعثة الأممية إزاء الجمود السياسي
  • واشنطن تعدّل الوضع القانوني للبعثة السورية في نيويورك.. ودمشق تعلّق
  • شباب ليبيا يبحثون مع البعثة الأممية كيفية «الحد من العنف داخل المجتمعات»
  • الباعور يبحث مع تيته وستيفاني إحاطة البعثة الأممية المرتقبة أمام مجلس الأمن
  • «الباعور» يبحث مع المبعوثة الأممية مستجدات الملف السياسي
  • قرار أمريكي مفاجىء ومباشر يمس سوريا في الأمم المتحدة
  • واشنطن تلغي اعترافها بحكومة الجولاني
  • صحيفة: قرار أمريكي مفاجىء و”مباشر” يمس سوريا في الأمم المتحدة
  • مصر تدين الهجوم على بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى
  • ليبيا تدعو مجلس الأمن لإصدار قرار بـ«وقف إطلاق النار» بشكل فوري في غزة