مخلفات عيد الأضحى تكشف تراجعاً كبيراً في عدد الأسر التي اقتنت الأضحية
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
زنقة 20 ا أنس أكتاو
أظهرت عمليات جمع النفايات المترتبة عن أضاحي العيد في عدة مدن مغربية، تراجعا واسعا في أعداد المغاربة الذين أقاموا شعيرة عيد الأضحى.
وحسب أرقام جماعتي طنجة وسلا، فإن كمية النفايات التي أعلنت الجماعتين عن جمعها تراجعت بأكثر من النصف مقارنة بالعام الماضي.
وجمعت شركتي التدبير المفوض لقطاع النظافة في طنجة ما مجموعه 3421 طن من النفايات الخاصة بالأضاحي في حين كانت الكمية السنة الفارطة 7995 طن.
وفي سلا قامت الشركة المفوضة من جماعة المدينة بتدبير 2409 طن مقابل 5194 طن تم جمعها في عيد الأضحى الموافق لسنة 2023.
وبخصوص هذا التراجع، قال الخبير البيئي والتنموي أحمد الطلحي، لموقع زنقة 20، إن هذه النتائج تبين نشوء ظاهرة جديدة في المغرب، قد تكون مقلقة، وهي عدم اقتناء اضحية العيد من قبل نسبة كبيرة من الأسر.
وأبرز الطلحي أن ما هو معروف على المغربي أنه يمكن أن يبيع أثاث بيته من أجل اقتناء اضحية العيد، معتبرا أن هذه الأرقام يمكن أن تفسر بعوامل كثيرة، منها انتشار الوعي الديني بأن هذه الشعيرة سنة حسب الاستطاعة وأنه لا يجوز الاقتراض من أجل توفير ثمن الأضحية.
وأضاف في المقابل أن هذه الأرقام هي أيضا نتيجة ارتفاع نسبة عدم التدين أو على الأقل الاستهانة بهذه الشعيرة خصوصا من قبل بعض المترفين الذين يقضون فترة العيد في الاستجمام في الفنادق المصنفة.
كما عزى هذا التراجع إلى ما وصفه بالغلاء الفاحش الذي لوحظ في هذه السنة وفي السنة الماضية، مما جعل ذوي الدخل الضعيف عاجزين عن اقتناء الأضحية، فضلا عن ارتفاع نسبة البطالة التي سجلت أرقاما قياسية.
وأوضح أن الظاهرة تم تشخيصها في المدن الكبرى، مؤكدا أهمية هذا المؤشر، مبرزا أن هناك مؤشرات أخرى مثل تراجع السلفات الصغرى وتراجع رسوم أسواق الماشية، ساهمت في هذا التراجع.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
حين يزأر الحق؛ يرتجفُ عرشُ الطغيان
غيداء شمسان
في ساحةِ سياسة، حَيثُ تعربدُ قوى الشرِ وتتمددُ أذرعُ الطغيان، يأتي صوتُ الحق كالرعد القاصف، ليُزلزلَ عروشَ الظالمين، ويُعيد الأمورَ إلى نصابها، واليوم نشهدُ كيفَ أنَّ اليمنَ الأبيَّ، بِعزيمتِهِ وإيمانِهِ، أجبرَ المهرجَ ترامب على التراجعِ عن تهديداتِهِ، وأرغمَهُ على تغييرِ لهجتِهِ، والاعتراف بِقوةِ الحقِ التي لا تُقهر.
فبعد أن أعلن اليمن بصوت عالٍ، وبكلمات واضحة لا لبس فيها، أنه سيتدخل عسكريًّا إذَا فرض ترامب التهجير بالقوة على أهل غزة، تفاجأ العالم بتحول مفاجئ في خطاب الرئيس الأمريكي تحول من طاغية متجبر إلى متصالح متردّد، فبعد أَيَّـام قليلة من التهديدات والوعيد، وجدناه يُعلن بصوت خافت: “الولايات المتحدة ستدعم القرار الذي ستتخذه إسرائيل” يا للسخرية! وكأن ترامب لم يكن قبل أَيَّـام قليلة يُطلق التصريحات الطاغوتية والمجنونة ضد كُـلّ دول العالم، وكأنه لم يكن هو من يُملي القرارات على إسرائيل، ويُوجه سياساتها!
لكن، لا غرابة في هذا التراجع، ولا عجب في هذا التحول، فالأسد إذَا زأر، فما على المهرج إلا أن يرتجف ويختبئ، واليمن اليوم، هو الأسد الذي زأر في وجه الظلم، وأعلن للعالم أجمع أنه لن يسمح بانتهاك كرامة الأُمَّــة، ولن يتخلى عن فلسطين وأهلها، إنه صوت الحق الذي صدح به رجال آمنوا بعدالة قضيتهم، فاسترخصوا أرواحهم في سبيلها.
لقد أثبت اليمن للعالم أجمع أن القوة ليست في المال والسلاح فقط، بل هي أَيْـضاً في الإيمان والعزيمة والإرادَة، لقد أثبت أن دولة صغيرة محاصرة مُنهكة بالحروب قادرة على أن تُربكَ حسابات القوى العظمى، وأن تُعيد رسم خريطة المنطقة، لقد علم اليمنُ العالمَ درساً بليغاً في معنى العزة والكرامة، وألهم الشعوبَ المُستضعفةَ أنَّ النصرَ حليفُ منْ يثقُ باللهِ وبعزيمةِ أبنائهِ.
إن تراجع ترامب ليس مُجَـرّد حادث عابر، بل هو دليل قاطع على قوة اليمن، وتأثيره المتزايد في المنطقة، وهو أَيْـضاً رسالة إلى كُـلّ من يظن أن القوة هي كُـلّ شيء، وأن الحق يمكن أن يُداس بالأقدام، فالحق أقوى من كُـلّ قوة، والإيمان أعظم من كُـلّ سلاح، ومهما تجبر الطغاة، فإنَّ الحقَّ سينتصرُ في النهاية، وسيعودُ الحقُّ لأصحابهِ.
وها هو اليمن، رغم جراحه وآلامه، ينهض كطائر الفينيق من الرماد، ليُعلن للعالم أن الحياةَ لا تستقيم إلا بالحرية والكرامة، وأن الحق لا يموت طالما هناك من يدافع عنه، فسلام على اليمن، وشعب اليمن، وجيش اليمن، الذي يرغم الطغاة على التراجع، ويُعيد للأُمَّـة بعضًا من كرامتها المسلوبة، وسلام على كُـلّ من سار على درب الحق، ولم يلن ولم يستكن، حتى يتحقّق النصر، ويعود الحق إلى أهله.
اليمن اليوم ليس مُجَـرّد دولةٍ على الخريطة، بل هو رمز للعزة والإباء، وقصة تُروى للأجيال، عن شعبٍ لم يستسلم للظلم، ولم يتخل عن قيمه ومبادئه، وظلَّ صامداً شامخاً في وجه العاصفة، حتى أرغم الطغاة على التراجع، وأعاد للأُمَّـة بعضاً من كرامتها المسلوبة، فليتعلم العالم من اليمن، وليعرف أن الحق سينتصر في النهاية، وأن الظلم لا يدوم.