رئيس بعثة الحج: التنظيم السعودي الدقيق والاستعانة بالذكاء الاصطناعي سر نجاح موسم الحج
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
قال اللواء مساعد وزير الداخلية لقطاع الشئون الإدارية رئيس بعثة الحج الرسمية، إن التنظيم الدقيق من قبل السلطات السعودية، واستعانتها بالذكاء الاصطناعي، هما سر نجاح موسم الحج، مثمنا في الوقت نفسه التسهيلات التي قدمتها المملكة لضيوف الرحمن، مما مكنهم من آداء المناسك في سهولة ويسر.
وأكد مساعد وزير الداخلية - في تصريحات خاصة لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى الأراضي المقدسة أحمد عبد الله، اليوم /الخميس/ - أن نجاح المملكة العربية السعودية في موسم الحج الحالي، يعد امتداداً لسلسلة نجاحات المملكة في خدمة ملايين المسلمين الذين يأتون سنويا من كل فج عميق لحج بيت الله الحرام، وذلك تجسيدًا لاهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، بتقديم أفضل الخدمات للحجاج، وتجسيدًا لرؤية المملكة 2030، وحرصها على توفير حج آمن وميسر لضيوف الرحمن من مختلف أنحاء العالم.
وأشاد رئيس بعثة الحج الرسمية، بالتسهيلات التي قدمتها السلطات السعودية لبعثة الحج المصرية، والتي تعكس مدى قوة ومتانة العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، على المستويين الشعبي والرسمي.
وشدد على أن نجاح موسم الحج الحالي، يعكس مدى قدرة المملكة العربية السعودية وحرصها على تحمل هذه المسؤولية المقدسة بإقامة كبرى الشعائر الإسلامية.
ورصد موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى الأراضي المقدسة، استخدامًا غير مسبوق للتكنولوجيا الحديثة من قبل المملكة في موسم الحج هذا العام، خاصة الذكاء الاصطناعي، وذلك بهدف تطوير الخدمات المقدمة للحجاج وضمان سلامتهم وسهولة أداء المناسك، حيث نجحت السعودية في توظيف مجموعة كبيرة من التقنيات والبرامج المبتكرة لخدمة الحجيج، لتحدث نقلة نوعية في إدارة أهم حدث ديني في حياة المسلمين.
ويأتي في مقدمة التقنيات الحديثة هذا العام، "المرشدون الآليون"، حيث تم نشر روبوتات ذكية في الحرم المكي الشريف والمناطق المحيطة به لتوجيه الحجاج، والإجابة عن استفساراتهم، وتقديم الإرشادات اللازمة بالعديد من اللغات المختلفة، ما يسهل الحركة والانتقال للجنسيات المختلفة في الحرم وحوله.
ومن وسائل الذكاء الاصطناعي المميزة أيضاً في حج هذا العام "الروبوتات الطبية"، والتي توفر الخدمات الطبية الأساسية للحجاج، إضافة إلى تطبيقات "التوجيه والملاحة"، والتي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوفير مسارات مثلى للحجاج لتجنب الزحام، في ظل الأعداد الكبيرة في الحج أو في أوقات التزاحم المختلفة لأداء مناسك الحج.
واستفادت المملكة العربية السعودية من الذكاء الاصطناعي، خاصة عبر منظومة "إدارة الحشود"، حيث يتم تحليل بيانات الحشود عبر الذكاء الاصطناعي لتوجيه حركة الحجاج ومنع التكدس في نقاط معينة، ما يسهم في تقليل المخاطر، وأيضاً "التنبؤ بالازدحام"، فالذكاء الاصطناعي يسهل خطط السير بشكل كبير، فعبر استخدام البيانات التاريخية والنماذج التنبؤية والإرشادية، يمكن توقع أوقات وأماكن الازدحام واتخاذ إجراءات استباقية، لمنع المشكلات المرورية والزحام.
ومن أبرز أوجه التطوير التي أدخلتها المملكة في موسم الحج هذا العام، بطاقة الشعائر الذكية (نسك)، والتي أطلقتها السلطات السعودية، لتمييز الحجاج المنتظمين الحاصلين على تأشيرة الحج، حيث تعد المستند التعريفي للحاج، والإثبات الرسمي الوحيد المعتمد للحاج النظامي في منطقة المشاعر المقدسة، ويتم عبرها الحصول على كافة المعلومات الشخصية والصحية للحاج، وبيانات السكن، بجانب معلومات التواصل مع مسئول بعثته والشركة المختصة بتقديم الخدمات له.
كما استحدثت المملكة العديد من التطبيقات الذكية، لتوفير معلومات حول مناسك الحج، وخرائط المشاعر المقدسة، مترجمة بعدد من اللغات، وكذلك إتاحة التسجيل للتطوع في خدمة الحجاج إلكترونيًا، مما ساهم في زيادة أعداد المتطوعين وتنظيم مهامهم بشكل أفضل، ناهيك عن حجز زيارة الروضة الشريفة إلكترونيا، : لضمان توزيع الفرصة على جميع الحجاج بشكل عادل ومنظم لزيارتها.
كما قامت السلطات السعودية بالتوسع في استخدام أنظمة المراقبة الذكية، لضمان الأمن والسلامة في جميع أنحاء المشاعر المقدسة، وكذلك إطلاق نظام "تراحم" لتقديم المساعدة للحجاج الذين يفقدون وجهتهم أو يواجهون صعوبات.
وعلى الصعيد الطبي، كعادتها دائماً لا تبخل المملكة بتوجيه كافة أوجه الرعاية الطبية اللازمة لحجاج بيت الله الحرام، وتم توفير العديد من المستشفيات المتنقلة في صعيد عرفات الطاهر، لضمان تقديم الرعاية الصحية للحجاج على مدار الساعة، حيث قامت المنظومة الصحية بتجهيز 189 مستشفى ومركزاً صحياً وعيادة متنقلة، باستيعاب سريري يزيد على 6500 سرير، بكوادر طبية وفنية وإدارية ومتطوعين يتجاوز عددهم 40 ألفاً، وبسيارات إسعاف تزيد على 370 سيارة، و7 طائرات إسعافية، و12 مختبراً، و60 شاحنة، لتوفير أكثر من 1860 بنداً طبياً، بالاضافة إلى تجهيز 3 مستودعات طبية متنقلة موزعة في منطقة المشاعر المقدسة.
وبلغ عدد الحجاج الذين تلقوا الخدمات الصحية هذا العام خلال موسم الحج، أكثر من 390 ألف حاج، وتمّ إجراء أكثر من 28 عملية قلب مفتوح، وأكثر من 720 قسطرة قلبية، بالإضافة إلى أكثر من 1169 جلسة غسيل كلوي، كما تم تقديم خدمات افتراضية عبر مستشفى صحة الافتراضي لأكثر من 5800 حاج، والتعامل المباشر مع حالات الإجهاد الحراري، وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم، لتسهم الجهود التوعوية الاستباقية، في الحد من زيادة عدد الحالات.
وعلى الصعيد الميداني، وفي مشهد لافت للنظر، شهدت منطقة الحرم المكي الشريف، ومنطقة المشاعر المقدسة، تواجدا أمنيا مكثفا، ولكنه كان ناعما في التعامل مع ضيوف الرحمن، حيث عمل على تنظيم عملية الدخول والخروج من الحرم، لمنع أية تكدسات من شأنها أن تحدث أية حوادث تدافع لا قدر الله، من خلال ارشاد الحجاج على مسارات الدخول والخروج، مع ابتسامة لا تفارق الوجه، تبعث الطمأنينة في قلوب ضيوف الرحمن.
وكذلك الحال في منطقة المشاعر المقدسة، سواء على صعيد عرفات الطاهر، أو بالمشعر الحرام (المزدلفة)، أو مشعر منى، حيث انتشر الاف الضباط والجنود، لإرشاد الحجاج إلى مسارات السير الصحيحة، وكذلك إلقاء رزازات المياه عليهم، لتخفيف حدة ارتفاع درجات الحرارة على أجسادهم.
وشهد موسم الحج هذا العام ازديادًا ملحوظًا في أعداد الحجاج من مختلف أنحاء العالم، وذلك بفضل الجهود المبذولة لضمان رحلة حج آمنة وميسرة، ورغم زيادة الأعداد، الا أن استطلاعات الرأي أظهرت مدى رضا الحجاج عن الخدمات المقدمة لهم هذا العام، وذلك بفضل استخدام التكنولوجيا الحديثة واتباع أساليب حديثة في التعامل معهم.
ويُعدّ استخدام المملكة العربية السعودية للتكنولوجيا الحديثة في تنظيم الحج، نموذجًا يُحتذى به لخدمة ضيوف الرحمن، فيما تُظهر هذه الجهود حرص المملكة على توفير تجربة حج آمنة وميسرة لجميع الحجاج من مختلف أنحاء العالم، وتعكس التزامها بتحقيق رؤية 2030.
اقرأ أيضاًوزير الشؤون الإسلامية بالسعودية: نجاح موسم الحج امتداد للنجاحات المتواصلة بالمملكة
ولد في مكة.. «محمد النيجيري» أول مولود في موسم الحج 2024
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: درجات الحرارة الحج وزيرة الصحة وزارة الدفاع الحرب العالمية الثالثة السلطات السعودية حج القرعة الحجاج حج الحجاج المصريين بعثة حج القرعة بعثة حج بعثة البعثة الحجاج العراقيين للحجاج زيارة الأربعين نتيجة القرعة المملکة العربیة السعودیة منطقة المشاعر المقدسة الذکاء الاصطناعی السلطات السعودیة نجاح موسم الحج حج هذا العام فی موسم الحج استخدام ا أکثر من
إقرأ أيضاً:
العربية للتنمية الزراعية تقدم حلولا بالذكاء الاصطناعي لتحديات استدامة الزراعة والمياه
نظّمت المنظمة العربية للتنمية الزراعية بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (ICESCO) ومركز البيئة والتنمية للمنطقة العربية وأوروبا (CEDARE) حدثاً جانبياً، في إطار فعاليات مؤتمر الأطراف الـ29 لاتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي، الذي يعقد في العاصمة الأذربيجانية باكو خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر 2024، خصص لمناقشة تأثير التغيرات المناخية على موارد المياه والزراعة في العالم الإسلامي والمنطقة العربية.
وقدمت المنظمة العربية للتنمية الزراعية مداخلة رئيسية تناولت التحديات التي تعيق التنمية الزراعية المستدامة في المنطقة، من بينها ندرة المياه، والتقلبات المناخية، وتدهور التربة، بالإضافة إلى الاعتماد الكبير على الواردات الغذائية. كما استعرضت الفرص المتاحة، مثل استخدام المحاصيل المقاومة للتغير المناخي، وتوظيف الابتكارات التكنولوجية في الزراعة وإدارة المياه، إلى جانب تعزيز التعاون الإقليمي ودبلوماسية المياه.
ناقش المشاركون لأبرز التهديدات التي تواجه قطاعي المياه والزراعة في المنطقة، مع التركيز على الظروف البيئية الخاصة بالدول العربية. وتطرقت النقاشات إلى السيناريوهات المحتملة للتغيرات المناخية، وتأثير ارتفاع درجات الحرارة على الموارد المائية والإنتاجية الزراعية، بما في ذلك تزايد حالات الجفاف وتغير أنماط هطول الأمطار، وانعكاسات ذلك على الأمن الغذائي
في سياق متصل، شاركت المنظمة بالتعاون مع ICESCO في ندوة علمية بعنوان "الأمن الغذائي وإدارة الموارد المائية في العالم الإسلامي: العلاقة بين العلم والسياسة". وركزت المداخلة التي قدمتها المنظمة على أهمية تكامل العلوم والسياسات لمواجهة التحديات، مشددة على ضرورة تطوير السياسات الوطنية لمواكبة التطورات التكنولوجية، لاسيما استخدام الزراعة الذكية والذكاء الاصطناعي.
كما شاركت المنظمة في المنتدى الدولي حول الحلول المبتكرة للذكاء الاصطناعي من أجل الزراعة الذكية مناخياً وإدارة الموارد المائية، الذي نظمته الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وقدمت مداخلة تناولت بعمق الإمكانات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة الموارد الزراعية والمائية في المنطقة، وسلطت المداخلة الضوء على دور أنظمة الري الذكية المعتمدة على تحليل البيانات، والتي تتيح تحديد الاحتياجات المائية الدقيقة للمحاصيل وتقليل هدر المياه بشكل كبير.
وأشارت إلى أهمية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل التعلم الآلي والشبكات العصبية للتنبؤ بالظواهر المناخية المتطرفة، مما يمكّن المزارعين وصناع القرار من التخطيط المسبق واتخاذ التدابير المناسبة لمواجهة تلك التحديات.
كما استعرضت المنظمة تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة، ومنها تحسين كفاءة الإنتاج الزراعي وتقليل البصمة الكربونية من خلال مبادرات مثل عزل الكربون وأرصدة الكربون. وأكدت أن هذه الحلول التقنية ليست فقط وسيلة للتكيف مع تغير المناخ، بل تمثل أيضاً فرصة لتحفيز الابتكار وتحقيق تحول إيجابي في قطاع الزراعة والمياه، بما يسهم في تحقيق الاستدامة على المدى الطويل.
وفي ختام مداخلاتها اوصت المنظمة على أهمية تبني سياسات تشجع استخدام التقنيات الحديثة، وتكثيف التعاون الإقليمي والدولي لضمان استدامة الموارد الزراعية والمائية، بما يسهم في مواجهة التحديات المتزايدة للتغير المناخي وتحقيق الأمن الغذائي في المنطقة.