قال اللواء مساعد وزير الداخلية لقطاع الشئون الإدارية رئيس بعثة الحج الرسمية، إن التنظيم الدقيق من قبل السلطات السعودية، واستعانتها بالذكاء الاصطناعي، هما سر نجاح موسم الحج، مثمنا في الوقت نفسه التسهيلات التي قدمتها المملكة لضيوف الرحمن، مما مكنهم من آداء المناسك في سهولة ويسر.

وأكد مساعد وزير الداخلية - في تصريحات خاصة لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى الأراضي المقدسة أحمد عبد الله، اليوم /الخميس/ - أن نجاح المملكة العربية السعودية في موسم الحج الحالي، يعد امتداداً لسلسلة نجاحات المملكة في خدمة ملايين المسلمين الذين يأتون سنويا من كل فج عميق لحج بيت الله الحرام، وذلك تجسيدًا لاهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، بتقديم أفضل الخدمات للحجاج، وتجسيدًا لرؤية المملكة 2030، وحرصها على توفير حج آمن وميسر لضيوف الرحمن من مختلف أنحاء العالم.

وأشاد رئيس بعثة الحج الرسمية، بالتسهيلات التي قدمتها السلطات السعودية لبعثة الحج المصرية، والتي تعكس مدى قوة ومتانة العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، على المستويين الشعبي والرسمي.

وشدد على أن نجاح موسم الحج الحالي، يعكس مدى قدرة المملكة العربية السعودية وحرصها على تحمل هذه المسؤولية المقدسة بإقامة كبرى الشعائر الإسلامية.

ورصد موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى الأراضي المقدسة، استخدامًا غير مسبوق للتكنولوجيا الحديثة من قبل المملكة في موسم الحج هذا العام، خاصة الذكاء الاصطناعي، وذلك بهدف تطوير الخدمات المقدمة للحجاج وضمان سلامتهم وسهولة أداء المناسك، حيث نجحت السعودية في توظيف مجموعة كبيرة من التقنيات والبرامج المبتكرة لخدمة الحجيج، لتحدث نقلة نوعية في إدارة أهم حدث ديني في حياة المسلمين.

ويأتي في مقدمة التقنيات الحديثة هذا العام، "المرشدون الآليون"، حيث تم نشر روبوتات ذكية في الحرم المكي الشريف والمناطق المحيطة به لتوجيه الحجاج، والإجابة عن استفساراتهم، وتقديم الإرشادات اللازمة بالعديد من اللغات المختلفة، ما يسهل الحركة والانتقال للجنسيات المختلفة في الحرم وحوله.

ومن وسائل الذكاء الاصطناعي المميزة أيضاً في حج هذا العام "الروبوتات الطبية"، والتي توفر الخدمات الطبية الأساسية للحجاج، إضافة إلى تطبيقات "التوجيه والملاحة"، والتي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوفير مسارات مثلى للحجاج لتجنب الزحام، في ظل الأعداد الكبيرة في الحج أو في أوقات التزاحم المختلفة لأداء مناسك الحج.

واستفادت المملكة العربية السعودية من الذكاء الاصطناعي، خاصة عبر منظومة "إدارة الحشود"، حيث يتم تحليل بيانات الحشود عبر الذكاء الاصطناعي لتوجيه حركة الحجاج ومنع التكدس في نقاط معينة، ما يسهم في تقليل المخاطر، وأيضاً "التنبؤ بالازدحام"، فالذكاء الاصطناعي يسهل خطط السير بشكل كبير، فعبر استخدام البيانات التاريخية والنماذج التنبؤية والإرشادية، يمكن توقع أوقات وأماكن الازدحام واتخاذ إجراءات استباقية، لمنع المشكلات المرورية والزحام.

ومن أبرز أوجه التطوير التي أدخلتها المملكة في موسم الحج هذا العام، بطاقة الشعائر الذكية (نسك)، والتي أطلقتها السلطات السعودية، لتمييز الحجاج المنتظمين الحاصلين على تأشيرة الحج، حيث تعد المستند التعريفي للحاج، والإثبات الرسمي الوحيد المعتمد للحاج النظامي في منطقة المشاعر المقدسة، ويتم عبرها الحصول على كافة المعلومات الشخصية والصحية للحاج، وبيانات السكن، بجانب معلومات التواصل مع مسئول بعثته والشركة المختصة بتقديم الخدمات له.

كما استحدثت المملكة العديد من التطبيقات الذكية، لتوفير معلومات حول مناسك الحج، وخرائط المشاعر المقدسة، مترجمة بعدد من اللغات، وكذلك إتاحة التسجيل للتطوع في خدمة الحجاج إلكترونيًا، مما ساهم في زيادة أعداد المتطوعين وتنظيم مهامهم بشكل أفضل، ناهيك عن حجز زيارة الروضة الشريفة إلكترونيا، : لضمان توزيع الفرصة على جميع الحجاج بشكل عادل ومنظم لزيارتها.

كما قامت السلطات السعودية بالتوسع في استخدام أنظمة المراقبة الذكية، لضمان الأمن والسلامة في جميع أنحاء المشاعر المقدسة، وكذلك إطلاق نظام "تراحم" لتقديم المساعدة للحجاج الذين يفقدون وجهتهم أو يواجهون صعوبات.

وعلى الصعيد الطبي، كعادتها دائماً لا تبخل المملكة بتوجيه كافة أوجه الرعاية الطبية اللازمة لحجاج بيت الله الحرام، وتم توفير العديد من المستشفيات المتنقلة في صعيد عرفات الطاهر، لضمان تقديم الرعاية الصحية للحجاج على مدار الساعة، حيث قامت المنظومة الصحية بتجهيز 189 مستشفى ومركزاً صحياً وعيادة متنقلة، باستيعاب سريري يزيد على 6500 سرير، بكوادر طبية وفنية وإدارية ومتطوعين يتجاوز عددهم 40 ألفاً، وبسيارات إسعاف تزيد على 370 سيارة، و7 طائرات إسعافية، و12 مختبراً، و60 شاحنة، لتوفير أكثر من 1860 بنداً طبياً، بالاضافة إلى تجهيز 3 مستودعات طبية متنقلة موزعة في منطقة المشاعر المقدسة.

وبلغ عدد الحجاج الذين تلقوا الخدمات الصحية هذا العام خلال موسم الحج، أكثر من 390 ألف حاج، وتمّ إجراء أكثر من 28 عملية قلب مفتوح، وأكثر من 720 قسطرة قلبية، بالإضافة إلى أكثر من 1169 جلسة غسيل كلوي، كما تم تقديم خدمات افتراضية عبر مستشفى صحة الافتراضي لأكثر من 5800 حاج، والتعامل المباشر مع حالات الإجهاد الحراري، وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم، لتسهم الجهود التوعوية الاستباقية، في الحد من زيادة عدد الحالات.

وعلى الصعيد الميداني، وفي مشهد لافت للنظر، شهدت منطقة الحرم المكي الشريف، ومنطقة المشاعر المقدسة، تواجدا أمنيا مكثفا، ولكنه كان ناعما في التعامل مع ضيوف الرحمن، حيث عمل على تنظيم عملية الدخول والخروج من الحرم، لمنع أية تكدسات من شأنها أن تحدث أية حوادث تدافع لا قدر الله، من خلال ارشاد الحجاج على مسارات الدخول والخروج، مع ابتسامة لا تفارق الوجه، تبعث الطمأنينة في قلوب ضيوف الرحمن.

وكذلك الحال في منطقة المشاعر المقدسة، سواء على صعيد عرفات الطاهر، أو بالمشعر الحرام (المزدلفة)، أو مشعر منى، حيث انتشر الاف الضباط والجنود، لإرشاد الحجاج إلى مسارات السير الصحيحة، وكذلك إلقاء رزازات المياه عليهم، لتخفيف حدة ارتفاع درجات الحرارة على أجسادهم.

وشهد موسم الحج هذا العام ازديادًا ملحوظًا في أعداد الحجاج من مختلف أنحاء العالم، وذلك بفضل الجهود المبذولة لضمان رحلة حج آمنة وميسرة، ورغم زيادة الأعداد، الا أن استطلاعات الرأي أظهرت مدى رضا الحجاج عن الخدمات المقدمة لهم هذا العام، وذلك بفضل استخدام التكنولوجيا الحديثة واتباع أساليب حديثة في التعامل معهم.

ويُعدّ استخدام المملكة العربية السعودية للتكنولوجيا الحديثة في تنظيم الحج، نموذجًا يُحتذى به لخدمة ضيوف الرحمن، فيما تُظهر هذه الجهود حرص المملكة على توفير تجربة حج آمنة وميسرة لجميع الحجاج من مختلف أنحاء العالم، وتعكس التزامها بتحقيق رؤية 2030.

اقرأ أيضاًوزير الشؤون الإسلامية بالسعودية: نجاح موسم الحج امتداد للنجاحات المتواصلة بالمملكة

ولد في مكة.. «محمد النيجيري» أول مولود في موسم الحج 2024

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: درجات الحرارة الحج وزيرة الصحة وزارة الدفاع الحرب العالمية الثالثة السلطات السعودية حج القرعة الحجاج حج الحجاج المصريين بعثة حج القرعة بعثة حج بعثة البعثة الحجاج العراقيين للحجاج زيارة الأربعين نتيجة القرعة المملکة العربیة السعودیة منطقة المشاعر المقدسة الذکاء الاصطناعی السلطات السعودیة نجاح موسم الحج حج هذا العام فی موسم الحج استخدام ا أکثر من

إقرأ أيضاً:

العشرات بأكفان بيضاء.. ما هو أصل صورة جثامين الحجاج المصريين؟

تُوفي أكثر من 650 مصريا خلال أداء مناسك الحج لهذا العام، من بين أكثر من 1300 شخص من جنسيات عدة قضوا في مكة، وعُزيت وفاة معظمهم إلى الحر الشديد.

عقب ذلك، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية صورة قيل إنها تُظهر جثامين الحجاج المصريين المتوفين. لكن هذا الصورة لا شأن لها بوفاة مئات الحجاج هذا العام، بل هي منشورة عام 2015.

تُظهر الصورة ما يبدو أنها عشرات الجثامين الملفوفة بأكفان بيضاء والمصفوفة على الأرض.

وجاء في التعليقات المرافقة لهذه الصورة على موقعي "إكس" وفيسبوك: "الضحايا المصريون في كارثة الحج لهذا العام".

الصورة المنتشرة قديمة لضحايا تدافع سابق خلال الحج

بدأ انتشار الصورة بهذا السياق عقب إعلان دول وفاة أكثر من 1300 شخص هذا العام، خلال أداء الفريضة في مكة، ونُسب كثير من الوفيات إلى الحر الشديد.

وبحسب حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس من سلطات الدول المعنية ودبلوماسيين، الجمعة، بلغ عدد وفيات الحجاج هذا العام 1100، أكثر من نصفهم من مصر. لكن وكالة الأنباء السعودية نقلت عن وزير الصحة، فهد الجلاجل، الأحد، أن عدد الوفيات بلغ 1301.

وقال مسؤول سعودي لوكالة فرانس برس إن هذا الأمر حدث "في ظروف جوية صعبة ودرجة حرارة قاسية للغاية".

وكل عام يؤدي عشرات آلاف الحجاج الفريضة بدون تصاريح بسبب احتمال عدم قبولهم، إذ هناك حصة محددة لكل دولة، وارتفاع تكاليف الحجوزات.

رسميا.. السعودية تعلن ارتفاع عدد الوفيات بموسم الحج أعلن وزير الصحة السعودي، الأحد، ارتفاع حالات الوفاة بموسم الحج هذا العام إلى 1301.

ويحرمهم ذلك من الوصول إلى الأماكن المكيّفة التي وفّرتها السلطات السعودية لـ1,8 مليون حاج يحملون تصاريح.

وأفاد حجاج مصريون غير نظاميين لفرانس برس هذا الأسبوع بأنهم واجهوا صعوبات في دخول المستشفيات أو استدعاء الإسعاف لأحبائهم، وقد قضى بعضهم.

وتعذّر على هؤلاء استخدام حافلات الحج الرسمية، وهي وسيلة النقل الوحيدة حول الأماكن المقدسة، من دون دفع رسوم باهظة على نحو غير رسمي.

وبعدما اضطروا للسير كيلومترات عدة تحت أشعة الشمس الحارقة، أفاد البعض بمشاهدة جثث على قارعة الطريق وحجاج ينهارون بسبب الإرهاق الواضح.

حقيقة الصورة

لكن الصورة التي سارعت صفحات وحسابات إلى نشرها لا شأن لها بذلك. فالتفتيش عنها على محركات البحث يُظهر أنها منشورة في عام 2015، ما يدحض أن تكون من موسم الحج الحالي مثلما ادعت المنشورات.

ونُشرت الصورة في سبتمبر من 2015 على مواقع إخبارية وأيضا على صفحات على مواقع التواصل، على أنها تُظهر ضحايا حادث وقع في موسم الحج آنذاك.

وفيات مكة تكشف عن "عالم سفلي" من منظمي رحلات الحج أثار العدد الكبير للمتوفين في موسم الحج لهذا العام تساؤلات حول عمل وكالات الأسفار بمختلف البلدان والتي تلقى على عاتقها مسؤولية نقل وتوجيه وإيواء الحجاج في مكة بالسعودية.

وحينها، أدى تدافع قرب مِنى في أول أيام عيد الأضحى إلى وفاة أكثر من 700 شخص وإصابة أكثر من 800 آخرين في أسوأ حادث منذ نحو ثلاثة عقود.

وقال مسؤول في وزارة الصحة السعودية لوكالة فرانس برس آنذاك إن التدافع وقع في وقت رمي الجمرات، حين حاول حشد من الحجاج مغادرة الموقع فيما كان عدد كبير يحاول الوصول إليه.

مقالات مشابهة

  • عودة الفوج الثاني من بعثة حجاج الجمعيات الأهلية بمحافظة البحيرة.. صور
  • حج عام «1445هـ» نجاح وريادة
  • بغداد: لا وفيات بين الحجاج العراقيين خلال موسم الحج
  • العشرات بأكفان بيضاء.. ما هو أصل صورة جثامين الحجاج المصريين؟
  • السعودية تواصل العناية بمصابي «الإجهاد الحراري» في الحج
  • رئيس هيئة رعاية شؤون الحج والعمرة هنأ الحجاج وشكر للسعودية تسهيلاتها ورعايتها
  • المملكة بذلت الغالي والنفيس لانجاح الحج
  • 1301 متوفي في الحج.. وزير الصحة السعودي يكشف سبب ارتفاع وفيات موسم 2024
  • «الرعاية الصحية لاتستثني أحدًا».. خدمات المملكة توفر الحماية لحجاج بيت الله
  • سفير سريلانكا لدى المملكة يشيد بنجاح موسم الحج