كشف تحقيق لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية عن ارتفاع أعداد المهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء الراغبين في الوصول إلى المملكة المتحدة، وذلك بعد أن شددت ألمانيا من قوانينها التي سرعت من إجراءات ترحيل الذين رفضت طلبات لجوئهم.

والعام الماضي، ارتفعت طلبات اللجوء في ألمانيا إلى أعلى معدل لها منذ عام 2016 مع وصول أكثر من 351 ألف شخص، أي حوالي 4 أضعاف العدد القادم إلى بريطانيا.

وفي محاولة للحد من الهجرة غير الشرعية، أعلنت الحكومة الألمانية عن قوانين أكثر صرامة، إذ شملت الإجراءات الجديدة اتخاذ قرارات أسرع بشأن طلبات اللجوء ومزايا مقيدة وعمليات ترحيل أسرع.

وتتمتع السلطات الألمانية أيضا بمزيد من الصلاحيات عند إجراء عمليات البحث، إذ يمكنها احتجاز الأشخاص لمدة تصل إلى 28 يوما قبل رحلات العودة.

وارتفعت عمليات الترحيل بنحو الثلث مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث تم ترحيل أكثر من 6300 شخص بين يناير وأبريل، وفقا للإحصاءات الرسمية.

وخارج السفارة العراقية في برلين، التقى مراسل الشبكة البريطانية بمجموعة من المتظاهرين الذين قالوا إنهم يشعرون بالفعل بآثار القوانين الجديدة.

ثلثهم من دولة عربية.. زيادة هائلة بعدد طالبي اللجوء إلى ألمانيا ارتفع عدد طالبي اللجوء في ألمانيا العام الماضي إلى 351915 شخصا، بزيادة قدرها 51.1 بالمائة مقارنة بالعام الذي سبقه.

ويعيش العديد العراقيين في ألمانيا منذ سنوات، حيث حصل بعضهم على إقامة مؤقتة للبقاء، لكن تم إخبارهم مؤخرا أن بلادهم أصبحت آمنة، وبالتالي ينبغي عليهم العودة إليها.

وقال لي غوران وهو من أكراد العراق: "لقد تم ترحيل بعض أصدقائي بعد أن داهمت الشرطة المنزل في الساعة الثانية أو الثالثة صباحا"، مشددا على أنه لاحظ ارتفاعا في عدد الأشخاص الذين تم رفض طلبات لجوئهم.

وأضاف غوران الذي بترت ساقاه في بلاده: "أنا خائف ولا أستطيع النوم في منزلي"، موضحا أنه لا يستطيع العيش في العراق.

"وضع استثنائي"

وفي أعقاب أزمة المهاجرين في عام 2015، أعلنت المستشارة الألمانية آنذاك، أنغيلا ميركل، عن "سياسة الباب المفتوح" واستقبلت أكثر من مليون لاجئ فروا من الحرب في سوريا وأفغانستان والعراق.

ودافعت عن القرار قائلة إنه "وضع استثنائي"، لكن سياسة الهجرة أثارت غضب بعض الناخبين وأدت إلى زيادة دعم حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني.

وتم التخلي عن هذه السياسة في وقت لاحق، لكن ألمانيا لا تزال واحدة من أكبر الدول المضيفة للاجئين في العالم.

لماذا علقت ألمانيا اتقافية طوعية مع إيطاليا لاستقبال طالبي اللجوء والمهاجرين؟ أعلنت الحكومة الألمانية عن تجميدها اتفاقية طوعية مع إيطاليا لاستقبال المهاجرين، متهمة روما بالفشل في الوفاء بالتزاماتها بموجب "اتفاقية دبلن" الخاصة بتنظيم اللجوء إلى دول الاتحاد الأوروبي.

ومن الذين استطاعوا الوصول إلى بريطانيا بعد صدور قرار بترحيله، شاب من كردستان العراق قال إن اسمه أحمد، والذي أكد في حديث هاتفي مع "سكاي نيوز" أنه قرر الخروج من ألمانيا خوفا من إعادته إلى بلاده.

وذكر أحمد أنه دفع أموالا لمهربي البشر لكي يعبروا به بحر المانش الفاصل بين فرنسا وبريطانيا، وأن الأمر احتاج أكثر من محاولة حتى تمكن من الوصول إلى المملكة المتحدة بالفعل.

وأكد أنه لا يخشى أن يتم ترحليه لاحقا من بريطانيا إلى رواندا والتي وقعت اتفاقا مع لندن يتيح نقل طالبي اللجوء إلى ذلك البلد الأفريقي.

وأحمد هو واحد من عدد من الأكراد العراقيين الذين تحدثت إليهم "سكاي نيوز" مؤخرا والذين دفعوا أموالا للمهربين للوصول إلى المملكة المتحدة بعد أن شددت ألمانيا قواعد الترحيل.

وأضاف أحمد : "أنا متأكد تماما أنه إذا لم يتوقف الترحيل، فإن جميع اللاجئين في ألمانيا سيعبرون الحدود إلى المملكة المتحدة". وزاد: "الناس الذين يشعرون أن حياتهم مهددة  في العراق سيحاولون بأي طريقة ممكنة الوصول إلى بلد آخر".

من جانب آخر، أظهرت امرأة الدواء الذي تعتمد عليه والذي تقول إنه من الصعب الحصول عليه في العراق. وقالت هذه المرأة التي لم تكشف "سكاي نيوز" عن هويتها: "إنهم يعلمون أن بلدي ليس آمنا ... أمتلك مقاطع فيديو لعمليات القتل والسرقة والاختطاف للنساء".

"غير مخالف للقوانين الدولية"

وفي المقابل، تقول الحكومة الألمانية إن عمليات الترحيل تتماشى مع القانون الدولي. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية في بيان: "يحتوي قانون تشجيع العودة إلى الوطن، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 فبراير 2024، على تحسينات عديدة وواسعة النطاق من أجل فرض الالتزام بمغادرة البلاد بشكل أكثر فعالية في المستقبل". 

ونبه إلى أنه "يتم التعاون مع العراق وفقا لمبدأ القانون الدولي الذي بموجبه تلتزم كل دولة باستعادة مواطنيها إذا لم يكن لهم حق الإقامة في البلد المضيف".

ويتعرض المستشار الألماني، أولاف شولتس، لضغوط حتى يبذل مزيدا من الجهود بشأن قضايا اللجوء، وذلك في أعقاب المكاسب الأخيرة التي حققها اليمين المتطرف في انتخابات الاتحاد الأوروبي.

وبعد مقتل رجل شرطة خلال وقت سابق من الشهر الجاري، في أعقاب هجوم شنه طالب لجوء رُفض طلبه، تعهد شولتس بتشديد القوانين بحيث يكون تمجيد الجرائم الإرهابية سببا كافيا للترحيل.

وقال أيضا إن حكومته تعمل على إيجاد سبل لترحيل المجرمين والمهاجرين الخطيرين إلى دول مثل أفغانستان وسوريا.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: إلى المملکة المتحدة طالبی اللجوء الوصول إلى فی ألمانیا سکای نیوز أکثر من

إقرأ أيضاً:

مخاوف دولية من اندلاع حرب شاملة بالشرق الأوسط.. وغزة كلمة السر في إنقاذ العالم

عرضت قناة «القاهرة الإخبارية» تقريرًا بعنوان «غزة.. كلمة السر الأولى والأخيرة في عودة الهدوء إلى الشرق الأوسط وإنقاذ العالم من حرب شاملة»، تناول مخاوف أممية ودولية من اندلاع حرب شاملة بمنطقة الشرق الأوسط جراء إصرار إسرائيل على نقل صراعها الحالي في قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية.

مخاوف أممية ودولية من اندلاع حرب شاملة بمنطقة الشرق الأوسط

وذكر التقرير أن هناك مخاوف أممية ودولية من اندلاع حرب شاملة بمنطقة الشرق الأوسط جراء إصرار إسرائيل على نقل صراعها الحالي في قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية وهو ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش للتحذير من أن ذلك التصعيد سيفتح أبواب الجحيم في لبنان ويبدو أن ذلك الجحيم سيأكل المنطقة كافة وليس طرفي النزاع كإسرائيل أو حزب الله اللبناني فقط ورغم ذلك فإن حلوله لا تتواجد في بيروت بحسب ما أكده مراقبون للأوضاع الحالية إذ أوضحوا أن تلك المخاوف ستظل قائمة حتى التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.

التقرير أضاف أنه كما كانت غزة كلمة السر في انطلاق الحرب يبدو أنها ستكون المفتاح الوحيد الذي ينقذ المنطقة بل والعالم أجمع من حربً قد يصل لهيبها للجميع، وهو الأمر الذي اتفقت عليه كل من الولايات المتحدة وفرنسا قبل أن ينضم لهما الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية.

الولايات المتحدة الأمريكية تقود جهودًا دبلوماسية حثيثة لإنهاء الصراع

أوضح التقرير أن الولايات المتحدة الأمريكية وبحسب مسؤوليها تقود جهودًا دبلوماسية حثيثة لإنهاء ذلك الصراع أملاً في أن يساعد إحراز تقدم على تلك الجبهة في إحياء محادثة السلام المتوقفة بشأن غزة وهو الاتجاه نفسه الذي تبنته جلسة الأمن الدولي بدعوة من فرنسا، ووزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو كشف خلال الجلسة عن اقتراح مشترك مع الولايات المتحدة لإرساء وقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا في لبنان مؤكدًا أن تلك الخطوة ستقود لجهود أكثر اتساعًا بشأن قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • هاريس تتجه إلى الحدود المكسيكية مع تشديد ترامب خطابه بشأن الهجرة
  • الأمم المتحدة: التصعيد المفاجئ بين إسرائيل وحزب الله يثير مخاوف من تفاقم الأزمة في لبنان
  • الهجرة تستنزف الوجود المسيحي في العراق.. الأمن والإقتصاد والتمثيل الحكومي على رأس الأسباب
  • مخاوف دولية من اندلاع حرب شاملة بالشرق الأوسط.. وغزة كلمة السر في إنقاذ العالم
  • أوروبا تتجه نحو تشديد أكبر لسياسات الهجرة
  • بـ550 حالة.. ارتفاع عدد مصابي الحصبة في ألمانيا خلال 2024
  • السوداني يختتم زيارته لنيويورك بلقاء غوتيريش الذي أثنى على إنهاء عمل “يونامي” بالعراق
  • مخاوف من عودة «ترامب» للبيت الأبيض
  • “الزكاة والضريبة والجمارك” بميناء الملك عبدالله تحبط محاولة تهريب أكثر من 54 كيلوجرامًا من “الكوكايين” مُخبأة في إرسالية “موز”
  • شاهد.. إحباط تهريب أكثر من 54 كيلوجرامًا من “الكوكايين” مُخبأة في إرسالية “موز”