قالت وسائل إعلام كورية شمالية اليوم الخميس إن كوريا الشمالية وروسيا اتفقتا على تقديم الدعم العسكري بدون تأخير إذا تعرض أي منهما لهجوم، بموجب معاهدة شراكة جديدة تم التوقيع عليها بعد قمة بيونغ يانغ بين الزعيم كيم جونغ أون، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي بدأ اليوم زيارة إلي فيتنام لحشد دعم المتبقين من حلفاء بلاده.

وكشفت وكالة الأنباء المركزية الرسمية في كوريا الشمالية عن النص الكامل لـ"معاهدة الشراكة الإستراتيجية الشاملة" التي وقعها  كيم وبوتين أمس الأربعاء بعد محادثاتهما في بيونغ يانغ، عاصمة كوريا الشمالية.

وجاء في المعاهدة "إذا تعرض أحد الطرفين لمواقف حرب بسبب غزو مسلح من دولة منفردة، أو عدة دول فإن الجانب الآخر يقدم المساعدة العسكرية وغيرها من المساعدات دون تأخير من خلال حشد جميع الوسائل المتاحة له التي في حوزته بما يتماشى مع المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وقوانين كوريا الشمالية والاتحاد الروسي".

وأضافت الوكالة أن المعاهدة الجديدة "تتطلب أيضا من الجانبين عدم التوقيع على معاهدات مع دولة ثالثة تنتهك المصالح الأساسية للطرف الآخر أو تشارك في مثل هذه الأعمال".

وتنص المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة على أن جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لها الحق الطبيعي في الدفاع عن النفس فرديا وجماعيا إذا تعرضت لهجوم مسلح.

وبعد محادثات القمة، أعلن الزعيم كيم أن علاقات كوريا الشمالية مع روسيا قد تمت ترقيتها إلى مستوى التحالف. لكن بوتين لم يصل إلى حد تعريف العلاقات على أنها تحالف. ولا تزال وجهات النظر منقسمة حول ما إذا كان يمكن اعتبار المعاهدة بمثابة معاهدة دفاع مشترك.

وستحل معاهدة الشراكة الجديدة محل المعاهدات الثنائية التي أبرمتها كوريا الشمالية وروسيا حتى الآن، بما في ذلك معاهدة العلاقات الثنائية في عام 2000 والتي تركزت على التعاون في القطاعات غير العسكرية.

ووقعت كوريا الشمالية والاتحاد السوفياتي السابق معاهدة الصداقة والمساعدة المتبادلة في عام 1961. وتضمنت المعاهدة بندًا ينص على ما يسمى بالتدخل العسكري التلقائي، والذي بموجبه إذا تعرض أحد الطرفين لهجوم مسلح، فإن الطرف الآخر يقدم القوات العسكرية وغيرها من المساعدات دون تردد.

بوتين و كيم جونغ أون يداعبان حصانا خلال نزهة في حديقة ببيونغ يانغ ( الأوروبية) العقوبات

وجاءت محادثات القمة في وقت تكثف فيه روسيا وكوريا الشمالية، اللتان تخضعان لعقوبات دولية، تعاونهما العسكري مع استمرار الحرب في أوكرانيا وسعي كوريا الشمالية لتطوير برامجها النووية والصاروخية.

وقال بوتين في ختام المباحثات مع كيم "نحن نعارض ممارسة فرض العقوبات والقيود ذات الدوافع السياسية. مثل هذه الإجراءات غير المشروعة تؤدي فقط إلى تقويض النظام الاقتصادي والسياسي العالمي".

وأكد الرئيس  الروسي أن بلاده وكوريا الشمالية "تتطوران بنجاح على أساس سيادي ومستقل، على الرغم من الضغوط الخارجية".  كما أكد أيضا أن البلدين سيقدمان الدعم الكامل أحدهما للآخر كأصدقاء وجيران حقيقيين".

وشدد بوتين على ضرورة "إعادة النظر في نظام العقوبات الذي فرضه مجلس الأمن الدولي" وقال "أود أن أشير إلى ضرورة إعادة النظر في نظام القيود لأجل غير مسمى، النظام الذي فرضه مجلس الأمن الدولي على كوريا الشمالية، والذي تم بإلهام من الولايات المتحدة وحلفائها. يجب أن تتم مراجعته".

وأكد الرئيس الروسي على أن "الكليشيهات الدعائية التي يكررها الغربيون بكثرة لم تعد قادرة على إخفاء خططهم الجيوسياسية العدوانية، بما في ذلك في منطقة شمال شرق آسيا". وأشار إلى أن "تقييمات موسكو وبيونغ يانغ بشأن الأسباب الجذرية لتصعيد التوتر العسكري والسياسي متطابقة".

وأوضح بوتين أن سبب ذلك هو "سياسة واشنطن الاستفزازية التي توسع بنيتها التحتية العسكرية في مناطق مختلفة من العالم والتي تترافق مع زيادة كبيرة في حجم وكثافة التدريبات العسكرية المختلفة بمشاركة  كوريا الجنوبية واليابان والجيوش المعادية لكوريا الشمالية. وهذه الخطوات تقوض السلام والاستقرار وتشكل تهديدا أمنيا لجميع دول شمال شرق آسيا".

تو لام (اليمين) يرحب بنظيره الروسي في القصر الرئاسي في هانوي (الأوروبية) حشد الحلفاء

وعقب زيارته إلى كوريا الشمالية، توجه بوتين إلى فيتنام، في زيارة دولة تلبية لدعوة من الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي نغوين فو ترونغ تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين.

والتقى الرئيس الفيتنامي تو لام نظيره الروسي في القصر الرئاسي في هانوي، وقال إن بلاده تعلق أهمية كبيرة على تطوير الشراكة الإستراتيجية الشاملة مع روسيا، التي تعتبرها إحدى أولويات السياسة الخارجية. وتابع تو لام: "إننا نتذكر بامتنان المساعدة والدعم المتفاني الذي قدمه الشعب الروسي لفيتنام في كفاحنا من أجل الاستقلال".

وينتظر أن يجري بوتين محادثات ثنائية مع زعيم الحزب الشيوعي ترونغ، كما سيلتقي رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه، ويحضر أيضا مأدبة رسمية.

وذكرت وكالة بلومبيرغ، أن زيارة بوتين تؤكد العلاقات المتواصلة بين البلدين منذ عقود، في مواجهة الانتقادات الأميركية لغزو روسيا لأراض أوكرانية.

ونقلت بلومبيرغ عن بيان نشر على الموقع الرسمي للحكومة الفيتنامية القول "تثبت هذه الزيارة أن فيتنام تقوم على نحو نشط بتنفيذ سياستها الخارجية بروح الاستقلال والاعتماد على النفس والتنويع والتعددية".

وسبق أن انتقدت السفارة الأميركية في العاصمة الفيتنامية هانوي الزيارة، وقالت "لا ينبغي لأي دولة منح بوتين منصة للدعاية لحربه العدوانية، والسماح له بتطبيع فظائعه".

يشار إلى أن بوتين زار فيتنام 4 مرات من قبل، في فبراير/شباط عام2001، وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 2006، وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 2013 والرابعة في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2017

ويسعى بوتين إلى حشد الدعم من جانب حلفاء روسيا المتبقين. ولا يزال من غير الواضح بالضبط كيف تأمل فيتنام في الاستفادة من استضافة زيارة من بوتين، الذي لا يزال يخضع لمذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب مزعومة ضد أوكرانيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات کوریا الشمالیة

إقرأ أيضاً:

أحمر الناشئين يتحدى كوريا الشمالية من أجل بطاقة المونديال

يخوض منتخبنا الوطني للناشئين يوم الجمعة، عند الساعة التاسعة والربع مساءً، مواجهة حاسمة حينما يلتقي منتخب كوريا الشمالية في الملعب الفرعي لملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة، في ختام مباريات دور المجموعات لنهائيات أمم آسيا دون 17، والتي تستضيفها المملكة العربية السعودية حتى 20 أبريل الجاري.

مواجهة صعبة مع واحد من أقوى منتخبات البطولة على الصعيد البدني، ولكن الأحمر عليه تجاوز هذه العقبة بدون الدخول في حسابات أخرى، ويلتقي في ذات التوقيت، لحساب المجموعة الرابعة، منتخبا إيران وطاجيكستان في استاد الأمير عبدالله الفيصل في جدة.

وبحسب لوائح البطولة، فإن فوز منتخبنا الوطني يضعه بشكل مباشر في ربع نهائي البطولة وضمان مقعد في مونديال قطر، أما التعادل فسيُؤهله فقط في حال فوز إيران على طاجيكستان، حيث سيكون لمنتخبنا وإيران حينها نفس الرصيد من النقاط (4 نقاط)، ولكسر التعادل تنص اللوائح على اللجوء أولًا لفارق المواجهات المباشرة، ثم فارق الأهداف، ثم المنتخب الأكثر تسجيلًا. أما في حال خسارة المنتخب، فهذا يعني تلاشي حظوظه بشكل كلي في التأهل، ليدفع ثمن خسارته في الافتتاح أمام طاجيكستان بهدفين لهدف.

منتخبنا سيدخل مباراة الغد مُعززًا بالثقة التي اكتسبها اللاعبون عقب الأداء البطولي الذي قدموه في الشوط الثاني من مباراة إيران، وهذا ما أكده المدرب أنور الحبسي، الذي تحدث عقب تلك المواجهة أن هذا ليس مجرد انتصار فحسب، بل كان جرعة عالية من الثقة قبل المواجهة المصيرية يوم غد أمام منافس قدم وجهًا قويًا في مباراتي إيران وطاجيكستان. وقال الحبسي ممتدحًا منافسه: علينا أن نكون حذرين من كوريا الشمالية، التي تمتلك تشكيلة قوية من اللاعبين وتنافس على مستوى عالٍ، لكن هذه المباراة سنلعبها وكأننا نلعب نهائيًا.

على الجانب الآخر، أشاد مدرب كوريا الشمالية أو تاي سونج، صاحب الـ55 عامًا، بمنتخبنا قبل المباراة، حيث قال: منتخب عُمان صعب جدًّا في التسديد البعيد، وأيضًا يتناقل الكرة جيدًا بين لاعبيه، ويجب أن نضع خطة تناسب نقاط قوته، وأيضًا الخطة التي تناسب إمكانيات لاعبي فريقي، كما رَجَّح تاي سونج أنه سيلعب بذات الطريقة التي التهم فيها المنتخب الطاجيكي بثلاثية في الشوط الثاني، من خلال وجود كوانج سونج، ووكيم يو جين، ووري رو جوون، وكيم تاي جوك في الخط الأمامي.

وأجرى منتخبنا الوطني يوم الخميس حصة رئيسية، راجع من خلالها الجهاز الفني التشكيلة وخطة اللعب التي ينوي من خلالها خوض التحدي الأخير في دور المجموعات، خاصة أن مباراة الغد مهرها غالٍ جدًّا، وهو التأهل لكأس العالم التي تستضيفها دولة قطر شهر نوفمبر المقبل، وليس مجرد تأهل لربع نهائي البطولة فقط.

الأحمر لا ينسى أن منتخب كوريا الشمالية حرمه من التأهل لمونديال الهند 2017، حينما أقصاه من ربع نهائي نسخة 2016 بركلات الترجيح بعد التعادل الإيجابي بين الجانبين 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي، كما تفوقت كوريا الشمالية أيضًا على المنتخب في أمم آسيا 2010 بأوزبكستان بهدفين لهدف.

ويأمل الأحمر الناشئ في العودة للمونديال بعد غياب 24 عامًا، حيث سجل من قبل حضوره في كأس العالم 3 مرات: في الإكوادور 1995، ومصر 1997، وترينيداد وتوباجو 2001.

وكانت المشاركة الأولى قبل 29 عامًا بقيادة الإنجليزي جورج سميث، حيث بدأها منتخبنا بالفوز على كندا 2-1 سجلهما محمد عامر الكثيري، وفي المباراة الثانية تعادل سلبيًّا أمام البرازيل، لينهي دور المجموعات بالفوز على ألمانيا بثلاثية جاءت عبر محمد عامر الكثيري، وهدفان لتقي مبارك السيابي. وفي ربع نهائي تلك البطولة، قلب تأخره أمام نيجيريا بهدفين، لهدف سجلهما محمد عامر وهاني الضابط، قبل أن تتوقف مسيرته في المربع الذهبي أمام غانا بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد.

وفي المشاركة الثانية بمصر عام 1997، بقيادة الوطني مبارك سلطان، أيضًا تعدى منتخبنا دور المجموعات بعد فوزه على الولايات المتحدة الأمريكية برباعية، وعلى النمسا بثلاثة أهداف مقابل هدف، وخسر بالنتيجة ذاتها من المنتخب البرازيلي. وفي ربع نهائي البطولة، تعرض لهزيمة قاسية أيضًا من غانا 4-1، ليغادر البطولة قبل معادلة الرقم السابق في المونديال.

وشارك المرة الأخيرة في المونديال قبل 23 عامًا بقيادة النيوزيلندي جون أدست، وودع من الدور الأول في ترينيداد وتوباجو، حيث خسر من إسبانيا 2-1، ومن الأرجنتين بثلاثية، قبل أن يودع البطولة بتعادل شرفي أمام بوركينا فاسو بهدف لكل جانب.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية السيد أسعد الشيباني يوقع مع وزير خارجية كوريا الجنوبية تشو تاي يول اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية بين سوريا وكوريا الجنوبية
  • ما الذي تستفيده إيران من معاهدة الشراكة مع روسيا؟
  • أحمر الناشئين يتحدى كوريا الشمالية من أجل بطاقة المونديال
  • كوريا الشمالية: نزع سلاحنا النووي «أحلام يقظة»
  • شقيقة زعيم كوريا الشمالية: نزع سلاحنا النووي حلم يقظة
  • “الدوما” الروسي يقر معاهدة شراكة إستراتيجية مع إيران
  • الدوما يصادق على معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وإيران
  • مجلس الدوما يقر معاهدة شراكة استراتيجية بين روسيا وإيران
  • مجلس الدوما يقر معاهدة شراكة استراتيجية بين روسيا وإيران مدتها 20 عاما
  • وسائل إعلام: بوتين شكر لوكاشينكو على ضبط المتفجرات المتجهة إلى روسيا