يعاني الكثير من الأطفال من ترددات الحروب والصراعات ومن ويلاتها، ومنها التجربة القاسية التي يعيشها أطفال جنوب لبنان حاليا، والتي تركت أثرها السلبي فيهم. ويتفق الأطباء والاختصاصيون النفسيون على أن معالجة الصدمات التي تسببها الحروب تكون أصعب لدى الصغار، لأنهم لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم بسهولة، ولا يمكنهم فهم المعنى أو المغزى جراء الفظائع التي يشهدونها.

ولأن الأطفال المصابين بالصدمة غير قادرين على التعبير عن مشاعرهم في كلمات، فهم يلجأون إلى طرق مختلفة تتبدى في سلوكهم بشكل أساسي، ولهذه الأسباب أطلقت مبادرات انسانية عدة لاحتضان العائلات الجنوبية وبالأخص الأطفال.    
باص الفن والسلام    
أطلقت "جمعية تيرو للفنون" و"مسرح إسطنبولي" ورش تدريبية للأطفال والشباب النازحين من القرى والبلدات الحدودية الجنوبية، في "المسرح الوطني اللبناني المجاني" في مدينة صور، وتقوم بنقل الأطفال والشباب من خلال باص الفن والسلام الذي تم إطلاقه عام 2018 للعروض الجوالة في المناطق وتنقلهم من المدارس الرسمية التي يتواجد فيها الأطفال الى المسرح وتعمل على تنظيم الورش التدريبية بالمسرح والرسم والأشغال اليدوية والدمى والحكواتي وعروض الأفلام السينمائية. وأكد مؤسس "المسرح الوطني اللبناني" الممثل والمخرج قاسم إسطنبولي "ضرورة المقاومة الثقافية وأهمية إقامة الورش التدريبية للأطفال والشباب في ظل هذه الظروف الصعبة وهي تشكل وسيلة للتعبير وللحرية من أجل المساهمة في مواجهة تداعيات الحرب والضغوط النفسية وانعكاسها على الأطفال والشباب". مبادرة تربوية جاءت مبادرة السيدة مي إسماعيل، ناظرة وصاحبة مدرسة "إسماعيل واكد إسماعيل" في بلدة أنصار الجنوبية، في محاولة لاحتواء تداعيات العدوان على الأطفال وتخفيف معاناتهم، فقررت بمساعدة عائلتها استقبال الأطفال النازحين ودمجهم في برنامج التعليم بالمدرسة، وتقول "قدمنا للأطفال كل المستلزمات من كتب وقرطاسية، بهدف منعهم من فقدان العام الدراسي". وتضيف: "قمنا بالترويج للمبادرة، حيث بدأنا بعدد قليل، لكنه ازداد يوما بعد يوم ووصلنا إلى 70 طالبا، قدمنا لهم الدعم التعليمي والنفسي". وتوضح المتحدثة في السياق ذاته "يبدو على الأطفال النازحين مؤشرات الإرهاق النفسي، بسبب انعدام الاستقرار الذي عاشوه، لذا نشركهم في أنشطة ترفيهية مثل الرسم، لتعزيز تعبيرهم عن مشاعرهم، واليوم أصبح الطلاب أكثر استقرارا".   مشروع "خطوة" يعتبر هذا المشروع بمثابة "خطوة" نحو تقديم الدعم للمناطق المتضرّرة في الجنوب والتركيز على تلبية الحاجات النفسية والاجتماعية للافراد المتأثرين بالنزوح والاوضاع الطارئة، من خلال 5 عيادات نقّالة في مختلف مناطق الجنوب (صيدا، جزين، الزهراني، صور، النبطية، بنت جبيل، حاصبيا ومرجعيون) مزوّدة باختصاصيين نفسيين اجتماعيين وفريق عمل لتقديم الدعم اللازم على كافة الاصعدة للأطفال والنساء. يذكر أن مشروع "خطوة" أطلقته وزارة الشؤون الاجتماعية وهو تحت إطار مشروع شبكة 2 الذي يتم دعمه من قبل الوكالة الفرنسية للتنمية AFD ومركز الأزمات والدعم CDCS ويتم تنفيذه من قبل مؤسسة اكسبرتيس فرانس. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

النسيج للأطفال .. ورشة عمل في المتحف اليوناني الروماني

نظم قسم التراث اللامادي بـ المتحف اليوناني الروماني ، ورشة بعنوان " النسيج للاطفال" تعلم الاطفال الفرق بين التراث الثقافي المادي واللامادي وعلاقته بالنسيج المصري.


أوضحت إدارة المتحف اليوناني الروماني ، أن خلال الورشة تم عرض فيلم عن النسيج ومشاركة الأطفال بعمل نسج للخيوط على مجسم للنول من الكرتون المقوى.


وفى نهاية الورشة أبدي الأطفال إستمتاعهم وتم التقاط الصور بأعمال الأطفال خلال الورشة ،والتى لاقت رواجا واعجاب كافة الحاضرين .


يذكر أن بدأت فكرة إنشاء المتحف اليوناني الروماني في عام 1891م عندما فكر عالم الآثار الإيطالي "جوزيبي بويت" في تخصيص مكان يحتوي على الاكتشافات الأثرية التي تم الكشف عنها بالإسكندرية، بما يعمل على الحفاظ على تاريخها الثقافي، خاصة بعد أن تم إيداع تلك المكتشفات بمتحف بولاق بالقاهرة.

ثم قام المهندس الألماني ديرتيش والمهندس الهولندي ليون ستينون ببناء مبنى المتحف الحالي عَلى طراز المباني اليونانية، وافتتح المتحف لأول مرة في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني في 26 سبتمبر عام 1895م.
 

مقالات مشابهة

  • العنف ضد الأطفال داخل الأسرة: معاناة في صمت
  • معرض الكتاب يستقبل أطفال المحافظات الحدودية ضمن مشروع «أهل مصر»
  • منظمة الصحة العالمية تحذر من آثار الحرب في السودان
  • «الصحة العالمية» ترحب بصمود وقف إطلاق النار في غزة وتحذر من آثار الحرب بالسودان
  • النسيج للأطفال .. ورشة عمل في المتحف اليوناني الروماني
  • ما الذي ورط الجمهوريون أنفسهم فيه؟!
  • حسام زكى: التعافي من آثار الحرب غزة يحتاج بين 3 و5 سنوات
  • بعد إنقاذ 3 أطفال من النيران.. أمن الجيزة يعاين آثار حريق شقة فيصل
  • الدكتور إسماعيل عبد الغفار: الذكاء الاصطناعي مشروع إنساني يتطلب تكامل الجهود
  • العودة الي منصة التأسيس: آراء عبدالخالق محجوب حول الحرب والسلام والحزب