الرسالة الرابعة (الضوء الداخلي)
أيها المتقاعد ، هناك ضوء بداخلنا لا يمكن رؤيته ونحن في حالة من الانشغال والفوضى والعمل وكثرة الشتات من حولنا وفوضى البشر المحيطة بنا ، لابد أن نكتشفه وننظر إليه بوضوح ونتعامل معه بدقة وحرفيّة ؛ ليصل بنا إلى سلامنا الداخلي..
وأقصد أيها المتقاعد بهذا الضوء الداخلي (ضوء المتعة) الداخلية الكامنة بأنفسنا.
نحن لا نحتاج للبشر طالما نستطيع أن ندير حياتنا باحتراف وقت الفراغ ؛ لنجني المتعة ونقطف يراعها..
أي نعم وجودنا و اندماجنا مع المجتمع البشري ضروري ومن أساسيات الحياة ، ولكن هناك أشياء متعتها أكبر وشعاعها أقوى على الروح إن نحنُ مارسناها بمفردنا..
فكرة أن تستقطع من يومك نصف ساعة ويتم زيادتها أسبوعياً نصفا آخرَ مع استمرارية ذلك في قضاء وقت ممتع مبهج في قراءة القران الكريم بوعي وتأملٍ وإدراكٍ مع الوقوف عند الآيات التي تحتاج إلى تفسير وتوضيح ، وبرجوعك إلى أحد كتب التفسير ، أو الاستعانة بجهازك المحمول والبحث في محركات البحث المتنوعة وأخذ المعلومة التي تريدها من مصدرها الموثوق ؛ لتكتشف ما خفي عنك ، سيجعل ذلك منك شخصاً مختلفاً شغوفاً بمعرفة المزيد منشرحاً بالأُنس مع القران الكريم ، ممارساً عبادة التأمل والتفكرِ في كلمات الله جلّ جلاله و جانياً لكثير من الحسنات في ميزانك الأُخروي.
قال تعالى في سورة المزمل الآية (٢٠) :
(فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ )..
وإن كُنت ممن يُفضل الاستماع على القراءة فعليك التوجه إلى قُرّاء القران الكريم وما أكثرهم بقراءتهم المتنوعة ! واستمع بوعي وتأملٍ وصفاء ذهن بينما أنت مسترخٍ على أريكتك ، قال تعالى في سورة الأعراف :
(وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)
آية (204)..
.
ينطبق على ذلك إذ أنت خصصت وقتاً من يومك تستمتع به في قراءة بعض الكتب المفيدة والتي تكون الأقرب في مواضيعها لميولك وتفكيرك أو تستمع عبر البرامج والتطبيقات المتنوعة لتسجيلات الكتب المقروءة ، وتذكر مقولة :
“عندما أكون مستاءً ، أقرأ حتى أشعر بتحسن”..
.
أرأيت أيها المتقاعد أنت في هذه اللحظة لا تحتاج في متعتك للبشر ، فقط بحثتَ عن الضوء في أعماقك واستمتعت به ..
لا تنسَ رفع شعارك الدائم (متقاعدٌ ، لا تكلمني)..
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
ندوة حوارية في ثقافي حمص تسلط الضوء على ما يريده الوطن من المواطن
حمص-سانا
تركزت محاور الندوة الحوارية التي أقيمت في ثقافي حمص تحت عنوان “ماذا يريد الوطن من المواطن”، حول أهمية التآلف والتآخي الوطني، وعلى دور شرائح المجتمع في تجاوز المشكلات والصعوبات والفساد الذي نشره النظام البائد وعانى منه الشعب طيلة 54 عاماً.
وشارك فيها الشيخ ماجد التركي والطبيب الشرعي الدكتور بسام المحمد ورئيس جمعية تنظيم الأسرة السورية الدكتور غياث عباس حيث لفت التركي في تصريح لمراسل سانا إلى أن الهدف من الندوة التأكيد على أن سوريا لجميع أبنائها والجميع لهم الحق بالمشاركة في بناء الوطن.
وتخلل الندوة أسئلة ومداخلات قدمها الحضور حول الدور الذي يلعبه المواطن في مساعدة الإدارة الجديدة لبناء سوريا الحرة، ومطالبين بمحاسبة المتورطين في قتل وسجن الأبرياء أثناء حكم النظام البائد.
حضر الندوة مدير العلاقات العامة في محافظة حمص حمزة قبلان وعدد من المثقفين والحقوقيين.