بعد الهدهد والكلام العالي النبرة.. هل تقدم إسرائيل على اغتيال حسن نصر الله؟
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
كتب موقع "سكاي نيوز": تشهد الحدود البنانية تصعيدا غير مسبوق بين حزب الله وإسرائيل خاصة بعد الفيديو الذي نشره الحزب لتصوير جوي فوق مناطق استراتيجية وعسكرية في ميناء حيفا. يأتي هذا في وقت أقر فيه الجيش الإسرائيلي خطط ردع ضد حزب الله، والاتفاق على تسريع جاهزية القوات الإسرائيلية للهجوم في لبنان.
ومع استمرار التصعيد بين الطرفين، كشفت تقارير إسرائيلية عدة عن عمق الاختراق الاستخباراتي في هيكل حزب الله لدرجة الحديث عن قدرة إسرائيل على اغتيال حسن نصر الله، فهل تقدم إسرائيل على خطوة من هذا النوع أم أنها ستكتفي بالتهديد ضمن حسابات ردعية؟
في خضم هذه التساؤلات، يسعى الطرفان، إسرائيل وحزب الله، إلى تسجيل النقاط التصعيدية ربما لتعزيز توازن الردع.
وأثار عرض العضلات الجوي الذي نفذه حزب الله عبر الاستطلاع في شمالي إسرائيل، انزعاجا كبيرا، لأن الخرق الجوي ومحتوى التصوير هو الأكثر إثارة للقلق منذ بداية الحرب. إسرائيل ترصد أمين عام حزب الله
إسرائيل أكدت مرارا أنها تتتبع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وتمتلك المعلومات التي تمكنها من تصفيته، لكن خطوة من هذا النوع تنطوي على حسابات بالغة التعقيد قد تفرز نتائج عكسية، فما الذي يكبح إسرائيل؟
اذ يمكن أن يؤدي اغتيال نصر الله إلى انتقام شديد من حزب الله، أو يؤجج النزاع في المنطقة. فلدى حزب الله ترسانة كبيرة من الصواريخ والقذائف القادرة على بلوغ الأراضي الإسرائيلية، والسيناريوهات ترجح هجوماً كبيراً رداً على اغتيال نصر الله إن حدث.
كما قد يؤدي اغتيال نصر الله إلى زعزعة في البنيان السياسي بلبنان في ظل فراغ رئاسي وقد تنجم عن ذلك صراعات داخلية وفوضى شاملة.
هذا الاضطراب إن حدث فله ارتداداته أوسع على المنطقة، وعلى أمن إسرائيل ومصالح الأطراف الأخرى، مثل الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
هيكلية حزب الله وخلافته
إسرائيل تحسب لما بعد نصر الله، فحزب الله ليس معتمداً فقط على زعامته. بل هو تنظيم بهيكل هرمي وقادة مؤهلين لتولي القيادة. وقد يكون الخليفة أكثر عدوانية أو أصعب في التعامل، مما يعني وضعا أكثر تعقيدا بالنسبة لإسرائيل.
وطالما أن نصر الله حي ويمكن التنبؤ بأفعاله نسبياً، يمكن للاستخبارات الإسرائيلية مراقبة نشاطاته واتصالاته.
فاغتياله قد يعطل هذه القدرة على جمع المعلومات الاستخبارية، مما يجعل من الصعب التنبؤ بأفعال حزب الله.
رد الفعل الدولي
وبحسب سكاي نيوزمن المرجح أن يؤدي اغتيال زعيم سياسي وعسكري بارز مثل نصر الله إلى تعميق الأزمة الراهنة بشكل يخالف محاولات واشنطن احتواء التوتر في الشرق الأوسط، إضافة الى تعميق المأزق الأميركي الاسرائيلي أكثر.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: نصر الله حزب الله
إقرأ أيضاً:
موقع عبري يكشف تفاصيل دقيقة عن عملية اغتيال نصر الله
قالت وسائل إعلام عبرية، إن عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني، أطلق عليه "عملية الزبدة"، وبدأت الملاحقة للاغتيال من قبل شعبة الاستخبارات العسكرية والموساد، بعد عدوان 2006 على لبنان.
وأوضح موقع "واللا" العبري، أن معلومات وصلت عن مكان وجود نصر الله ومسار تحركه، قبل بضعة أيام من اغتياله، وتم اتخاذ القرار بتنفيذ 14 غارة على مجمع أبنية تحت الأرض يضم أنفاقا وجرى قصف مخارج النجاة، لعدة أيام، لمنع عمليات الإنقاذ.
وأضافت عندما قرر نصرالله مساندة غزة، في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بدأت تتقدم خطة الاغتيال، ولكن تضليله إسرائيليا كان جزءا مهما من العملية، وقرر الإسرائيليون أنه لا بد من إيهامه بأن تل أبيب لا تنوي توسيع الحرب معه.
قرار التصعيد الإسرائيلي اتخذ في 16 أيلول/ سبتمبر 2024، أي قبل يوم من عملية تفجير البيجر، عندما أعلن عن فشل جهود المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين في ثني حزب الله عن مساندة غزة، والتوصل إلى اتفاق لوقف النار.
عندها، قرر نتنياهو، وبخلاف رغبة الجيش الإسرائيلي، تفعيل خطة تفجير أجهزة الاتصال البيجر، وفي اليوم التالي تفجير أجهزة اللاسلكي.
وأضاف التقرير الإسرائيلي أنه، في 19 أيلول/ سبتمبر، ألقى نصرالله خطابا أعلن فيه أنه لن يوقف القتال إلا إذا أوقفت إسرائيل الحرب على غزة، فكانت فرصة للإسرائيليين لاستخدمتها ذريعة للتصعيد، فأطلقت سلسلة عمليات، بلغت أَوْجها في الاجتياح البري في مطلع تشرين الأول/أكتوبر.
وكشف، خلال هذا الاجتياح، عن زبدة عمل دام 18 عاما في المخابرات الإسرائيلية، لجمع المعلومات الاستخبارية بواسطة عملاء وأجهزة إلكترونية عن جميع كوادر حزب الله، بدءا من الأمين العام وقيادات الحزب، وصولا إلى أصغر قائد مجموعة.
قبل وقت قصير من تنفيذ الاغتيال، استطاع ضابط استخباراتي عسكري تحديد موقعه بدقة. إثر ذلك، دعا شلومو بندر، رئيس أمان، مجموعة من رؤساء الدوائر لمناقشة العملية المقترحة، حيث حظيت بدعم إجماعي. لم يجد أي تحفظات، وأعطى رئيس الأركان هيرتسي هليفي موافقته النهائية. بعدها، قدمت الخطة إلى نتنياهو، الذي أعرب بدوره عن حماس شديد لتنفيذها.
وفقا لموقع واللا العبري، كان الاحتلال قد بدأ بتنفيذ ما أطلقت عليه "عملية قصقصة أجنحته"، والتي شملت اغتيال إبراهيم عقيل في 20 أيلول/سبتمبر، بجانب عدد من قادة الصف الثالث والرابع في حزب الله، خلال غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وفي 23 أيلول/سبتمبر، أطلقت إسرائيل حربا شاملة على لبنان، واستهدفت مئات الغارات مجموعة كبيرة من القواعد والمقرات التابعة لحزب الله، بينها مواقع سرية. وجرى تدمير 80 في المئة من القدرات العسكرية الهجومية للحزب، وتصفية عدد كبير من قادة المناطق في الحزب .
ولفت التقرير إلى أن نصرالله لم يفهم الرموز لتلك الضربات القاسية والمتلاحقة. وظل متشبثا بالربط ما بين لبنان وغزة.
ويكشف التقرير الإسرائيلي أنه قبل أيام قليلة من اغتيال نصرالله، توصلت إسرائيل إلى مكان وجوده الدقيق، ولم يكن ذلك عبر الأنفاق فحسب، بل أيضا بالتحرك فوق الأرض. وتوقعت إسرائيل وصوله إلى المقر القائم في عمق الأرض، تحت مجمع سكني يضم 20 بناية ضخمة مرتبطة ببعضها البعض، في حي راق في الضاحية الجنوبية، يوجد في الغرب منه حرج من الأشجار، وتقرر أن هذه هي فرصة العمر التي من النادر أن تتكرر.
ظل نصرالله يتحرك بحرية، وتحرك أيضا فوق الأرض على عكس التوقعات وهو لا يتوقع اغتياله
وخلال 4 أيام، جرت متابعة تحركات نصرالله، على أعلى المستويات، وشارك فيها القادة الإسرائيليون من هيرتسي هليفي إلى قادة سلاح الجو، الذي تولى مهمة التنفيذ، فيما كانت الجلسة الأخيرة للأبحاث في حضور نتنياهو شخصيا.
تم إعداد سرب طائرات، وتزويد 14 طائرة مقاتلة بالأسلحة والذخيرة، حيث تحمل 83 عبوة بزنة 80 طنا، وتحدد موعد التنفيذ في الساعة 18:21 عند صلاة المغرب.
ويكشف التقرير أنه خلال 10 ثوان فقط، كانت العملية منتهية: انهارت الأبنية، وخلفت في المكان حفرة عميقة ضخمة، كما تم قصف المخارج الممكنة لمنع أي شخص من الهرب.
وقالت إن القصف الإسرائيلي لم يتوقف أياما عدة، وذلك لمنع قوات الطوارئ اللبنانية من التحرك، إذ كان القرار ألا يخرج أحد حيا.