القديس أوفيميه.. سيرة عنوانها "العطاء" حفظها تاريخ الأقباط
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
أعادت الكنيسة الأرثوذكسية 12 بوؤنه حسب التقويم القبطي، ذكرى رحيل القديس أوفيميه، واحدة من الأسماء التي وردت اسمائهن في تراث الأقباط وعسكت سيرتهن العديد من الدروس والعبر والعظات الإنسانية، ويمكن أن يوضع “العطاء والإخلاص” عنوانًا لسيرتهن.
كهنة كنيسة القديس بولس يترأسون فعاليات "الخمسين".. تفاصيل القديس مويسيس.. رمز العطاء والرهبنة في التراث الأرثوذكسي
يروي كتاب حفظ التراث القبطي والقراءات اليومية "السنكسار" أن القديس أوفيمية كانت زوجة لرجل تقي من أثرياء قومة وظل يعطي الفقراء أموال طائلة ويرعى حاجتهم وكان يحرص على الإكثار من الصدقة في مناسبات روحية مثل "تذكار رئيس الملائكة ميخائيل في الثاني عشر من كل شهر، وتذكار والدة الإله في الحادي والعشرين، وتذكار البشارة والميلاد والقيامة في التاسع والعشرين".
ويذكر التراث المسيحي عن هذا الرجل أنه قد اوصى زوجته القديسة ان تُكمل مسيرة العطاء بعد رحيله ولا تتوقف عن عادة العطاء، وبعد أن انتقل الزوج ظلت الصعاب تتكالب وتحارب هذه السيدة الوحيدة والفتنة تلوح في الأفق حولها حتى تغويها عن هبة العطاء للآخرين.
القديس أوفيميهتمسكت تلك السيدة بمبدأها وظلت مخلصة لزوجها الراحل، وحين جاء موعد العطاء تذكار الملاك ميخائيل، وبحسب الرواية المسيحية أنه قد ظهر لها الشيطان قائلًا:" أنا هو ميخائيل أرسلني الله إليك لكي تتركي الصدقات وتتزوجي مثل الآباء إبراهيم وإسحاق ويعقوب ". فقالت له:" إن كنت جندي الله فأين الصليب علامة جنديتك؟"، فتغير شكله ووثب عليها ليخنقها فاستغاثت برئيس الملائكة ميخائيل.
تمكنت القديسة من النجاة من يديه ولك الملاك ميخائيل قد أخبرها انه قد حان وقت رحيلها عن العالم والإنتقال إلى الأماد السماوية.
وفي مثل هذا اليوم سنويًا تحرص الكنيسة المصرية على تذكار القديسة أوفيميه حتى تعطي لأجيالها المتعاقبة درسًا في التمسك على المبدأ والثبات على الإيمان وأن منحة العطار تهب الإنسان القوة أمام الأشرار.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الكنيسة الأرثوذكسية الإنسانية الكنيسة التقويم القبطي التراث القبطي
إقرأ أيضاً:
أطفال الإمارات.. حماة التراث
خولة علي (أبوظبي)
في يوم الطفل الإماراتي، الذي يقام هذا العام تحت شعار «الحق في الهوية والثقافة الوطنية»، تتجلى أهمية غرس هذه القيم في نفوس الأطفال، فهم سفراء المستقبل وحماة التراث. ومن خلال مشاركتهم الفاعلة في الفعاليات التراثية وتعلمهم للعادات والتقاليد، يصبحون حلقة وصل بين الماضي المجيد والحاضر الزاهر، ليظل الإرث الإماراتي حاضراً في تفاصيل حياتهم اليومية. ولقد أخذ الكثير من الأطفال واليافعين على عاتقهم مسؤولية النهوض بالتراث والحفاظ عليه من خلال تعلمه وممارسته.
مسؤولية وطنية
من بين الأطفال واليافعين الذين وجدوا متعتهم في صون التراث ونشره، أمل العبدولي، وهي شخصية تحمل في قلبها شغفاً لا حدود له بتراث الإمارات الأصيل، مؤمنة بأن الماضي هو الجذور التي تمنح القوة في الحاضر والمستقبل. والتراث بالنسبة لها ليس فقط قصصاً تروى، بل تجربة حية تسعى لنقلها إلى الأجيال بكل فخر واعتزاز. وقد شاركت العبدولي في العديد من الفعاليات الوطنية والمجتمعية، حيث قدمت ورشاً تفاعلية لتعريف الناس بالأدوات التراثية القديمة، وشرحت كيفية استخدام الرحى لطحن الحبوب، والسقاية لجلب الماء، والمكحلة والدخون التي كانت جزءاً أساسياً من زينة المرأة الإماراتية. ولم تكتفِ بالشرح النظري، بل حرصت على أن يعيش الأطفال والشباب هذه التجربة بأنفسهم، ويتلمسون الأدوات ويشعرون بعبق الماضي الذي شكل الهوية الإماراتية. وتؤمن العبدولي بأن ترسيخ التراث في قلوب الأجيال مسؤولية وطنية، لذا تحرص على تنظيم مسابقات ثقافية وتراثية في كل مناسبة. وخلال هذه المسابقات، تطرح أسئلة حول العادات والتقاليد الإماراتية، وتختبر معلومات المشاركين حول الأدوات التراثية ومفردات اللهجة الإماراتية، لتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على هذا الإرث الغني.
لقاء كبار السن
ويرى علي اللوغاني أن يوم الطفل الإماراتي مناسبة وطنية تحمل في طياتها معاني كبيرة، حيث تعكس التزام دولة الإمارات برعاية الأطفال وضمان حقوقهم الأساسية، مثل الحق في التعليم، الابتكار، والصحة، إلى جانب تمكينهم ليكونوا قادة المستقبل ومساهمين في بناء المجتمع. ويشعر اللوغاني بأهمية هذا اليوم لأنه أتاح له الفرصة للمشاركة في الورش التراثية والثقافية، التي تلعب دوراً أساسياً في حفظ الموروث الشعبي ونقله للأجيال. ومن أبرز ما أثر فيه خلال هذه التجربة، كان لقاء كبار السن والاستماع إلى قصصهم وتجاربهم، حيث منحته هذه اللقاءات نظرة أعمق على تراث الإمارات العريق، وأسهمت في غرس القيم الأصيلة التي تعزز شخصيته وتزيد من ارتباطه بهويته الوطنية.
مشاركات تراثية
وتؤمن عليا خميس الكندي بأن التراث الشعبي الإماراتي يشكل جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية، وترى أنه من الضروري الحفاظ عليه ونقله للأجيال. وتحرص الكندي على المشاركة في المهرجانات التراثية والاحتفالات الوطنية والمسابقات المدرسية التي تعكس فخرها بوطنها. وتحب ممارسة الألعاب التراثية مع صديقاتها وإخوتها، لإبقاء هذه العادات حية ومتوارثة عبر الزمن. وإيماناً منها بأهمية نقل الحكايات التراثية والأمثال الشعبية، تحرص على مشاركتها مع الأصدقاء من خلال الأنشطة المدرسية والبرامج الإذاعية، مستلهمةً في ذلك القصص التي كانت ترويها لها جدتها.
وتعتبر مريم اللوغاني أن يوم الطفل الإماراتي مناسبة عزيزة على قلبها، لأنه يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه دولة الإمارات للأطفال. وتشعر بالفخر والامتنان لقيادة الدولة التي تحرص على توفير بيئة داعمة مليئة بالفرص التي تساعد الأطفال على النمو والتطور، مما يجعلها أكثر اعتزازاً بهويتها الإماراتية. وتفخر اللوغاني عندما ترتدي اللباس الإماراتي التقليدي وتتحدث باللهجة الإماراتية الأصيلة، لأن ذلك يجعلها أكثر ارتباطاً بتراثها وجذورها، كما تؤمن بأن تعلم القيم التي ورثها الإماراتيون عن أجدادهم، مثل الكرم والاحترام والشجاعة، مسؤولية مهمة.
حكواتي
وبكل فرح وامتنان يقول عيسى المازمي إن يوم الطفل الإماراتي مناسبة مميزة يحمل معاني عميقة، لأنه يذكر الأطفال بحقوقهم، ويعزز فيهم الاعتزاز بهويتهم وثقافتهم الوطنية. وبصفته حكواتياً، يرى بأن لديه دوراً مهماً في حفظ الموروث الشعبي ونقله للأجيال الجديدة. فعندما يروي القصص القديمة عن الأجداد وعاداتهم وحكاياتهم الجميلة، يشعر أنه يسهم في إبقاء التراث الإماراتي حياً ومتجدداً في أذهان الأطفال. فالقصص بالنسبة له ليست مجرد كلمات تقال، بل جسر يربط الماضي بالحاضر، ويعزز الفخر بالهوية الإماراتية. وهو يسعد عندما يرى الأطفال يستمعون إليه بحماس وشغف، ويتعلمون من قصصه قيم الشجاعة والكرم والانتماء.