فحص معزز بالذكاء الاصطناعي قد يكشف عن مرض باركنسون قبل ظهوره بسنوات
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
قال باحثون إن فحص الدم المعزز بالذكاء الاصطناعي، يمكن أن يتنبأ بمن سيصاب بمرض "باركنسون" (اضطراب تنكسي في الجهاز العصبي) لمدة تصل إلى سبع سنوات قبل ظهور الأعراض، وفقا لتقرير لصحيفة "الغارديان".
ووفقا للتقرير الذي نشرته الصحيفة البريطانية وترجمته "عربي21"، فإنه جرى تصميم الاختبار للعمل على المعدات الموجودة أصلا في العديد من مختبرات هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وإذا تم التحقق من صحته على عدد كبير من الأشخاص، فيمكن إتاحة هذا الفحص للخدمة الصحية في غضون عامين.
ولا توجد أدوية لحماية الدماغ من مرض باركنسون في الوقت الحاضر، ولكن الاختبار التنبؤي الدقيق من شأنه أن يمكن العيادات من تحديد الأشخاص الذين سيستفيدون بشكل أكبر من التجارب السريرية للعلاجات التي تهدف إلى إبطاء المرض أو وقفه.
ونقل التقرير عن البروفيسور كيفن ميلز، أحد كبار مؤلفي الدراسة في معهد UCL Great Ormond Street لصحة الطفل، قوله إنه "في الوقت الحالي، نغلق باب الإسطبل بعد أن هرب الحصان. نحن بحاجة للوصول إلى الناس قبل أن تظهر عليهم الأعراض. من الأفضل دائما القيام بالوقاية بدلا من العلاج".
يعد مرض باركنسون أسرع حالات التنكس العصبي نموا في العالم، وهو اتجاه مدفوع في المقام الأول بشيخوخة السكان. ويؤثر هذا الاضطراب على أكثر من 150 ألف شخص في المملكة المتحدة و10 ملايين في جميع أنحاء العالم. وينتج عن تراكم بروتين يسمى ألفا ساينوكلين الذي يخرب أو يدمر الخلايا العصبية التي تنتج مادة مهمة تسمى الدوبامين في جزء من الدماغ يسمى المادة السوداء.
قد يعاني الأشخاص المصابون بمرض باركنسون من ارتعاشات وصعوبات في الحركة وتيبس العضلات، لكنهم قد يعانون أيضا من مشاكل في التوازن والذاكرة والدوخة وآلام الأعصاب. ويتلقى العديد منهم العلاج ببدائل الدوبامين، ولكن الجهود جارية للعثور على علاجات تبطئ المرض أو توقفه، وفقا للتقرير.
ولتطوير الاختبار، استخدم العلماء في جامعة كاليفورنيا وجامعة غوتنغن خوارزمية التعلم الآلي لاكتشاف نمط مميز لثمانية بروتينات في الدم لدى مرضى باركنسون. وتمكنت الخوارزمية بعد ذلك من التنبؤ بمرض باركنسون المستقبلي لدى المرضى الآخرين الذين قدموا عينات الدم. وفي أحد المرضى، تم التنبؤ بالاضطراب بشكل صحيح قبل أكثر من سبع سنوات من ظهور الأعراض. وقالت الدكتورة جيني هالكفيست، من معهد طب الأعصاب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، والمؤلفة الأولى للدراسة المنشورة في مجلة Nature Communications: "من الممكن أن يعود الأمر إلى أبعد من ذلك"، حسب تقرير "الغارديان".
وقال البروفيسور روجر باركر، استشاري الأعصاب المتخصص في مرض باركنسون بجامعة كامبريدج ومستشفى أدينبروك، إنه إذا تم التحقق من صحته من قبل مجموعات أخرى، فإن الاختبار يثير إمكانية تشخيص مرض باركنسون في المراحل المبكرة للغاية، مما يتيح للمرضى التسجيل في التجارب السريرية عندما يكون المرض قد بدأ لتوه. وقال: "على هذا النحو، يمكننا علاج الأشخاص المصابين بمرض باركنسون بعلاجات معدلة للمرض قبل أن يفقدوا العديد من الخلايا في دماغهم. من الواضح أننا مازلنا بحاجة إلى إيجاد مثل هذه العلاجات، ولكن هذه الدراسة هي خطوة في الاتجاه الصحيح."
وقال البروفيسور راي تشودري، المدير الطبي لمركز التميز الدولي لمؤسسة باركنسون، إن هناك "حاجة هائلة لم تتم تلبيتها" لفحوص الدم التي تتنبأ بمرض باركنسون وتشخصه، لكنه حذر من أن مثل هذه الاختبارات تأتي مع "تحديات كبيرة".
وأضاف أن "مرض باركنسون ليس مرضا واحدا ولكنه متلازمة ويمكن أن يظهر بطرق مختلفة. على هذا النحو، تختلف إدارة المرض وليس هناك حجم يناسب الجميع. ومن غير المرجح أن يحدد التنبؤ هذه المجموعات الفرعية في هذه المرحلة. وأضاف أنه بدون علاجات فعالة، فإن التشخيص المبكر يثير قضايا أخلاقية كبيرة، فضلا عن احتمال التأثير على بوليصات التأمين الخاصة بالمرضى".
وتابع بالقول: "تساعدنا هذه العملية في الحصول على مجموعة من الأشخاص المصابين بمرض باركنسون والذين قد يكونون جاهزين أو مناسبين للتجارب المستقبلية للجزيئات الواقية للأعصاب. علاوة على ذلك، هناك بعض الأدلة الأولية على أنه بالنسبة للأشخاص "المعرضين للخطر" المصابين بمرض باركنسون، قد يكون النشاط البدني والتمارين الرياضية المبرمجة مفيدا من حيث احتمال إبطاء مسار المرض".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة فحص الدم باركنسون صحة باركنسون الذكاء الاصطناعي فحص الدم المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة صحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بمرض بارکنسون مرض بارکنسون
إقرأ أيضاً:
العربية للتنمية الزراعية تقدم حلولا بالذكاء الاصطناعي لتحديات استدامة الزراعة والمياه
نظّمت المنظمة العربية للتنمية الزراعية بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (ICESCO) ومركز البيئة والتنمية للمنطقة العربية وأوروبا (CEDARE) حدثاً جانبياً، في إطار فعاليات مؤتمر الأطراف الـ29 لاتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي، الذي يعقد في العاصمة الأذربيجانية باكو خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر 2024، خصص لمناقشة تأثير التغيرات المناخية على موارد المياه والزراعة في العالم الإسلامي والمنطقة العربية.
وقدمت المنظمة العربية للتنمية الزراعية مداخلة رئيسية تناولت التحديات التي تعيق التنمية الزراعية المستدامة في المنطقة، من بينها ندرة المياه، والتقلبات المناخية، وتدهور التربة، بالإضافة إلى الاعتماد الكبير على الواردات الغذائية. كما استعرضت الفرص المتاحة، مثل استخدام المحاصيل المقاومة للتغير المناخي، وتوظيف الابتكارات التكنولوجية في الزراعة وإدارة المياه، إلى جانب تعزيز التعاون الإقليمي ودبلوماسية المياه.
ناقش المشاركون لأبرز التهديدات التي تواجه قطاعي المياه والزراعة في المنطقة، مع التركيز على الظروف البيئية الخاصة بالدول العربية. وتطرقت النقاشات إلى السيناريوهات المحتملة للتغيرات المناخية، وتأثير ارتفاع درجات الحرارة على الموارد المائية والإنتاجية الزراعية، بما في ذلك تزايد حالات الجفاف وتغير أنماط هطول الأمطار، وانعكاسات ذلك على الأمن الغذائي
في سياق متصل، شاركت المنظمة بالتعاون مع ICESCO في ندوة علمية بعنوان "الأمن الغذائي وإدارة الموارد المائية في العالم الإسلامي: العلاقة بين العلم والسياسة". وركزت المداخلة التي قدمتها المنظمة على أهمية تكامل العلوم والسياسات لمواجهة التحديات، مشددة على ضرورة تطوير السياسات الوطنية لمواكبة التطورات التكنولوجية، لاسيما استخدام الزراعة الذكية والذكاء الاصطناعي.
كما شاركت المنظمة في المنتدى الدولي حول الحلول المبتكرة للذكاء الاصطناعي من أجل الزراعة الذكية مناخياً وإدارة الموارد المائية، الذي نظمته الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وقدمت مداخلة تناولت بعمق الإمكانات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة الموارد الزراعية والمائية في المنطقة، وسلطت المداخلة الضوء على دور أنظمة الري الذكية المعتمدة على تحليل البيانات، والتي تتيح تحديد الاحتياجات المائية الدقيقة للمحاصيل وتقليل هدر المياه بشكل كبير.
وأشارت إلى أهمية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل التعلم الآلي والشبكات العصبية للتنبؤ بالظواهر المناخية المتطرفة، مما يمكّن المزارعين وصناع القرار من التخطيط المسبق واتخاذ التدابير المناسبة لمواجهة تلك التحديات.
كما استعرضت المنظمة تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة، ومنها تحسين كفاءة الإنتاج الزراعي وتقليل البصمة الكربونية من خلال مبادرات مثل عزل الكربون وأرصدة الكربون. وأكدت أن هذه الحلول التقنية ليست فقط وسيلة للتكيف مع تغير المناخ، بل تمثل أيضاً فرصة لتحفيز الابتكار وتحقيق تحول إيجابي في قطاع الزراعة والمياه، بما يسهم في تحقيق الاستدامة على المدى الطويل.
وفي ختام مداخلاتها اوصت المنظمة على أهمية تبني سياسات تشجع استخدام التقنيات الحديثة، وتكثيف التعاون الإقليمي والدولي لضمان استدامة الموارد الزراعية والمائية، بما يسهم في مواجهة التحديات المتزايدة للتغير المناخي وتحقيق الأمن الغذائي في المنطقة.