نشر موقع "تريدنج فيو" تقريرًا تحدث فيه عن الطفرة الأخيرة في مبادرات البنوك المركزية الخاصة بالعملات الرقمية في جميع أنحاء العالم، التي تمثل لحظة محورية في تطور التمويل العالمي.

وأوضح الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن هذه الحركة ليست مجرّد مسعى تقني فحسب بل هي تحول عميق نحو إعادة تصور أسس الأنظمة النقدية ذاتها، مدفوعة بمجموعة متنوعة من الأساليب المصمّمة خصيصًا للسياقات الوطنية الفريدة.



وذكر الموقع أن البنوك المركزية في الاقتصادات المتقدمة واقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية ترسم مسارات مختلفة في رحلتها في مجال العملات الرقمية للبنوك المركزية، مما يعكس الأولويات والتحديات المختلفة. وتسلط دراسة استقصائية الضوء على الزيادة الكبيرة في تجارب العملات الرقمية للبنوك المركزية بالجملة، لا سيما في الاقتصادات الناشئة التي تستفيد من البنى التحتية المالية القوية لتعزيز الكفاءة وخفض تكاليف المعاملات. وعلى النقيض من ذلك، تنظر الأسواق الناشئة في البلدان النامية الناشئة إلى العملات الرقمية للبنوك المركزية الرقمية كبوابة لتحديث أنظمتها المالية وتحسين المعاملات عبر الحدود، مما قد يؤدي إلى تحقيق تكافؤ الفرص في الاقتصاد العالمي.

وأشار الموقع إلى أن هناك سؤالا حاسما يكمن في صميم هذه المبادرات: كيف يمكن تصميم عملات البنوك المركزية الرقمية للبنوك المركزية لتحقيق التوازن بين الابتكار وحماية خصوصية المستخدم؟

يُقدّم البنك المركزي البرازيلي دراسة حالة عن تعقيدات هذا التوازن. فمع إطلاقه للمرحلة الثانية من المرحلة التجريبية من "دركس"، يؤكد البنك المركزي البرازيلي أن ضمان خصوصية البيانات لا يزال يمثل "عقبة" يجب التغلب عليها قبل بدء الاختبار العام الأوسع نطاقًا. ولا يقتصر هذا التحدي على البرازيل وحدها، بل هو مصدر قلق عالمي يؤكد التفاعل الدقيق بين التقدم التكنولوجي والامتثال التنظيمي.

وذكر الموقع أن استبيان مكتب الدراسات الاستقصائية يكشف أنه على الرغم من أن العديد من ميزات عملات البنوك المركزية الرقمية لم يتم تحديدها بعد إلا أن قابلية التشغيل البيني وقابلية البرمجة هي اعتبارات رئيسية بالنسبة للعملات الرقمية للبنوك المركزية الرقمية بالجملة. أما بالنسبة للعملات الرقمية للبنوك المركزية الرقمية للبيع بالتجزئة، فإن ميزات مثل حدود الاحتفاظ، والقدرات غير المتصلة بالإنترنت، والمكافأة الصفرية يتم تقييمها بعناية لمعالجة المخاوف بشأن الاستقرار المالي وإمكانية الوصول إليها.


وبيّن الموقع أن الآثار الأوسع نطاقًا لهذه التطورات تمتد إلى ما هو أبعد من المجال التقني. يشير التحول العالمي نحو العملات الرقمية للبنوك المركزية الرقمية إلى إعادة التفكير في دور المال في المجتمع. فالبنوك المركزية لا تقوم فقط بتجربة تقنيات جديدة بل تعيد أيضًا تقييم كيفية استخدام النقود لتعزيز الشمولية الاقتصادية، وتعزيز الاستقرار المالي، وتشجيع النمو المستدام. ويكتسب هذا التحوّل أهمية خاصة في البلدان النامية وفي الاقتصادات الناشئة والاقتصادات الأقل نمواً، حيث يمكن أن يكون للشمول المالي آثار عميقة على التنمية الاقتصادية والحد من الفقر.

وقال الموقع إن المشهد التنظيمي يتضمن أيضًا استجابةً لهذه التغييرات. ويشير الاستطلاع إلى أن حوالي ثلثي الولايات القضائية المستجيبة تعمل على تطوير أطر عمل لتنظيم العملات المستقرة وغيرها من الأصول المشفرة. ويعكس هذا النهج الاستباقي إدراكًا متزايدًا للحاجة إلى تحقيق التوازن بين فوائد الابتكار الرقمي وضرورة حماية الاستقرار المالي وحماية المستهلك. ويسلّط اختلاف النُهج التنظيمية بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية ذات الأسواق الناشئة الضوء على أهمية الاستراتيجيات الخاصة بكل سياق والتي يمكن أن تتكيف مع التحديات والفرص الفريدة لكل سوق.

وأضاف الموقع أن صعود عملات البنوك المركزية الرقميّة يعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي للتمويل. فمع تقدم دول مثل الصين، مع اليوان الرقمي، والبرازيل مع عملتها الرقمية "دركس"، في مبادراتها الخاصة بالعملات الرقمية فإن الهيمنة العالمية لمراكز القوى المالية التقليدية تواجه تحديًا.

قد يؤدي هذا التحول إلى عالم مالي متعدد الأقطاب حيث تتعايش مجموعة متنوعة من العملات الرقمية، تعكس كل منها الأولويات الاقتصادية والسياسية للبلد الذي أصدرها.

وأفاد الموقع بأن رحلة عملات البنوك المركزية الرقمية تنطوي على عملية معقدة ومتعددة الأوجه تعيد تشكيل مستقبل المال. ومع تقدم هذه المبادرات، سيشهد العالم تحولاً في كيفية تصور النقود واستخدامها وتنظيمها. ويعد هذا التطور بتحقيق قدر أكبر من الشمول المالي وتعزيز الكفاءة الاقتصادية ونظام مالي عالمي أكثر مرونة.

والسرد الناشئ الأوسع نطاقاً عن هذه التطورات هو سرد للتنوع والتعاون. فالبنوك المركزية في جميع أنحاء العالم تتعلم من تجارب بعضها البعض، وتتبادل أفضل الممارسات، وتكيّف الابتكارات مع سياقاتها الفريدة. ويؤكد هذا الجهد الجماعي حقيقة أساسية: مستقبل المال ليس مسارًا منفردًا بل هو نسيج من المسارات المترابطة، يساهم كل منها في بناء اقتصاد عالمي أكثر شمولاً وديناميكية.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي التمويل الاقتصادات العملات الرقمية الاقتصاد التمويل العملات الرقمية المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العملات الرقمیة للبنوک المرکزیة الرقمیة للبنوک المرکزیة الرقمیة عملات البنوک المرکزیة الموقع أن

إقرأ أيضاً:

موقع إيطالي: لماذا يتذكر العالم الهولوكوست وينسى جرائم إسرائيل؟

اعتبر موقع "تيرامو نيوز" الإيطالي أن الإبادة التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين لا تختلف عن المحرقة التي ارتكبها النازيون ضد اليهود، والفارق الوحيد هو أن العالم يلتزم الصمت تجاه المجازر الإسرائيلية خوفا من تهمة معاداة السامية.

وقال الموقع إن إحياء يوم ذكرى "الهولوكوست" في 27 يناير/كانون الثاني تزامن مع الهدنة الهشة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، والتي لا تعدو كونها تهدئة مؤقتة للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني منذ أكتوبر/تشرين الثاني 2023، في ظل صمت عالمي كما حدث في الماضي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة روسية: مذبحة في أفريقيا تهدّد الأجهزة الإلكترونية في العالمlist 2 of 2نيوزيلندا تشترط لتأشيرة الإسرائيليين الكشف عن تفاصيل خدمتهم العسكريةend of list

وأضاف الموقع أن ذكرى الهولوكوست تذكّر العالم بإبادة ملايين اليهود الذين كانوا ضحايا الوحشية النازية وتواطؤ الفاشية معها، في إحدى أكبر المآسي في القرن الماضي وإحدى أحلك الصفحات في التاريخ الأوروبي.

لكن العالم يشهد اليوم -وفقا للموقع- إبادة جماعية مخفية ومموهة، وإذا حاول أحد التشكيك فيما ارتكبته إسرائيل، الدولة العسكرية العدوانية والإمبريالية، وما ترتكبه في فلسطين والضفة الغربية ولبنان، فإنه يتعرض للقمع الشديد من الدول المتواطئة في هذه المجازر، ويُوصم بمعاداة السامية.

اختزال رخيص

واعتبر الموقع أنه تم اختزال التاريخ في دعاية رخيصة تُوظَّف لخدمة المصالح الإمبريالية والرأسمالية. وعلى سبيل المثال، في إيطاليا التي تتصدر مشهد قمع الأصوات المعارضة، لم تكتفِ السلطات بمشروع قانون 1660 الخاص بالحريات المدنية، والذي يهدف إلى تكميم الأفواه، لتُضاف إليه جهود حثيثة لإدراج "جريمة معاداة السامية" ضمن التشريعات، في خطوة تثير جدلا واسعا.

إعلان

وحسب الموقع، فإن "الهولوكوست أصبح وسيلة تستخدمها إسرائيل للابتزاز والتلاعب بمشاعر الإحساس بالذنب لدى الأوروبيين لتبرير ما ارتُكب بحق شعب تمزق أشلاء في سجن مفتوح، حيث يموت الناس جوعا أو معاناة أو تحت القصف. فأي تبرير أفضل من المحرقة لمواصلة تزييف التاريخ وتوظيفه لخدمة المصالح الخاصة؟

وأضاف الموقع أن إحياء ذكرى اليهود الأبرياء الذين قُتلوا بوحشية لا يجب أن تُنسي العالم أن الفلسطينيين يتعرضون أيضا لإبادة جماعية يُمنع الحديث عنها، ويجب أن يُسلّط عليها الضوء حتى إن كانت تهمة معاداة السامية جاهزة لمن يرفع صوته، لأن التاريخ سيُنصف من يصدح بالحق.

شخصيات مثيرة للجدل

وأشار الموقع إلى أنه لن يشارك في تمجيد شخصيات تاريخية مثيرة للجدل مثل أومبرتو آدمولي، الذي كان مسؤولا في إيطاليا خلال الحكم الفاشي، وكرمته مؤسسة "ياد فاشيم" الإسرائيلية تقديرا لدوره في إنقاذ عدد من اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.

وذكر الموقع أن ذلك لا يُلغي حقيقة أنه كان جزءا من النظام الفاشي منذ عام 1939 وليس مجرد موظف تابع للنظام، حيث أيد القوانين العنصرية التي وُضعت عام 1938 وأسهم في تسجيل أسماء اليهود وإرسالهم إلى المعتقلات.

وختم الموقع أنه لا يمكن تبرير الفاشية بأي شكل من الأشكال، ولا يمكن أيضا تبرير ممارسات دولة إسرائيل الصهيونية العدوانية ونفي مسؤوليتها عن الإبادة الجماعية في غزة، وأضاف "نحن معادون للصهيونية ولسنا معادين للسامية. ما يشغلنا هو الوقوف إلى جانب المستضعفين والمظلومين والعزل في كل زمان ومكان".

مقالات مشابهة

  • عاجل | هل تدخل "بيتكوين" في احتياطيات البنوك المركزية ؟.. مسؤول يجيب
  • بـ450 مليون دولار.. أول محطة طاقة اندماجية في العالم لتشغيل مايكروسوفت
  • موقع إيطالي: لماذا يتذكر العالم الهولوكوست وينسى جرائم إسرائيل؟
  • وزير المالية الأسبق: المعاملات الرقمية المشفرة،يجب أن تدرس بعناية وفقًا للضوابط الشرعية
  • وزير الموارد البشرية: مبادرات جديدة تحول تحديات سوق العمل إلى فرص نوعية
  • مختص: الاستثمار في العملات الرقمية غير آمن وخاصة عملة ترامب.. فيديو
  • غدًا| "العملات الرقمية والمراهنات الإلكترونية .. رؤية شرعية وقراءة اقتصادية" بجناح الأزهر بمعرض الكتاب
  • الحوسبة اللغوية.. مبادرات جامعية مبتكرة ركيزتها الذكاء الاصطناعي
  • «الحوسبة اللغوية».. مبادرات جامعية مبتكرة ركيزتها الذكاء الاصطناعي
  • أسعار العملات اليوم الثلاثاء 28-1-2025 مقابل الجنيه في البنوك المصرية