منير أديب يكتب: التناقض الأمريكي في مواجهة الإرهاب بين دعم إسرائيل والميليشيات الإيرانية
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لا أحد يُنكر دور الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة الإرهاب وبخاصة المعولم منه، ولكننا لا يمكن أنّ ننكر أيضًا الإخفاقات الأمريكية المرتبطة بمواجهة هذا الإرهاب، إذا تصورنا مواجهتها لتنظيم قاعدة الجهاد أو حتى داعش.
لا شك أنّ سياسات واشنطن مسؤولة مسئولية كاملة عن إخفاقاتها المتوالية؛ ولعل الخطأ الأهم والأبرز أننها تُقدم مصالحها السياسية على واجب مواجهة الإرهاب وهو أخطر ما في المعادلة، وهذا ما يجعلنا نراها تواجه التنظيمات المتطرفة في زاوية لا يمكن أنّ تُخطئها العين ونجدها في نفس الوقت تدعم هذه التنظيمات أو على الأقل تستخدمها من زاوية أخرى.
ولذلك يغيب أي تعريف دولي أو أممي للإرهاب، كما أنّ واشنطن تضع لها تعريفًا يخصها مرتبط بمصالحها، وهذا ينطبق بصورة كبيرة على الحالة السياسية العامة التي ترى فيها حركة طالبان على سبيل المثال جماعة متطرفة واحتلت أفغانستان للقضاء عليها، ثم تفاوضت معها بعد عشرين عامًا من الغزو وسلمتها السلطة عن طيب نفس ورضا!
تُسلمها السلطة بعد عشرين عامًا، لم تستطع واشنطن خلالها القضاء على زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، والذي تم ضربه بصاروخ أمريكي بعد خروج واشنطن من أفغانستان وزعامته للتنظيم مدة 10 سنوات، وهنا دلالة مهمة مرتبطة بإخفاق واشنطن في تفكيك التنظيم والذي ما زال يُمثل خطرا على أمن القارة الأفريقية، بل يُمثل التهديد الأهم والأكبر والأخطر.
يبدو التناقض الأمريكي أكثر وضوحًا ربما في التسعة أشهر الماضية فيما يتعلق بملف مواجهة الأرهاب؛ فإصرار واشنطن على أنّ تكون طرفًا منحازًا في الحرب الإسرائيلية يأتي على مساحة مواجهة جماعات العنف والتطرف.
فأولا هي تؤيد إسرائيل وتدعمها في حرب إبادة للشعب الفلسطيني، وهو ما يُعد تطرفًا صهيونيًا، هذا التطرف الصهيوني قد يُولد تطرفًا آخر لمواجهته، وهنا نفرق بين تسمية الجماعات المتطرفة مثل القاعدة وداعش وبين حركات المقاومة الفلسطينية، فالأخيرة من حقها أنّ تُحدد وسائل وشروط المقاومة وأنّ تضع أدواتها بما تراه متناسبًا ومتناغمًا من أجل الحصول على حقوقها المشروعة.
وهنا تتخلى واشنطن عن دورها في حل القضية، حتى تتحلى بدور آخر هو داعم للإرهاب بصورته الصهيونية، وهو ما يدعم إرهاب القاعدة وداعش، وإنّ كنّا نرى التنظيمين الآخرين قد تأخرا كثيرًا في مواجهة إسرائيل، هذه ليست دعوة لتحركهما لكنها بمثابة كشف للشعارات المزيفة التي يرفعونها، فهما لا هم لهما ولا لغيرهما إلا مواجهة الأنظمة العربية وقتل أبناء أوطانهم والمسلمين عامة.
داعش والقاعدة تنظيمان متطرفان وهما نتاج السياسات الصهيونية التي شاركت في تكوينهما الفكري وربما ممارسات إسرائيل تُعزز وجودهما خلال الفترة القادمة، خاصة وأنّ داعش تم القضاء على دولتها في 22 مارس من العام 2019، كما أنّ القاعدة تم القضاء على زعيمه أيمن الظواهري، وهي مرحلة ضعف يمكن البناء عليها لاستمرار خطط المواجهة.
ولذلك قلنّا وما زلنا نقول إنّ دعم الولايات المتحدة الأمريكية المنحاز لإسرائيل سوف يؤدي إلى تعزيز عودة الجماعات المتطرفة في مقدمتهم القاعدة وداعش، خاصة وأنّ هناك دول عربية كثيرة بذلت جهود حثيثة من أجل تثبيط دور الإرهاب العالمي وحتى نصل إلى هذه المرحلة.
ولهذا لا بد أنّ تنتهي الحرب الإسرائيلية ولا بد وأنّ تنتهي سريعًا للحفاظ على ما تبقى من مقومات يمكن أنّ نواجه من خلالها الإرهاب أو على الأقل نقطع الطريق أمام عودتها أو نُعطيها مساحة أكبر للعمل والظهور وإعادة ترتيب أوراقها.
واشنطن التي خلقت هذا المناخ هي التي سمحت للميلبشيات الإيرانية أنّ تظهر بالصورة التي تُعاني منها الآن والتي تصفها بأنه إرهاب وقرصنة؛ فهي التي دعمت انقلاب حركة الحوثي وعززت من سيطرته على ميناء الحديدة، وهي التي تُعاني من مواجهته لإسرائيل وللولايات المتحدة الأمريكية وسفنهما.
فواشنطن هي المسؤولة عن توغل الميليشيات الإيرانية في لبنان والعراق وسوريا واليمن، وقد تخاذلت كثيرًا في القيام بدورها سواء في تأييد الشرعية في بعض البلدان، وهو ما أعطى مساحة كبيرة لهذه الميلشيات أو على الأقل لم تواجه إرهابها وأحيّت وزكت الخلاف وأصرت على عدم دعم الشرعية كمثال في اليمن، وبالتالي هي مسؤوله أو تتحمل المسؤولية كاملة في سيطرة الانقلابين على السلطة في اليمن أو تهديد أمن العالم والملاحة البحرية.
أمريكا تدعي مواجهة الإرهاب وتضع استراتيجيات لذلك، بينما تدعم الإرهاب الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وهو بمثابة دعم للإرهاب بشكل علني، فضلًا عن التقصير من خلال قطع الطريق على البيئة التي ينمو فيها، وهي التي كانت تدعم الميليشيات الإيرانية في المنطقة أو على الأقل تخلت عن دورها في مواجهة هذه الميليشيات أو تأييد التحالف العربي في مواجهتها!
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: واشنطن داعش استراتيجية مواجهة الإرهاب الحرب الإسرائيلية مواجهة الإرهاب فی مواجهة هی التی التی ت
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات إيرانية والحوثيين في تصاعد للتوترات.. العقوبات تهدف إلى تعطيل تدفق الإيرادات التي يستخدمها النظام الإيراني لتمويل الإرهاب في الخارج وللقمع الداخلي لشعبه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فرضت الولايات المتحدة عقوبات ضد عدة كيانات مرتبطة بإيران والحوثيين، وذلك قبل أسابيع من تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه.
ومن المعروف أن ترامب يتبنى موقفاً متشدداً تجاه إيران، ومن المتوقع أن تتبنى إدارته نهجاً أكثر صرامة تجاه طهران.
وفي بيان صحفي، كشفت وزارة الخزانة الأمريكية أن العقوبات تهدف إلى تعطيل تدفق الإيرادات التي يستخدمها النظام الإيراني لتمويل الإرهاب في الخارج وللقمع الداخلي لشعبه.
واستهدفت العقوبات أربعة كيانات متورطة في تجارة النفط الإيرانية، بالإضافة إلى ست سفن تم تحديدها كممتلكات محظورة.
تركز هذه العقوبات على الأفراد والشركات والسفن المرتبطة بتجارة النفط والبتروكيماويات الإيرانية، التي تعد مصدرًا رئيسيًا للإيرادات لقيادة طهران.
وأشارت وزارة الخزانة إلى أن هذه الأموال تدعم البرنامج النووي الإيراني وتطوير الصواريخ الباليستية وتمويل الجماعات الوكيلة مثل حزب الله وحماس والحوثيين.
بالإضافة إلى ذلك، تم فرض عقوبات على سجن غزل حصار في إيران بسبب انتهاكاته لحقوق الإنسان.
ووفقًا لقانون مكافحة خصوم أمريكا من خلال العقوبات (CAATSA)، تم تصنيف السجن بسبب معاملة الأشخاص القاسية وغير الإنسانية الذين يمارسون حقهم في حرية التعبير.
هذه الخطوة تجمد أي ممتلكات أو مصالح تتعلق بالسجن داخل الولايات المتحدة وتحظر على المواطنين الأمريكيين إجراء أي معاملات معه.
أكد برادلي سميث، نائب وزير الإرهاب والاستخبارات المالية، التزام الولايات المتحدة بتعطيل العمليات المالية الإيرانية التي تمول الأنشطة المزعزعة للاستقرار.
وأشار إلى "شبكة مظلمة" من السفن والشركات والميسرين التي تستخدمها إيران للحفاظ على هذه العمليات.
وشملت السفن المعاقبة ناقلة النفط الخام MS ENOLA المسجلة في جيبوتي، المملوكة لشركة Journey Investment، بالإضافة إلى السفينة MS ANGIA المسجلة في سان مارينو والسفينة MS MELENIA المسجلة في بنما، واللتين تديرهما شركة Rose Shipping Limited المسجلة في ليبيريا واليونان.
بالإضافة إلى السفن، تم فرض عقوبات على 12 فردًا متورطين في أنشطة تمويل وشراء لصالح الحوثيين، بما في ذلك هاشم إسماعيل علي أحمد المدني، رئيس البنك المركزي المرتبط بالحوثيين في صنعاء.
ويُتهم هؤلاء الأفراد بالضلوع في تهريب الأسلحة وغسيل الأموال وتهريب النفط الإيراني غير المشروع لصالح الحوثيين.
تجمد العقوبات جميع الممتلكات والمصالح المتعلقة بالأطراف المحددة في الولايات المتحدة، ويواجه الأفراد والكيانات الأمريكية عقوبات إذا تورطوا في معاملات معهم.
تستمر إيران في التأكيد على أن برنامجها النووي مخصص فقط للأغراض السلمية، على الرغم من المخاوف الدولية المستمرة.