تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لا أحد يُنكر دور الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة الإرهاب وبخاصة المعولم منه، ولكننا لا يمكن أنّ ننكر أيضًا الإخفاقات الأمريكية المرتبطة بمواجهة هذا الإرهاب، إذا تصورنا مواجهتها لتنظيم قاعدة الجهاد أو حتى داعش.

لا شك أنّ سياسات واشنطن مسؤولة مسئولية كاملة عن إخفاقاتها المتوالية؛ ولعل الخطأ الأهم والأبرز أننها تُقدم مصالحها السياسية على واجب مواجهة الإرهاب وهو أخطر ما في المعادلة، وهذا ما يجعلنا نراها تواجه التنظيمات المتطرفة في زاوية لا يمكن أنّ تُخطئها العين ونجدها في نفس الوقت تدعم هذه التنظيمات أو على الأقل تستخدمها من زاوية أخرى.

ولذلك يغيب أي تعريف دولي أو أممي للإرهاب، كما أنّ واشنطن تضع لها تعريفًا يخصها مرتبط بمصالحها، وهذا ينطبق بصورة كبيرة على الحالة السياسية العامة التي ترى فيها حركة طالبان على سبيل المثال جماعة متطرفة واحتلت أفغانستان للقضاء عليها، ثم تفاوضت معها بعد عشرين عامًا من الغزو وسلمتها السلطة عن طيب نفس ورضا!

تُسلمها السلطة بعد عشرين عامًا، لم تستطع واشنطن خلالها القضاء على زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، والذي تم ضربه بصاروخ أمريكي بعد خروج واشنطن من أفغانستان وزعامته للتنظيم مدة 10 سنوات، وهنا دلالة مهمة مرتبطة بإخفاق واشنطن في تفكيك التنظيم والذي ما زال يُمثل خطرا على أمن القارة الأفريقية، بل يُمثل التهديد الأهم والأكبر والأخطر.

يبدو التناقض الأمريكي أكثر وضوحًا ربما في التسعة أشهر الماضية فيما يتعلق بملف مواجهة الأرهاب؛ فإصرار واشنطن على أنّ تكون طرفًا منحازًا في الحرب الإسرائيلية يأتي على مساحة مواجهة جماعات العنف والتطرف.

فأولا هي تؤيد إسرائيل وتدعمها في حرب إبادة للشعب الفلسطيني، وهو ما يُعد تطرفًا صهيونيًا، هذا التطرف الصهيوني قد يُولد تطرفًا آخر لمواجهته، وهنا نفرق بين تسمية الجماعات المتطرفة مثل القاعدة وداعش وبين حركات المقاومة الفلسطينية، فالأخيرة من حقها أنّ تُحدد وسائل وشروط المقاومة وأنّ تضع أدواتها بما تراه متناسبًا ومتناغمًا من أجل الحصول على حقوقها المشروعة.

وهنا تتخلى واشنطن عن دورها في حل القضية، حتى تتحلى بدور آخر هو داعم للإرهاب بصورته الصهيونية، وهو ما يدعم إرهاب القاعدة وداعش، وإنّ كنّا نرى التنظيمين الآخرين قد تأخرا كثيرًا في مواجهة إسرائيل، هذه ليست دعوة لتحركهما لكنها بمثابة كشف للشعارات المزيفة التي يرفعونها، فهما لا هم لهما ولا لغيرهما إلا مواجهة الأنظمة العربية وقتل أبناء أوطانهم والمسلمين عامة.

داعش والقاعدة تنظيمان متطرفان وهما نتاج السياسات الصهيونية التي شاركت في تكوينهما الفكري وربما ممارسات إسرائيل تُعزز وجودهما خلال الفترة القادمة، خاصة وأنّ داعش تم القضاء على دولتها في 22 مارس من العام 2019، كما أنّ القاعدة تم القضاء على زعيمه أيمن الظواهري، وهي مرحلة ضعف يمكن البناء عليها لاستمرار خطط المواجهة.

ولذلك قلنّا وما زلنا نقول إنّ دعم الولايات المتحدة الأمريكية المنحاز لإسرائيل سوف يؤدي إلى تعزيز عودة الجماعات المتطرفة في مقدمتهم القاعدة وداعش، خاصة وأنّ هناك دول عربية كثيرة بذلت جهود حثيثة من أجل تثبيط دور الإرهاب العالمي وحتى نصل إلى هذه المرحلة.

ولهذا لا بد أنّ تنتهي الحرب الإسرائيلية ولا بد وأنّ تنتهي سريعًا للحفاظ على ما تبقى من مقومات يمكن أنّ نواجه من خلالها الإرهاب أو على الأقل نقطع الطريق أمام عودتها أو نُعطيها مساحة أكبر للعمل والظهور وإعادة ترتيب أوراقها.

واشنطن التي خلقت هذا المناخ هي التي سمحت للميلبشيات الإيرانية أنّ تظهر بالصورة التي تُعاني منها الآن والتي تصفها بأنه إرهاب وقرصنة؛ فهي التي دعمت انقلاب حركة الحوثي وعززت من سيطرته على ميناء الحديدة، وهي التي تُعاني من مواجهته لإسرائيل وللولايات المتحدة الأمريكية وسفنهما.

فواشنطن هي المسؤولة عن توغل الميليشيات الإيرانية في لبنان والعراق وسوريا واليمن، وقد تخاذلت كثيرًا في القيام بدورها سواء في تأييد الشرعية في بعض البلدان، وهو ما أعطى مساحة كبيرة لهذه الميلشيات أو على الأقل لم تواجه إرهابها وأحيّت وزكت الخلاف وأصرت على عدم دعم الشرعية كمثال في اليمن، وبالتالي هي مسؤوله أو تتحمل المسؤولية كاملة في سيطرة الانقلابين على السلطة في اليمن أو تهديد أمن العالم والملاحة البحرية.

أمريكا تدعي مواجهة الإرهاب وتضع استراتيجيات لذلك، بينما تدعم الإرهاب الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وهو بمثابة دعم للإرهاب بشكل علني، فضلًا عن التقصير من خلال قطع الطريق على البيئة التي ينمو فيها، وهي التي كانت تدعم الميليشيات الإيرانية في المنطقة أو على الأقل تخلت عن دورها في مواجهة هذه الميليشيات أو تأييد التحالف العربي في مواجهتها!

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: واشنطن داعش استراتيجية مواجهة الإرهاب الحرب الإسرائيلية مواجهة الإرهاب فی مواجهة هی التی التی ت

إقرأ أيضاً:

ما هي الدول التي ستنضم إلى اتفاقيات «التطبيع» مع إسرائيل؟

تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، “بضم المزيد من الدول إلى “اتفاقيات إبراهيم”، وهي سلسلة اتفاقيات التطبيع التي تفاوضت عليها إدارته بين إسرائيل وبعض دول الخليج خلال ولايته الأولى”.

وقال ترامب، متحدثا للصحافيين في اجتماع لمجلس الوزراء بالبيت الأبيض، “إن المزيد من الدول ترغب في الانضمام إلى هذه الاتفاقيات”.

وأشار البيت الأبيض إلى “المملكة العربية السعودية كمشارك محتمل في الاتفاقيات، على الرغم من أن السعوديين لديهم تحفظات تجاه إسرائيل بسبب حرب غزة، وفق تقارير نشرتها قناة يو أس نيوز الأمريكية”.

من جانب آخر، ذكر نائب الرئيس، جي دي فانس، “أنه مع عودة “ترامب” إلى البيت الأبيض يتم العمل على “تعزيز اتفاقات إبراهيم”، وإضافة دول جديدة إليها”، مضيفا أنه “رغم أن الوقت لا يزال مبكرا، إلا أن إدارة الرئيس الأمريكي حققت الكثير من التقدم”.

وكان “ترامب” ألمح منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، “أن السعودية، ستطبع مع إسرائيل من خلال الاتفاقيات الإبراهيمية”،، وقال في تصريحات صحافية مع عودته إلى المكتب البيضاوي: “أعتقد أن السعودية ستنضم في آخر الأمر إلى الاتفاقيات الإبراهيمية”.

يأتي ذلك، في وقت أعلن ترامب، الخميس الفائت، أنه “سيزور السعودية”، من دون أن يوضح متى تحديدا سيجري هذه الزيارة.

وردا على سؤال طرحه عليه أحد الصحافيين بشأن ما إذا كان يعتزم السفر إلى السعودية للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قال ترامب “لا أعرف، لا أستطيع أن أخبرك”، وأضاف “أنا سأذهب إلى السعودية”.

ولفت الرئيس الأمريكي إلى أن “هدف الزيارة سيكون إبرام اتفاقات تجارية ضخمة”، وكان ترامب قال في فبراير، “لقد قلت للسعوديين: سأذهب إذا دفعتم تريليون دولار، تريليون دولار لشركات أمريكية موزعة على مدى أربع سنوات” هي مدة ولايته الرئاسية، وأردف “لقد وافقوا على ذلك، وبالتالي أنا ذاهب إلى هناك”.

وقال: “لدي علاقة رائعة معهم. لقد كانوا لطيفين للغاية، لكنهم سينفقون الكثير من الأموال مع الشركات الأمريكية على أعتدة عسكرية والكثير من الأشياء الأخرى”.

وكان ترامب قد زار السعودية في مايو 2017، وكانت تلك أول رحلة دولية له خلال ولايته الأولى.

آخر تحديث: 25 مارس 2025 - 15:33

مقالات مشابهة

  • كشف النقاب عن القاعدة العسكرية السرية التي تنطلق منها طائرات أمريكا لقصف اليمن
  • بين الدعم والرفض.. واشنطن تعزز الجيش العراقي وتتجاهل الحشد الشعبي
  • ما هي الدول التي ستنضم إلى اتفاقيات «التطبيع» مع إسرائيل؟
  • بين الدعم والرفض.. واشنطن تعزز الجيش العراقي وتتجاهل الحشد الشعبي - عاجل
  • تضامن مع النيجر بعد هجوم المسجد.. الحويج يؤكد دعم ليبيا للنيجر في مواجهة الإرهاب
  • الاتحاد الافريقي يعرب عن دعمه للصومال في مواجهة الإرهاب وتنظيم انتخابات نزيهة
  • أفريقيا تحتضن منابع الإرهاب: كيف تغذي القارة الفقيرة خزائن داعش والقاعدة؟
  • منير أديب يكتب: المقاتلون الأجانب فى أفغانستان.. منصة الإرهاب العالمى فى آسيا
  • كيف كشفت مقابلة المبعوث الأمريكي عن فجوات بين واشنطن وتل أبيب؟
  • ماهي المكاسب التي تنتظرها واشنطن من مفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا ؟