علماء: النباتات تتمتع بذكاء خاص بها وقدرة على “حل المشكلات”!
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
#سواليف
وجد فريق من #العلماء أن #النباتات ليست مجرد #كائنات_حية، بل إنها تمتلك أيضا شكلا من أشكال #الذكاء.
أظهرت دراسة جديدة أن النباتات مثل “عصا الذهب” (Goldenrods)، “ذكية بما يكفي” لاكتشاف النباتات الأخرى القريبة دون الاتصال بها على الإطلاق. كما أنها ذكية بما يكفي للتكيف مع المواقف المهددة، مثل أكل الحيوانات العاشبة لها.
ويُعرف العديد من العلماء الذكاء على أنه وجود #جهاز_عصبي_مركزي، حيث تقوم الإشارات الكهربائية بتمرير الرسائل إلى أعصاب أخرى لمعالجة المعلومات
مقالات ذات صلةورغم أن النباتات ليس لديها دماغ مثل البشر، لكنها تمتلك نظاما وعائيا، وهو عبارة عن شبكة من الخلايا التي تنقل الماء والمعادن والمواد المغذية لمساعدتها على النمو.
والآن، يدعو العلماء إلى إعادة تعريف الذكاء ليشمل حل المشكلات كعلامة.
وقال أندريه كيسلر، أستاذ علم البيئة وعلم الأحياء التطوري في جامعة كورنيل: “هناك أكثر من 70 تعريفا منشورا للذكاء وليس هناك اتفاق على ماهيته، حتى في مجال معين”.
وقد وجدت الدراسات السابقة أن النباتات تصدر أصوات استغاثة عالية التردد عندما تتعرض لضغوط بيئية، مثل تلف أوراقها وسيقانها.
ورجح العلماء أيضا أن النباتات قد تكون قادرة على العد واتخاذ القرارات والتعرف على أقاربها وحتى تذكر الأحداث.
وجاء الاكتشاف الأخير من دراسة “عصا الذهب”، وهي زهور موجودة في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا، حيث لاحظ الفريق كيفية استجابتها عندما تأكلها الخنافس.
وتفرز النبتة مادة كيميائية تخبر الحشرة أن النبتة تالفة وأنها مصدر فقير للغذاء.
وتمكن العلماء بعد ذلك من اكتشاف المركبات العضوية المتطايرة (VOC) بواسطة “عصا الذهب” القريبة التي أنتجت نفس آلية الدفاع لتجنب التعرض للأكل.
وأوضح كيسلر: “هذا يناسب تعريفنا للذكاء. اعتمادا على المعلومات التي يتلقاها من البيئة، يغير النبات سلوكه القياسي”.
وأجرى الفريق تجارب في عام 2021 أظهرت أن “عصا الذهب” يمكنها أيضا اكتشاف نسب أعلى من الضوء الأحمر البعيد، أو ضوء النهار، المنعكس عن أوراق النباتات المجاورة.
ويؤثر الضوء الأحمر البعيد على نمو جميع النباتات.
وعندما تشعر النباتات المجاورة بأن نباتا من قريبا من “عصا الذهب” يتم أكله، فإنها تتكيف من خلال النمو بشكل أسرع وإطلاق المزيد من المواد الكيميائية الدفاعية.
وعندما لا يكون هناك جيران قريبون لتحذيرها من تهديد محتمل، لا تنخرط النباتات في نمو متسارع، وتكون الاستجابة الكيميائية التي ترسلها مختلفة، وفقا للعلماء.
وبالإضافة إلى ذلك، تكتشف “عصا الذهب” المواد الكيميائية المنبعثة من الآفة وتستخدمها كإشارات للتهديد الذي قد يهاجمها.
وأظهرت دراسات أجراها باحثون آخرون أن كل خلية نباتية لديها إدراك واسع الطيف للضوء وجزيئات حسية للكشف عن مركبات متطايرة محددة جدا قادمة من النباتات المجاورة.
وقال كيسلر إن تطبيق مفهوم الذكاء على النباتات يمكن أن يلهم فرضيات جديدة حول آليات ووظائف التواصل الكيميائي النباتي، بينما يغير أيضا تفكير الناس حول ما يعنيه الذكاء حقا.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف العلماء النباتات كائنات حية الذكاء
إقرأ أيضاً:
هات “الجِفت” يا خليل
هات “الجِفت” يا خليل
د. #حفظي_اشتية
العنوان لقاسم حداد شاعر البحرين الأشهر. أما #الجفت فهو #بندقية_صيد ذات فوّهتين. وأما خليل فهو خليل حاوي الشاعر اللبناني الذي انتحر عشية الاجتياح الإسرائيلي لبيروت سنة 1982م.
في هذه الظروف المريرة التي نعيش، نظن أنّ ” #خليل_حاوي ” يسكن في حنايا كثيرين منا، إذ تمثّل حياته ــ بصدق ــ عذاباتنا وخيبات آمالنا ونهاياتنا الفاجعة.
مقالات ذات صلةوالده من بلدة “الشويّر” الوادعة الواقعة في متن جبل لبنان، المطلّة على جبل “صنّين”. كان يعمل بَنّاءً، ويتنقل بأسرته بين لبنان والجولان وجبل العرب “الدروز” حيثما يُطلب للعمل.
ولد خليل في قرية “الهُوَيّة” في جبل العرب، وفي سن الثالثة عشرة أعاق المرضُ والده عن العمل، فاضطرــ لإعالة أسرته ــ أن يترك الدراسة، ويمارس مهنة والده في رصف الطرق وتبليط البيوت. لكنّ طموحه للتعليم لم ينقطع، فتقدّم لامتحان البكالوريا، ونجح بتفوق، والتحق بالجامعة الأمريكية في بيروت ليحصل على الشهادة الجامعية الأولى، ثم أكمل الماجستير، وحصل على الدكتوراة من جامعة “كامبردج” في أطروحة عن جبران خليل جبران، وعاد ليعمل أستاذا جامعيا في دائرة اللغة العربية في الجامعة الأمريكية، وبدأت تصدر دواوينه الشعرية تباعا، وكانت تعبّر عن قضية حياته المركزية وهي الدعوة إلى الانبعاث العربي، وإيقاظ الأمة العربية لتجاوز نكباتها المتتالية منذ بدء الاستعمار الغربي والتغلغل الصهيوني، ونكبة فلسطين 1948م، وما تلاها من نكسات وهزائم تترى حفرت في نفسه الأبية العروبية الحساسة أخاديد الأسى، وثوّرت أعاصير الألم وتباريح الهمّ والجوى، فتساقطت نفسه المعذَّبة أنفسا عديدة، وذبلت صرخاته، وأنّت روحه من ثقل صمته: “طال صمتي… مَن تُرى يسمع صوتا صارخا في صمته؟! يسمع صوتي؟!…. لِأَمُتْ غير شهيد… مفصحا عن غصّة الإفصاح في قطع الوريد…”
ولعل كلامه هذا كان إخطارا خطيرا وإشهارا مريرا بنيّته المبيّتة قبل موته بسنوات.
ثم جاء الهول عندما اجتاحت القوات الإسرائيلية لبنان سنة 1982م، وتقدمت جحافلها نحو بيروت رغم البطولات الخارقة الهائلة للمدافعين الشرفاء، لكنه ميزان القوى الظالم الذي ينحاز دوما للأعداء!!!
غاص الألم عميقا في قلب خليل، وشاهت الدنيا في وجهه، وغار الأمل بعيدا في الدرك الأسفل، وطغى اليأس وادلهمّ.
وفي ليلة 6/6/1982 ذكرى النكسة القديمة الجديدة، عمّ الاضطراب بيروت، ولعلع الرصاص في كل مكان، فأدركَ خليل يقينا أن الحلم الكبير قد ضاع، فصرخ دون أن يكون لصرخته أيّ صدى: “يا لثقل العار!! هل حملته وحدي؟!”
وأسرّ إلى صديقه قائلا: “لم يبقَ أمامي غير الانتحار، فلا معنى لوجودي”.
صعد إلى شقته، وخرج إلى الشرفة قبل منتصف الليل معلنا ولادة قصيدته الخالدة التي كتبها بدمه القاني. صوّب بندقيته صَوْب رأسه، وضغط الزناد، لمعت شعلة البارود في عتمة الليل البهيم، فطار مِحجر العين وجزء من الرأس، وتهاوى الجسم الجريح على البندقية و”درابزين” الشرفة، وبقي كذلك إلى أن أطلّ الصباح البائس، وذاع الخبر الفاجع.
ومنذ ذلك الحين، وعلى مدي أكثر من أربعين عاما، ما زال كثير من الأدباء يستعيدون مرارة الذكرى، يُبدئون ويعيدون في أسباب الانتحار، ويفترقون وفق ذلك في مسالك شتى بين أسباب اجتماعية أو عاطفية أو نفسية أو وطنية….. بعضهم يرى الانتحار مخالفة شرعية عظمى، وبعضهم يراه انهزاما لأن الشاعر رائد أمته وحامل مشعل هدايتها، وعليه الثبات مقاوما في طليعتها.
وآخرون يؤكدون أن الفقيد كان صادقا أمينا مع نفسه، جبليّا صعب المراس، عروبيا منتميا مخلصا لأمته، مواجها شجاعا جبّارا، لا جبانا متهالكا خوّارا، مرهف الإحساس أنوفا، يؤمن بأن الشاعر ضمير الأمة ووعيها المتوهّج، عاش عمره وفيّا لأمله، وصيّا على حلمه. وعندما سُقط في يده فجّر الباقي من هذا العمر في رصاصة لعل ضياها يهدي الحائرين، ولعل صوتها يوقظ الغافلين ليدركوا الأهوال الحتمية القادمة.
وقد أثمر ذلك حركة أدبية نقدية عظيمة ما زالت تتجدّد وتتمدّد…. وكلما استجدّت مناسبة لانكسار عربي، حامت روح خليل في الأفق، وسطعت جذوة رصاصته وردّد المدى صداها، فبعد عقود كتب “قاسم حداد” :
“هات الجفت يا خليل” (إلى الشاعر خليل حاوي بمناسبة الذل العام) فخاطبه بكلمات تقطر أسى وحسرة على واقعنا العربي. منها قوله : “رأيتَ الصرح الشامخة الذي بنيتَه بالمخيّلة لنهضة العرب على شفير الهاوية، وسمعتَ هدير جنازير الدبابات الإسرائيلية قريبا من شارع بَالاس، دون أن تكون لدى العرب قدرة المجابهة والدفاع…. لذلك كله تناولتَ الجفت، وخرجتَ إلى شرفة البيت، وضعتَ الفوّهة في الرأس، وأطلقتَ مثل شخص يصطاد نفسه…. معك حق يا خليل، فمن يحلم بحضارة تنبعث في شرق جديد، ثم يرى حلمه يتعرّض للدمار والانهيار قبل أن يكتمل، فمن حقه علينا أن نصدّق معاناته، ونصقل له الطريق كي ينتحر، ونذهب نحن إلى النوم جريحي القلب، كسيري الروح، مشوَّشي الضمير، وعلى درجة عالية من تورّم الوهم بأنه ثمّة أمل في الأمل….”
ثم مرت سنوات عجاف وسنوات بعد حسرات قاسم حداد، توالت فيها أحداث عصفت ببقايا آمالنا، وزرعت في عالمنا أهوالا ومفاجآت.
تُرى ماذا كان سيفعل خليل حاوي لو شهد نكبة غزة الحرة المقاومة الصامدة العصية؟؟! أو مأساة لبنان الأرز الجميل وشعبه الصابر الوفي النبيل؟؟!
أم تُرى ماذا كان سيفعل لو أطلّ علينا من عُلاه ليرى الأعداء قد توسّدوا سنام جبل الشيخ، وتربّعوا على قمته، وأجالوا النظر إلى منتهاه في أقاصي مشرقنا العربي وأدناه، بينما دباباتهم تجوس القنيطرة وريف دمشق ودرعا…. وتسيطر على ثرواتها ومياهها وحورانها، وتخطب بعاطفة مصطنعة لزجة ماكرة ممقوتة وُدَّ الأحفاد الأحرار لسلطان باشا الأطرش الثائر الأكبر على الاستعمار الفرنسي!!!
صدق من قال :
رُبَّ يومٍ بكيتُ منه فلمّا صرتُ في غيره بكيتُ عليه
ألمْ يحن الأوان لهذه الأمة أن تستشعر الخطر المحدق، فتستنهض طاقاتها الوفيرة، وإمكاناتها العظيمة، وتدرك يقينا أن عدوها الحقيقي الآن واحد لا ثاني له ولا شريك، إنه النظام الرسمي الغربي وذراعه الصهيوني العدواني؟؟؟ وما سوى ذلك، فما هو إلا عداوات مفتعلة جرّاء خلافات حدودية مذهبية حزبية طائفية عبثية غبية.