بقلم : صبيح فاخر ..
كف مقطوعة من يد فارس وبطل شجاع كيف لك ان تتخيل هذا المنظر الرهيب وقد تربع هذا الكف مكانا يؤمه زوار كربلاء القاصدين لزيارة الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام .. كف حمل لواء وسيف عجز عن حملهما الابطال وذاد به صاحبه ليسجل اروع صفحات البطولة والشجاعة والاقدام وهو يدافع به في معركة الطف عن الحق وقيم الانسانية .
اذن …. فتلك الكف سطرت اروع قصص ومعاني البطولات والوفاء فبين القتال بالسيف وحمل لواء المعركةً ووصل بطلها في تحد واضح الى نهرالفرات الذي احاطت به الاف المقاتلين لمنع الامام الحسين واصحابه من شرب الماء .. الا ان تلك الكف المباركة اغترفت من ماء الفرات بعد ان اقتحم الامام العباس بفرسه تلك الحشود المؤلفة الا انه لم يشرب من هذا الماء برغم ان قلبه الشريف كان كصالية الجمر من شدة العطش ورمى الماء متذكرا عطش اخيه الحسين وعياله ..وتلك واحدة من قيم الوفاء التي لم تتكرر عبر التاريخ .
تلك الكف ماكانت لتشمخ لولا تلك المآثر البطولية والانسانية حتى اصبح مكان ضريحها عنوانا يهتدي به الزائرين وصولا الى الحرمين الشريفين .
افترش زوار كربلاء المرقدين الشريفين وامتلأ ما بين الحرمين بجموع غفيرة من الزوار من العراق وخارج العراق وامتلأت الطرقات والشوارع المحيطة بالضريحين بملايين الناس ممن جاءوا لاحياء زيارة يوم عرفة المباركة بل ابعد من ذلك الا ان مقام كفي ابي الفضل العباس الذين هما خارج الضريح
بقيا شامخين يدلانك على صولات ابي الفضل وقتاله البطولي في معركة الطف ولعل هذا هو الهدف السامي من عدم ضمهما الى ضريح صاحب الكفين .
بالامس كنت اجلس في حائر الامام العباس مقابل الكف الايسر الشريف وما كان للقادمين والمغادرين من الزائرين الا الانحناء امام هذا المرقد الطاهر
الذي كان ولايزال وسيبقى ملاذا للفقراء والمتعطشين لزيارة كربلاء .. وتبقى كربلاء مدينة العشق الانساني رغم الدماء الطاهرة التي سالت على ارضها . صبيح فاخر الفرطوسي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
«مهنتي وأفتخر».. «عم أشرف» يروى العطشان: تمر هندي لحبايب «الحسين»
«بخمسة جنيه اشرب وصلى على النبى»، هتاف يُردّده «عم أشرف» خلال جولاته بالشارع سعياً لكسب الرزق.. ينطلق فى ساحة «الحسين» ويجوب الحوارى والأزقة، بزى أشبه بالشعبى المتوارث، قميص ذى أكمام طويلة، وبنطال فضفاض، حاملاً إبريق «التمر الهندى» والأكواب.
تمسك شديد بالمهنةقضى «عم أشرف» نصف عمره فى شارع «الحسين»، متمسّكاً بالمهنة التى مارسها صغيراً، ويحكى لـ«الوطن»: «أول مرة جيت هنا كنت فى زيارة للحسين، كان الجو حر وتعبت من الزحمة والحرارة، وقتها شعرت بإنى فى أمس الحاجة لكوباية عصير، وخطرت فى بالى فكرة بيع التمر هندى، ومن يومها موجود طول الأسبوع، وعايش فى أحضان وتراب الحسين».
تزوج «عم أشرف» ورُزق بـ5 أبناء، وظل متمسّكاً بمهنته، يقضى ساعات النهار فى «الحسين»، ويذهب إلى البيت مع غروب الشمس، مردّداً دائماً «مهنتى وأفتخر بها»، وكلما تقدّم به العمر يزداد تمسّكه بها، دون أن يُفكّر فى تغيير نشاطه، فقد أصبحت جزءاً من حياته: «بيع التمر هندى مهنتى الوحيدة ومصدر رزقى، بدأتها من الصفر لحد ما بقيت مشهور فى شارع الحسين، ومن خيرها ربيت أولادى وعايش مستور».
أسرار التمر هندىوعن أسرار التمر هندى، روى «عم أشرف» لـ«الوطن» أنه مشروب يحتاج إلى مهارة خاصة أثناء تحضيره، ويمر بعدة مراحل كثيرة قبل إضافة الماء البارد، ولكن الخطوة الأهم فى رأيه، هى وضع نسبة السكر المناسبة، لتُرضى بها أذواق الجميع إلى حد ما، وهو ما يراه أحد أسرار مهنته: «الدورق الواحد بيعمل أكتر من 55 كوباية، ويبدأ سعر الواحدة من 5 جنيه».