لون البشرة.. واجهة للدعاية واستمالة الناخبين في رئاسيات موريتانيا
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
نواكشوط – تحتل قضايا التمييز بين الشرائح والأقليات العرقية في موريتانيا مكانة محورية في السباق الرئاسي في الانتخابات المرتقبة يوم 29 يونيو/حزيران الجاري، حيث يسعى كل مرشح لاستمالة الأصوات من مختلف الشرائح الممثلة أصلا في قائمة المرشحين للمنصب الأعلى في الدولة.
ويُعد التنوع القومي والثقافي من السمات البارزة لسكان موريتانيا ذات الأصول والألوان واللغات المختلفة، ووفقا لتقارير رسمية، يبلغ عدد الموريتانيين قرابة 4.
وقد عرفت موريتانيا خلال العقود الأخيرة انتعاشا لخطاب "التحريض" بين الهويات الثقافية والشرائح ذات الألوان المختلفة، وعادة ما يكون هذا الخطاب أكثر رواجا في مواسم الانتخابات، حيث تمتزج أصوات الحقوقيين بمبادرات السياسيين.
لكن بدا في انتخابات هذا العام تراجع استغلال هذه الثغرة من طرف المرشحين، بل إن استشراف آفاق العيش المشترك والدعوة إلى الوحدة الوطنية والتعايش السلمي هي الشغل الشاغل لأكثر المرشحين الذين توجهوا لكسب ود الناخب الموريتاني بغض النظر عن لونه.
ولأن أصوات هذه الشرائح تلعب دورا كبيرا في تحديد سير الانتخابات ومن سيفوز بها، فقد تحولت إلى مركز صراع بين المرشحين، ليس فقط بالتركيز على معاناتهم والقضايا التي تهمهم من خلال البرامج والوعود الانتخابية، بل إن أغلبهم حرصوا على التنوّع في تشكيلة فريق حملاتهم الدعائية وتمثيل مختلف الشرائح فيها.
مرشح النظام محمد ولد الغزواني عيّن سيد أحمد محمد من شريحة الحراطين مديرا عاما لحملته الانتخابية، ليتهمه معارضوه بأنه تعمّد الاستقطاب الشرائحي بهذه الخطوة التي سبقها بعرقلة ترشيح 6 من شريحة "البيضان" حفاظا على أصواتها لصالحه، وأنه شجع في المقابل تزكية 4 مرشحين منحدرين من الحراطين والزنوج.
وعلى منوال غزواني، سار مرشح حزب "تواصل" حمادي سيدي المختار ليعيّن المهندس حمدي ولد إبراهيم من فئة الحراطين مديرا لحملته ونائبته من الزنوج، في خطوة قصد بها -حسب بعض المراقبين- اختراق الأقليات العرقية لتوسيع قاعدته الانتخابية المتمركزة أساسا في البيضان.
أما المرشح الحقوقي برام الداه اعبيد المدافع عن السود، ورغم تاريخه الحافل بالتعليقات المثيرة للجدل ضد شريحة البيضان التي لطالما اعتبرها السبب الرئيسي في معاناة السود، فإنه عيّن الشاب يعقوب لمرابط (من البيضان) على رأس فريقه الدعائي، بل عمد إلى استمالة البيض في خطاباته وغيّر من لهجته تجاههم.
يُرجع أستاذ علم الاجتماع في جامعة نواكشوط باب سيد أحمد أعل سبب هذا المتغير حاليا إلى أثر شعار التهدئة السياسية لدى النظام الحالي، التي يرى أنها أثرت كثيرا في قضية التنافر الشرائحي.
وهي مسألة رغم أنها لم تُستغل بشكل جيد لصالح الوطن حسب قوله، فإنها ساهمت لا إراديا في تجاوز هذا التنافر بمعالجات شكلية له من أجل أن يقدّم كل طيف سياسي موريتانيا بتنوعها على الأقل سياسيا، وإن كان الواقع الاجتماعي على خلاف ذلك لا يزال معبأ.
وفي حديثه للجزيرة نت، يشير ديدي ولد السالك رئيس المركز المغاربي للدراسات الإستراتيجية في نواكشوط (مؤسسة بحثية خاصة)، إلى أن اختيار مرشح السلطة مدير حملته من شريحة الحراطين جاء نتيجة لحجم هذه الفئة ولمنحها نوعا من الاعتبار المعنوي.
وبرأيه، فإن تصاعد الخطاب الشرائحي واتهام البعض بالعنصرية يقفان خلف انتشار هذه الظاهرة، كما أن بعض المرشحين من فئات معينة تنقصهم بعض الفئات الأخرى ويحتاجون إلى التلوين "ليضفي ذلك عليهم شرعية وحتى يكون المجتمع الموريتاني معهم".
ويستبعد ولد السالك أن تكون قرارات المرشحين هذه مؤثرة كثيرا في النتائج، لأن العوامل القبلية والجهوية وتأثير المال السياسي ما زالت تتحكم في الناخب الموريتاني بقوة، حسب تقديره.
ويرى مراقبون أن مرشح النظام الحاكم يحظى بدعم غالبية الموريتانيين من ذوي البشرة البيضاء، في حين تشهد فئة السود انقسامات في ولائها للمرشحين.
ورغم أن الحقوقي برام الداه الأوفر حظا بنيل ثقة جزء واسع من أصوات هذه الشريحة، فإنها يتنازعها الآن 4 مرشحين من فئة السود، إضافة إلى أنها تملك تاريخا كبيرا في تفضيل الحزب الحاكم، وهو ربما ما يطمئن النظام ويصعّب مهمة المعارضة.
ورغم أن التنوع يُعد مصدر ثراء وقوة لدى الشعوب، فإنه في المواسم الانتخابية يتحول إلى مصدر قلق نتيجة تصاعد خطابات الكراهية والعنصرية، وخصوصا في المجتمع الموريتاني المتنوع.
ويرى أستاذ علم الاجتماع باب سيد أحمد أعل أن موريتانيا عندما استوردت الديمقراطية لم تجد بدا من توطينها على أنقاض الحساسيات الاجتماعية للاستفادة منها بشكل أو بآخر بأوجه وآليات مختلفة، معتبرا أن ذلك يؤجج الصراعات.
ويضيف للجزيرة نت أن هذا هو ما جعل القبيلة والعرقية أدوات في أيدي السياسيين للاستفادة منها في مواسم الانتخابات، والحصول على تمثيل المجتمع على اختلافه عرقيا وثقافيا، إلا أنه معبأ دوما للاستجابة لمثل هذه الخطابات.
وفي قضية التنافر الهوياتي بين مكونات المجتمع الموريتاني، يعتقد أحمد أعل أن هناك عوامل عدة جذّرته وعززته، من بينها أن الدولة الرابطة لمختلف تلك التشكيلات لم تنبع ولم تولد من رغبة داخلية، وإنما أملتها ظروف خارجية وحققت إنتاجها وصناعتها، مما جعل المسألة العرقية تُطرح في منتصف ستينيات القرن الماضي.
وهي قضية لا تزال تتحكم في التنافر العرقي والهوياتي إلى حد الساعة بشكل أو بآخر، فالدولة في لاوعي الإثنيات مجرد غنيمة يجب أن يحتدم الصراع من أجل الاستفراد بها، وفق قوله.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات سید أحمد من فئة
إقرأ أيضاً:
عبد المحسن سلامة: أنا مرشح الضرورة لنقابة الصحفيين
كتب- محمد أبو بكر:
تصوير- إسلام فاروق:
وصف الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة، المرشح لمنصب نقيب للصحفيين في انتخابات التجديد النصفي، نفسه بأنه "مرشح الضرورة"، خاصة مع المشكلات المهنية الموجودة حالياً.
وأكد أن هناك ضرورة للتغيير خلال الفترة المقبلة، وأن هناك من يقف أمام التغيير، ولا يعلم الأسباب وراء ذلك، موضحا: هناك حاجة ماسة لهذا التغيير.
وأضاف "سلامة"، خلال الندوة التي عقدتها مؤسسة "أونا"، وأدارها الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، رئيس تحرير مؤسسة "أونا للصحافة والإعلام" التي تضم مواقع (مصراوي- يلا كورة- الكونسلتو- شيفت): "الزملاء عندما يرون شيئًا فيه نقاط قوة، يجب أن نلتف حوله، أما الزملاء الآخرين السلبيين فهذه مسألة تعود إليهم، ومقدرش أتدخل في عقول وضمائر الناس".
وتابع: لدي تطور معين ورؤية معينة أعمل على تنفيذها قبل الانتخابات، ولقد تجاوزت المراحل، بينما الآخرون يقفون على أطراف الأصابع خارج المعركة، بينما أنا دخلت المعركة وبدأت في طرح رؤية وحلول لمشكلات نعاني منها.
وقال "سلامة": أنا شخص عملي وإنجازاتي واضحة؛ وللتوضيح، عملت ذلك في دورتي النقابية عندما كانت الأوضاع صعبة ومشتعلة وأزمات كبيرة، وأنجزت العديد من الملفات الكبيرة، والدنيا مشيت إلى حد ما بسلاسة، وعندما توليت الأهرام كانت الأوضاع في غاية الصعوبة، ومع ذلك أنجزت الكثير من الملفات.
وأوضح: أكثر شخص أدار وتولى ملف الحريات كان الأستاذ إبراهيم نافع، وأحيانًا بيكون عندنا ملاحظات على الوعي الجمعي للمجتمع، واحنا مطالبين نكون نخبة المجتمع التي تقود الوعي والتنوير والتغيير الإيجابي، وأنا ضد كل التجاوزات، وأتمنى أن تقوم النقابة ومجلسها بتفعيل تحويل كل المخالفين بلا استثناء إلى لجان التحقيق والتأديب.
وتابع: نقاط القوة يجب أن تكون نقاط قوة، وليست نقاط ضعف، ومن يحول نقاط القوة إلى ضعف يجب أن يراجع تفكيره، ولما أجي أعملك حاجة كويسة مينفعش تبقى نقطة ضعف؛ لأن كدا مش هنكون عايزين الأفضل وكل شخص حر.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
عبد المحسن سلامة نقابة الصحفيين انتخابات التجديد النصفيتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: "العمل": برامج تدريبية تلبي متطلبات أسواق العمل بالداخل والخارج الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
عبد المحسن سلامة: أنا مرشح الضرورة لنقابة الصحفيين
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك