ما الذي يحصل داخل منشآت إيران النووية؟
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن التوسع الكبير الجاري داخل المنشأة النووية الإيرانية الأكثر حماية، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفة إنتاج الموقع من اليورانيوم المخصب ثلاث مرات قريبا.
وبحسب تقرير نشرته الصحيفة، الأربعاء، فإن التوسيع الجاري، يمنح طهران خيارات جديدة لتجميع ترسانة نووية بسرعة إذا اختارت ذلك، وفقا لوثائق سرية وتحليلات أجراها خبراء الأسلحة.
وأكد مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجود نشاط بناء جديد داخل محطة "فوردو" للتخصيب، بعد أيام فقط من إخطار طهران رسميا للوكالة الدولية للطاقة الذرية بخطط لإجراء تحديث كبير في المنشأة الواقعة تحت الأرض والتي تم بناؤها داخل جبل في شمال وسط إيران.
تصعيد التوتراتكشفت إيران أيضا عن خطط لتوسيع الإنتاج في مصنع التخصيب الرئيسي بالقرب من مدينة نطنز.
ومن المؤكد أن تلك الخطوات ستؤديان إلى تصعيد التوترات مع الحكومات الغربية وإثارة المخاوف من أن طهران تتحرك بسرعة نحو أن تصبح قوة نووية، وقادرة على صنع قنابل نووية بسرعة إذا قرر قادتها القيام بذلك.
وفي منشأة فوردو وحدها، قد يسمح التوسع لإيران بتجميع ما يعادل عدة قنابل من الوقود النووي كل شهر، وفقا للتحليل الفني الذي قدمته صحيفة واشنطن بوست.
وعلى الرغم من أنها أصغر منشأتي تخصيب اليورانيوم في إيران، إلا أن فوردو تعتبر ذات أهمية خاصة، لأن موقعها تحت الأرض يجعلها غير معرضة تقريبا للغارات الجوية.
كما أنها مهمة رمزيا، لأنها توقفت عن إنتاج اليورانيوم المخصب بالكامل بموجب شروط الاتفاق النووي الإيراني التاريخي لعام 2015.
واستأنفت إيران إنتاج الوقود النووي هناك بعد فترة وجيزة من انسحاب إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق في عام 2018.
ويقول المسؤولون الأميركيون إن إيران تمتلك بالفعل مخزونا يبلغ حوالي 300 رطل من اليورانيوم عالي التخصيب الذي يمكن تكريره إلى وقود يستخدم في صنع الأسلحة النووية في غضون أسابيع أو ربما أيام.
ويُعتقد أيضا أن إيران قد اكتسبت معظم المعرفة الفنية لجهاز نووي بسيط، على الرغم من أن الأمر قد يستغرق عامين آخرين لبناء رأس حربي نووي يمكن تركيبه على صاروخ، وفقا لمسؤولي المخابرات وخبراء الأسلحة.
وتزعم إيران أنها لا تخطط لإنتاج أسلحة نووية، لكن في تحول مذهل، بدأ قادة برنامج الطاقة النووية في البلاد يؤكدون علنا أن علماءهم يمتلكون الآن جميع المكونات والمهارات اللازمة للقنابل النووية، ويمكنهم بناء واحدة بسرعة إذا صدر الأمر بذلك.
وفي العامين الماضيين، بدأت فوردو في تخزين نوع من اليورانيوم عالي التخصيب الذي يقترب من درجة نقاء الأسلحة، بنقاء أعلى بكثير من الوقود منخفض التخصيب المستخدم عادة في محطات الطاقة النووية.
وفي حين أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب ينمو بشكل مطرد منذ عام 2018، فإن التوسع المخطط له، إذا اكتمل بالكامل، سيمثل قفزة في قدرة إيران على إنتاج الوقود الانشطاري المستخدم في كل من محطات الطاقة النووية والأسلحة النووية، مع تكرير إضافي.
وفي رسائل خاصة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية مطلع الأسبوع الماضي، قالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إنه تم تجهيز فوردو بما يقرب من 1400 جهاز طرد مركزي جديد، وهي آلات تستخدم لإنتاج اليورانيوم المخصب، وفقا لدبلوماسيين أوروبيين مطلعين.
تحذيركان من المقرر تركيب المعدات الجديدة، المصنوعة في إيران والتي تم ربطها ببعضها البعض في ثماني مجموعات تعرف باسم "الشلالات"، في غضون أربعة أسابيع.
وكانت وكالة رويترز قد نشرت مسودة مسربة للخطة الإيرانية.
وردت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، على التوسع الإيراني المخطط له بتحذير.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر، الخميس إن "إيران تهدف إلى مواصلة توسيع برنامجها النووي بطرق ليس لها غرض سلمي موثوق".
وأضاف قائلا إن "هذه الإجراءات المخطط لها تزيد من تقويض مزاعم إيران التي تقول عكس ذلك. إذا نفذت إيران هذه الخطط فسنرد وفقا لذلك".
ورغم أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت على علم بخطط إيران لزيادة إنتاجها من اليورانيوم المخصب، إلا أن حجم التعزيز المخطط له فاجأ العديد من المحللين.
وإذا تم تنفيذ عمليات التوسعة في فوردو بالكامل، فإنها ستضاعف عدد أجهزة الطرد المركزي العاملة في المنشأة المتواجدة تحت الأرض، خلال جدول زمني "مضغوط" مدته حوالي شهر.
وهناك زيادة أصغر نسبيا، ولكنها لا تزال كبيرة، تسير على الطريق الصحيح في نطنز.
ووفقا لدبلوماسيين مطلعين على وثائق الوكالة الدولية للطاقة الذرية السرية، فإن خطة التوسع الإيرانية تدعو أيضا إلى تركيب معدات أكثر قدرة بكثير من الآلات التي تنتج الآن معظم اليورانيوم الإيراني المخصب.
وفي فوردو، كان من المقرر تركيب أجهزة من الطراز الأحدث فقط، والمعروفة باسم "IR-6s"، كما تظهر التقارير، وهي ترقية كبيرة من أجهزة الطرد المركزي "IR-1" المستخدمة حاليا هناك.
ومن شأن الآلات المتقدمة البالغ عددها 1400 آلة أن تزيد من قدرة فوردو بنسبة 360 في المئة، وفقا لتحليل فني قدمه للصحيفة الأميركية، ديفيد أولبرايت، خبير الأسلحة النووية ورئيس معهد العلوم والأمن الدولي، وهي مؤسسة غير ربحية في واشنطن.
وقال أولبرايت إنه في غضون شهر من تشغيلها بكامل طاقتها، يمكن لأجهزة فوردو من طراز "IR-6" أن تنتج حوالي 320 رطلا من اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة.
وباستخدام حسابات متحفظة، فإن هذا يكفي لصنع خمس قنابل نووية، وفق تعبير "واشنطن بوست".
إلى ذلك، تتطلب خطط إيران التوسعية لمنشأة نطنز إضافة آلاف أجهزة الطرد المركزي من نوع مختلف يعرف باسم "IR-2M".
وبحسب أولبرايت، فإن الطاقة الإنتاجية الإجمالية لنطنز ستزيد بنسبة 35 في المئة.
ومنذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، قيدت إيران قدرة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مراقبة إنتاج البلاد من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة.
لكن مفتشي الوكالة، أثناء زيارتهم إلى فوردو، الثلاثاء الماضي، شاهدوا فنيين يبدأون تركيب أجهزة "IR-6"، وفقا لملخص سري تمت مشاركته مع الدول الأعضاء في الوكالة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الوکالة الدولیة للطاقة الذریة أجهزة الطرد المرکزی الیورانیوم المخصب من الیورانیوم
إقرأ أيضاً:
قوى غربية تطالب إيران بالوفاء بالتزاماتها النووية فوراً
أعربت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، السبت، عن "قلقها الشديد" إزاء اعتزام إيران تشغيل مجموعة من أجهزة الطرد المركزي الجديدة ضمن برنامجها النووي، وحثّت طهران على توثيق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وجاء إعلان إيران بعد أن تقدمت القوى الغربية الأربع باقتراح ينتقد طهران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي يضم 35 دولة.وتم تبني القرار الذي يذكر إيران بـ"التزاماتها القانونية" بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، الخميس الماضي.
وقالت الدول الأربع، في بيان مشترك أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية،: "نلاحظ بقلق شديد إعلان إيران، أنها بدلاً من الرد على القرار بالتعاون، فإنها تخطط للرد بمزيد من التوسع في برنامجها النووي، بطرق لا تستند إلى أي أساس سلمي موثوق".
وأضافت: "نتوقع من إيران العودة إلى مسار الحوار، والتعاون مع الوكالة". أول تحرك من إيران بعد قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية - موقع 24 اعتمد مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مساء الخميس، قراراً ينتقد رسمياً إيران بسبب عدم تعاونها بما يكفي فيما يتعلق ببرنامجها النووي، في وقت أعلنت فيه الجمهورية الإسلامية اتخاذ إجراءات لتسريع البرنامج. وأعلنت إيران، الجمعة، أنها "ستضع مجموعة كبيرة من أجهزة الطرد المركزي الجديدة والمتطورة، وبأنواع مختلفة في الخدمة".
وتستخدم أجهزة الطرد المركزي في تخصيب اليورانيوم المحول إلى غاز، من خلال تدويره بسرعة كبيرة ما يسمح بزيادة نسبة المادة الانشطارية (يو-235) لاستخدامات عدة.
وأضاف بيان مشترك صادر عن المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية ووزارة الخارجية الإيرانية أنه "بموازاة ذلك، سيتواصل التعاون الفني وعلى صعيد الضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية" بموجب التزامات قطعتها إيران.
وقال الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمال وندي، الجمعة، إن الإجراء الجديد يرتبط خصوصاً بتخصيب اليورانيوم.
وتتصاعد التوترات بشأن البرنامج النووي الإيراني، وسط خشية من أن تحاول طهران تطوير سلاح نووي، وهو أمر لطالما نفته إيران.
وفي بيانها الرباعي، السبت، رحبت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بتبني قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقالت إنه جاء رداً على "فشل إيران المستمر" في التعاون مع الوكالة في الوقت المناسب.
وجاء في القرار أنه "من الضروري والعاجل" أن "تتحرك إيران للوفاء بالتزاماتها القانونية" بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي التي صادقت عليها في عام 1970.
كما يدعو النص طهران إلى تقديم "تفسيرات ذات مصداقية فنية" لوجود جزيئات يورانيوم تم العثور عليها في موقعين غير معلنين في إيران.
ويطالب القرار الوكالة التابعة للأمم المتحدة بـ"تقرير كامل" حول هذا النزاع الطويل الأمد، مع تحديد موعد نهائي لتقديمه في ربيع عام 2025.
وقالت القوى الغربية، السبت،: "نأمل أن تستغل إيران الفرصة من الآن، وحتى صدور التقرير، لتقديم المعلومات والتعاون اللازمين لحل هذه القضايا، حتى تتمكن الوكالة من تقديم الضمانات، بأن يظل برنامج إيران سلمياً بحتاً".