فقد وهب الله جل في علاه نعمة انسياب وجريان المياه النقية الصافية العذبه الصالحة للشرب والغسل والوضوء والتطهر من مياه غيل حبان ، وعلى مدار العام ، وقد توارث سكان غيل حبان ، او المسمى الطارئ له بغيل السعيدي هذه النعمة الربانية جيل بعد جيل وللأسف لانعرف تاريخ محدد وحقيقي و موثق لأول مجموعة بشرية سكنت هذه البقعة الطاهرة من ارض واد حبان  الشهير جهة منطقة حضرموت ، نكرر انها نعمة ربانية خالصة كانت ستبقى مكسب لسكانها إلى أن يرث الله الارض ومن عليها ، لو تمت المحافظة على هذه النعمة السماوية.

لكن يُقال في الأمثال والحكم القديمة بأن دوام الحال من المحال ، ومنذ ما يقارب العشرين عام ونيّف حلت على اهل غيل حبان كارثة ومصيبة والعياذ بالله وحولت تلك النعمة الإلهية إلى ما يشبه النقمة القاتلة التي ستلحق الخراب والدمار وزوال النعمة أعلاه ، وبالتالي سيغادر جميع سكانها من على ضفاف الوادي الخضير المسمى واد حبان .

ماهي تلك المصيبة والكارثة التي حلت بالغيل منذ مايقارب العشرين عاماً ونيّف ؟

مع تطور الحياة المعيشية وارتفاع منسوب الطلب الإنساني والاجتماعي على مشاريع توسع مياه الشرب للمواطنين ، وهذا جاء نتاج ازدياد موجات الهجرة للداخل اليمني والى الخارج ، وازدياد مداخيل المواطنين وارتفاع مستوى معيشتهم ومداخيلهم الشهرية والسنوية ، وتوسع دعم المجتمع من مؤسسات خيرية خاصة وحكومية وربما اجنبية .

من هنا جاءت مشاريع مياه الشرب لمعظم سكان غيل حبان ، لكن لم يصاحبها حتى مجرد التفكير للأسف في أمر تصريف المياة العادمة ومخلفات الصرف الصحي ، وهنا جائت الكارثة.

ماهي تلك الكارثة التي ستلحق او قد لحقت بأهلنا في غيل حبان ؟

الأدهى والأمر هنا بأن مُعظم السكان في الغيل من جميع الفئات العمرية وكل المستويات العلمية الأكاديمية والثقافية والفكرية ، ولا حتى فقهاء الدين الإسلامي المجتهدين و أهل الإختصاص الشرعي ما و لم يولوا هذه المصيبة أدنى اهتمام ،

 والجميع الجميع دون استثناء ينتظر معجزة خارقة تهبط عليهم من السماء السابعة لتوقظهم وتوقظ ضمائرهم ، و تُزِل الغمامة والغشاوة عن بصرهم وبصيرتهم ! ! !

نحن نعيش في القرن الخامس عشر من التاريخ الهجري اي في العام 1445هـ ، وقد ورثنا تراث إسلامي ثري وحافل بالتعاليم الإسلامية الحقة ، وقد نهانا الله العظيم ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بأن لا ندنس الطريق و أن لا نضع الإعاقات فيها ، و أن لا ننجس المياه العذبة الصالحة للشرب والري والوضوء والتطهر ، اين نحن يا اهل الغيل من كل تلك التعاليم والتوجيهات ؟

وإليكم يا اهلنا ويا اخواننا ويا أبناءنا الكرام و يا معشر الناس الساكنين بجوار غيل حبان وغيل الغُرير ونبع تموره العذب العديد من الآيات القرآنية الكريمة و الأحاديث النبوية الشريفة بهدف الاستيقاظ والصحوة من غفوتنا وسباتنا وغيبوبتنا ( وزمبلتنا العبثية ) .

 

1/نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن التبوّل في الماء الراكد..فقال:

*( لايبولَنّ أحدُكم في الماءِ الراكدِ.. ثم يغتسلُ فيه)

*(لاتَبُل في الماءِ الدائم الذي لايجري.. ثم تغتسل فيه) رواه مسلم.. وابن ماجة والنسائي(الترغيب والترهيب.ج1ص84

2/نهى النبي صلوات الله عليه وعلى آله عن التبول على الحجر الملساء.. أو على الأرض الصمّاء حتى لايتطاير البول

3/قال صلى الله عليه وسلم:

 *( اتقوا الملاعنَ الثلاثَ :

    1-البراز في موارد الماء

    2- وقارعة الطريق

    3- والظلّ)

رواه أبوداؤد في-كتاب الطهارة-ج1ص7

هذا الحديث النبوي الشريف يؤكد حرص الإسلام على سلامة البيئة من كل مايلوّثها ويؤذي الناس..ويضر صحتهم.. ويعمل على نشر الأوبئة السارية.. والجوائح المرَضية..وانتقال الأمراض.

*و في الحديث :

 (من آذى المسلمين في طُرُقِهِم.. وجبت عليه لعنتهم)رواه الطبراني في الكنبير بإسناد حسن..الترغيب والترهيب للمنذري ج2-- ص83..

فكيف بمن آذى المسلمين في غيولهم.. وسيولهم..وآبارهم..ومزارعهم.. ومصادر شربهم..لقد استوجب من يفعل ذلك (اللعنة): أي الطرد من رحمة الله..

اتقوا اللعانين :

    -الذي يتخلى في طريق الناس

    - أو في ظلهم..

رواه أبو داؤد في(كتاب الطهارة).. باب (المواضع التي نهى النبي عن التبول فيها..سنن أبي داؤد ج1ص7..

 #وهذا النهي النبوي بالوعيد الشديد.. واللعن الأكيد.. والطرد من رحمة الله.. موجّه لفرد واحد يتبول في الطرقات. أو مجاري السيول والغيول والأودية.. أو لمن يبول تحت ظلال الأشجار..

 فما بالكم بمن يرمي مياه الصرف الصحي..ويلقي بكل النجاسات في مجرى غيل حبان.

# ومخلفات الغسيل.. وفيها البراز والبول.. ودماء الحيض والنجاسات.. وغسل الجنابة....يرمي كل ذلك في المياه الصالحة للشرب التي يستخدمها الإنسان العاكف فيه و الباد !!

وفي هذه الأحاديث النبوية علاج وقائي من تلوّث المياه حتى لاتنقل الأوبئة والأمراض.. ولكي يشرب الناس المياه وهي نقية صافية ليس فيها شوائب..

ولأن هذا يؤثر على صحة الإنسان.. وإنتاجية النبات والمحاصيل..

# إذ أن الإسلام يأمرنا بأن نبعد ونزيح كل مايؤذي الناس.. فقد صح الحديث:

*(وإماطتُكَ الحجرَ والشوكَ والعظم عن الطريق صدقةٌ لك)..

-أخرجه الترمذي وحسنه مرفوعاً..في (سُبُل السلام ج4ص568..

  فكيف بمن يلقي ويرمي القمامات و الأوساخ ومياه المجاري في موارد المياه التي يشرب منها المسلمون..

و مثلما يجب إماطة وإبعاد الأذى عن طرقات المسلمين..يجب كذلك إبعاد الأذى عن مسارب الغيول والسيول والوديان.. بحسب القاعدة النبوية (لاضرَرَ ولاضِرار.)..

وقد ورد في بعض الروايات

*(من آذى مسلماً فقد آذاني.. ومن آذاني فقد آذى الله)..

فيا عباد الله.. اتقوا الله.. فإن من آذى (مسلماً) يعني مسلم واحد فقط..

فكيف بمن آذى المسلمين أجمعين.. والمسلمات جميعاً وهم المنتفعين من زراعة الغيل ومن شربه والتطهر منه.

ألا يخاف الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات.. من عقوبة الله.. فإنهم يؤذون الله ورسوله..قال تعالى : (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً)..الأحزاب58..

إلى أهلنا الكرام الأعزاء في غيل حبان ونبدأ من قرية الصفاة شمالاً مروراً بقرى الصُر والمشباب والمعافر والرديحة والنبوة وكرب و دبون والعادية والغُرير وقرن بامحرز او قرن الحبيب الهاشمي مولى الصاع : ـــ

لقد اوردت أعلاه جملة من الآيات القرآنية الطاهرة من كتاب الله عز وجل ، وعدد من الأحاديث النبوية الشريفة باعتبارنا جميعاً مسلمون سنيون صوفيون أقحاح ، و لأهلنا في هذه البقعة المميزة الطاهرة آثار ودروس وحكم تاريخية عظيمة يتشرف بالإنتساب لهم كل إنسان شريف ومحترم وعاقل ومُصلح ، تلك التعاليم الإسلامية تخص كل فرد وعائلة وأسرة تسكن وتنتمي للغيل ، وتلك التعاليم الإسلامية تطلب من كل مسلم أن يستوعبها ويتفهم لها ويعمل بها ، و إلا ما فائدة و ما جدوى الإدعاء بالإنتماء لدين الله و سنة نبيه ، والحليم منا قد أوعز الله ونبيه الكريم بأن يكون انساناً صالحاً مفيدا لواقع الحال  المحيط به من أهله وذويه وأقاربه وأحبابه ومحبيه.

هذه ذكرى و تذكرة و مُذكرة ،،

علّ الحق تبارك وتعالى بأن يغفر بها لنا ما اقترفته أيادينا من ضُر واذى بغيلنا الحبيب ومياه الله العذبة التي سخّرها لنا و وهبنا اياها كرماً وعطفاً وعطاءً سخياً دوناً عن غيرنا في المنطقة الذين يتمنون مجرد الأُمنية أن يكونوا من سكانها او المنتمين إليها ، والله اعلم منا جميعاً.

انني اذكر اهلنا جميعاً في غيل حبان بما سيخلفه ذلك السلوك غير السوي وغير الصائب من تصريف المياه العادمة وبقايا مخلفات الصرف الصحي وقذفه في مجرى الغيل النقية او حتى بجواره ، وما سيخلفه من أمراض قاتلة خطيرة وأوبئة مدمرة ، وفوق هذا وذاك بأن نتحمل آثام ومعاصي الدنيا والدين ، طالما وديننا الإسلامي الحنيف قد نهانا عنه ومنعنا منعاً باتاً من القيام به.

قال تعالى: (ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )

 

                                                            فهل من مدّكر ؟!

                                                      [وفوق كل ذي علم عليم]

ابنكم و أخوكم المخلص :

الأستاذ الدكتور / عبدالعزيز صالح بن احمد بن حبتور / ابو رامي

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الله علیه من آذى

إقرأ أيضاً:

حزب الله يكشف تفاصيل الكمين الذي أوقع به “لواء جولاني”

كشفت المقاومة الإسلامية في لبنان “حزب الله”، اليوم الأربعاء 20-11-2024، تفاصيل الكمين الذي أوقع به قوة من (لواء جولاني- النخبة) في جيش الاحتلال الإسرائيلي. وقالت غرفة عمليات “حزب الله”، في بيان لها: “دحضًا لرواية العدو الإسرائيلي عن الكمين الذي وقعت فيه قواته عند مثلث عيناتا – مارون الراس – عيترون، وسعيًا منها لنقل البطولات التي يسطرها مجاهدونا على محاور الاشتباك”. وأضافت: “تُعلن غرفة عمليّات المُقاومة الإسلاميّة الآتي: رصد مجاهدونا قوّة من الكتيبة 51 لواء غولاني التابع للفرقة 36 تتسلل عند ساعات الفجر الأولى من يوم الأربعاء 13-11-2024 من المنطقة الحدوديّة بين بلدتي عيترون ومارون الراس، باتجاه الأطراف الجنوبيّة الشرقيّة لمدينة بنت جبيل، بهدف تنفيذ مهام استطلاعيّة عند مثلث عيناتا – مارون الراس – عيترون”. وتابعت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية: “بالرغم من الحملات الجويّة الكثيفة التي كان ينفذها سلاح الجو الإسرائيلي على المنطقة، وقعت القوّة في كمين محكم لمجموعة من مجاهدي المُقاومة”. وأردفت: “وصلت القوّة المعادية إلى منطقة الكمين عند الساعة 09:50 صباحًا، حيث كانت مجموعة من مجاهدينا تتموضع في منزل مُتضرر بفعل العدوان، وفي المنطقة المحيطة به”. وقالت “عمليات حزب الله”: “وفور اقتراب القوّة الإسرائيلية من نقطة المقتل فتح مجاهدونا النار عليها من مختلف الاتجاهات بالأسلحة الرشاشة ما أجبر القوّة على الانتشار في المكان”. وأشارت إلى أنه دخلت مجموعة من القوّة المعادية إلى منزل في المنطقة للاحتماء به من نيران مجاهدينا، وانتشر باقي الجنود في محيطه. وأوضحت “غرفة العمليات”، أنه “بعد استقرار القوّة في المنزل، وبنداء لبيك يا نصر الله، استهدف مجاهدونا المنزل بشكل مُركّز بعددٍ من قذائف الـ “RBG” المضادة للأفراد والدروع ما أدّى إلى تدمير أجزاء من المنزل على القوّة التي احتمت بداخله”. وبينت أنه “بالتزامن مع انهيار المنزل، ووسط حالة الذعر التي أصابت باقي القوّة الإسرائيلية المُنتشرة في محيطه، فتح مجاهدونا النار من أسلحتهم الرشاشة على من تبقى من القوّة في محيط المكان”. ولفتت غرفة عمليات المقاومة إلى أنه “استمرّت الاشتباكات في المنطقة لأكثر من 3 ساعات، وجرت عمليّة إخلاء الإصابات تحت غطاء دخاني وناري كثيف”. ونوهت إلى اعتراف جيش العدو الإسرائيلي بمقتل ضابط و5 جنود من الكتيبة 51 التابعة للواء غولاني بالإضافة إلى سقوط 4 جرحى، مشددةً على أنه “لم يُسجل أي نشاط برّي لجيش العدو الإسرائيلي في المنطقة بعد انتهاء الحدث وحتى تاريخه”. كما أشارت إلى “أنه وخلال عدوان تموز 2006، وقعت قوّة من كتيبة غولاني 51 عند الأطراف الشرقيّة لمدينة بنت جبيل في كمين للمُقاومة أسفر عن مقتل 8 جنود وجرح أكثر من 25 آخرين، واعتُبرت المعركة حينها واحدة من المعارك الرئيسيّة في تاريخ لواء غولاني، وأصعب معركة في “حرب لبنان الثانية”.

مقالات مشابهة

  • سبقن تأسيس دولتهن .. عراقيات معمرات الأكبر بالعالم
  • بوتين يهدد بضرب الدول التي تزود أوكرانيا بالأسلحة.. الباليستي رد أولي
  • جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فرنسا لأجل فلسطين
  • (نص + فيديو) كلمة السيد القائد .. 21 نوفمبر 2024
  • من الذي يعذب يوم القيامة الروح أم النفس.. الإفتاء تجيب
  • علي جمعة: ما ترك لنا رسول الله طريقا يؤدي الى النار إلا وحذرنا منه
  • صواريخ حزب الله أصابت مبنى في إسرائيل... شاهدوا حجم الدمار الذي لحق به (فيديو)
  • الإحصاء: مصر الدولة الأكبر في العالم العربي من حيث عدد الأطفال
  • حزب الله يكشف تفاصيل الكمين الذي أوقع به “لواء جولاني”
  • حافظ على نعمة ربنا.. رئيس المحكمة يوجه رسالة قوية لـ إمام عاشور