أدت أكثر من ثمانية أشهر من القتال بين إسرائيل وحماس إلى تدمير المباني والبنية التحتية في جميع أنحاء غزة، ما خلف أكثر من 39 مليون طن من الحطام وتفاقم الأزمة الصحية هناك، وفقا لتقييمات للأثر البيئي للصراع، أصدرتها وكالات الأمم المتحدة.

وفي أحدث سلسلة من التقارير الصادرة عن وكالات الأمم المتحدة والتي توضح حجم الدمار في غزة والمخاطر الصحية التي تشكلها الحرب هناك، وجد برنامج الأمم المتحدة للبيئة، أن ملايين الأطنان من الأنقاض تحتوي على ذخائر غير منفجرة، والإسبستوس وغيرها من المواد الخطرة، وبل وحتى بقايا البشر.

ووجدت هذه الوكالة الأممية، أن الحرب قد عطلت "جميع" أنظمة وخدمات الإدارة البيئية "تقريبا"، وخلقت مخاطر جديدة، وقالت إن جميع مصادر المياه في غزة تعطّلت، وكذلك مرافق معالجة مياه الصرف الصحي وآليات التخلص منها.

تقييم جديد لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة يكشف عن الأضرار التي لحقت بغزة وتسببت في مخاطر جديدة على صحة الإنسان والإنعاش على المدى الطويل- https://t.co/RGfNPp29i4 pic.twitter.com/GflOsZJxdl

— برنامج الأمم المتحدة للبيئة (@UNEP_Arabic) June 18, 2024

يأتي هذا التقرير في أعقاب بيان نشرته الأسبوع الماضي، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "أونروا" ونشرته على وسائل التواصل الاجتماعي، جاء فيه أنه اعتبارا من أوائل يونيو، تراكم 330 ألف طن من النفايات في المناطق المأهولة بالسكان أو بالقرب منها في جميع أنحاء غزة، "مما يشكل كارثة بيئية وصحية". 

واتهمت "أونروا" الجيش الإسرائيلي بعرقلة جهودها لمعالجة المخاطر البيئية والصحية في غزة. 

وأشارت الوكالة إلى عدم إمكانية الوصول إلى الوقود، مما يؤدي إلى تفاقم مشاكل الصرف الصحي، وقالت إن الجيش الإسرائيلي منع وصولها إلى مدافن النفايات في وقت تم فيه تدمير العديد من مراكز الصرف الصحي والآلات وشاحنات القمامة.

Over the past 8 months in the #GazaStrip approximately 67% of water, sanitation facilities & infrastructure have been destroyed or damaged.

As infectious diseases continue to spread and temperature rises, lack of hygiene & dehydration threaten the health of people across #Gaza. pic.twitter.com/dg08KD60Ai

— UNRWA (@UNRWA) June 19, 2024

وفي الأسبوع الماضي أيضا، أفاد مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية أن حوالي 65 بالمئة من إجمالي شبكة الطرق في غزة قد تضرر حتى الشهر الماضي.

وقال التقرير إن انهيار أنظمة ومرافق الصرف الصحي ومياه الصرف الصحي والنفايات الصلبة كانت له آثار كبيرة على البيئة والناس. 

ولاحظ المركز زيادة في معدلات الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة والإسهال بين الأطفال دون سن الخامسة والجرب والقمل واليرقان التي أبلغت عنها منظمة الصحة العالمية منذ بداية الصراع.

As of 9 June, over 330,000 tons of waste have accumulated in or near populated areas across #Gaza, posing catastrophic environmental & health risks. Children rummage through trash daily

Unimpeded humanitarian access + #CeasefireNow are crucial to restore humane living conditions pic.twitter.com/sn6hS6K1P9

— UNRWA (@UNRWA) June 13, 2024

إلى ذلك، أفاد سكان غزة والجماعات الإنسانية العاملة في القطاع عن تقنين إمدادات المياه، ما أجبر الناس على "التخلي عن احتياجات النظافة الشخصية والصرف الصحي" واستخدام مصادر مياه بديلة للشرب، بما في ذلك الآبار الزراعية ذات المياه المالحة، مما يعرضهم للمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية الأخرى، وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" نشرته الأربعاء.

وقالت الأمم المتحدة، الاثنين، إن ما يزيد من الصعوبات، العراقيل التي تواجهها الوكالات الإنسانية، مؤكدة أن غزة أصبحت أخطر مكان في العالم بالنسبة لعمال الإغاثة، مشيرة إلى أن 250 شخصا على الأقل قتلوا في غزة منذ الهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، بما في ذلك ما يقرب من 200 شخص يعملون لدى "أونروا".

والثلاثاء، قالت الأمم المتحدة، إنها لم تتمكن من توزيع المساعدات في قطاع غزة من معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل بسبب الفوضى والذعر بين الجياع في المنطقة، على الرغم من وقف إسرائيل النشاط العسكري نهارا.

كان الجيش الإسرائيلي قد قال، الأحد، إنه سيكون هناك وقف يومي لهجماته من الخامسة صباحا إلى الرابعة مساء بتوقيت غرينتش حتى إشعار آخر في المنطقة الممتدة من معبر كرم أبو سالم في جنوب إسرائيل إلى طريق صلاح الدين ثم باتجاه الشمال في غزة.

مفوضية حقوق الإنسان: إسرائيل ربما انتهكت قوانين الحرب في غزة قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الأربعاء، إن القوات الإسرائيلية ربما انتهكت على نحو متكرر المبادئ الأساسية لقوانين الحرب وأخفقت في التمييز بين المدنيين والمقاتلين في حملتها العسكرية على قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، إن الأمم المتحدة رحبت بهذه الخطوة، لكنه أضاف أن "هذا لم يترجم بعد إلى وصول المزيد من المساعدات إلى المحتاجين"، مشيرا إلى أن المنطقة الواقعة بين كرم أبو سالم وطريق صلاح الدين خطرة للغاية.

وتابع "عندما تصل المساعدات إلى مكان ما، يكون هناك أناس يتضورون جوعا، ويشعرون بالقلق من أن هذا قد يكون آخر طعام يرونه... يجب أن يتأكدوا من أنه سيكون هناك تدفق منتظم للبضائع حتى لا يكون هناك ذعر عندما نصل إلى المنطقة".

ومنذ أن بدأت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس قبل أكثر من ثمانية أشهر، دخلت مساعدات إلى 2.3 مليون فلسطيني في المقام الأول عبر معبرين إلى جنوب غزة، هما معبر رفح من مصر ومعبر كرم أبو سالم من إسرائيل.

لكن عمليات التسليم تعطّلت عندما كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية في رفح الشهر الماضي بهدف تعلنه هو هزيمة الوحدات المتبقية من مسلحي حماس.

وأغلقت مصر معبر رفح بسبب التهديد الذي يحيط بالعمل الإنساني، وقامت بنقل المساعدات المتراكمة والوقود عبر معبر كرم أبو سالم.

وقال حق إن معبر رفح لا يزال مغلقا وإن الوصول محدود عبر معبر كرم أبو سالم. وفي شمال غزة، قال إنه لم يعد من الممكن الوصول إلى معبر إيريز (بيت حانون) بسبب تصاعد حدة القتال، في حين تم تشغيل معبر إيريز الغربي وزيكيم.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: معبر کرم أبو سالم الأمم المتحدة الصرف الصحی فی غزة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: 69% من سكان غزة يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد

عبدالله أبوضيف (رفح)

أخبار ذات صلة الإمارات: ضرورة حل الصراع على أساس حل الدولتين جهود أميركية حثيثة لمنع «صراع شامل» بين لبنان وإسرائيل

أفاد تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أمس، أن 96% من سكان قطاع غزة يعانون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويعادل ذلك نحو 2.15 مليون نسمة.
وأضاف التقرير الذي شاركت في إعداده 19 وكالة إنسانية تابعة للأمم المتحدة، منها برنامج الأغذية العالمي، أن نحو نصف مليون شخص في غزة يواجهون خطر المجاعة ضمن المرحلة الخامسة من التصنيف، وأن الوضع في غزة لا يزال كارثياً، وهناك خطر كبير ومستمر من حدوث مجاعة في جميع أنحاء القطاع.
كما حذّر التقرير من أن خطر المجاعة مستمر طالما استمر النزاع وتقييد وصول المساعدات الإنسانية.
وحذّر التقرير أيضاً من أن التحسن المحتمل الذي لوحظ في أبريل ومايو ينبغي ألا يسمح بمساحة للتهاون بشأن خطر المجاعة بغزة في الأسابيع والأشهر المقبلة.
وتابع أنه جرى تصنيف 745 ألف شخص «33%» في حالات الطوارئ «المرحلة الرابعة من التصنيف الدولي للبراءات».
والتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أداة موحدة تستخدم معياراً عالمياً لتصنيف شدة ومستوى انعدام الأمن الغذائي وتشارك في وضعه الأمم المتحدة.
وحذر برنامج الأغذية العالمي في بيان تعليقاً على تقرير «التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي»، من أن «يشهد جنوب قطاع غزة قريباً مستويات جوع كارثية مشابهة لتلك التي سُجلت سابقاً في المناطق الشمالية».
وأوضح البرنامج أن «هناك ضرورة مُلحة لمعالجة مشاكل أساسية في قطاع غزة إن أردنا حقاً تجاوز الأزمة ومنع المجاعة».
وأكد أن هناك «ضرورة لإتاحة أكبر للأغذية الطازجة وزيادة التنوع في المواد الغذائية، وتوفير المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي وتقديم الرعاية الصحية وإعادة بناء العيادات والمستشفيات».
وأشار إلى أنه «من الضروري وجود استجابة واسعة النطاق وفي قطاعات متعددة في قطاع غزة المحاصر منذ سنوات».
وأعرب برنامج الأغذية العالمي عن «خشيته من أن يشهد جنوب غزة قريباً نفس مستويات الجوع الكارثية التي سُجلت سابقاً في المناطق الشمالية من القطاع».
كما أعرب عن قلقه من تراجع قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم المساعدات الحيوية في الجنوب، مما يُعرض التقدم الذي تم إحرازه للخطر. وقال البرنامج الأممي: إن «الأعمال العدائية التي اندلعت في رفح في مايو الماضي أدت إلى نزوح أكثر من مليون شخص، وقللت بشدة من إمكانية إيصال المساعدات الإنسانية».
في غضون ذلك، قالت إيناس حمدان، القائمة بأعمال مدير المكتب الإعلامي لـ«الأونروا» في غزة، إنه لم يطرأ تغير ملحوظ على مستوى دخول المساعدات إلى القطاع بما في ذلك المناطق الشمالية، وأن ما يدخل كميات قليلة جداً ولا تكاد تكفي للاحتياجات الضخمة والمهولة التي نواجهها بالفعل على الأرض.
وأضافت حمدان في تصريح لـ«الاتحاد» أن عدد الشاحنات التي دخلت خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة لم يتجاوز 450 شاحنة وهذه «نقطة في بحر» الاحتياجات المطلوبة للسكان بالقطاع بشكل عام.
وأشارت إلى أن هناك أزمة صحية ناتجة عن شح المستلزمات الطبية والأدوية، بالإضافة إلى تفاقم الأزمة البيئية بسبب تراكم النفايات وتلوث المياه وارتفاع درجات الحرارة، إلى جانب حاجة «الأونروا» الماسة لكميات كافية من الوقود والمياه والمواد الإغاثية الأخرى من أجل مواجهة الكوارث البيئية التي تهدد حياة السكان.
فوضى
قال فيليب لازاريني المفوض العام لـ«الأونروا»: إن الفوضى تعم قطاع غزة مع تشكل «عصابات للتهريب»، ما يزيد من صعوبة إيصال المساعدات.
وأضاف لازاريني في حديث للصحفيين «مبدئياً، نواجه في هذه الأيام انهياراً شبه كامل للقانون والنظام»، محملاً «عصابات» متورطة في التهريب جزءاً من المسؤولية عن ذلك.
وقال: «أصبح إيصال المساعدات أكثر تعقيداً».

مقالات مشابهة

  • في فجر اليوم.. اقتحام بلدات فلسطينية واعتقال مواطنين
  • الإمارات توقع اتفاقيات مع هيئات أممية لدعم الجهود الإنسانية في السودان
  • الجامعة العربية تتضامن مع لبنان أمام مخاطر في الجنوب
  • الأمم المتحدة: 69% من سكان غزة يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد
  • الأمم المتحدة: سكان غزة يواجهون مستويات كارثية من الجوع
  • مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة: 96% من سكان غزة يعانون من مستوى كارثي من انعدام الأمن الغذائي
  • الحكومة ترفض دعوة أممية لمفاوضات بشأن الأسرى والمختطفين والملف الإقتصادي
  • لازاريني يدق ناقوس الخطر: التمويل المتوافر لدى أونروا يكفي فقط حتى نهاية آب المقبل
  • الوضع الصحي ينهار في غزة والإنسانية تنعدم بالخرطوم|الصحة العالمية: المجاعة تهدد 5 ملايين سوداني.. و10 آلاف فلسطيني يحتاجون إلى إجلاء طبي
  • هذا ما سيحدث للعملة اليمنية خلال الأشهر الأربعة القادمة.. تقرير أممي صادم يدق ناقوس الخطر