كتب محمد شقير في «الشرق الأوسط»، أن الأفكار التي طرحها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في بيروت، قبل توجهه إلى تل أبيب للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تتركز حول إمكانية التوصل إلى اتفاق مسبق بين لبنان وإسرائيل، فور التوصل إلى وقف للنار في غزة.
وذكرت مصادر لبنانية رفيعة، أن الأفكار لا تتعلق بخفض التوتر على امتداد الجبهة الشمالية الإسرائيلية، وإنما تمحورت حول إمكانية التوصل إلى اتفاق مسبق بين لبنان وإسرائيل، يصار إلى تطبيقه فور التوصل إلى وقف للنار على الجبهة الغزاوية.


هوكستين لم يحمل معه إلى بيروت تهديداً إسرائيلياً بمقدار ما أنه بادر إلى رفع سقف مخاوفه من توسعة الحرب في جنوب لبنان، بتحذيره الحازم من أن الوضع على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية في غاية الخطورة، وأن الاحتكام إلى الحل الدبلوماسي من شأنه أن يؤدي إلى خفض منسوب التوتر ونزع فتيل الانفجار الشامل.
فالوسيط الأميركي عرض صورة سياسية قاتمة لتدحرج الوضع في الجنوب نحو الحرب، ما لم يبدأ خفض التوتر تمهيداً للتفاوض حول الإجراءات المؤدية إلى تبريد الأجواء على الجبهة الجنوبية، وهذا ما ينطوي عليه سؤاله حول إمكانية الحد من وتيرة التصعيد العسكري، أقله إلى حين التوصل إلى وقف النار في غزة، على أن يتلازم مع التفاوض غير المباشر بين لبنان وإسرائيل لإبرام اتفاق مسبق يسري مفعوله فور عودة الهدوء إلى غزة.
ورغم أن الوسيط الأميركي يربط بين وقف النار في غزة وانسحابه على جبهة الجنوب اللبناني، وهذا ما أكدته مُساعِدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، بقولها إن الاختراق على الجبهة الغزاوية سيؤدي إلى تهدئة الوضع في جنوب لبنان... فإن هوكستين، ركز في تفاوضه مع بري، بالإنابة عن «حزب الله»، على أن تكون العودة بالوضع جنوباً إلى ما كان عليه قبل 8 تشرين الأول الماضي، يوم اتخذ «حزب الله» قراره بمساندة حركة «حماس» في غزة، بمثابة القاعدة للالتزام بما نص عليه خط الانسحاب المعروف بالخط الأزرق، بالتلازم مع إيجاد حل للنقاط الحدودية المتداخلة التي سبق للبنان أن تحفّظ عليها وطالب إسرائيل بإخلائها كونها تتبع السيادة اللبنانية.
وفي هذا السياق، قالت المصادر اللبنانية المواكبة للأجواء التي سادت لقاء هوكستين مع بري، إن الأخير لا ينظر إلى الخط الأزرق على أنه خط الانسحاب الشامل الذي يعيد للبنان سيادته على أراضيه كافة، بسيطرته على حدوده المعترف بها دولياً بموجب اتفاقية الهدنة، وأكدت أنه أثار أيضاً مسألة استمرار الخروق الإسرائيلية للأجواء اللبنانية، جواً وبراً وبحراً.
ورأت المصادر نفسها أن «حزب الله» ليس في وارد الانزلاق نحو توسعة الحرب، وهو يمارس أقصى درجات ضبط النفس، ويضطر إلى الرد في العمق الإسرائيلي في رده على استهداف إسرائيل للعمق اللبناني، وأن الوسيط الأميركي باقتراحه العودة بالوضع في جنوب لبنان إلى ما كان عليه قبل 8 أكتوبر الماضي، يتطلع للتوصل إلى حلٍّ مرحلي، بسحب الحزب سلاحه الثقيل من منطقة جنوب الليطاني لضمان عودة المستوطنين، على أن يتبعه لاحقاً التفاوض لتطبيق القرار الدولي 1701.
لذلك، لم يحمل الوسيط الأميركي إلى تل أبيب أجوبة قاطعة ونهائية من بري، الذي ربطها بحصوله على أجوبة حيال التساؤلات والاستيضاحات التي أبلغه إياها بعد تواصله مع قيادة «حزب الله» بواسطة معاونه السياسي النائب علي حسن خليل، للوقوف على رأيها، كونها المعنية مباشرةً بالتفاوض، رغم أن معظم الذين التقاهم هوكستين تجنّبوا الإشارة إلى ربط التهدئة في الجنوب بوقف النار في غزة، وركّزوا على وقف الاعتداءات والخروق الإسرائيلية، مما يعني أنهم نأوا بأنفسهم عن التدخل، وأوكلوا إلى بري التفاوض على غرار ما فعله «حزب الله»، ظناً من بعضهم أن موقفهم هذا يخفّف من إحراجهم خارجياً، وربما عربياً.
وعليه، فإن اجتماع هوكستين بقائد الجيش العماد جوزف عون، بعدما كان قد التقاه في واشنطن، واجتماعه لاحقاً بمدير المخابرات العميد طوني قهوجي، يأتي في سياق إطلاعه على احتياجات المؤسسة العسكرية ومدى استعدادها، بالتعاون مع القوات الدولية (يونيفيل)، لإعادة الهدوء إلى جنوب الليطاني، رغم أن وحدات الجيش المنتشرة فيه بقيت في نقاط تمركزها ولم تغادرها منذ أن اندلعت المواجهة بين الحزب وإسرائيل.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وقف النار فی غزة التوصل إلى اتفاق مسبق حزب الله على أن

إقرأ أيضاً:

CNN: نتنياهو وافق على وقف إطلاق النار في لبنان «مبدئيا»

في خطوة مهمة نحو تهدئة الوضع المتصاعد في المنطقة، وافق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله «من حيث المبدأ»، خلال مشاورات أمنية مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، وفقًا لشبكة «CNN» الأمريكية.

وبحسب مصادر مطلعة على المفاوضات، لا تزال إسرائيل تحتفظ ببعض التحفظات حول تفاصيل الاتفاق، ومن المتوقع أن يتم إحالة هذه النقاط إلى الحكومة اللبنانية في اليومين القادمين.

المفاوضات مستمرة

أكدت المصادر أن الاتفاق لن يكون نهائيًا إلا بعد التوصل إلى حلول بشأن كل القضايا العالقة، كما أن مجلس الوزراء الإسرائيلي سيحتاج إلى موافقة رسمية من أعضائه على الاتفاق قبل أن يصبح ساري المفعول، ورغم أن المفاوضات تتحرك في اتجاه إيجابي، إلا أن التوترات بين الجانبين لا تزال قائمة، حيث يستمر تبادل إطلاق النار بين القوات الإسرائيلية وحزب الله.

تدخل الولايات المتحدة في الوساطة

من جهة أخرى، أكدت مصادر دبلوماسية أن المبعوث الأمريكي، آموس هوكستاين، يتابع عن كثب هذه المفاوضات، ففي الأسبوع الماضي، صرح «هوكستاين» بأن «اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان أصبح في متناول اليد»، إلا أنه أشار إلى أن القرار النهائي سيظل بيد الأطراف المعنية.

وقال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، مايكل هرتسوغ، إن إسرائيل على بُعد أيام فقط من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله اللبناني.

مقالات مشابهة

  • وقف إطلاق النار في لبنان.. ترقب لـاتفاق وشيك
  • بن غفير يحذر نتنياهو من اتفاق لبنان "خطأ كبير"
  • CNN: نتنياهو وافق على وقف إطلاق النار في لبنان «مبدئيا»
  • صحيفة لبنانية: هوكشتاين طعم إسرائيلي.. ونتنياهو لا يريد حلا
  • خطط للسيطرة على الحدود بين لبنان وسوريا وفرنسا تشكك بتفاؤل هوكشتاين
  • فرنسا تشكّك بتفاؤل هوكشتاين... وخطط للسيطرة على الحدود بين لبنان وسوريا
  • ضوء أخضر إسرائيلي للوسيط الأميركي للتوصل إلى اتفاق مع لبنان
  • ترقب في بيروت لنتائج اجتماعات هوكشتاين بقادة الاحتلال
  • لبنان يترقب اتفاق وقف إطلاق النار| خبير: الاحتلال يسعى لتحقيق أهداف استراتيجية معينة
  • هوكشتاين إلى واشنطن...نتنياهو لا يريد وقف الحرب إلا بشروطه