يحط أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في بيروت، الاحد في زيارة راعوية ستتخللها لقاءات سياسية .
وفي هذا الاطار كتب ميشال نصر في"الديار":تشير مصادر متابعة ان زيارة بارولين التي تحمل طابعا راعويا، تحمل ايضا في طياتها ما هو ابعد من ذلك، لجهة تأكيد الدعم للبطريرك الماروني ولخياراته السياسية ولخطابه الوطني، هو العالم "اكثر بشعاب مكة"، مشيرة الى ان امين سر الدولة سيطلع المطارنة الموارنة خلال لقائه بهم، كما الشخصيات التي سيلتقيها، على موقف الفاتيكان الثابت في دعمها للكنيسة في لبنان، والوقوف خلف خياراتها، كون الحاضرة البابوية تقاسم الكنيسة اللبنانية مخاوفها وهواجسها.


واعتبرت المصادر ان الاخطر الذي يقلق عاصمة الكثلكة، هو ان ثمة خطة واضحة بدأت ملامحها تتضح، هدفها ضرب المسيحيين في الدولة، بعدما كانت استعيدت بعض الحقوق وخف الاحباط الذي ولدته احداث بداية التسعينات ، وما لحق بالقيادات المسيحية يومذاك، معربة عن القلق من هذا المخطط ونتائجه التي ستؤدي في النهاية الى تغيير هوية ووظيفة لبنان، الذي قال عنه البابا القديس بولس الثاني بانه "وطن الرسالة".
واشارت المصادر الى ان الفاتيكان يدرك جيدا ان الخارج لم يمارس ضغوطا كافية لكسر التوازنات القائمة راهنا، رغم ان الراعي وخلال زيارته الاخيرة الى فرنسا نجح في تحويل مسار التسوية التي كان يعمل عليها، واعاد المسيحيين الى الطاولة بدعم فاتيكاني واضح، وهو ما سيتابعه خلال زيارته الى الدوحة ان حصلت.
من جهتها، تؤكد اوساط مقربة من الكنيسة بما لا يقبل الشك، ان بكركي تتكلم باسم روما، التي تدرك جيدا المخاطر التي تتهدد الوجود المسيحي في لبنان، وهي واعية لاسبابه واهدافه، فللفاتيكان تواصل دائم واحتكاك مباشر بالملف اللبناني عبر اكثر من دائرة، من خارج الاصطفافات اللبنانية ببعديها الداخلي والخارجي، ترفع تقاريرها الدورية الى المعنيين في الحاضرة الرسولية، ويطلع عليها البابا شخصيا حول الاوضاع في لبنان والمنطقة، وهي تؤدي دورها الاساس في تحديد سياسة الفاتيكان تجاه لبنان، نافية بكل تأكيد ان تكون "كلمة بتاخذ وكلمة بتجيب" الفاتيكان، التي يبقى بابها مفتوحا امام الجميع.
ورأت الاوساط وجود اتفاق دولي واضح من عواصم القرار على اعطاء حيّز وهامش للفاتيكان في اطار الحلول المطروحة في المنطقة، تجلى منذ زيارة البابا للعراق ولقائه السيد السيستاني، وما حملته تلك الخطوة من قلب لموازين القوى، وهو ما تجلى ايضا في الدعم الدولي لطرح فكرة الحياد التي يتبناها الراعي، ما يعني عمليا وجود اتفاق حول الثوابت والخطوط الحمر.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

طبول الحرب تقرع على تخوم لبنان.. وبيروت تتمسك بالحياة

بينما تشتد التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بين حزب الله وإسرائيل، وتتصاعد التهديدات بالتصعيد العسكري دون قيود، يعيش اللبنانيون حياتهم اليومية كالمعتاد. في شوارع بيروت، يجتمع الناس في المقاهي والحانات، يتبادلون الحديث ويلتقون بأصدقائهم، بينما تملأ الأسواق بضائعها ويتسوق الناس بلا اكتراث لتحذيرات من احتمالية نشوب حرب واسعة بين الأطراف المتنازعة.

إيلي، مستشار مالي في الأربعينات من عمره، يعبّر عن استيائه من تكرار تلك التهديدات بالحرب، حيث يقول بسخرية: “كل عام يأتي تهديد باندلاع الحرب في الصيف”. ويضيف، “ما نشاهده في الحياة اليومية يختلف تماماً عما ينقله الإعلام العالمي، فالأخبار ترسم صورة للبنان كأنه في حالة حرب مستمرة”.

منذ الهجوم الذي نفذته حركة حماس في قطاع غزة والذي أدى إلى اندلاع حرب، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل يومي تقريباً، وتصاعدت التوترات بينهما في الأيام الأخيرة بعد مقتل قيادي بارز من حزب الله بغارة إسرائيلية.

وفيما أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء، «المصادقة على الخطط العملياتية لهجوم على لبنان»، وتوعّد وزير الخارجية يسرائيل كاتس بالقضاء على حزب الله في حال اندلاع «حرب شاملة»، حذّر الأمين العام للحزب حسن نصر الله الأربعاء، من أن أي مكان في إسرائيل «لن يكون بمنأى» عن صواريخ حزبه في حال اندلاع حرب.

وأثارت التهديدات مخاوف من اندلاع مواجهة شاملة بين الطرفين، في وقت تعمل قوى إقليمية ودولية على رأسها الولايات المتحدة على الدفع باتجاه تسوية دبلوماسية للنزاع.

ليل السبت الأحد، كان شارع مار مخايل المعروف بمقاهيه، ينبض بالحياة مع تدفّق الرواد تباعاً والموسيقى التي تصدح من أنحائه، يتبادل الأصدقاء أطراف الحديث وكأن خطر الحرب محض خيال.

ورغم أن التهديدات بالحرب لا تغيب عن النقاشات في كل مكان، لكن الشعور بالخوف يبدو وكأنّه مؤجل.

ويقول إيلي: «هذا لبنان وهذه قصتنا،لا شيء يتغير، وقعت حرب تموز، تُذكر ولا تُعاد، وبقينا موجودين هنا» في إشارة إلى حرب مدمرة خاضها حزب الله وإسرائيل صيف 2006.

ويضيف «في كل الأزمات التي مرت، واظب الناس على السهر، من جائحة كوفيد إلى الأزمة الاقتصادية ثم انفجار (مرفأ) بيروت» المدمر صيف 2020 الذي فاقم انهياراً اقتصادياً ما زال يعصف بالبلاد منذ نحو خمس سنوات.

«حتى آخر نفس»

على بعد بضعة كيلومترات، اصطحب لبنانيون أطفالهم إلى مهرجان ترفيهي في أحد شوارع وسط بيروت، بدأ مساء السبت واستمر حتى وقت متأخر.

وإلى جانب عروض ترفيهية ومسرحية وألعاب للأطفال الذين تعالت قهقهاتهم، يعرض لبنانيون بضائع ومنتجات وألبسة، بينهم عبير عطا الله التي تقول للوكالة الفرنسية للأنباء: «رغم كل ما يحصل من تهويل بالحرب، نحن شعب نحب الحياة».

وتضيف «نشعر بالخوف في اللحظة التي يحدث فيها أمر ما، لكن طالما لم يحصل ذلك بعد، فإننا نحب الحياة حتى آخر نفس».

ورغم أن التصعيد الإسرائيلي المستمر منذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر دفع 95 ألف لبناني إلى ترك منازلهم، خصوصاً من البلدات الحدودية مع إسرائيل، والتي تتعرض لقصف شبه يومي، إلا أن شبح الحرب لا يثني لبنانيين في مناطق أخرى عن مواصلة حياتهم بشكل اعتيادي وارتياد المطاعم والشواطئ والمهرجانات.

وتشرح ميرا مخلوف التي تبيع ألعاب الأطفال خلال مهرجانات محلية تنظم في العديد من المناطق «نعيش كل يوم بيومه، من المؤكد أن الناس تخاف، لكننا نتوكل على ربنا».

وتضيف «معروف أن اللبنانيين يحبون الأجواء الجميلة وتنظيم المهرجانات وأن تكون الإجازة الصيفية ممتعة»، مؤكدة أنها لا تنوي مغادرة لبنان في حال «اندلاع حرب» على نطاق واسع.

وفي حين صرفت مهرجانات كبرى يحفل بها لبنان كلّ صيف، النظر عن إقامة دوراتها هذه السنة بفعل الوضع المتوتر في الجنوب، اختار القائمون على مهرجانات أخرى المضي في برنامجها.

ويتوافد فنانون عرب إلى لبنان لإحياء حفلات تباعاً، آخرهم النجم المصري عمرو دياب الذي حضر حفله في بيروت منتصف الشهر الحالي أكثر من عشرين ألف شخص.

ورغم أن دولاً جدّدت تحذير رعاياها من السفر إلى لبنان، بينها الكويت، يستمر المغتربون في الوصول إلى لبنان لقضاء إجازاتهم.

وتقول نايلة حداد على هامش وجودها في المهرجان الترفيهي في وسط بيروت: «اعتدنا أن تسحب الدول رعاياها» لكن الناس «تواصل المجيء وكل أقاربنا قادمون من الخارج» لقضاء إجازاتهم.

وتضيف «لا أتخيل أن حرباً ستحدث، ونحن لسنا خائفين، وإلا ما كنا لنرى هذه الزحمة حولنا والناس تشارك في المهرجانات»، وتضيف بابتسامة «كل أسبوعين لدينا مهرجان في مكان مختلف».

صحيفة الخليج

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • وزير المالية: المملكة امتلكت وضعاً جيداً يسمح لها بمتابعة استراتيجية تنموية حكيمة
  • غالانت في ختام زيارته إلى واشنطن: لا نريد حرباً ضد حزب الله ولكن نستعدّ لكلّ السيناريوهات
  • موفد قطري ووفد من المخابرات المصرية في بيروت: خفض التصعيد جنوبا
  • امين سر الفاتيكان ينهي جولته: المسيحيون تقع عليهم مسؤولية إنتخاب الرئيس لكن بالطبع هم ليسوا وحدهم
  • بارولين: البابا فرنسيس قلقٌ بسبب عدم إنتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان
  • هل يستطيع الفاتيكان جمعَ ما لا يُجمَع؟
  • لقاء مسيحي - إسلامي في بكركي.. الراعي: الأحد يوم صلاة من أجل إحلال السلام في جنوب لبنان وغزة
  • مخاوف الفاتيكان أبعد من الرئاسة
  • مقدّمات النشرات المسائية
  • طبول الحرب تقرع على تخوم لبنان.. وبيروت تتمسك بالحياة