أيّ سيناريو للوضع على الحدود بعد زيارة هوكشتاين؟
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
هل فعلاً ستكون زيارة الموفد الأميركي اموس هوكشتاين الأخيرة لبيروت وقبلها لتل ابيب طيا لصفحة مرحلة قد تولت وفتحاً لمرحلة جديدة أكثر ضراوة عنوانها تصعيد بلا سقوف على الحدود الجنوبية اللبنانية – الإسرائيلية؟
في هذا الاطار كتب ابراهيم بيرم في" النهار": ثلاث وقائع ومعطيات أكسبت الزيارة الأخيرة للموفد الأميركي للمهمات الصعبة لبيروت تختلف عن كل ما سبقها من جولات:
الأولى أنها أتت على نحو طارئ بعدما بلغت المواجهات على الحدود الجنوبية مبلغاً غير مسبوق، بفعل رسائل "#حزب الله" اليومية المكثفة، تفصح عن استعداده التام للتفلت من قواعد الاشتباك المعهودة منذ أشهر.
الثاني: المعروف أن "حزب الله" ما لجأ الى الاستعانة أخيراً بما في جعبته وترسانته خصوصاً في مجال الجوّ، إلا بعدما اقتحمت القوات الإسرائيلية في 20 أيار الماضي معبر رفح، وهو ما عُدّ مقدمة لفعل عسكري مفتوح ينتهي بالقضاء على حركة "حماس" وتوجيه ضربة ماحقة لها وهو أمر أدرجه "محور المقاومة" منذ الأساس في خانة الخطوط الحمراء مهما كلف الأمر.
الثالث أن زيارة هوكشتاين أتت بعدما تعمّقت الأزمة السياسية في الداخل الإسرائيلي على وقع التطورات العسكرية الدراماتيكية المتسارعة، وهو ما أنتج تبايناً خرج دفعة واحدة الى دائرة الضوء بين حكومة نتنياهو والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وتجلى في ما صار يُعرف بـ"الهدنة التكتيكية" التي أعلنتها القوة التي تقاتل في غزة صبيحة أول أيام عيد الأضحى من دون علم الحكومة والقيادة السياسية في تل أبيب.
والمعلوم أن هذا التطور الخلافي أتى مباشرة بعد الأزمة التي عصفت بحكومة نتنياهو باستقالة وزيرين منها.
في خضم كل هذه المستجدات والتطورات، وصل هوكشتاين على عجل الى بيروت، وهو الذي استنكف عن زيارتها منذ نحو ثلاثة أشهر بعدما أبلغ من يلتقيهم فيها من المسؤولين أنه ليس في وارد العودة إلا إذا استشعر أن ثمة أرضية صالحة وظروفاً مؤاتية لوضع اتفاق تهدئة على الحدود المشتعلة. وبناءً على ذلك فإن الخبير الاستراتيجي العميد الياس فرحات يستنتج أن جولة هوكشتاين الأخيرة المفاجئة ما أتت إلا بناءً على أمرين: "الأول إنفاذاً لطلب إسرائيلي مباشر جوهره: مارسوا نفوذكم وتأثيركم حيث يجب للحيلولة دون تدهور واسع على جبهة الشمال، وبمعنى آخر لكبح جماح "حزب الله" عن أي فعل متهوّر. والثاني أن الأميركي سارع الى ذلك على رغم اقتناعه المسبق بلا جدوى حراك الموفد هوكشتاين وجولته الجديدة، لأنه على يقين تام بأن "حزب الله" ومحوره لا يملكان أدنى استعداد لترك #حركة حماس مستفردة وحيدة من جانب الإسرائيلي في معقلها الأساس".
لذا، يستطرد فرحات، "إن في طوايا الرسالة التي حملها هوكشتاين حسب ما سرى من معلومات الذين التقاهم في بيروت أي الرئيسين نبيه برّي وميقاتي، مضموناً واحداً يمكن اختزاله بـ"ساعدونا على تهدئة نتنياهو من موجة الغضب التي تتلبّسه لنمنعه من ركوب رأسه والانزلاق الى موجة جنون وتهوّر قد تأخذ المنطقة كلها الى حرب إقليمية". وهذا الأمر يفصح عن قناعة أميركية باستحالة أن يقبل الحزب في لحظة ما بوقف المواجهات التي يخوض غمارها على جبهة الجنوب ما دام الإسرائيلي يشنّ حرب الإبادة على غزة بشراً وحجراً على مدار الساعة ويرفض كل مشاريع الحل التي تقدّم من هذه الجهة أو تلك".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: على الحدود حزب الله
إقرأ أيضاً:
هل راية داعش السوداء هي نفسها التي كان يرفعها النبي؟.. «مرصد الأزهر» يوضح الحقيقة «فيديو»
أكدت الدكتورة ابتسام عبد اللطيف، الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن الراية السوداء التي يرفعها تنظيم "داعش" الإرهابي ليست راية النبي صلى الله عليه وسلم، كما يزعمون، بل هي محاولة لاستغلال الرموز الدينية لخداع الشباب واستقطابهم.
وأوضحت الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، خلال حلقة برنامج "فكر"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن الروايات الصحيحة تُثبت أن رايات النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن بلون واحد فقط، بل وردت روايات بأنها كانت بيضاء، وسوداء، وصفراء، وحمراء، ما ينفي ادعاء التنظيمات المتطرفة بأن الإسلام لم يعرف إلا راية سوداء مكتوب عليها "محمد رسول الله"، كما أن استخدام الرايات في الحروب كان تقليدًا قديمًا يسبق ظهور الإسلام، ولم يكن مرتبطًا برمز ديني مقدس كما يروج له المتطرفون.
وأضافت أن هناك اختلافًا واضحًا بين راية النبي صلى الله عليه وسلم والرايات التي ترفعها التنظيمات الإرهابية اليوم، مؤكدة أن أي ادعاء بأن "داعش" أو غيرها من الجماعات المتطرفة يحملون راية النبي هو افتراء محض، كما أن تعدد الرايات بين هذه التنظيمات يثبت تناقضهم، فكل مجموعة تحمل راية مختلفة، ما يدل على أنهم لا يتبعون راية شرعية موحدة.
وحذرت من أن التنظيمات الإرهابية تستغل العاطفة الدينية لدى الشباب، وتخدعهم بشعارات كاذبة، وتوهمهم بأنهم يقاتلون تحت راية الإسلام، بينما الحقيقة أنهم يعملون على تخريب الدول، وإضعاف المجتمعات، ونهب الأموال، وهدم البيوت، وهو ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الصحيح، حيث قال: "من قاتل تحت راية عميّة يغضب لعصبية أو يدعو إلى عصبية أو ينصر عصبية، فقتل فقتلة جاهلية" (رواه مسلم).
وختمت الدكتورة ابتسام عبد اللطيف بالتأكيد على أن رايات التنظيمات المتطرفة ليست سوى أدوات للتضليل والاستقطاب، ولا علاقة لها برايات الإسلام الحقيقية، داعية الشباب إلى عدم الانخداع بهذه الرموز، والتمسك بالفهم الصحيح للدين.