تصاعدت الخلافات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بعد تصريحات المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري بأن الحديث عن تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ذر للرماد، بينما هاجم يائير نتنياهو قائد سلاح الجو تومر بار، متسائلا عن مكان تواجده يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وردا على تصريحات الناطق باسم الجيش، قال ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي في تغريدة على منصة إكس، إن مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر (الكابينت) حدد القضاء على قدرات حماس العسكرية والسلطوية كأحد أهداف الحرب على غزة، وإن الجيش ملتزم بذلك بطبيعة الحال.

وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن تصريحات المتحدث باسم الجيش بشأن عدم إمكانية القضاء على حماس أغضبت نتنياهو بشدة.

وأضافت القناة أن نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت طالبا مكتب رئيس الأركان هرتسي هاليفي بتقديم توضيح بشأن تصريحات هاغاري.

وسرعان ما أصدر الجيش الإسرائيلي توضيحا، حيث قال إن هاغاري في حديثه كان يتطرق إلى تدمير حماس كفكرة وأيديولوجيا. وإن أقواله واضحة جدًا، مشددا على أن كل ادعاء آخر، هو إخراج لأقواله عن سياقها.

وأضاف الجيش الإسرائيلي أن الجيش ملتزم بتحقيق أهداف الحرب التي حددها الكابينت، ويعمل بإصرار ليلًا ونهارًا من أجل القضاء على قدرات حماس منذ بداية الحرب.

بدورها، قالت صحيفة "هآرتس" إن قيادات أمنية وعسكرية إسرائيلية ومسؤولين انتقدوا في اجتماعات مغلقة عدم وجود إستراتيجية سياسية لإنهاء الحرب بغزة.

وأكدت الصحيفة أن المسؤولين انتقدوا مطلب إسقاط حكم حماس وتدمير قدراتها الذي جرت صياغته وسط الضغط دون تقديم أهداف واقعية.

كما حذر وزراء إسرائيليون من أن عدم تحديد نتنياهو أهدافا واضحة سيجبر الجيش على التحرك بشكل خطير ومطول في غزة.

انتقاد علني

وفي أول انتقاد للحكومة الإسرائيلية منذ بدء الحرب على قطاع غزة، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن الحديث عن تدمير حماس هو مجرد ذر للرماد في عيون الإسرائيليين، مشيرا إلى أنه طالما لم تجد حكومة نتنياهو بديلا لحماس فالحركة ستبقى.

ووصف هاغاري -في مقابلة مع القناة الـ13 الإسرائيلية- حركة حماس بالفكرة المغروسة في قلوب الناس التي لا يمكن إخفاؤها.

وأكد هاغاري أن الجنود يدفعون ثمنا باهظا لكنهم في قيادة الجيش لا يمكن أن يبقوا ساكتين، لافتا إلى صعوبة الوصول إلى زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار، لكنه قال إن "الشاباك والاستخبارات العسكرية ستجد الطريق وتقتله، وهذا هدفنا".

وأشار إلى أن الجيش يعمل على مدار الساعة لإعادة "المخطوفين" (الأسرى) في غزة أحياء رغم المخاطر، وشدد على أنه لا يمكن إعادة كافة المحتجزين بالوسائل العسكرية.

وحول العملية الإسرائيلية في رفح جنوبي قطاع غزة، لفت هاغاري إلى أن كتيبة رفح التابعة لكتائب القسام -الجناح العسكري لحماس- كانت جزءا من هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وأنها بمثابة الأكسجين للحركة.

تغريدات يائير

وفي سياق متصل، هاجم يائير نتنياهو نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي، الأربعاء، قائد سلاح الجو تومر بار، متسائلا عن مكان تواجده في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أثناء هجوم حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة.

جاء ذلك وفق منشور لنتنياهو الابن عبر منصة "إكس" تعقيبا على قرار بار بتعيين الجنرال زيف ليفي -سبق وأن رفض الخدمة العسكرية- مدربا لطياري القوات الجوية الإسرائيلية.

وقال يائير نتنياهو "قائد سلاح الجو تومر بار، أين كان وماذا كان يفعل في 7 أكتوبر بالمناسبة؟ قرر الآن تعيين ليفي مدربا للجيل القادم من طياري القوات الجوية".

وأرفق نتنياهو منشوره بخبر يعود إلى 30 يونيو/حزيران 2023، يشير إلى أن ليفي أعلن أنه لن يلتحق بالخدمة في الجيش، احتجاجا على التعديلات القضائية التي كانت حكومة نتنياهو تدفع بها في ذلك الحين.

ولم يعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على منشور ابنه.

ويواصل يائير نتنياهو، المقيم في ميامي بالولايات المتحدة الأميركية، إثارة الجدل في إسرائيل عبر منشوراته في شبكات التواصل الاجتماعي.

وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول شنت حماس هجوما على نقاط عسكرية ومستوطنات محاذية لقطاع غزة قُتل خلاله نحو 1200 إسرائيلي، وأصيب حوالي 5431، وأسرت الحركة 239 على الأقل، بادلت عشرات منهم مع إسرائيل خلال هدنة مؤقتة مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وسبق أن أعلن عدد من قادة الجيش والمخابرات في إسرائيل مسؤوليتهم عن إخفاق 7 أكتوبر، لكن نتنياهو يرفض ذلك، مفضلا إلقاء المسؤولية على الجيش.

ومنذ ذلك التاريخ، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أميركي مطلق، خلفت أكثر من 122 ألف شهيد وجريح فلسطيني، مما أدخل تل أبيب في عزلة دولية وتسبب بملاحقتها قضائيا أمام محكمة العدل الدولية.

وتواصل إسرائيل حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "الإبادة الجماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الوزراء الإسرائیلی أکتوبر تشرین الأول الجیش الإسرائیلی قائد سلاح الجو یائیر نتنیاهو باسم الجیش إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

وصفت بـالنوعية.. تصاعد التحذيرات الإسرائيلية من كمائن المقاومة بغزة

القدس المحتلة- يشهد الجيش الإسرائيلي انخراطا متزايدا في عملياته العسكرية داخل مدينة رفح، في ظل تصاعد ملحوظ لحدة المواجهات ووتيرة النيران داخل ما يعرف بـ"المنطقة الأمنية".

هذا التصعيد أثار قلقا متزايدا داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، خاصة مع تكرار الكمائن والهجمات التي تنفذها فصائل المقاومة ضد القوات المتوغلة، وبات يشكل تهديدا متناميا للجنود والآليات العسكرية في الميدان.

في خضم هذه التطورات، برزت توترات داخلية بين القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي وسلاح الجو، على خلفية الارتفاع المتواصل في أعداد ضحايا المدنيين الفلسطينيين الذين يقتلون جراء الغارات الجوية.

فهذه الغارات، رغم كثافتها، لم تحقق نجاحا ملموسا في استهداف عناصر المقاومة، مما أثار انتقادات داخلية بشأن فاعلية هذا النهج، وزاد من الضغط على القيادة العسكرية لتغيير تكتيكاتها.

القيادة الجنوبية دعت إلى توسيع المنطقة العازلة التي يتراوح عرضها حاليا بين 700 و800 متر (الجيش الإسرائيلي) عمليات نوعية

شهدت الأيام الأخيرة حوادث خطرة تمثلت في هجمات مركزة على الجنود والآليات، كان أبرزها في المنطقة العازلة المستحدثة شمال قطاع غزة، إذ أسفرت عن مقتل جنديين وإصابة 8 آخرين، مما أعاد إلى الواجهة تساؤلات بشأن نجاعة خطط الانتشار والمواقع العسكرية.

إعلان

ورغم أن المنطقة العازلة كان يفترض أن تمثل خط دفاع يحد من هجمات المقاومة، فإن الوقائع الميدانية أظهرت وجود ثغرات خطرة فيها، جعلت من القوات الإسرائيلية المتمركزة أهدافا سهلة.

ويقدر محللون عسكريون أن فصائل المقاومة الفلسطينية قد تكثف من عملياتها النوعية في المرحلة المقبلة، مستفيدة من معرفتها الجيدة بالميدان وقدرتها على تنفيذ كمائن مفاجئة، مما يصعب على الجيش الإسرائيلي فرض سيطرته الكاملة رغم تفوقه التكنولوجي والجوي.

ويضيف هؤلاء أن الجيش يعاني فجوة استخباراتية واضحة، في ظل عدم قدرته على تحديد مواقع المقاومة بدقة، مما يفسر كثافة الضربات الجوية التي لا تحقق أهدافا إستراتيجية حاسمة.

وتضع هذه التطورات الجيش الإسرائيلي أمام معضلة أمنية وتكتيكية، بين تصعيد العمليات لتقويض قدرات المقاومة، وبين المخاوف من الغرق في حرب استنزاف طويلة الأمد داخل بيئة معادية لا تمنحه أي تفوق على الأرض.

تحذيرات أمنية

واستعرض محلل الشؤون العسكرية في الموقع الإلكتروني "والا" أمير بوحبوط، تحذيرات الجيش الإسرائيلي المتزايدة من تصاعد وتيرة كمائن المقاومة، في وقت تقدر فيه الجهات الأمنية أن حركة حماس تستعد لتوسيع رقعة القتال داخل قطاع غزة.

وفقا للمحلل العسكري، ترصد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تغيرا واضحا في أنماط القتال لدى حماس، حيث باتت تعتمد تكتيكات جديدة تتسم بالجرأة والمباغتة، مما يزيد من صعوبة المواجهة في الميدان.

ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي عبّر عن قلقه من احتمال تكرار هجمات مشابهة لتلك التي وقعت مؤخرا، والتي أسفرت عن مقتل أحد الجنود في عملية مباغتة وصفت بـ"النوعية". ويعتقد أن حماس تسعى إلى تنفيذ مزيد من هذه العمليات لإرباك الخطوط الدفاعية وتعطيل خطط الجيش في القطاع.

ميدانيا، يقول بوحبوط "يكثف الجيش الإسرائيلي من استعداداته لمواجهة سيناريوهات تشمل إطلاق نار مضادا للدبابات، وعمليات قنص، وهجمات برية مباغتة".

إعلان

وتظهر التطورات الأخيرة في غزة، حسب بوحبوط، أن حماس لم تفقد قدرتها على المبادرة، بل إنها تكيفت مع ظروف الميدان وتستعد لمرحلة أكثر تصعيدا.

إيال زامير (الثاني يسارا) في غرفة العلميات بمنطقة رفح جنوب قطاع غزة رفقة قادة عسكريين (الجيش الإسرائيلي) نقاط الضعف

في قراءة موازية، استعرض يوآف زيتون، المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، تصاعد التحديات الأمنية التي تواجه الجيش، مشيرا إلى أن الانشغال بالغارات على رفح سمح بتزايد الكمائن المسلحة في مناطق أخرى من القطاع.

ولفت إلى أن رئاسة هيئة الأركان بقيادة إيال زامير، أصدرت تعليمات للقوات بتجنب المواقع المعروفة باسم "القواعد العملياتية الأمامية"، خصوصا قرب الشجاعية وخان يونس.

في ظل هذه التطورات، دعت القيادة الجنوبية إلى توسيع المنطقة العازلة، التي يتراوح عرضها حاليا بين 700 و800 متر. غير أن التحدي الأكبر، حسب زيتون، يكمن في نقاط الضعف التي باتت مكشوفة فيما يقرب من 15 موقعا عسكريا ثابتا.

كما أوضح زيتون أن المقاومة قادرة على مراقبة نحو 15 موقعا عسكريا ثابتا رغم انتشار دبابات ووحدات احتياط مدربة، وعمليات استطلاع بالطائرات المسيرة.

وأشار إلى أن هذه المواقع تؤدي أيضا دورا نفسيا، إذ يفترض أن توفر شعورا بالأمان لسكان مستوطنات "غلاف غزة"، في انتظار عودتهم بعد صدمة عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

أزمة ثقة

وفي خضم هذه التحديات الميدانية، كشف نداف إيال، المحلل السياسي في "يديعوت أحرونوت"، عن تصاعد حدة الخلاف بين القيادة الجنوبية وسلاح الجو، نتيجة الفشل المتكرر للغارات الجوية في إصابة أهدافها بدقة، وتسببها في سقوط مدنيين.

ويؤكد إيال أن جوهر التوتر يتمحور حول ما يعرف داخل الجيش بمصطلح "الأضرار الجانبية"، أي مقتل المدنيين جراء الغارات الجوية، مما يشكل خطرا على حياة الرهائن الإسرائيليين في غزة، ويهدد بجر الجيش إلى مأزق إستراتيجي معقد.

إعلان

وبينما يفترض أن تستهدف الغارات عناصر المقاومة، يقول إيال فإن "تزايد الإصابات بين المدنيين يُعد إخفاقا إستراتيجيا له عواقب متعددة".

وأشار إلى أن هذه الخلافات تفاقمت مع عدم فتح تحقيقات كافية، مما أغضب قادة سلاح الجو الذين يعتبرون أنهم يتحملون نتائج قرارات لا يشاركون في صنعها.

وكان من المقرر عقد اجتماع يضم القائد يانيف عاسور وقائد سلاح الجو اللواء تومر بار، لكن تم تأجيله، ما اعتبره إيال مؤشرا على اقتراب الوضع من "أزمة ثقة" حقيقية.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعمل على إقامة منطقة إنسانية جديدة جنوب غزة
  • الجيش الإسرائيلي يهدد بتوسيع الهجوم على غزة
  • حماس: استخدام نتنياهو سلاح التجويع بغزة يستدعي خطوات دولية للمحاسبة
  • وصفت بـالنوعية.. تصاعد التحذيرات الإسرائيلية من كمائن المقاومة بغزة
  • اتساع رقعة الخلافات في إسرائيل إلى أذرع الجيش / فيديو
  • اتساع رقعة الخلافات في إسرائيل إلى أذرع الجيش
  • سلاح الجو الإسرائيلي يتسلّم 3 مقاتلات جديدة من طراز F-35
  •  خلافات داخل الجيش الإسرائيلي بشأن قصف غزة.. أزمة ثقة تلوح في الأفق
  • عاجل | تحقيق الجيش الإسرائيلي: قوات الجيش فشلت في مهمتها الدفاعية عن نير إسحاق يوم 7 أكتوبر
  • الجيش الإسرائيلي: مقتل قائد دبابة بنيران قناص في معارك شمال قطاع غزة