قال معهد دراسة الحرب (ISW) إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يتطلع إلى إقحام أقاربه وأبناء دائرته الداخلية لضمان استمرارية نظامه.

وأصدر المعهد الذي يتخذ من العاصمة الأميركية، واشنطن، مقرا له، هذا التقييم، بعد أن أقال بوتين أربعة نواب لوزير الدفاع في عملية "تطهير للبيت" بعد تعثر غزو لأوكرانيا للعام الثالث، وسط خسائر فادحة ومكاسب هامشية، وفق تعبير مجلة "نيوزويك".

وتم استبدال الذين تم إبعادهم، بكل من آنا تسيفيليفا، وبافل فرادكوف، والنائب الأول لوزير الدفاع، ليونيد جورنين. 

بوتين يطيح 4 نواب لوزير الدفاع ويعين ابنة ابن عمه أقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الاثنين، أربعة نواب لوزير الدفاع وعين آنا تسيفيليفا، وهي ابنة أحد أقاربه في أحد هذه المناصب.

وتسيفيليفا هي ابنة ابن عم الرئيس الروسي، يفغيني بوتين، حسبما أفاد موقع التحقيقات الروسي Agentstvo. 

وهي متزوجة من سيرغي تسيفيليف، الذي كان حاكما لمنطقة كيميروفو حتى مايو الماضي، وتم تعيينه وزيرا للطاقة في روسيا كجزء من التغييرات التي أجراها بوتين.

وكانت تسيفيليفا من بين الشخصيات التي لها علاقات بالرئيس الروسي والتي فرضت عليها الحكومة البريطانية عقوبات بعد غزو لأوكرانيا، حيث أشارت إليها وزارة الخارجية البريطانية على أنها "ابنة عم بوتين".

وتسيفيليفا رئيسة شركة تعدين الفحم الروسية "JSC Kolmar Group"، التي واجهت أيضا عقوبات، وهي رئيسة مؤسسة "المدافعون عن الوطن" التي أنشأها الكرملين.وفي نفس الوقت الذي تم فيه تعيين تسيفيليفا، تم أيضا تعيين بافيل فرادكوف، نجل رئيس الوزراء السابق ميخائيل، نائبا لوزير الدفاع.

وفي شهر مايو الماضي، تم تعيين ديمتري باتروشيف، نجل رئيس المخابرات السابق نيكولاي، نائبا لرئيس الوزراء، وتم تعيين بوريس كوفالتشوك، نجل "مصرفي بوتين" يوري، رئيسا لغرفة الحسابات الروسية، وفق ما أفاد موقع "آنهورد".

الموقع قال بالخصوص إنه "كان هناك ارتفاع، لا يمكن إنكاره، في عدد التعيينات على أساس المحسوبية في الآونة الأخيرة، حيث يملأ الرئيس الثغرات التي خلفتها حملة التطهير المستمرة في الكرملين".

وأضاف "رغم أن شبكات المحسوبية لعبت لفترة طويلة دورا مهما في تأمين النفوذ في قلب الكرملين، فإن تعيين تسيفيليفا المدنية في وزارة الدفاع يلخص الشعور بأن حكم روسيا أصبح على نحو متزايد شركة عائلية".

Vladimir #Putin sacked four deputy defence ministers and appointed a relative, Anna #Tsivileva, to fill one of the vacancies. The move appears to be an attempt to install loyalists in the defence ministry.@CNN pic.twitter.com/gja8PSjPqG

— Agim Musliu (@agim_musliu) June 18, 2024

ويتضح هذا الأمر جليا أكثر، عند إلقاء نظرة سريعة على قائمة المدعوين لمنتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي في يونيو. 

وتضمنت قائمة  المدعويين لما يوصف بـ "دافوس روسيا" العديد من الأسماء من الدائرة المقربة لبوتين مثل أمين مجلس الأمن، سيرغي شويغو، والمتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، ورئيس الإدارة الرئاسية، أنطون فاينو، إلى جانب أبنائهم، والعديد منهم يشغلون وظائف حكومية مرموقة.

وحضر الحفل أيضا ابنتا بوتين من زواجه من مضيفة الطيران السابقة في شركة "إيروفلوت"، ليودميلا. 

وهذه ليست المرة الأولى التي تحضر فيها ابنتا بوتين المنتدى، ففي عام 2021، تحدثت تيخونوفا في لجنة حول الـ "بريكس"، وأجرت فورونتسوفا مقابلات سابقة على الهامش.

ومع ذلك، تولت كلتاهما هذا العام أدوارا بارزة بشكل أكبر، حيث ترأست فورونتسوفا مناقشة حول "الاقتصاد الحيوي" وتحدثت تيخونوفا عن صناعة الدفاع. 

ولم تكن تلك هي نهاية لحظة تواجدهما في دائرة الضوء، حيث سلطت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس" الضوء ليس فقط على مشاركتهما ولكن أيضا على "إنجازاتهما". 

وفي حين أن "تاس" لم تشر بشكل مباشر إلى علاقتهما الأبوية، فقد استخدمت كلتا الامرأتين لقب عائلة "فلاديميروفنا". 

"ومثل هذا الانفتاح غير عادي" وفق متابعين، حيث اشتهر بوتين بالحفاظ على خصوصيته فيما يتعلق بحياته العائلية، حتى أنه أشار إلى بناته بالقول "تلك النساء" في بعض مقابلاته.

يذكر أن هذه التعيينات أثارت غضب المعارضين للكرملين، ويتضح ذلك من خلال منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتب أحدهم منتقدا "أنا سعيد للغاية لأنه تم تعيين المسؤول الفاسد الرئيسي في قطاع بوتين لتوزيع الإسكان على الجيش".

وتابع في منشور على منصة إكس "هذه بطبيعة الحال هي المنطقة الأكثر عرضة للفساد في الجيش، استمر في ذلك أيها الرفيق بوتين! جر كافة أقارب المسؤولين الفاسدين إلى وزارة الدفاع!".

Я в абсолютном восторге, что главная коррупционерка путинской вертикали назначена на распределение жилья военным. То есть натурально — на самую коррупциогенную сферу в армии. Так держать, товарищ Путин! Тащи всех родственников коррупционеров в Минобороны!https://t.co/C5xDBfHD8M

— ЧЕРНЬ (@michaelnacke) June 18, 2024

وقال معهد الحرب إن تعيين المقربين من بوتين جزء من أحدث جهوده "لتقديم أقاربه وأبناء مسؤولين روس كبار آخرين إلى الجمهور الروسي وتعيين مستشارين اقتصاديين لوزارة الدفاع لتحسين الاقتصاد في زمن الحرب".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أفادت تقارير أن تسيفيليفا وفرادكوف شاركا في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي (SPIEF) إلى جانب ابنتي بوتين وأبناء كبار المسؤولين، مما أشار إلى تمهيد الطريق لهما لتولي أدوار رفيعة المستوى وقوية في الحكومة الروسية.

ورحب المدونون العسكريون الروس بإقالة نواب وزير الدفاع السابقين، نيكولاي بانكوف، ورسلان تساليكوف، وتاتيانا شيفتسوفا، وجنرال الجيش بافيل بوبوف، الأمر الذي مهد الطريق للتعيينات الجديدة، ووصفوها بأنها خطوة حاسمة لمعالجة الفساد في وزارة الدفاع الروسية. 

وفي الوقت ذاته، قال المعهد إن تعيينات بوتين أظهرت أنه ربما يتطلع إلى "إعداد خلفاء محتملين لنظامه من بين مجموعة أبنائه وأقاربه وأبناء كبار المسؤولين الآخرين".

ماذا يريد بوتين وكيم من بعضهما البعض؟ وصل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى كوريا الشمالية، الثلاثاء، في أول زيارة، منذ 24 عاما وتعهد بتعزيز العلاقات التجارية والأمنية مع الدولة المنعزلة المسلحة نوويا ودعمها، ضد الولايات المتحدة.

وتأتي هذه التعيينات ضمن عملية إعادة هيكلة جذرية أطلقها بوتين، في مايو، عندما أقال بشكل غير متوقع وزير دفاعه القديم، سيرغي شويغو.

وقبل ذلك، ألقت السلطات الروسية القبض، في أبريل، على نائب وزير الدفاع السابق، تيمور إيفانوف، بتهمة تلقي الرشوة. ومنذ ذلك الحين، تم القبض على أربعة مسؤولين كبار آخرين في الوزارة وهيئة الأركان العامة بنفس التهم، في أكبر فضيحة فساد تضرب الحكومة الروسية منذ سنوات.

وبعد أكثر من عامين من الحرب في أوكرانيا، استخدم بوتين هذه التغييرات للإشارة إلى أنه يريد القضاء على الهدر والفساد في الوزارة، وتسخير اقتصاد الحرب الروسي بشكل أكثر فعالية لخدمة احتياجات الجنود على الجبهة.

وكان بوتين عين تسيفيليفا في السابق رئيسة لصندوق حكومي لدعم المشاركين في جهود الحرب الروسية على أوكرانيا.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الرئیس الروسی لوزیر الدفاع وزارة الدفاع تم تعیین

إقرأ أيضاً:

الجيش الروسي يحرر بلدتي زاوليشينكا وروبانشينا في مقاطعة كورسك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، أن قوات الجيش الروسي قامت بتحرير بلدتي زاوليشينكا وروبانشينا في مقاطعة كورسك الروسية، مشيرة إلى أن القوات المسلحة الأوكرانية، خسرت أكثر من 220 جنديا، خلال الساعات الـ24 الماضية  وفقًا لوكالة «سبوتنيك» الروسية.

وأعلنت روسيا، إسقاط 126 مسيرة أطلقتها أوكرانيا ليلا، غالبيتها في منطقتي فولجوجراد وفورونيج الجنوبيتين، بعدما امتنعت موسكو عن الموافقة على مقترح أمريكي لوقف موقت لإطلاق النار.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية، اعتراض 64 مسيّرة فوق فولجوجراد وفورونيج، فيما استهدفت المسيرات الأخرى مناطق حدودية.

وفي 8 مارس، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها استعادت ثلاث قرى كانت تسيطر عليها القوات الأوكرانية في منطقة كورسك بجنوب البلاد، حيث تتراجع قوات كييف منذ أسابيع.

وأكدت الدفاع الروسية، استعادة قرى فيكتوروفكا ونيكولاييفكا وستارايا سوروتشينا.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة 7 مارس، بأن قواتها شنت الليلة الماضية ضربة بأسلحة عالية الدقة استهدفت منشآت البنية التحتية للطاقة والغاز التي تدعم المجمع الصناعي العسكري في أوكرانيا.

وأكدت الدفاع الروسية في تقريرها الأسبوعي أن الضربة حققت هدفها وتمت إصابة كل المواقع المستهدفة، وفقًا لموقع «روسيا اليوم» الإخباري.

وذكر التقرير أنه فضلا عن هذه الضربة، نفذت القوات الروسية خلال الفترة من 1 إلى 7 مارس سبع ضربات جماعية أخرى باستخدام أسلحة عالية الدقة وطائرات مسيرة قتالية، استهدفت البنية التحتية لمطارات عسكرية، ومستودعات ذخيرة، وورش لإنتاج الطائرات المسيرة القتالية ومستودعات لتخزين ومراكز للتحكم، إضافة إلى مواقع إرساء زوارق، ونقاط انتشار مؤقتة للتشكيلات الأوكرانية والقوميين والمرتزقة الأجانب، بحسب موقع «روسيا اليوم».

وكشف التقرير أن خسائر القوات الأوكرانية بلغت ما مجموعه نحو 10375 عسكريا في كافة المحاور خلال الأسبوع الماضي، بينهم 1590 في منطقة مسؤولية مجموعة قوات "الشمال"، و1525 في منطقة مسؤولية قوات "الغرب"، و1665 في منطقة مسؤولية قوات "الجنوب"، و3810 في منطقة مسؤولية قوات "الوسط"، و1210 في منطقة مسؤولية قوات "الشرق"، إضافة إلى 575 في منطقة مسؤولية قوات "دنيبر"، وفقًا لوزارة الدفاع الروسية.

إسقاط 21 قنبلة جوية موجهة JDAM و5 صواريخ من نظام HIMARS إضافة إلى 637 طائرة مسيرة، واستسلام 35 عسكريا أوكرانيا على خط التماس القتالي.

ومجموع ما تم تدميره منذ بدء العملية العسكرية الخاصة: 656 طائرة و283 مروحية و45471 طائرة مسيرة و600 منظومة صواريخ دفاع جوي و22076 دبابة ومدرعة أخرى، و1523 راجمة صواريخ، و22333 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون و32573 مركبة عسكرية خاصة.
 

مقالات مشابهة

  • رئيس شؤون الضباط في وزارة الدفاع العميد محمد منصور: الوزارة تضع آليات لضمان استفادة الجيش من خبرات الضباط المنشقين بالشكل الأمثل وتعتبرهم جزءاً أصيلاً من المؤسسة العسكرية ومن الواجب تكريمهم وإعطاؤهم المكانة التي يستحقونها
  • مساعد الرئيس الروسي: نستعد لقمة بوتين وترامب وسيتم تنظيمها في أقرب وقت
  • الجيش الروسي يحرر بلدتي زاوليشينكا وروبانشينا في مقاطعة كورسك
  • أوقف الهجمات على أوكرانيا..عن ستارمر: بوتين ليس جاداً في السلام
  • بوتين يشترط استسلام الجنود الأوكرانيين لضمان حياتهم في كورسك
  • ‎بوتين عن المحادثات الأمريكية الروسية: الوضع بدأ يتغير
  • بوتين يدعو الجيش الأوكراني للاستسلام في منطقة كورسك الروسية
  • الاتحاد الأوروبي يسعى لتعزيز قدراته الدفاعية في مواجهة التهديد الروسي
  • الجيش الروسي يعترض 4 مسيّرات استهدفت موسكو
  • بوتين يحدد مهام السفير الروسي لدى واشنطن