استغربت لكاتب في مقام بونا ملوال يجدف بحق الحزب الشيوعي بما لا يعرف، وبما لم يرغب في معرفته. ففي كتيبه “السودان: التحدي الثاني للأمة” (1985) زعم أن الشيوعيين جعلوا الحركة النقابية جزء من دولة انقلاب مايو فأفقدوها استقلالها. وبالنتيجة حرموا العمال من استقلالية الحركة ضد النظام لأنهم صاروا بعضه. بل طلب الشيوعيون أن يكون رؤساء النقابات أعضاء في لجان الاتحاد الاشتراكي الحاكم، وأن يغدقوا عليهم منح الوزراء وامتيازاتهم.

وظلت الحركة العمالية المدجنة بالنتيجة جزء لا يتجزأ من نظام نميري بشكل كبير (صفحة 15).
بدا لي من كلمة بونا أنه من بين كتابنا امن لا تطرأ لهم الطبقة العاملة إلا حين ينصبون أقلامهم للشيوعيين. وهم يستبيحوننا لمجرد تعطل آلة القراءة عنا فيهم، أو ربما عن غيرنا. فلو حرص بونا على تحري الحقيقة لعرف عنا إزاء نظام مايو والعمال غير ما بهتنا به. فكان النظام أصدر في أول أيامه أمرين جمهوريين بالرقم (1) والرقم (2) حرم فيهما الإضراب على العمال وغيرهم بوصفه إثارة للكراهية ضد الحكومة. وانتقدنا ذلك التحريم للإضراب بما تجد ملخصاً له في وثيقة قدمها أستاذنا عبد الخالق محجوب للمؤتمر التداولي لكادر الحزب الشيوعي في 1970 استعرض فيها كسب نظام مايو ورأي الحزب فيه. وهي الوثيقة التي عرضت على المؤتمر في منافسة مع وثيقة أخرى مقدمة من معاوية إبراهيم، مثلت الجناح الآخر للحزب الجانح لانقلاب مايو، لكسب الكادر لجهتها. ونشرها الصحافي اللبناني في كتابه “الحزب الشيوعي: نحروه أم انتحر؟”. وجاء على صفحة 131 منه ما يلي:

” علينا أن نلحظ في الوقت نفسه مواقف واتجاهات سلبية (من نظام مايو) عاقت تطور الثورة الديمقراطية في بلدنا. فالأمران الجمهوريان الرقم (1) والرقم (2) ينصان على حل جميع الأحزاب السياسية وأي تشكيل سياسي أو أي تنظيم يحتمل أن يستغل لأغراض سياسية، وعلى تحريم الإضراب للجماهير العاملة، ويُعتبر مجرماً من يقوم بأي عمل من شأنه إثارة الكراهية بين طبقات الشعب بسبب اختلاف الدين أو الوضع الاجتماعي، ومن يشهر بوزير أو عضو في مجلس قيادة الثورة.
نحن نعتبر فترة الانتقال، انجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية، غنية بالصراع الطبقي وتعتمد في نجاحها على تمتع الجماهير الشعبية بمستوى عال من الديمقراطية في التنظيم وفي الرأي الخ. ولهذا فكل قيد على هذه الجماهير يعوق تطور الثورة ويؤدي إلى تقوية مراكز القوى الرجعية”.
لا أعرف لماذا يحتاج بعضنا إلى اختلاق هذه الحبال القصيرة عنا؟

عبد الله علي إبراهيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

"حماس" تنعى الناطق باسم الحركة

 

الرؤية- الوكالات

نعت حركة المقاومة الإسلامية حماس الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع.

وفالت الحركة: "ننعى الناطق باسم الحركة الأخ المجاهد الشهيد الدكتور عبد اللطيف رجب القانوع".

وأضافت: "استهداف الاحتلال قادة الحركة والمتحدثين باسمها لن يكسر إرادتنا بل سيزيدنا إصرارا على مواصلة طريق التحرير".

وأشارت إلى أن "الشهيد عبد اللطيف القانوع ارتقى فجر الخميس إثر استهداف صهيوني للخيمة التي كان فيها بجباليا شمالي القطاع".

مقالات مشابهة

  • لعنصر يستعيد نشاطه في الحركة الشعبية بعد "شائعات" مغادرته المغرب
  • أمريكا.. الديمقراطية المتناقضة
  • "حماس" تنعى الناطق باسم الحركة
  • بهجلي في دائرة الشائعات.. ماذا يخفي حزب الحركة القومية؟
  • محاكمة إمام أوغلو قانونية أم انقلاب على الديمقراطية؟
  • أندرو مارش حول الديمقراطية المسلمة.. تأملات في فكر راشد الغنوشي
  • مصر تستضيف البطولة العربية للجولف للناشئين والسيدات في مايو القادم
  • وسطاء جدد لإنهاء حرب الكونغو الديمقراطية
  • رسم خريطة الخسائر البشرية للصراع في الكونغو الديمقراطية
  • “من الثورية إلى المعارضة: هل لا يزال الحزب الشيوعي السوداني عضوياً في الحراك السياسي؟”