بونا ملوال: ممن لا يذكرون العمال إلا لكسب نقطة على الشيوعيين
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
استغربت لكاتب في مقام بونا ملوال يجدف بحق الحزب الشيوعي بما لا يعرف، وبما لم يرغب في معرفته. ففي كتيبه “السودان: التحدي الثاني للأمة” (1985) زعم أن الشيوعيين جعلوا الحركة النقابية جزء من دولة انقلاب مايو فأفقدوها استقلالها. وبالنتيجة حرموا العمال من استقلالية الحركة ضد النظام لأنهم صاروا بعضه. بل طلب الشيوعيون أن يكون رؤساء النقابات أعضاء في لجان الاتحاد الاشتراكي الحاكم، وأن يغدقوا عليهم منح الوزراء وامتيازاتهم.
بدا لي من كلمة بونا أنه من بين كتابنا امن لا تطرأ لهم الطبقة العاملة إلا حين ينصبون أقلامهم للشيوعيين. وهم يستبيحوننا لمجرد تعطل آلة القراءة عنا فيهم، أو ربما عن غيرنا. فلو حرص بونا على تحري الحقيقة لعرف عنا إزاء نظام مايو والعمال غير ما بهتنا به. فكان النظام أصدر في أول أيامه أمرين جمهوريين بالرقم (1) والرقم (2) حرم فيهما الإضراب على العمال وغيرهم بوصفه إثارة للكراهية ضد الحكومة. وانتقدنا ذلك التحريم للإضراب بما تجد ملخصاً له في وثيقة قدمها أستاذنا عبد الخالق محجوب للمؤتمر التداولي لكادر الحزب الشيوعي في 1970 استعرض فيها كسب نظام مايو ورأي الحزب فيه. وهي الوثيقة التي عرضت على المؤتمر في منافسة مع وثيقة أخرى مقدمة من معاوية إبراهيم، مثلت الجناح الآخر للحزب الجانح لانقلاب مايو، لكسب الكادر لجهتها. ونشرها الصحافي اللبناني في كتابه “الحزب الشيوعي: نحروه أم انتحر؟”. وجاء على صفحة 131 منه ما يلي:
” علينا أن نلحظ في الوقت نفسه مواقف واتجاهات سلبية (من نظام مايو) عاقت تطور الثورة الديمقراطية في بلدنا. فالأمران الجمهوريان الرقم (1) والرقم (2) ينصان على حل جميع الأحزاب السياسية وأي تشكيل سياسي أو أي تنظيم يحتمل أن يستغل لأغراض سياسية، وعلى تحريم الإضراب للجماهير العاملة، ويُعتبر مجرماً من يقوم بأي عمل من شأنه إثارة الكراهية بين طبقات الشعب بسبب اختلاف الدين أو الوضع الاجتماعي، ومن يشهر بوزير أو عضو في مجلس قيادة الثورة.
نحن نعتبر فترة الانتقال، انجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية، غنية بالصراع الطبقي وتعتمد في نجاحها على تمتع الجماهير الشعبية بمستوى عال من الديمقراطية في التنظيم وفي الرأي الخ. ولهذا فكل قيد على هذه الجماهير يعوق تطور الثورة ويؤدي إلى تقوية مراكز القوى الرجعية”.
لا أعرف لماذا يحتاج بعضنا إلى اختلاق هذه الحبال القصيرة عنا؟
عبد الله علي إبراهيم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
«الفنون التشكيلية» يستعد لافتتاح مجمع 15 مايو في حلوان
أعلن قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور وليد قانوش، قرب الانتهاء من أعمال تطوير مجمع 15 مايو (مركز الفنون المعاصرة)، بعد الانتهاء من أعمال تطويره وتحديثه بشكل كامل.
إعادة تطوير مركز 15 مايووأضاف «قانوش» لـ«الوطن»: «قاربنا حاليا على الانتهاء من أعمال تطوير مجمع 15 مايو (مركز الفنون المعاصرة)، أعدنا تطويره وتحديثه، المركز يتميز بموقع جغرافي فريد حيث يقع على جبل حلوان، يمتد نشاطه ليؤثر فكريا وفنيا وثقافيا في منطقة جنوب القاهرة وما حولها، في محاولة لتوصيل شرايين ناقلة لنبض الحركة الفكرية والثقافية والفنية والتى تزخر بها منطقة وسط البلد والمناطق المجاورة لها».
وأوضح أنّ المركز بمثابة أكبر قلعة ثقافية إلى جوار المصانع والمجمعات الخاصة بالصناعات الثقيلة فى جنوب القاهرة، ويجمع بين شتى الفنون الجميلة والتطبيقية ويضم متاحف ومحترفات (مراسم وورش) لأغلب الفنون التطبيقية التي تجمع بين الرؤى الجمالية ورغبة الفنان في تأكيد مفهوم النفعية في ذات الوقت.
والمركز مقام على مساحة 1500 متر مربع وتشمل مبنى مراسم مكون من 4 غرف، وبنك المعرفة ومكاتب إدارية ومبنى الورش ويضم المكتبة العامة ومكاتب إدارية، ومبنى المتحف والندوات.