تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تحمل سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب اسم الدورة السابعة عشرة للمهرجان القومي للمسرح المصري برئاسة الفنان محمد رياض، التي تقام في الفترة من 15 حتى 30 يوليو المقبل، ومن المقرر أن ينتج المهرجان فيلما تسجيليا قصيرا بعنوان "سيدة المسرح العربي" يكتبه نادر صلاح الدين، ويخرجه أشرف فايق، وسيعرض خلال حفل الافتتاح على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية.

تتلمذت على يد كبار أساتذة التمثيل

تلقت الفنانة القديرة سميحة أيوب، التي ولدت في 8 مارس 1932 بحي شبرا بالقاهرة، تعليمها بإحدى مدارس الراهبات في شبرا، ثم التحقت بمعهد الفنون المسرحية وتخرجت منه في 1952، وتتلمذت على يد كبار الأساتذة على رأسهم عميد المعهد الرائد زكي طليمات، تنوعت أعمالها بين المسرح، والسينما، والتليفزيون، والإذاعة.

وتميزت بإتقانها لأدوار اللغة العربية الفصيحة، وعُرفت من خلال المسلسل الإذاعي "سمارة"، ووصفت بـ"صاحبة أطول مسيرة فنية بعد الراحلة أمينة رزق" وحظيت بلقب "سيدة المسرح العربي" الذي رافق اسمها على تيترات أعمالها الفنية ولا سيما دراما التليفزيون.

الفنان زكي طليمات

المشوار الفنى 
لعبت أدوارها في السينما مع عمالقة زمنها، ومن المفارقات أنها دخلت عالم الفن بالمصادفة وهي صغيرة السن، كانت في الرابعة عشر من عمرها، فتاة صغيرة ترتدي الزي المدرسي ترافق صديقتها في اختبارات معهد الفنون المسرحية، وضمت لجنة الاختبار أسماء عظيمة مثل عميد المعهد زكي طليمات، وجورج أبيض، ويوسف وهبي، وآخرون، فظلت تنتظر صديقتها، وعقب انتهاء الاختبار شاهدها الفنان جورج أبيض وحيدة فاستدعاها قائلا لها: لقد انتهينا من الاختبارت واسمك غير مقيد بكشوف المتقدمين لماذا تنتظرين؟ أجابته انتظر زميلتي، فاندهش "أبيض" موجها لها سؤالا هل تجيدين التمثيل؟ فقالت له: "لا"؛ ثم وجه لها سؤالا آخر: هل تحفظين شيئا؟ أجابته نعم أحفظ بعض أبيات قصائد الشعراء، وألقت عدد الأبيات الشعرية على اللجنة بصورة غير منتظمة، فنظر لها عميد المعهد مشيرا بإصبعيه أنها لا تصلح، ولكن للفنان جورج أبيض رأي آخر حيث طلب من طليمات أن يتمهل في الحكم عليها.

وفي اليوم التالي بدأ طليمات في توزيع الأدوار على جميع المقبولين، ولكنه تجاهلها تماما، ثم وجه لهم عددا من الملاحظات والتنبيهات، وفي اليوم الثالث وجد طليمات نفسه مضطرا لإعادة الملاحظات على الطلاب ليكتشف انتباه الفتاة الصغيرة له واستيعابها لما شجع الطلاب عليه، فاستدعاها وأعطاها دورًا فألقته على أكمل وجه، فزاد اندهاشه بها، قائلا: "لأول مرة يخونني عقلي فأنتِ ممثلة رائعة"، متنبئا لها بمستقبل باهر، ثم تواصل مع وزير المعارف في ذلك الوقت لاستثنائها بدخول المعهد والحصول على المكافأة المخصصة التي تبلع ست جنيهات مثل زملائها الدارسين.

دعمها خالها للتمثيل رغم رفض أسرتها، فقدمت فيلم "شاطىء الغرام" باسم فاتن فريد بدلا من سميحة أيوب، وأيضا البرنامج الإذاعي "عذراء الربيع" باسم سميحة سامي خوفا من عائلتها، حتى أقتنعت أسرتها وانطلق اسم سميحة أيوب على كل الأعمال سواء في السينما، والمسرح، والتليفزيون، والإذاعة، وقد بلغ رصيدها المسرحي ما يقرب من 170 مسرحية من بينها: "أنطونيو وكليوباترا، أجاممنون، أنتيجونا، دائرة الطباشير القوقازية، الزير سالم، الفتى مهران، وطني عكا، كوبري الناموس، السبنسة، سكة السلامة، بير السلم" وغيرها، وتستعد حاليا لمسرحية "مورستان" التي عرضت في يوليو 2021.

فيلم أرض النفاق

وفي السينما: "أنا وحدي، جفت الأمطار، أرض النفاق، ابن الحارة، لا تطفئ الشمس، تيتة رهيبة" وغيرها، وفي الدراما قدمت: "عذراء مكة، الضحية، المحروسة 85، مصرع المتنبي، محمد رسول الله، سعد اليتيم، ضبط وإحضار، أميرة في عابدين، المصراوية ج "1، 2"، الضوء الشارد، مزاج الخير، سكر زيادة"، وغيرها وكان اخرها مسلسل "الطاووس" الذي قدم في رمضان هذا العام، أما الإذاعة قدمت: "سمارة، عودة سمارة، صابرين، أم كلثوم" وغيرها، فقد اشتهرت كممثلة مسرح والذي ظل عشقها الأول والأخير، شغلت منصب مدير عاما لفرقتي المسرح الحديث والقومي لأكثر من عشرة سنوات، ومدي مجلس نقابة المهن التمثيلية، وعضو لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة أيضا 2021.      

تزوجت "أيوب" ثلاثة مرات كانت الزيجة الأولى من الفنان محسن سرحان، الذي كان يكبرها بسنوات عدة وأجبرها على الجلوس بالمنزل والابتعاد عن التمثيل إلا أنها رفضت ذلك تماما وفضلت الفن ولم تستمر هذه الزيجة كثيرا، التي أسفر عنها إنجاب ولد يدعى "محمود"، ثم تزوجت بعد ذلك من الفنان محمود مرسي وانجبت منه ولدا يدعى "علاء"، ولم تستمر هذه الزيجة أيضا، ثم تزوجت من الكاتب المسرحي سعد الدين وهبة، فكان رجلا مثقفا ومليئا بالمعرفة ووطنيا لأبعد الحدود ومؤمنا بآراء زوجته، وقد استمر زواجهما لمدة 35 عامًا، حيث ربطتهما علاقة صداقة قوية ومسيرة فنية حافلة حتى وفاته.

مسلسل الطاووس

"سوسو" وسكة السلامة
إحدى روائع الكاتب المسرحي سعد الدين وهبة، التي قدمتها فرقة المسرح القومي في 1964، وهي من الأعمال التي تدرس لطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية في الوقت الراهن، شارك في بطولتها سميحة أيوب والتي جسدت خلالها دور "سوسو" الممثلة، وقد أهدت فستان هذا العمل إلى المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، وشاركها البطولة توفيق الدقن، شفيق نور الدين، عبدالمنعم إبراهيم، قؤاد شفيق، أحمد الجزيري، محمد السبع، محمود عزمي، رجاء حسين وغيرهم، ومن إخراج سعد أردش.

طرح المؤلف نماذج حية من طوائف مختلفة مثل رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات، والمحامي، والصحفي، والريجيسير، والعمدة، والسائق، وساكن الصحراء، والزوج والزوجة الخائنة، يجدون أنفسهم فجأة في الصحراء تائهين لا يعلمون أين هم، وذلك نتيجة تعطل الأتوبيس الذي ينقلهم من القاهرة إلى الإسكندرية لذا تجد الممثلة "سوسو" التي يتسارع عليها ركاب هذا الأتوبيس وهي لم تقتنع بأحد منهم، بل وترغب في التخلص من حياتها الضائعة، وتخاطب السماء وتبحث عن نجمتها، وعلى الرغم من ملبسها إلا أنها تحمل بداخلها كل معاني النبل والخير، وعندما علم الجميع أن الأرض التي يقفون عليها مزروعة بالألغام، خاطب كل منهم السماء معلنا التوبة واتخاذ طريق الصلاح والخير، وبعد أن تبدأ بشائر الأمل وعودة الحياة من جديد يعود الجميع إلى طريقه لما كان عليه قبل سابق وإن لم يحدث لهم شيئا واستمرارهم في ارتكاب الأخطاء، ماعدا "سوسو" التي اتجهت لطريق الصواب، وهذا ما برع فيه المؤلف من رسم شخصياته ببراعة.

مسرحية سكة السلامة 

"الندم" وسارتر الوجودى
شاهد رئيس تحرير إحدى المجلات الفرنسية مسرحية "الندم" التي قدمتها فرقة المسرح القومي، عن عرض "الذباب" للفيلسوف الوجودي جان بول سارتر، وشاركت في بطولتها الفنانة سميحة أيوب التي جسدت دور "الكترا"، وكان الفنان طارق عبداللطيف يجسد دور "أورست" وعندما سافر في بعثة إلى الكويت، تولى الفنان فاروق الدمرداش هذا الدور.

واندهش الصحفي الفرنسي من أداء الفنانة المصرية، فأصر على مقابلتها ليشيد بدورها وبراعتها وتشديده على أنه سوف يخبر "سارتر" بهذا العرض وينصحه بالمشاهدة، وكانت "أيوب" تمثل في مسرحية أخرى بعنوان "خيال الظل" لرشاد رشدي، وعندما شاهدها هذا الكاتب أيضا أشاد بهذا العمل واصفا بأنه ديفيليه رائع، ثم سافر إلى فرنسا وأرسل مقالا إلى جريدة الجمهورية في ذلك الوقت يقول فيها: "أخبروا الفنانة سميحة أيوب أنني أتيت إلى مصر لأشاهد مسرحية "الندم" ولم أرى "سارتر"، لكنه كان متواجدا في الاتحاد السوفيتي وأخبرته أثناء زيارته لمصر لا يفوته مشاهدة عرض "الندم" بالمسرح القومي في مصر".

دعا الكاتب الصحفي حسنين هيكل، الفيلسوف الوجودي جان بول سارتر، والمفكرة الفرنسية سيمون دي بوفوار لزيارة مصر، وعلى الفور أبلغ إدارة المسرح القومي أن "سارتر" سوف يأتي لمشاهدة العرض، فأنتاب أبطال العمل حالة من القلق والتوتر والهرع حينما علموا بأن سارتر سيشاهد العرض وهو لا يعجبه أحد، وفي ليلة العرض التي لا مثيل لها صعدت "الكترا" وهي سميحة أيوب على خشبة المسرح وهي ترتجف وتكاد ضربات قلبها تعلوا فوق صوت تحية الجمهور لها وحين تماسكت وأخذت تلقى كلمات دورها ثم انطلقت وأبدعت في أداء دورها، عقب انتهاء العرض صعد جان بول سارتر على خشبة المسرح في حضور الكاتب توفيق الحكيم، وسيمون دي بوفوار وقال لها: "أخيرا لقيت "الكترا" بتاعتي في مصر"، ففرح توفيق الحكيم كأن ابنته تتوج في هذا اليوم، وانحنت "أيوب" لهم احتراما لهم، والتقطت معهم بعض الصور التذكارية التي تجمعهم سويا.

جان بول سارتر

رد فعل 
ليس بالغريب موقف المسرحي سعدالدين وهبة من سفر زوجته مع طليقها الفنان محمود مرسي إلى الخارج للاشتراك في عمل فني واحد، يتجاوز "وهبة" عُقد البعض ليثبت أنه رجلا واعيًا ومثقفًا، قائلا لها: عندي ثقة كبيرة فيكي وفي محمود فهو رجل أعرفه جيدا شريفًا ونزيهًا". وبعدها كتب "وهبة" مسرحية "المحروسة" عام 1985 خصيصا للفنان محمود مرسي بطل العمل الذي يجسد شخصية "الصحفي" الكبير الذي يجيد اللقاءات الصحفية مع كبار الشخصيات ومناقشة مشاكل بلده والسعي في ايجاد حلول لها، واختيار زوجته "سميحة أيوب" بطلة أمامه لتجسد شخصية السكرتيرة الخاصة بالصحفي داخل العمل. فهو إنسان عظيم ومثالا للزوج الوفي.  

سميحة أيوب توضح سر رفض محمود مرسى لجائزة الدولة التقديرية 

عندما علمت "أيوب" أن طليقها السابق الفنان محمود مرسي تخلى عن جائزة الدولة التقديرية، وأخبرته لماذا ترفض هذه الجائزة؟، فكان رده ما الذي فعلته لكي استحوذ على هذه الجائزة، اندهشت "أيوب" وقالت له "أنت عملت كذا وكذا" وبدأت تسرد له غزارة أعماله في المسرح، والسينما، والتلفزيون، والإذاعة، لكن "مرسي" كان له رأيا آخر أن كل ما قدمه خلال مسيرته الفنية لا يكفي لنيل هذه الجائزة بل وإن كان من يستحقها فعلا فهو الفلاح المصري البسيط الذي يطعمني ويطعمك ويطعم الآخرين.

"مورستان" وعودة القومي
بدأت الفكرة منذ عامين حين عشق المخرج المسرحي سمير العصفوري مسرحية "بير السلم" التي قدمت قبل سابق للكاتب المسرحي الراحل سعد الدين وهبة، زوج الفنانة سميحة أيوب، وعندما تواصل معها بشأن هذا العمل طرح عليها الفكرة وآليات تنفيذها ولكن برؤية جديدة وسيصبح اسم العمل "مورستان"، فبدأ يشرح لها الخطوط المبدئية للمسرحية في شكل استعراضي جديد قائلا لها: "عاوزك معايا بطلة للعمل" ويشاركها البطولة أشرف عبدالغفور، سماح أنور، سميحة عبدالهادي، وشباب فرقة القومي المسرحية، إلا أنها لم تكن مستعدة.

حين تقابلت مع الفنان اسماعيل مختار، رئيس البيت الفني للمسرح، تحدثت معه بشأن هذا العرض متمنية أن يرى الأجيال الشابة فكر ورؤية أساتذتها الكبار والاستفادة من هذه خبراتهم قبل رحيلهم، فقال لها رئيس البيت: "يا ريت"، ومن هنا تشجعت "أيوب" وقالت له تواصل معه وأبلغه بموافقتي بالعودة للمسرح، وأصبح الحلم حقيقة وتشهد خشبة المسرح القومي حاليا بروفات هذه المسرحية التي تغير اسمها لتصبح "في انتظار بابا"، لكنها اعتذرت عن العمل وحلت محلها الفنانة انتصار، والذي تم افتتاحه في يوليو 2021.

جوائز وتكريمات
نالت "أيوب" العديد من الجوائز والتكريمات داخل مصر وخارجها، حصلت على وسام الجمهورية من الرئيس الراحل الزعيم جمال عبدالناصر في 1966، ووسام تقييم كبير بدرجة فارتس من الرئيس الفرنسي جيسكار دستان في 1977، وشهادة تقدير من الرئيس الراحل محمد أنور السادات في 1979، ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس السوري حافظ الأسد في 1983، وغيرها من الجوائز.

 

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: سميحة ايوب الدورة السابعة عشرة المهرجان القومي للمسرح المصري معهد الفنون المسرحية سیدة المسرح العربی الفنانة سمیحة أیوب المسرح القومی الدین وهبة محمود مرسی من الرئیس

إقرأ أيضاً:

خالد جلال: عودة يحيى الفخراني للمسرح القومي قوة دافعة لزيادة الحراك الفني

أكد المخرج خالد جلال، رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي والقائم بأعمال رئيس البيت الفني للمسرح، أن وزارة الثقافة تولى اهتماما كبيرا بعودة القامات الكبيرة المسرحية للوقف على خشبة مسارح الدولة، لما يعد المسرح أحد أذرع القوة الناعمة لبناء المواطن المصري.

وأوضح جلال، أن عودة النجم يحيى الفخراني للوقوف على خشبة المسرح القومي، تمثل عودة قامات المسرح المصري العريق لتقديم كلاسيكيات المسرح العالمي على خشبة المسرح القومي، الذى يعد أعرق مسارح مصر والعالم العربى، مشيرا إلى أن هذه العودة تعد قوة دافعة بشكل عام لزيادة الحراك الفنى المسرحي فى مصر.

عودة يحيى الفخراني للمسرح 

حيث يعود من جديد النجم يحيى الفخراني إلى المسرح بعرض " الملك لير" إحدى روائع الكاتب وليم شكسبير، على المسرح القومى التابع للبيت الفنى للمسرح، والعرض من إنتاج فرقة المسرح القومي برئاسة الدكتور أيمن الشيوى، ومن إخراج الفنان شادى سرور، وقد بدأت البروفات بالفعل خلال اليومين الماضيين بالمسرح القومى، بحضور فريق العمل ومدير فرقة المسرح القومي.

يشار إلى أنه سبق للنجم يحيى الفخراني، تقديم مسرحية «الملك لير» في عام 2001 على خشبة المسرح القومي، من إخراج المخرج الكبير الراحل أحمد عبدالحليم.

مقالات مشابهة

  • المخرج عصام السيد: المسرح يعاني نقصا في الدعاية ودور العرض
  • الفنان أحمد عزمي ضيفا على «صاحبة السعادة» الاثنين المقبل
  • رئيس «تشريعية النواب»: «الإجراءات الجنائية» عفى عليه الزمن.. وجميع المناقشات جرت بحيادية
  • المركز القومي للبحوث يطلق قافلة طبية في منشأة القناطر
  • «مش روميو وجولييت» تبدأ أول عرض في الموسم الشتوي على المسرح القومي الليلة
  • المسرح.. رافدا في عملية التنمية
  • خالد جلال: عودة النجم يحيى الفخراني للوقوف على خشبة القومي دافع لزيادة الحراك الفني
  • خالد جلال: عودة يحيى الفخراني للمسرح القومي قوة دافعة لزيادة الحراك الفني
  • بعد الاستجابة لطلبه.. أحمد عزمي في ضيافة صاحبة السعادة بهذا الموعد «صورة»
  • كيف أنقذتها إسعاد يونس من الموت؟.. مريم الجندي تكشف أسرارا من حياتها مع «صاحبة السعادة»