برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور يطلق 2274 “حرّ وشاهين”
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
بلغ عدد الصقور التي أعادها برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقورإلى الطبيعة، منذ إطلاقه وحتى شهر مايو الماضي 2274 صقراً من نوعَي الحر والشاهين، اللذين يتعرضان لضغوط بيئية منذ ثلاثين عاما.
وقد أسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هذا البرنامج في عام 1995، ليستمر سنوياً دون انقطاع تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبمتابعة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة – أبوظبي.
وتُشرف هيئة البيئة – أبوظبي على تنفيذ البرنامج بشراكة مع الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى ومستشفى أبوظبي للصقور، وبدعم من مكتب مستشار الشؤون الخاصة بديوان الرئاسة، وسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في جمهورية كازاخستان.
ونجح البرنامج هذا العام في دورته التاريخية الثلاثين، في إطلاق 63 صقراً، منها 38 صقر شاهين، و25 صقراً حراً، تحت إشراف لجنة الغابات والحياة البرية التابعة لوزارة الزراعة في جمهورية كازاخستان.
وتم الإطلاق ضمن نطاق هجرة هذه الصقور الذي تضم منطقة واسعة تشمل أجزاءً من كازاخستان وروسيا والصين ومنغوليا والبلدان المجاورة، وتتميز طبيعتها بالجبال الوعرة والسهول الشاسعة التي تحتوي على موائل مثالية تزخر بالفرائس التي تتغذّى عليها الصقور.
وقال معالي محمد أحمد البواردي، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة – أبوظبي، نائب رئيس مجلس إدارة الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى: “تواصل أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة الريادة في المحافظة على الطبيعة وحماية أنواع الحياة الفطرية، ولا سيما الجهود المشهود لها عالمياً للحفاظ على الصقور والحبارى وغيرها من أنواع الحياة البرية ذات الأهمية البيئية والثقافية والتاريخية، وذلك لزيادة الفرص المتاحة لها للتغلُّب على المخاطر التي تهدِّد بقاءها وازدهارها في البرية، سعياً وراء استدامة التراث التاريخي للصيد بالصقور”.
وعاد معالي البواردي بذاكرته إلى تأسيس هذا البرنامج قبل ثلاثين عاماً مضت، مشيراً إلى أنه على الرغم من سهولة الاحتفاظ بالصقور على مدار العام في الآونة الأخيرة بفضل التقدم العلمي وتحسن الظروف الاقتصادية، فقد كان الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، متمسكاً بتقليد الآباء والأجداد بإطلاق الصقور البرية بعد انتهاء موسم الصيد، إيمانا منه بأهمية هذا التقليد في المحافظة على هذه الأنواع وحمايتها من الانقراض، ولم يكتفِ، رحمه الله، بإحياء هذا التقليد المستدام، بل بادر إلى تأسيس برنامج مؤسسي لإطلاق الصقور منذ ثلاثين عاماً ماضية، لا يقتصر على إعادة الصقور البرية إلى مواطنها النائية في كازاخستان والصين وروسيا وغيرها من مناطق الهجرة والتكاثر، وإنما يشمل دوره أيضاً إعادة تأهيلها للتكيف مع البرية وإجراء الدراسات والأبحاث العلمية لمعرفة خصائصها البيولوجية ومواطنها ومسارات هجراتها”.
وأشار البواردي إلى مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لحماية الحياة البرية والمساعدة في المحافظة على التوازن الطبيعي للأرض، والتي شملت في هذا المضمار، تخفيف آثار الصعق الكهربائي على الصقور وغيرها من الطيور الجارحة في منغوليا، حيث تم تخفيف خطر الصعق على 27 ألف عمود كهرباء، ما ساعد في إنقاذ ما يقدر بنحو 18 ألف طائر جارح سنوياً، منها ما يقرب من 4 آلاف صقر حر مهدد بالصعق الكهربائي، كما تم إنشاء 5 آلاف عش اصطناعي للصقور في منغوليا، وتشير التقديرات إلى مساهمة هذه الأعشاش في إنتاج 25 ألف فرخ من صقور الحر خلال 15 سنة، مما يعزز أعدادها في البرية.
كما يتم تنفيذ مشروع مشترك في بلغاريا مع منظمة البلقان الأخضر، لمساعدة صقور الحر على التكاثر في أعشاش اصطناعية تشكل منصات إطلاق تلقائي لها ضمن موائلها الطبيعية، وذلك بهدف استعادة مجموعتها المتدهورة في جنوب البلقان منذ نهاية القرن الماضي.
وعلى صعيد متصل، يتعاون صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة مع صندوق الشاهين في الولايات المتحدة الأمريكية لتقييم آثار التغير المناخي على الطيور الجارحة القطبية، بما في ذلك تقدير معدلات البقاء وأولويات الحماية لصقر الجير في أمريكا الشمالية.
كما يتواصل العمل مع شركاء آخرين من مختلف أنحاء العالم لتطوير مشاريع جديدة لتحقيق نتائج إستراتيجية شاملة وتطوير القدرات المحلية في أبحاث الطيور الجارحة وطرق الحفاظ عليها.
وأشاد معالي البواردي بالشراكة الناجحة التي ساعدت في نجاح برنامج الشيخ زايد، وعبَّر عن خالص شكره للسلطات الكازاخستانية التي أسهمت بجهود كبيرة في تسهيل عمل الفريق المشترك لتنفيذ هذا البرنامج لتعزيز جهود أبوظبي للحفاظ على أنواع الصقور المعرضة للمخاطر، ودعم مبادئ الاستدامة البيئية وحماية التنوُّع البيولوجي والمحافظة على الأنواع المهمّة للتراث الإنساني وزيادة قدرتها على مواجهة مخاطر عديدة متمثّلة في توسُّع الأنشطة البشرية على حساب مواطن الحياة البرية والتغيُّر المناخي وغيرها من العوامل الطبيعية والبشرية.
وقد خضعت جميع صقور برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور لمجموعة متكاملة من الفحوص البيطرية والتدريبات المكثفة. وبالإضافة إلى الحلقات التعريفية المعتادة، فقد تم زرع شرائح إلكترونية لجميع الصقور، وتم تزويد عينة تمثيلية من 10 صقور “5 من كل نوع” بأجهزة تتبُّع متصلة بالأقمار الصناعية تعمل بطارياتها بالطاقة الشمسية لرصد معدلات البقاء والانتشار ومسارات الهجرة وجمع البيانات العلمية التي تُستخدَم لتطوير طرق التأهيل والتدريب والإطلاق واختيار المواقع الملائمة للصقور.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
طلبيات بـ 7 مليارات يورو..مشروع مشترك بين “ايدج” و”سي إم إن نافال” في أبوظبي
اتفقت “ايدج”، إحدى المجموعات الرائدة عالمياً في مجال الدفاع والتكنولوجيا المتقدمة، و”سي إم إن نافال”، مجموعة بناء السفن العالمية المتخصصة في تصميم وهندسة وبناء السفن الحربية والتجارية المتطورة واليخوت الضخمة، رسمياً على إنشاء مشروع مشترك جديد لبناء السفن في أبوظبي باسم “أبوظبي نافال”.
وبالاستفادة من طلبيات حالية تناهز قيمتها 7 مليارات يورو، سيجمع المشروع المشترك بين الشركتين ضمن اتفاقية حصرية حول فئة السفن البحرية عالية القيمة من الفئة الصغيرة إلى متوسطة الحجم، بما في ذلك الكورفيت، وسفن الدوريات البحرية والسفن الاعتراضية عالية السرعة والقوارب ثلاثية الهيكل وزوارق الإنزال. وستشهد هذه الخطوة توسعًا كبيرًا لقدرات ايدج في المجال البحري.
وستتعاون ايدج، التي تمتلك حصة 51% في الشركة الجديدة، مع “سي إم إن نافال” في مجال المبيعات والأنشطة التجارية والهندسة. كما ستنشئ مكتب تصميم يتولى حقوق الملكية الفكرية لجميع التصاميم المستقبلية. كما سيمنح المشروع المشترك ايدج إمكانية الوصول إلى سلسلة التوريد العالمية لـ “سي إم إن نافال” ونظامها وبرامجها المتطورة للدعم اللوجستي المتكامل، مما يحسّن كفاءة التكلفة والأداء التشغيلي من خلال الصيانة التنبؤية والوقائية، بالإضافة إلى توفير وإدارة جميع قطع الغيار
وسوف يستكشف المشروع المشترك أيضًا دمج الأنظمة القتالية لحلول ايدج المتقدمة المستقلة جوًا وبحرًا، وحلول الأسلحة الذكية، في السفن التي تبنيها الشركة الجديدة.
وقال حمد المرر، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة ايدج: ” يُمثل هذا المشروع مثالا آخر على استراتيجيتنا للنمو المدروس من خلال عقد شراكات دولية مع أبرز اللاعبين العالميين في المجالات الجوية والبرية والبحرية. إذ إن نطاق تعاوننا مع “سي إم إن نافال”، التي تتميز بحضورها القوي في أسواق ايدج الرئيسية في أفريقيا على سبيل المثال، سيُمكّننا من الجمع بين خبراتنا ومشاركة التكنولوجيا والمعرفة في المجال البحري لبناء سفن فائقة الجودة في دولة الإمارات”.
وأضاف :” كما سيمكّننا ذلك من تطوير برامج متكاملة لدمج أنظمتنا الجوية والبحرية المستقلة والأسلحة الذكية والرادار والحلول السيبرانية في السفن المصنوعة للقوات البحرية غير الأعضاء في حلف الناتو حول العالم. وفي نهاية المطاف، سيعزز هذا أيضًا فرص عمل قيّمة مباشرة وغير مباشرة في دولة الإمارات وخارجها، مما يساهم في النمو الاقتصادي في هذا القطاع المتنوع. ”
ويأتي هذا الإعلان في أعقاب اتفاقية شراكة أولية وُقّعت في معرض آيدكس 2025 الشهر الماضي في أبوظبي، حيث وضع الطرفان أسس التعاون في مجالات متعددة، منها تطوير منصات بحرية حديثة، وتكامل الأنظمة، والصيانة، والمبادرات التجارية، بهدف وضع معايير جديدة في الابتكار البحري، والاستفادة من تقنيات الجيل التالي مثل الأنظمة المستقلة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، والحلول القتالية المتقدمة، وتصاميم السفن المعيارية.
وسيوفر المشروع المشترك فرص عمل مباشرة قيّمة للكوادر الماهرة في دولة الإمارات، بالإضافة إلى فرص ذات صلة مع جهات خارجية عبر سلسلة التوريد العالمية.
و قال بيير بالمر، رئيس مجلس إدارة سي إم إن نافال: “نفخر بتوحيد جهودنا مع مجموعة ايدج في هذا التعاون الاستراتيجي، الذي يعكس التزامنا المشترك بالابتكار والتميز وتطوير القدرات البحرية. فمن خلال الاستفادة من خبرتنا في بناء السفن وتقنيات الدفاع المتطورة التي توفرها ايدج، سنقدم حلولًا بحرية من الجيل التالي مصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات المتغيرة للقوات البحرية العالمية وسوف تسهم هذه الشراكة في تعزيز حضورنا في الأسواق الدولية الرئيسية وتمهد الطريق لتعزيز نقل التكنولوجيا والتعاون الصناعي وخلق فرص العمل ونتطلع من خلال هذه الشراكة إلى وضع معايير جديدة في هذه الصناعة ودفع عجلة النمو المستدام في قطاعي الدفاع والبحرية”.وام