أجمع محللون على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصل إلى قناعة بأن تحقيق نصر حاسم وساحق في غزة أصبح هدفا بعيد المنال في ظل الظروف الحالية.

وبحسب الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي فإن نتنياهو وصل إلى قناعة مطلقة بأن الانتصار الحاسم الذي كان يتوهم تحقيقه في قطاع غزة أصبح أمرا غير مقبول وغير ممكن على الإطلاق.

وأيد الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور أشرف بدر ما ذهب إليه الدكتور مكي وقال إن نتائج الحرب التي كشفت أن إسرائيل لن تستطيع أن تحقق أهدافها دفعت الجيش لتصفية حسابات قديمة مع نتنياهو "الذي نقل الدولة من مرحله كان يقودها أشخاص عقلانيون إلى دولة يضحي فيها بالمصلحة العامة من أجل مصالحه الشخصية".

وبحسب مكي فإن حديث المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري يمثل عملية انتقال حادة في السياسة الإسرائيلية ستظهر نتائجها خلال الفترة القريبة.

وأضاف أن الجيش يعتبر بمثابة "قدس الأقداس" بالنسبة للإسرائيليين، ولذلك يكتسب ما يقوله أهمية خاصة جدا لدى الشعب الإسرائيلي، موضحا أن تصريح هاغاري كان مقصودا ومرتبا مع القناة بشكل خاص وليس مؤتمرا صحفيا، ورجح مكي أن هاغاري كان لديه أوامر عليا بالتحدث حول بعض الأمور.

كما نبه مكي إلى أن تصريحات هاغاري ربما تأتي في سياق الصراع الذي برز مؤخرا داخل الحكومة بين نتنياهو وحليفه وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير، وبعد اتصالات مباشرة مع الولايات المتحدة خصوصا في أعقاب الفشل الكبير في رفح وتهديد حزب الله من الشمال.

ولكن مكي يرى أن نتنياهو لا يستطيع الإعلان عن ذلك بنفسه حتى لا يفقد هو وشركاؤه من التيار اليميني في الحكومة مصداقيتهم، مشيرا إلى أن حديث هاغاري صدر باتفاق بين الجيش والحكومة باعتبار أن كلمة الجيش مسموعة لدى الشعب ولا يستطيع أحد من السياسيين المزايدة عليه.

مخرج لنتنياهو

ووفقا لمكي فإن حديث هاغاري يمثل مخرجا لنتنياهو الذي يمكن أن يبرر ذهابه للتفاوض بأنه استجاب لطلب الجيش، كما أنه يخلصه من لوم حلفائه ويحافظ على حكومته.

ورجح أن تكون الإدارة الأميركية حسمت مع نتنياهو -خلال زيارة بلينكن الأخيرة- عددا من الملفات تتعلق بآلية إنجاز صفقة مع حماس، وآلية للتعامل أزمة الشمال والتعامل مع حزب الله.

وتوقع مكي أن يوافق نتنياهو على ما كان يرفضه بشدة من قبل، وأن إسرائيل تأكدت الآن أنه من المستحيل إنجاز ما تريد عن طريق عسكري.

تصفية حسابات

ومن جهته اعتبر بدر أن حديث هاغاري يشير إلى أن الجيش يريد أن يصفي حسابات مع نتنياهو تمتد إلى أكثر من 20 عاما حكم نتنياهو خلالها البلاد وكان يهمش مؤسسة الجيش التي كانت تتحكم في مفاصل القرار في الدولة وأصبح يعين من يشاء ويفصل من يشاء من موقعه.

وأشار بدر إلى أن خروج الوزيرين السابقين من حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس وغادي آيزنكوت هو بداية التحول في مواقف حكومة الحرب، وأن الظروف تقرب الجميع من عقد اتفاق سياسي، كما أن معطيات الجيش الحالية لن تمكنه من خوض حرب شاملة ضد حزب الله وهو الذي يعاني الضعف والإنهاك الذي كبدته إياه المقاومة.

إسقاط أهداف الحرب

من ناحيته قال الكاتب والباحث السياسي حسام شاكر إن حديث هاغاري هو إلغاء للسردية التي دفع بها طوال الـ9 أشهر الماضية، وأسقط أهداف الحرب المعلنة عمليا، واصفا مشهد ما تبقى من الحكومة الإسرائيلية بالمشهد الكاريكاتوري.

وفيما يتعلق بالحدود اللبنانية اعتبر شاكر حديث هاغاري بأن الأمر سينتهي باتفاق مع لبنان يؤكد عدم وجود نية لدى الجيش لتصعيد الأمور عسكريا في تلك الجبهة، لافتا إلى أن حديث المتحدث العسكري الإسرائيلي احتوى رؤية مختلفة عقلانية لم تكن تسمع من قبل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إلى أن

إقرأ أيضاً:

يديعوت أحرونوت: نتنياهو لن يستمر بصفقة الأسرى من دون ضغط ترامب

ذكر مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أنه من الواضح أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتصرف وكأنه مُجبَر على تنفيذ صفقة تحرير الأسرى مع حركة حماس.

وأضافت الكاتبة شيلي ياخيموفيتز أن الطريقة الوحيدة لاستعادة جميع الأسرى كانت وستظل وقف الحرب، وهو ما يتعارض مع مصالح نتنياهو.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ظهور رئيس كولومبيا حاملا خريطة فلسطين يثير الغضب في إسرائيلlist 2 of 2الغربيون حائرون يتساءلون: من سيخلف الرئيس شي جين بينغ؟end of list

وأبرزت أن ضغط الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو ما يدفع نتنياهو للعمل، ومن دون تدخل ترامب، لا يمكن تحقيق أي تقدم، وها هو نتنياهو يحاول عرقلة المرحلة الثانية من الصفقة التي كان من المفترض أن تبدأ في اليوم 16.

وزادت الكاتبة أن العبثية تكمن في أن نتنياهو هو من تابع تفاصيل الصفقة في مايو/أيار الماضي، وأنه لم يكن يهتم بمصير الأسرى.

فقد كان الهدف تفكيك الصفقة إلى قطع صغيرة وتخريبها، ومصير الأسرى لم يكن جزءا من المعادلة، كما لم تكن معاناتهم ذات أهمية تذكر بالنسبة له، تضيف ياخيموفيتز.

وأشارت إلى أن رفضه لبدء المفاوضات في هذه المرحلة كان دليلا على عدم رغبته إنهاء الحرب.

وأضافت ياخيموفيتز أن هذه الخطوة قد تهدد استقرار ائتلافه السياسي، وقد تؤدي إلى تسريع الانتخابات أو محاكمته أو تشكيل لجنة تحقيق حكومية.

وأوضحت أن الأوامر التي تُرسل الآن للجنود الإسرائيليين في الاحتياط بشأن استعدادات الجيش الإسرائيلي لاستئناف القتال يمكن أن تفسر على أنها استعداد لمجموعة من السيناريوهات، وأنها ربما تكون محاولة للضغط على حماس لاستكمال الصفقة.

إعلان

وذكرت أن إسرائيل بحاجة ماسة إلى تدخل ترامب للضغط على نتنياهو، لأنه بدون هذا الضغط لن يحدث شيء، موضحة أن الرئيس الأميركي وبرغم إعطائه لنتنياهو ما يبدو من ضوء أخضر لاستئناف الحرب، فإنه يركز على استعادة الأسرى، وليس على استمرار القتال.

مقالات مشابهة

  • تحقيق: أوروبا تحظر الأسلحة على إسرائيل علنا وتشتريها منها سرا
  • يديعوت أحرونوت: نتنياهو لن يستمر بصفقة الأسرى من دون ضغط ترامب
  • الجيش السوداني يواصل تقدمه في الخرطوم.. والبرهان يؤكد أن الشعب لن يقبل بحلول من الخارج
  • شعار “النصر المطلق” ..محاولة نتنياهو اليائسة للهروب من الهزيمة
  • نتنياهو: لا حماس ولا السلطة الفلسطينية ستحكم غزة بعد الحرب
  • أستاذ علوم سياسية: رئيس قبرص لديه قناعة بالرؤى المصرية بشأن إعادة إعمار غزة
  • حماس تثمن بيان القمة الأفريقية الذي أدان الحرب على غزة
  • الجيش اللبناني يعلن إصابة 23 عسكريا بينهم 3 ضباط بجروح متفاوتة خلال فتح طريق المطار
  • "المصريين الأحرار": لقاء السيسي مع رئيس الكونجرس اليهودي يؤكد دور مصر في تحقيق السلام
  • سيناتور أمريكي يؤكد أهمية تحرير اليمن من إيران وتوحيد الجيش اليمني لهزيمة الحوثيين