كاتب بريطاني: اجتياح لبنان سيكلف الجيش الإسرائيلي والاقتصاد ويضعف تحالفات تل أبيب
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
استعرض مقال في صحيفة "التايمز" البريطانية للمعلق روجر بويز، عواقب توسعة الحرب مع لبنان على دولة الاحتلال في ظل ارتفاع كلفة عدوانها المتواصل على غزة.
وقال بويز، إن أي حرب مع حزب الله ستفحص محدودية الجيش الإسرائيلي الذي أجهدته الحرب في غزة وستترك أثرها على الاقتصاد والتحالفات الدولية.
وأضاف، "أن وحدات حزب الله لبست العصابة الحمراء، كالتزام في الحرب الشاملة ضد العدو حيث تتفاخر حسابات التواصل الإجتماعي بوجود 1,500 انتحاري جاهزين لاقتحام مرتفعات الجولان".
كما أن صواريخ حزب الله دكت التجمعات السكانية عند الحدود مع جنوب لبنان منذ أيار/مايو الماضي.
ويعلق إن مسار الحرب ينحرف في الشرق الأوسط وهناك مخاطر من توسع النزاع الإقليمي ويزداد منظوره بشكل يومي.
وأوضح بويز، "أنه في الوقت الذي تتراجع فيه عمليات الجيش الإسرائيلي لسحق شبكات حماس في رفح، فإنه يحول نظره نحو الشمال وهناك وعلى الحدود مع لبنان تتشكل حرب قد تجذب إليها إيران التي ستنتخب رئيسها الجديد، وفي حرب مفتوحة وليس حرب بالوكالة".
وتشعر الولايات المتحدة بالقلق، حيث أرسلت مبعوثها الخاص عاموس هوشستين إلى بيروت وإسرائيل، وقد يكون هذا آخر عملية ستكون الإدارة فيها بمواجهة عالية الرهانات، وفق الكاتب.
وبين، "أن قائد الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، قدم إحاطة للدول العربية المعتدلة وجنرال أمريكي والذين كانوا يريدون معرفة: هل اقتربت الحرب مع إيران؟ وما هي الإجراءات الأمنية الواجب وضعها معا؟".
واستدرك بويز، أن الجميع على وعي بأن غزة قد تتحول إلى ثقب أسود يتحدى الحلول ويزيد من تشدد الجيران.
وتابع، "أن حزب الله وبتشجيع من إيران لن يوقف الأعمال العدوانية إلا في حالة التوصل لاتفاق في غزة، ما يعني الإفراج عن الأسرى ونوع من التصريحات التي تسمح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إعلان انتصاره".
وأشار إلى "أن نتنياهو لم يتحرك على مستوى مستقبل غزة بعد الحرب وكيفية حكمها كما عبر جنرالاته بوضوح عن معارضتهم للإحتلال العسكري للقطاع والذي قد يستمر لعقد ويجفف منابع الجيش ويجمد النزاع".
وزعم الكاتب، أن حماس البقاء مع أن قدراتها قد نضبت، وحتى لو لم تكن قوة حاكمة، فسيطرتها على غزة قد أضعفت بالتأكيد،
وادعى الكاتب، "أن سلطة حماس تعتمد حاليا على توزيع المساعدات وشرطتها بالزي المدني الذين يفرضون الأمن. إلا أن زعيمها يحيى السنوار لا يزال موجودا وطالما ظل صامدا، فحزب الله سيواصل الضغط على الحدود الشمالية".
وقال بويز إن كل الإحتمالات تتضاءل أمام الجيش الإسرائيلي في غزة، فقواته مجهدة وجنود الإحتياط متعبون، وتحولت عملية غزة إلى أطول حرب تخوضها إسرائيل منذ إنشائها.
ومن هنا، فهناك حاجة لعملية تهدف لإنعاش القوات الإسرائيلية ونشرها للقيام بعملية محدودة تضرب حزب الله وتجبره على الإنسحاب من المناطق الحدودية، حيث فر أكثر من 60,000 إسرائيلي التي تقع بلداتهم في مجال صواريخ الكاتيوشا للحزب، ومن هنا فعملية محدودة قد تعيد هؤلاء إلى مناطقهم، وفقا للكاتب.
ويرى بويز، أن هذه هي الطريقة التي يجب أن تتم من خلالها صياغة العملية العسكرية، إلا أنها لن تكون واقعية، فحزب الله مسلح حتى الأنياب ومدرب جيدا ولديه قدرات عسكرية أكثر من حماس، وأسقط مسيرات 900 الباهظة الثمن واستخدم أسلحة مضادة للمقاتلات الإسرائيلية.
وتابع، بدأ زعيم حزب الله، حسن نصر الله حربه بوتيرة بطيئة بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر حتى قتلت إسرائيل الضباط الإيرانيين في دمشق، وعندها نزع القفازات، وبلغ حجم الهجمات منذ ذلك الوقت حوالي 2,100 هجوما، أي أقل من مستوى الحرب الشاملة بقليل.
وأردف، ولو انتخب الإيرانيون رئيسا كان قياديا في الحرس الثوري ومنح الضوء الأخضر لزيادة الضغط على إسرائيل، فعندها ستفتح أبواب الجحيم.
وزعم، أن حزب الله يعتبر طليعة متقدمة للدفاع عن إيران ومنصة انطلاق لضرب إسرائيل لو قررت ضرب المشروع النووي الإيراني وفي حالة شعور إيران بأن الحرب بين وكيلها حزب الله وإسرائيل أضعفته، فلن يكون أمامها مجال غير رمي ثقلها والدخول مباشرة في الحرب.
وسيتم طرح ثلاثة أسئلة جيوسياسية في الأشهر الثلاثة المقبلة، الأول، لو أعقب حرب غزة اجتياح لبنان، فإن إسرائيل ستظل وسط حرب للأبد، حيث تعمل على عسكرة المجتمع الإسرائيلي وتقطع علاقاتها مع الحلفاء المحتملين في العالم العربي.
كما أن الحرب ستؤدي إلى توتير العلاقات مع الإدارة الأمريكية الحالية أو المقبلة وكلاهما ليس لديه استراتيجية واضحة للتعامل مع طهران بحسب الكاتب البريطاني.
أما الثاني من وجهة نظر كاتب المقال، فهو ما ستكشف عنه حرب حزب الله مع الجيش الإسرائيلي الذي كان قوة مهمة في الشرق الأوسط وأصبح الآن قوة مستهلكة؟ فقد ظهرت صورة مدمرة للجيش الإسرائيلي وهو يستخدم منجنيقا، صمم على غرار منجنيق ما قبل عصر البارود لرمي الكرات النارية على المناطق العشبية الجافة من أجل الكشف عن مواقع حزب الله، فهل هذه هي براعة عسكرية أم نقص في السلاح؟
وأخيرا، فالسؤال هو عن الكيفية التي سيتأثر فيها الاقتصاد الإسرائيلي وقدرته على الانتعاش وسط حروب بلا نهاية؟، ومازال البعض يتذكرون حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973 التي قادت إلى بطء في النمو الاقتصادي وفشل في البنوك وتضخم كبير.
وختم بويز مقاله بالقول، إن الغرب تعود عى فكرة إسرائيل كدولة باهرة في الأداء بمنطقة الشرق الأوسط، وهو سرد يقوم على كونها دولة محاربة وشركات صاعدة ومجتمع مفتوح، فماذا لو انهارت هذه النظرة؟ فتصميم إسرائيل على إبقاء إيران عند حدها مهم للغرب إلا ان ثمن إسرائيل الضعيفة بنيويا سيكون باهظا، وهذا هو النقاش الواجب تبنيه لمنع حرب جديدة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال حزب الله جنوب لبنان حزب الله الاحتلال جنوب لبنان حرب وشيكة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی حزب الله
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يعلن البقاء في 5 مواقع استراتيجية على الحدود اللبنانية تشرف على المستوطنات
لبنان – أبلغ الجيش الإسرائيلي لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بقراره الاستمرار في الاحتفاظ بخمسة مواقع استراتيجية على طول الحدود مع لبنان تشرف على المستوطنات الإسرائيلية.
وتعتبر هذه المواقع ذات أهمية بالغة كونها تشرف على المستوطنات الإسرائيلية القريبة من المنطقة الحدودية.
وأشارت مراسلتنا إلى أن المواقع الخمسة التي قرر الجيش البقاء فيها هي:
اللبونة في منطقة الناقورة (القطاع الغربي). جل الدير (القطاع الأوسط). تلة الحمامص (القطاع الشرقي). جبل بلاط (القطاع الغربي). الأطراف بين مركبا ووادي هونين (القطاع الشرقي).ويأتي هذا القرار في ظل التوترات المستمرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حيث تسعى إسرائيل إلى تعزيز وجودها العسكري في النقاط التي تعتبرها حساسة واستراتيجية لأمنها القومي.
وأفادت مراسلة RT في وقت سابق بأن لجنة مراقبة تطبيق وقف إطلاق النار تبلغت بأن الجيش الإسرائيلي يطلب البقاء في بعض النقاط في جنوب لبنان حتى 28 فبراير وقد رفض الجانب اللبناني ذلك بشكل قاطع.
ومنذ 27 نوفمبر 2024 يسود وقف لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي وحركة الفصائل اللبنانية بدأ في 8 أكتوبر 2023، وتحول إلى حرب إسرائيلية واسعة على لبنان في 23 سبتمبر الماضي.
وبزعم التصدي لتهديدات حركة الفصائل اللبنانية، ارتكب الجيش الإسرائيلي مئات الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار، ما أسفر عن 73 قتيلا و265 جريحا.
وتضمن الاتفاق مهلة 60 يوما، تنسحب خلالها إسرائيل من البلدات التي احتلتها في جنوب لبنان خلال الحرب.
لكن تل أبيب أخلت بالاتفاق، وامتنعت عن تنفيذ الانسحاب الكامل خلال المهلة التي انتهت في 26 يناير الماضي، قبل أن تعلن الولايات المتحدة عن اتفاق إسرائيلي لبناني على تمديدها حتى 18 فبراير الجاري.
المصدر: RT