استعرض مقال في صحيفة "التايمز" البريطانية للمعلق روجر بويز، عواقب توسعة الحرب مع لبنان على دولة الاحتلال في ظل ارتفاع كلفة عدوانها المتواصل على غزة.

وقال بويز، إن أي حرب مع حزب الله ستفحص محدودية الجيش الإسرائيلي الذي أجهدته الحرب في غزة وستترك أثرها على الاقتصاد والتحالفات الدولية.

وأضاف، "أن وحدات حزب الله لبست العصابة الحمراء، كالتزام في الحرب الشاملة ضد العدو حيث تتفاخر حسابات التواصل الإجتماعي بوجود 1,500 انتحاري  جاهزين لاقتحام مرتفعات الجولان".



كما أن صواريخ حزب الله دكت التجمعات السكانية عند الحدود مع جنوب لبنان منذ أيار/مايو الماضي.

ويعلق إن مسار الحرب ينحرف في الشرق الأوسط وهناك مخاطر من توسع النزاع الإقليمي ويزداد منظوره بشكل يومي.



وأوضح بويز، "أنه في الوقت الذي تتراجع فيه عمليات الجيش الإسرائيلي لسحق شبكات حماس في رفح، فإنه يحول نظره نحو الشمال وهناك وعلى الحدود مع لبنان تتشكل حرب قد  تجذب إليها إيران التي ستنتخب رئيسها الجديد، وفي حرب مفتوحة وليس حرب بالوكالة".

وتشعر الولايات المتحدة بالقلق، حيث أرسلت مبعوثها الخاص عاموس هوشستين إلى بيروت وإسرائيل، وقد يكون هذا آخر عملية ستكون الإدارة فيها بمواجهة عالية الرهانات، وفق الكاتب.

وبين، "أن قائد الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، قدم إحاطة للدول العربية المعتدلة وجنرال أمريكي والذين كانوا يريدون معرفة: هل اقتربت الحرب مع إيران؟ وما هي الإجراءات الأمنية الواجب وضعها معا؟".

واستدرك بويز، أن الجميع على وعي بأن غزة قد تتحول إلى ثقب أسود يتحدى الحلول ويزيد من تشدد الجيران.

وتابع، "أن حزب الله وبتشجيع من إيران لن يوقف الأعمال العدوانية إلا في حالة التوصل لاتفاق في غزة، ما يعني الإفراج عن الأسرى ونوع من التصريحات التي تسمح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إعلان انتصاره".

وأشار إلى "أن نتنياهو لم يتحرك على مستوى مستقبل غزة بعد الحرب وكيفية حكمها كما عبر جنرالاته بوضوح عن معارضتهم للإحتلال العسكري للقطاع والذي قد يستمر لعقد ويجفف منابع الجيش ويجمد النزاع".

وزعم الكاتب، أن حماس البقاء مع أن قدراتها قد نضبت، وحتى لو لم تكن قوة حاكمة، فسيطرتها على غزة قد أضعفت بالتأكيد، 

وادعى الكاتب، "أن سلطة حماس تعتمد حاليا على توزيع المساعدات وشرطتها بالزي المدني الذين يفرضون الأمن. إلا أن زعيمها يحيى السنوار لا يزال موجودا وطالما ظل صامدا، فحزب الله سيواصل الضغط على الحدود الشمالية".

وقال بويز إن كل الإحتمالات تتضاءل أمام الجيش الإسرائيلي في غزة، فقواته مجهدة وجنود الإحتياط متعبون، وتحولت عملية غزة إلى أطول حرب تخوضها إسرائيل منذ إنشائها. 

ومن هنا، فهناك حاجة لعملية تهدف لإنعاش القوات الإسرائيلية ونشرها للقيام بعملية محدودة تضرب حزب الله وتجبره على الإنسحاب من المناطق الحدودية، حيث فر أكثر من 60,000 إسرائيلي التي تقع بلداتهم في مجال صواريخ الكاتيوشا للحزب، ومن هنا فعملية محدودة قد تعيد هؤلاء إلى مناطقهم، وفقا للكاتب.



ويرى بويز، أن هذه هي الطريقة التي يجب أن تتم من خلالها صياغة العملية العسكرية، إلا أنها لن تكون واقعية، فحزب الله مسلح حتى الأنياب ومدرب جيدا ولديه قدرات عسكرية أكثر من حماس، وأسقط مسيرات 900  الباهظة الثمن واستخدم أسلحة مضادة للمقاتلات الإسرائيلية.

وتابع، بدأ زعيم حزب الله، حسن نصر الله حربه بوتيرة بطيئة بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر حتى قتلت إسرائيل الضباط الإيرانيين في دمشق، وعندها نزع القفازات، وبلغ حجم الهجمات منذ ذلك الوقت حوالي 2,100 هجوما، أي أقل من مستوى الحرب الشاملة بقليل. 

وأردف، ولو انتخب الإيرانيون رئيسا كان قياديا في الحرس الثوري ومنح الضوء الأخضر لزيادة الضغط على إسرائيل، فعندها ستفتح أبواب الجحيم. 

وزعم، أن حزب الله يعتبر طليعة متقدمة للدفاع عن إيران ومنصة انطلاق لضرب إسرائيل لو قررت ضرب المشروع النووي الإيراني وفي حالة شعور إيران بأن الحرب بين وكيلها حزب الله وإسرائيل أضعفته، فلن يكون أمامها مجال غير رمي ثقلها والدخول مباشرة في الحرب.

وسيتم طرح ثلاثة أسئلة جيوسياسية في الأشهر الثلاثة المقبلة، الأول، لو أعقب حرب غزة اجتياح لبنان، فإن إسرائيل ستظل وسط حرب للأبد، حيث تعمل على عسكرة المجتمع الإسرائيلي وتقطع علاقاتها مع  الحلفاء المحتملين في العالم العربي. 

كما أن الحرب ستؤدي إلى توتير العلاقات مع الإدارة الأمريكية الحالية أو المقبلة وكلاهما ليس لديه استراتيجية واضحة للتعامل مع طهران بحسب الكاتب البريطاني.

أما الثاني من وجهة نظر كاتب المقال، فهو ما ستكشف عنه حرب حزب الله مع الجيش الإسرائيلي الذي كان قوة مهمة في الشرق الأوسط وأصبح الآن قوة مستهلكة؟ فقد ظهرت صورة مدمرة للجيش الإسرائيلي وهو يستخدم منجنيقا، صمم على غرار منجنيق ما قبل عصر البارود لرمي الكرات النارية على المناطق العشبية الجافة من أجل الكشف عن مواقع حزب الله، فهل هذه  هي براعة عسكرية أم نقص في السلاح؟



وأخيرا، فالسؤال هو عن الكيفية التي سيتأثر فيها الاقتصاد الإسرائيلي وقدرته على الانتعاش وسط حروب بلا نهاية؟، ومازال البعض يتذكرون حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973 التي قادت إلى بطء في النمو الاقتصادي وفشل في البنوك وتضخم كبير. 

وختم بويز مقاله بالقول، إن الغرب تعود عى فكرة إسرائيل كدولة باهرة في الأداء بمنطقة الشرق الأوسط، وهو سرد يقوم على كونها دولة محاربة وشركات صاعدة ومجتمع مفتوح، فماذا لو انهارت هذه النظرة؟ فتصميم إسرائيل على إبقاء إيران عند حدها مهم للغرب إلا ان ثمن إسرائيل الضعيفة بنيويا سيكون باهظا، وهذا هو النقاش الواجب تبنيه لمنع حرب جديدة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال حزب الله جنوب لبنان حزب الله الاحتلال جنوب لبنان حرب وشيكة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش الإسرائیلی حزب الله

إقرأ أيضاً:

اندماج حزب الله في الجيش.. هل هو وارد؟

مُقابلة نوعية تنتظرها المنطقة يوم 15 شباط الجاري ستكون مخصصة لزعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان الذي سيعلن من سجن أمرالي التركي دعوته حزبه ومناصريه لإلقاء السلاح وبالتالي الإنخراط ضمن قوى فاعلة معترف بها مثل "البيشمركة" الكردية.


عملية "التذويب" لـ"حزب العمال" عسكرياً تعتبرُ نوعية وهي تأتي في إطار تقليص نفوذه المسلح الذي كان يُعتبر عنواناً مقلقاً لتركيا، كما أن هذا الأمر انسحب على الأطراف التي ترتبط بالحزب في العراق وسوريا.


الخطوة التي قد يُقدم عليها أوجلان ليست عادية لاسيما أنها تأتي بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد من جهة وخسارة إيران نفوذها في المنطقة من جهة أخرى عقب الحرب الإسرائيلية الأخيرة والخسائر التي مُني بها "حزب الله" في لبنان عسكرياً وقيادياً ناهيك عن الضربات التي تلقتها "حماس" على صعيد خسارتها مسؤوليها الكبار.


فعلياً، تعتبر مسألة إنهاء "التسليح الكردستاني" لاسيما على صعيد "حزب العمال" مقدمة لأمرٍ بارز ويرتبط بذهاب كافة القوى المسلحة داخل المنطقة إلى "الإندماج" مع الجيوش المعترف بها. بمعنى آخر، يتبين أن مستقبل المنطقة سيشهد إنهاء لما يُسمى بـ"فصائل مسلحة" ورديفة للجيوش، والإنتقال إلى عمليات "دمجٍ" تُنهي حالة "العسكرة" التي تعززت طوال عقود عديدة.

ماذا عن حالة لبنان؟

إذا أردنا الإنتقال إلى حالة لبنان، كان "حزب الله" يُعتبر رديفا للدولة، بمعنى أنه يمثل قوة موازية للجيش من حيث التجهيز والعديد والعتاد، وقد تم الإقرار بذلك وفق التصنيفات السابقة للقوى المسلحة غير الشرعية حول العالم.

وعليه، فإن الحزب، من حيث التصنيف لا القوة، يوازي حزب العمال الكردستاني وغيره من الجماعات الموجودة في المنطقة، فيما هناك توصيف آخر رائج يطلق على هذه الجماعات توصيف الميليشيات المسلحة.

الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان والضربات التي تلقاها "حزب الله"، جعلته في مكانٍ آخر، فالقوة العسكرية تضاءلت بنسبة كبيرة حتى وإن كانت هناك قدرات قد تم الاحتفاظ بها للمستقبل.


ضمنياً، قد تكون تجربة حزب "العمال الكردستاني" بنزع السلاح والخطاب المخصص لذلك يوم 15 شباط الجاري، مقدمة لطريق مماثل قد يخوضه "حزب الله" داخل لبنان، لكن المسألة قد تطولُ قليلاً وبالتالي فإن قابليتها للتحقق قد تكون صعبة الحصول في المرحلة القريبة المقبلة.


في الأساس، فإنّ مسألة اتخاذ الحزب قرار "تذويب سلاحه" قد لا تكون إلا من خلال حصول "الإندماج" مع الدولة، وبالتالي ذهاب قواته وعناصره لتُصبح جزءاً من الجيش. في الواقع، المسألة باتت تحصلُ في سوريا الجديدة، فالفصائل المسلحة أبرزها هيئة "تحرير الشام" اتجهت نحو الحل لتصبح جزءاً من السلطة والجيش الموحد، ما يعني تكريس عملية إنهاء كل جيش رديف.


أمام كل هذا الأمر، يتبين في الوقت الراهن أن "حزب الله" قد لا يكونُ مُستعداً لتسليم سلاحه باعتبار أنه "الورقة" التي يحافظ فيها على بيئته، لكن الأمر وفي حال تم فرضه داخل لبنان، فإنه لا يحصل إلا من خلال حوارٍ داخلي يفتح الباب أمام البحث باستراتيجية دفاعية وطنية.


قد يكون الدور الذي سيلعبه أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم خلال الفترة المقبلة محورياً في هذا المجال، وتقول مصادر معنية بالشأن العسكري لـ"لبنان24" إنّ "قاسم يتعاطى مع المرحلة الجديدة بواقعية مع سعيه للحفاظ على تماسك البيئة الخاصة بحزب الله قدر الإمكان وسط كل الخسائر"، وتابعت: "إن انتقال حزب الله للانخراط بالدولة وبالتالي حل فصيله العسكري كان فكرة مطروحة وهي تتجدد بين الحين والآخر، ومسألة تطبيقها يجب أن تكون فعلية ولا تحصل إلا إذا قررت إيران حقاً رفع يدها عن حزب الله نهائياً".


في خلاصة القول، يبدو أن المنطقة باتت مُقبلة على مرحلة تكريس قوة الجيوش الموحدة والنظامية، والبوابة في لبنان تبدأ من تعزيز الجيش، والأمر هذا بات يتجلى من خلال سعي الدول الكبرى لتقوية المؤسسة العسكرية، وما الضغط باتجاه انتخاب جوزاف عون رئيساً للبلاد إلا خطوة أساسية في إطار الخطة المرسومة لتكريس واقعٍ جديد قائم على معادلة واحدة أساسية في المنطقة ككل وليس في لبنان وهي "الجيش والدولة". المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف موقعين عسكريين لحزب الله داخل لبنان
  • لا تعودوا.. الجيش الإسرائيلي يجدد تحذيره سكان جنوب لبنان
  • بعد مقترح ترامب.. وزير دفاع إسرائيل يأمر الجيش بتجهيز خطة لـالرحيل الطوعي للفلسطينيين من غزة
  • وزير الحرب الإسرائيلي يطلب من الجيش تجهيز خطة لتفريغ غزة من السكان
  • شاهد | انتشار الجيش اللبناني في بلدة الطيبة جنوب لبنان بعد اندحار العدو الإسرائيلي
  • العدوان يتواصل : الجيش الإسرائيلي يحرق عدة منازل في جنوب لبنان
  • رئيس وزراء قطر من بعبدا: للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان
  • الجيش اللبناني يدخل بلدة حدودية مع إسرائيل
  • اندماج حزب الله في الجيش.. هل هو وارد؟
  • الجيش اللبناني ينتشر في بلدة الطيبة بعد انسحاب إسرائيل