ترامب يطوي من «الكابيتول» صفحة انقسامات «الجمهوريين»
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
دينا محمود (واشنطن، لندن)
أخبار ذات صلة«ما أبعد الليلة عن البارحة»، هكذا جاء لسان حال غالبية المحللين السياسيين الأميركيين، تعقيباً على مجريات زيارة المرشح «الجمهوري» للسباق الرئاسي دونالد ترامب يوم الخميس الماضي إلى مقر الكونجرس، وذلك للمرة الأولى منذ الهجوم الذي شنه أنصاره على المبنى نفسه في السادس من يناير 2021، سعياً لعرقلة جلسة مشتركة عقدها مجلسا النواب والشيوخ في ذلك اليوم، للتصديق على فوز المرشح «الديمقراطي» جو بايدن آنذاك على ترامب، في الانتخابات الرئاسية.
ففي تلك الفترة، بدا عدد لا يُستهان به من القادة «الجمهوريين» غير عابئين بخسارة ترامب لمنصبه، بل وكان هناك منهم من أبدى ارتياحه لذلك، من دون اكتراث بروابط الانتماء الحزبي، وهو ما شَكلَ حينذاك مؤشراً لافتاً، يوحي بوجود صدع كبير، في صفوف الحزب «الجمهوري».
ولكن الحفاوة التي حظي بها الملياردير والمرشح الرئاسي، خلال زيارته الأخيرة لمقر «الكابيتول»، من جانب المُشرّعين المنتمين لحزبه في الكونجرس، جَسَدَّت رغبة الجانبين في إبراز وحدة الصف، استعداداً لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر المقبل، والتي سيُجرى بالتزامن معها، انتخاب كامل أعضاء مجلس النواب الـ 435، وكذلك شاغلي 34 من مقاعد مجلس الشيوخ المئة.
فالسيناتور «الجمهوري» روجر مارشال، قال تعقيباً على الزيارة: إن الجميع الآن في الحزب بات مستعداً للمضي قدماً إلى الأمام، وإن الشعور بالوحدة يسود على نحو غير مسبوق منذ أمد بعيد، وذلك في حين حرص زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، على الاحتفاء بـ «ترامب»، بعدما كان يتخذ منه مواقف سلبية للغاية في السابق.
وأكد المحللون الأميركيون أن من شأن الحفاظ على ذلك المظهر الموحد، ضخ قدر كبير من الحيوية في شرايين الحزب «الجمهوري»، خاصة في ظل نُذرٍ تشي بإمكانية فقدانه لأغلبيته الحالية في مجلس النواب، على وقع الاقتتال الداخلي الذي استعر بين ممثليه هناك خلال الفترة الماضية، ووسط مخاوف من احتمالية فشله، في استعادة الأغلبية من الديمقراطيين في «الشيوخ».
وأشار المحللون إلى أن ترامب حرص خلال الزيارة على تجنب الإدلاء بأي تصريحات مثيرة للجدل، أو الحديث على شاكلة تفجر خلافات بينه وبين الأعضاء «الجمهوريين» في الكونجرس، من قبيل مطالبتهم - على سبيل المثال - بالتصدي لما يواجهه من ملاحقات قضائية، بلغت حد صدور قرار بإدانته، في قضية تتعلق بتزوير سجلات محاسبية.
وفي أثناء الزيارة نفسها، تبنى الرئيس السابق والمرشح «الجمهوري» الحالي لهجة تصالحية، في الحديث مع المُشرّعين ««الجمهوريين» الذين سبق أن صَوَّتوا لصالح عزله على خلفية مهاجمة مقر الكابيتول في مطلع 2021.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دونالد ترامب أميركا مبنى الكابيتول الحزب الجمهوري الانتخابات الأميركية الانتخابات الرئاسية الأميركية انتخابات الرئاسة الأميركية
إقرأ أيضاً:
الحكومة الأمريكية تتجنب الإغلاق بتمويل جزئي
أقرّ مجلس النواب الأمريكي الذي يهيمن عليه الجمهوريون امس الثلاثاء، مشروع قانون يموّل جزئياً الحكومة الفدرالية حتى سبتمبر (أيلول) بهدف تجنّب "الإغلاق"، وهي حالة يسعى الرئيس دونالد ترامب بكل ما أوتي من قوة لمنع حصولها.
ويحيل "الإغلاق" مئات الآلاف من موظفي الحكومة الفدرالية على البطالة الفنية ويؤدّي إلى تجميد الكثير من المساعدات الاجتماعية وإغلاق بعض دور الحضانة.وبعد إقراره في المجلس الثلاثاء بأغلبية 217 نائباً مقابل 213 نائباً صوّتوا ضدّه، أحيل مشروع القانون إلى مجلس الشيوخ الذي يتعيّن عليه بدوره اعتماده ورفعه إلى الرئيس لنشره قانوناً سارياً قبل الموعد النهائي عند منتصف ليل الجمعة-السبت.
Thank you Mr. President. We are united in our mission to deliver the America first agenda. pic.twitter.com/TkR8lrQw0q
— Speaker Mike Johnson (@SpeakerJohnson) March 11, 2025ونظراً لأغلبيتهم الضئيلة، كان الجمهوريون في مجلس النواب يسيرون بين الألغام لإقرار هذا النصّ، لكنّ زعيمهم مايك جونسون بدا مطمئناً قبيل التصويت.
وقال رئيس مجلس النواب مخاطباً أعضاء حزبه الجمهوري "بإمكاننا أن ننجز ذلك بمفردنا"، داعياً بالمقابل خصومه الديموقراطيين إلى التحلّي بـ"المسؤولية" والتصويت لصالح النص.
Today, @HouseGOP did our job and voted to keep the government funded while 212 House Democrats voted for a shutdown.
Now, Senate Democrats have to decide if they want to do the right thing or if they’ll join House Democrats and shut down the government. pic.twitter.com/DwnlQxZVxr
لكنّ دعوة جونسون لم تلق آذاناً صاغية سوى من نائب ديموقراطي واحد صوّت لمصلحة النص، إذ إنّ زعيم الأقليّة الديموقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز قال إن أحداً من نواب حزبه لن يصوّت لصالح مشروع القانون.
ووصف جيفريز النصّ بأنه يمثّل اعتداء "على المحاربين القدامى وكبار السن والأسر" بسبب التخفيضات التي يلحظها في عدد من مناحي الإنفاق العام.
وبعد إقرار النص اتهم جونسون الديموقراطيين بأنهم كانوا "مستعدّين للعب على الوقت في ما يتعلق بتمويل الحكومة، في محاولة عبثية منهم لمنع أجندة (أمريكا أولاً)" التي يسعى ترامب لتطبيقها.
وتمويل الإدارات الفدرالية موضوع نزاع متكرر في الولايات المتحدة، وتدور بشأنه خلافات حتى داخل المعسكر الجمهوري بين المحافظين المعتدلين وأنصار ترامب الداعين إلى تقليص كبير في الإنفاق الفدرالي.