لبنان ٢٤:
2024-06-27@08:25:21 GMT

مقدمات النشرات المسائية

تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT

مقدمات النشرات المسائية

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان 

إذا كان آموس هوكستين قد أنهى جولته في المنطقة بزيارتين لتل أبيب فصلت بينهما واحدة لبيروت فإن القراءات في نتائجها تواصلت والتحليلات لما حملته ذهبت يمينا وشمالا لكن الخلاصة الدامغة أن المبعوث الرئاسي الأميركي لم ينقل تهديدات إلى الجانب اللبناني بل عرض صورة قاتمة للوضع على الحدود بين لبنان وكيان الإحتلال الإسرائيلي.



في المقابل نقل هوكستين إلى الجانب الإسرائيلي موقف لبنان الذي يربط التهدئة على الجبهة الجنوبية بوقف العدوان على غزة ونقطة على السطر.

ومع مغادرة هوكستين المنطقة لم يبق موقع في الإدارة الأميركية إلا وشدد على ضرورة تفادي حرب إقليمية واسعة مصدرها الحدود اللبنانية - الفلسطينية...  من البيت الأبيض الذي أكد مواصلة العمل الجاد لاستعادة الهدوء على هذه الحدود مرورا بوزارة الدفاع التي شددت على ألا أحد يرغب في رؤية حرب إقليمية أوسع نطاقا وصولا إلى وزارة الخارجية التي قالت إننا إذا توصلنا إلى وقف إطلاق النار في غزة سنصل إلى حل دبلوماسي بين لبنان وإسرائيل.

الحرب بين لبنان والعدو والتي تحاول أميركا حسب إدعائها تفاديها حضرت في كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال إحياء حزب الله لذكرى الشهيد أبو طالب فأكد المؤكد وهو انه في حال فرضت الحرب على لبنان فإن المقاومة ستقاتل فيها بكل الوسائل وعلى العدو الاسرائيلي أن ينتظرنا في البر والبحر والجو وما وصل من الهدهد هو بعض مما لدينا والصواريخ التي نملكها تستطيع الوصول لكل مكان في الأراضي المحتلة وبلغة التنبيه توجه السيد نصرالله للحكومة القبرصية التي تستخدم إسرائيل مرافقها بالقول؛ في حال استخدمت اسرائيل الأراضي القبرصية للإعتداء على لبنان فإن المقاومة ستعتبر انها أصبحت جزءا من الحرب وستتعامل معها وفقا لذلك

وفي الانتظار كثف العدو الإسرائيلي اعتداءاته في الميدان الجنوبي ولا سيما غاراته الجوية من يارون إلى البرغلية حاصدا شهداء وجرحى جددا, وقد تولت المقاومة الرد على هذه الإعتداءات بسلسلة هجمات بالصواريخ وبالمسيرات الإنقضاضية. على أن المهمة الإنقضاضية التي نفذتها مسيرة (الهدهد) فوق الشمال الفلسطيني لا تزال تفعل فعلها في الكيان الإسرائيلي بمستوياته السياسية والعسكرية والشعبية

فهذه كلها تحت صدمة (الهدهد) التي تسببت بحملات تهكم وسخرية من جيش الإحتلال عكستها وسائل الإعلام العبرية التي سألت: ألم يتعب الجيش من الكذب علينا؟! 

وأكدت أنه يجب الإفتراض أن هناك مسيرات أخرى للمقاومة تعمل في جميع أنحاء المنطقة الشمالية.

ضربة (الهدهد) تسببت بجنون إسرائيلي عبرت عنه التهديدات التي أطلقها مسؤولون حكوميون وعسكريون للبنان بضربة قاصمة تارة وبتغيير قواعد اللعبة تارة أخرى.

لكن الواضح أن مثل هذه التهديدات تصطدم بتوازن الردع الذي أرسته المقاومة.

وفي بيروت متابعة لملف النزوح السوري الذي حط اليوم على طاولة اجتماع حكومي - أمني - أممي عقد في السراي.

الإجتماع انتهى إلى إعطاء فرصة أخيرة لمفوضية اللاجئين من أجل تسليم الداتا كاملة تحت طائلة تطبيق الخطة (ب) التي أصبحت جاهزة و"سنحصل الداتا بأنفسنا" على ما أعلن المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في 

غادر آموس هوكستين مخلفا وراءه اجواء لا بيضاء ولا سوداء.. بل رمادية. فالموفد الاميركي لا يزال يعتقد ان الامور تحت السيطرة، وان الوضع بين لبنان واسرائيل لن يصل الى حد الحرب الشاملة. لكن الوضع على الارض لا يؤكد ذلك. 

فالغارات الاسرائيلية مستمرة ، وقد ادت اليوم الى استشهاد ثلاثة عناصر لحزب الله. في المقابل واصل حزب  الله اطلاق  صواريخ الكاتيوشا واسراب المسيرات معلنا انه يحقق اصابات مباشرة. 

ففي ظل تواصل المعارك يوميا،  هل من يضمن ان لا تتسع رقعة الحرب لتصبح  شاملة؟ وهو امر اشار اليه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته،  حيث اكد ان احتمال الانزلاق الى حرب كبرى وارد في اي لحظة. 

على صعيد آخر ملف النزوح  تحرك من جديد عبر اجتماع ترأسه رئيس الحكومة. وقد طلب فيه المجتمعون من ممثل مفوضية اللاجئين تزويد لبنان بالداتا الكاملة للنازحين تحت طائلة تطبيق الخطة "ب"  وترتكز على تحصيل لبنان الداتا بنفسه. 

طبعا القرار جيد، لكن العبرة تبقى في التنفيذ. علما ان الخطة "ب" يجب ان تتضمن  طرد مفوضية اللاجئين من لبنان  لأنها أولا لا تستجيب لمطالب السلطة اللبنانية،  ولانها ثانيا تهدد بسياستها وجود لبنان وكيانه . 

البداية مع نتائج زيارة الموفد الاميركي، وعنها قال  بري: "أكيد ما كنت عم بلعب ورق ساعة و10 دقايق مع هوكستين" ، كما تكشف ال  MTV  ال  plan b الذي يحضر للتسوية.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار 

بالجبهة الشامخة المرفوعة كعمتها السوداء، الرافعة لكرامة الامة وراياتها الغراء، وبالجبهات المشبوكة على نية نصرة غزة وإسناد اهلها، كان كلام قائد المقاومة من منبر قائد جبهة لبنان الشهيد القائد الحاج طالب عبد الله ورفاقه الشهداء. فكان يوما زاخرا بالمواقف والمعادلات، تماما كما تاريخ الشهيد القائد الذي كتب الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله على صفحاته اجمل معرفة وعرفان ..

ومن موقع العارف بكل الاحوال كانت المعادلة الثابتة في كل محطة ومفصل وزمان:

اذا فرضت الحرب على لبنان فان المقاومة ستقاتل بلا قواعد ولا ضوابط ولا اسقف، ويعلم العدو وسيده الاميركي ان تداعيات اي حرب من هذا النوع ستكون على المنطقة. ومن يجب ان يخاف من الحرب هو العدو وسادته ورعاته، اما نحن فسنواصل اسنادنا وتضامننا مع غزة واهلها وسنكون جاهزين لكل الاحتمالات، كما أكد السيد نصر الله.

والاكيد ان لدى المقاومة كل ما تحتاجه من سلاح وعتاد مصنع من رجالها، او مستقدم وجديد، ومن العديد البشري ما يفوق الحاجات، ومن البيئة الحاضنة التي هي اقوى اسلحة المنازلات..

والعدو الذي يعرف جيدا اننا حضرنا انفسنا لاصعب الاحوال، يعرف ايضا انه لن يكون هناك مكان في كيانه بمنأى عن صواريخ المقاومة ومسيراتها، كما أكد السيد نصر الله، وليس بقصف عشوائي وانما بدقة واتقان ،وما اظهره الهدهد من حيفا بعض دليل، وما يخفيه لما بعد بعد حيفا الكثير الكثير.

والعدو هذا يعرف ان ما ينتظره في البحر الابيض المتوسط صعب جدا ويعرف ان جيشه غير قادر على حمايته، ويعرف ان عليه انتظار المقاومين برا وبحرا وجوا اذا ما قرر ارتكاب الحماقات ..

ومن البلد المحمي من ربه وبزنود رجاله كان الجواب القاطع للوسطاء والاعداء ان وقف النار في جبهة لبنان واليمن والعراق سبيله الاوحد وقف العدوان والحرب على غزة كما حسم السيد نصر الله.

وللحكومة القبرصية لفت نظر من سماحته بان فتح اراضيها ومطاراتها وموانئها للصهاينة في اي حرب محتملة سيجعلها شريكة في العدوان وسيترتب على موقفها التبعات.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في 

فما ينفع مع العدو الاسرائيلي، بحسب دروس التاريخ والتجارب القاسية التي مر بها  لبنان، هو توافر شرطين، لا ثالث لهما: الاول، الوحدة الداخلية، والثاني، القوة العسكرية في الميدان.

الشرط الاول متوفر بالحد الأدنى، ما خلا بعض اصوات النشاز، وذلك تحت عنوان الوقوف مع مواطنينا اللبنانيين في مواجهة العدو، بغض النظر عن اي خلاف سياسي، حتى ولو شمل خيار الانخراط في حرب غزة ومبدأ توحيد الساحات.

اما الشرط الثاني، فالدليل إليه، مسار المعركة في الجنوب منذ اليوم التالي لطوفان الاقصى، والذي اضاف اليه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم تحذيرا شديد اللهجة الى الحكومة القبرصية، حيث قال: يعرف العدو يأن لدينا بنك أهداف حقيقيا وأن ما ينتظره في البحر الأبيض المتوسط هو كبير جدا، وعلى الحكومة القبرصية ان تحذر من أن فتح مطاراتها وقواعدها للإسرائيلي يعني انها اصبحت جزءا من 
الحرب وستتعاطى معها المقاومة على أنها جزء من الحرب.

نصرالله شدد على ان احتمال اقتحام الجليل يبقى قائما وواردا في اطار اي حرب قد تفرض على  لبنان، وقال خلال الاحتفال التأبيني للشهيد طالب عبد الله “أبو طالب”: استنادا إلى واقع جبهتنا والجبهات الاخرى والواقع الداخلي الاسرائيلي نستطيع أن نقول إن كل ما يقوله العدو ويأتي به الوسطاء عن حرب على  لبنان لا يخيفنا والعدو يعرف جيدا أننا حضرنا أنفسنا لاسوأ الايام وهو يعرف ما ينتظره ولذلك كان مردوعا لتسعة اشهر ولن يكون هنا مكان في الكيان بمنأى عن صواريخنا غير العشوائية، واذا فرضت المعركة على لبنان، فالمقاومة ستقاتل بلا ضوابط ولا أسقف، ختم نصرالله.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي 

خمسة اسابيع صعبة تفصل لبنان عن امكان انتقال حرب الاستنزاف بين حزب الله واسرائيل، الى حرب موسعة بين الطرفين.

اسابيع تقول اسرائيل انها ستنهي خلالها معركة رفح تحديدا، لتتحضر بعدها للقتال على جبهة لبنان.

هذه الاسابيع ستتخللها مواصلة الضغوط على حركة حماس للقبول بصفقة اسرى، لا تشمل وقفا دائما للنار، انما تجميدا للقتال. 

في حال نجحت الضغوط باقناع حماس، تبدأ مرحلة من الهدوء,تنعكس على لبنان, يعود خلالها الوسيط الاميركي الى بيروت ليضع وساطته على خط التنفيذ.
اما فشلها، فسيطلق ما يمكن تسميته عداد الحرب، التي لا يمكن لواشنطن بحسب معلومات للLBCI نتيجة محادثات هوكشتاين في لبنان، ضمان عدم حصولها، مع التأكيد على انها لا تراوغ في نقل خطورة الموقف ودقته في هذه المرحلة.

فانهاء معركة رفح من دون نجاح الديبلوماسية الاميركية، يعني بدء نقل الوحدات المقاتلة الاسرائيلية الى الحدود مع لبنان، ايذانا بالقتال، وهو ما لم يحصل فعليا حتى اليوم.

ما قاله الوسيط الاميركي في بيروت,رد عليه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، ناصحا اياه بالتوسط ليس في لبنان، انما في اسرائيل، لوقف حربها على غزة، فتقف حينها حروب الاسناد على كل الجبهات.

وامام معادلة فرض الحرب على لبنان، جاء الجواب: المقاومة ستقاتل حينها بلا ضوابط ولا اسقف ولا قواعد.

اما مفاجأة الكلمة، فكانت في الهجوم على الحكومة القبرصية وتحذيرها من ان فتح مطاراتها لاسرائيل في حال استهدفت لبنان، سيجعل المقاومة تتعاطى مع قبرص على انها اصبحت جزءا من الحرب.. 
مقالات ذات صلة.

مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد 

خطاب من الديناميت العسكري مع طلقة في بيت النار السياسي تقدم به الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله معلنا الجهوزية للحرب اذا ما فرضت علينا وكما جالت الهدهد لساعات فوق حيفا، أجرى نصرالله جولة أفق ميدانية على الأهداف الاسرائيلية وأولها مسك مع اقتحام الجليل والذي وضعه احتمالا واردا في حال تطور الجبهة وانطلق نصرالله من أن الحزب لا يريد حربا شاملة مانحا التفاوض فرصته، حيث الجبهة اللبنانية حاضرة بقوة على الطاولة، لكنه وضع خطة الطوارىء الحربية، وأجرى محاكاة للمواجهة مع اسرائيل فأبقى على استهداف المواقع في جبهة الشمال 

وأعلن أن لدى الحزب ساعات طويلة فوق حيفا قدم منها نموذج الدقائق التسع فقط، والمح الى مدن اسرائيلية  أخرى قد تكون تحت الرصد "والهدهدة"، ساخرا من القيادات الإسرائيلية "اللي بدل ما تكحلها عمتها" 

وأعلن أن حزب الله حصل على أسلحة جديدة وطور بعض أسلحته، وطبيعي أن يحتفظ بأسلحة أخرى لقادم الأيام وكل ما يجب أن يصل الى لبنان.. وصل الى لبنان 

أما القدرة البشرية فقد فاقت المئة ألف وقال إن العدو يعرف جيدا أننا حضرنا أنفسنا لأصعب الأيام، وهو يدرك أيضا أنه لن يكون هناك مكان في الكيان بمنأى عن القصف وليس العشوائي 

وفي أعلى درجات التهديد قال: لدينا بنك أهداف حقيقي "وهني فهمانين عليي شو عم بحكي" وكل صاروخ هدف وعليه أن ينتظرنا بحرا وجوا وبرا ومن بين هذه الأهداف هدد نصرالله اسرائيل في البحر الابيض المتوسط وقال: اذا فرضت الحرب على لبنان فإن المقاومة ستقاتل بلا قواعد ولا ضوابط ولا أسقف 

وفي أخطر رسالة الى الدولة القبرصية حذر الأمين العام لحزب الله حكومتها من فتح مطاراتها وقواعدها العسكرية لاسرائيل، وقال إننا سنتعاطى معها على انها جزء من الحرب اذا ما اقدمت على هذه الخطوة 

وفي أضعف رد من نوعه قال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي دانيال هغاري إننا على استعداد لاي سيناريو في الشمال، لكن اي مواجهة مع لبنان ستنتهي باتفاق ونحن ملزمون باعادة السكان، فيما كان رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي الاكثر ضعفا عندما رد على نصرالله بالقول: "حزب الله سيواجه قدراتنا القوية في الوقت المناسب 

وفي جبهتي لبنان واسرائيل فإن نصرالله اطلق مسيرة استطلاع لاستدراج الموقف الإسرائيلي وإظهار عناصر قوة الحزب وجهوزيته، لكنه كان شبه واثق بأن العدو لن يذهب الى خيار الحرب وهو مهزوم في الداخل 

أما اسرائيل فاصبحت كيانات متفككة, الجيش فيها يشتبك مع نفسه ومع قيادته العسكرية, ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يقيم صراعا مع اميركا أدى الى الغاء اجتماع رفيع المستوى مع اسرائيل في واشنطن  بشأن ايران  كان مقررا الخميس اختلف الطرفان على جزء من شحنة سلاح لكن الخلاف لن يفسد للحرب قضية.

 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: العام لحزب الله السید حسن نصر الامین العام لحزب الله الحرب على لبنان حرب على لبنان السید نصر بین لبنان ضوابط ولا من الحرب نصر الله مکان فی على ان فی حال

إقرأ أيضاً:

مصلحة الجميع هل تلجم نيّات توسعة الحرب في لبنان؟

كتب مالك القعقور في"الشرق الاوسط": فقبل أيام زار الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، عراب الاتفاق اللبناني - الإسرائيلي، تل أبيب وبيروت في مسعى لمنع تحول المواجهة من جبهة محدودة في جنوب لبنان إلى مواجهة مفتوحة. وظنّ المتابعون أن «خطورة» الوضع ستبقيه في المنطقة أياماً، لكنه أقفل عائداً إلى واشنطن، بعدما قال في بيروت: «لمصلحة الجميع حل الصراع بسرعة وسياسياً، وهذا ممكن وضروري وبمتناول اليد».
الحرب التي بدأها بها «حزب الله» في منطقة محددة جغرافياً، هي مزارع شبعا، تطوّرت على مدى 9 أشهر، لتشمل معظم مناطق الشريط الحدودي بين البلدين، مع عدم تردد الإسرائيلي عن اصطياد مسؤولين من «حزب الله» و«حماس» والتنظيمات الدائرة في فلكهما، في مناطق مختلفة من الأراضي اللبنانية. لكن لو كانت هذه الحرب ذاهبة إلى ما هو أوسع في لبنان، هل كان للموفد الأميركي أن يغادر بهذه السرعة؟ أغلب الظن أنه تأكد أن الطرفين لا يريدان الإضرار بالصفقة الكبرى التي أنجزاها، بعد أكثر من 20 عاماً من المفاوضات، ألا وهي ترسيم حدود الغاز في البحر المتوسط.
وهنا تماماً مكمن إشارة هوكشتاين إلى «مصلحة الجميع». والجميع هم كل المستفيدين، دولاً وشركات وجماعات، من اتفاق الحدود الغازية الذي أبرمه بالبلدان في عام 2022، وبرعاية أميركية ممثلة بهوكشتاين نفسه.
وهوكشتاين يعرف تماماً أن إسرائيل تعد الرابح الأكبر من غاز المتوسط منذ اكتشف أول حقل للغاز في بحر غزة وسُمي «غزة مارين» في عام 2000، حينها تغيّرت معطيات إسرائيل وأهدافها، فانسحبت من جنوب لبنان بلا اتفاق، وتوجّهت إلى السلطة الفلسطينية فدّمرت «اتفاق أوسلو» وكل ما بُني بموجبه، وراحت تغرف من غاز البحر حتى اكتفت ذاتياً، ثم راودتها أطماع التصدير. وكانت اكتشافات متتالية بمليارات الدولارات واتفاقات وشراكات مع دول الجوار، وبقي عائقان أمامها: بحر لبنان المسيطر عليه «حزب الله»، وبحر غزة المسيطرة عليه «حماس».
وبعد مفاوضات طويلة استغرقت قريباً من 20 عاماً، برعاية الأميركي وتدخله، تم الاتفاق مع لبنان. وبقيت المشكلة الأخيرة المتعلقة ببحر غزة. وقبل هجوم 7 أكتوبر، تردد بأن اتفاقاً مماثلاً للاتفاق اللبناني سيوّقع مع السلطة الفلسطينية في رام الله، ما يعني أن «حماس» لن يبقى لها سوى «خفي حنين»، وهي المسيطرة على القطاع منذ 2005، ويكاد يذهب هباءً كل ما فعلته تجاه الإسرائيلي، بما في ذلك عدم مشاركتها في المعركة التي خاضتها «الجهاد الإسلامي» ضد إسرائيل في 2022، وتحت عنوان «وحدة الساحات»، ولا ساحات ولا من يحزنون.
وفي 7 أكتوبر بدأ مخاض لأوضاع جديدة، سياسياً وأمنياً وغازياً، لكنه لم ينته بعد. تحضير «حماس» لعملية لم يكن مفاجئاً لإسرائيل، بل كانت تنتظر تنفيذها لتشن حربها الكبرى لتشطب كل من يقف في وجه مصالحها داخل غزة. لكن ما حصل فجر ذاك اليوم كان كبيراً جداً ومفاجئاً للطرفين: «حماس» التي لم تتوقع أن اختراق الجدار الفاصل سيمهد الطريق لعملية بهذا الحجم، وإسرائيل التي استيقظت على احتلال مساحات من أراضيها ووقوع نحو 240 من الأسرى من جيشها وشعبها في يد المهاجمين.
وجاء الرد بقرارين كبيرين: تفعيل إسرائيل قانون هنيبعل القاضي بقتل الخاطف والمخطوف لاستعادة الأرض، والقانون لا يزال معمولاً به حتى اللحظة. وإرسال الولايات المتحدة بعضاً من بوارجها وحاملات طائراتها لتقول لمن يتحمّس إن زوال إسرائيل ممنوع.
وظن الناس أن في مقدمة هؤلاء المتحمّسين «حزب الله»، خصوصاً أن بوتقته الإعلامية كانت تنشر ما مفاده أن لدى الحزب كتيبة اسمها «كتيبة الرضوان»، ومهمتها، في المعركة المقبلة مع إسرائيل، احتلال الجليل وخوض الاشتباكات على أرضها. لكن ما فعله الحزب على الأرض وبعد 24 ساعة، أن أطلق رشقات باتجاه مزارع شبعا، وفهم المعنيون الرسالة بأنه لن يفعل أكثر من ذلك.
وجاءت الأيام والأسابيع والأشهر ولم يبق حجرٌ على حجر في قطاع غزة وأكثر من 40 ألف ضحية وضعف هذا الرقم من الجرحى والمصابين، ولم يفعل الحزب مع إسرائيل أكثر من المناوشات وصراع الأدمغة الأمنية، ولم يقدّم، ولن، إلى إسرائيل السبب الوجيه لتوسعة الحرب لتشمل لبنان كله، فلا هو احتل متراً واحداً من أرضها، ولا أسر جندياً واحداً من جنودها، ولا استهدف مرفقاً واحداً من مرافقها الاقتصادية والسكنية. كل ما يفعله ضمن المسموح به، وهو استهداف مواقع عسكرية، ونشر فيديوهات من مسيرة نجحت في اختراق الحدود.
وما كاد هوكشتاين يقفل عائداً إلى واشنطن، حتى كان أول مستقبلي وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي أبلغه أن الانتقال إلى «المرحلة ج» (صراع منخفض الكثافة) في حرب غزة سيؤثر على جميع الجبهات.
وعلى الرغم من أن البيان مقتضب، فإنه يوحي بأن ثمة انتقالاً للمرحلة الثالثة في غزة، وبالتالي فإن هذا التأثير سيكون «إيجابياً» لتهدئة جبهة الجنوب اللبناني، وتبقى المصلحة الكبرى التي أبرمت في اتفاق الغاز قائمة في انتظار نهاية «مخاض غزة»... فعن أي توسعة للحرب تتحدثون؟
 

مقالات مشابهة

  • مقدّمات النشرات المسائيّة
  • عن نصرالله و حزب الله.. هكذا تحدّث كاتب إسرائيلي!
  • «هدهد نصرالله» فيديو الـ«٩ دقائق» يعرّي القدرات العسكرية الإسرائيلية
  • مصلحة الجميع هل تلجم نيّات توسعة الحرب في لبنان؟
  • نائب نصر الله يعلق على تقرير "التلغراف" عن تخزين أسلحة بالمطار ويؤكد: المقاومة قادرة على ردع إسرائيل
  • هل تستطيع إسرائيل التعايش مع حزب الله عند الحافة الامامية؟
  • مقدّمات النشرات المسائية
  • هذا ما أعده حزب الله للحرب المقبلة مع الاحتلال الإسرائيلي
  • معادلة السيد نصر الله الذهبية.. رسائل ردع ثلاثية الأبعاد
  • بوريل يحذر من خطر امتداد الحرب إلى لبنان