الصحة: فرق التواصل المجتمعي قدمت خدمات التوعية إلى 81 ألف مواطن
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
أكدت وزارة الصحة والسكان، تكثيف الخدمات الطبية والتوعوية ضمن خطة الوزارة التأمين الطبي بالحدائق والميادين العامة وأماكن تجمعات المواطنين، حيث بلغ عدد المستفيدين من خدمات التوعية الصحية 81 الف مواطن على مستوي محافظات الجمهورية، وذلك منذ أول أيام عيد الأضحي المبارك وحتى أمس الثلاثاء.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن ذلك يأتي تنفيذا لتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان بالتأمين الطبي الشامل لكافة المناسبات والاحتفالات التي تشهد إحتفالا وتجمع المواطنين، للتوعية بكافة بمبادرات الصحة العامة وتوضيح كيفية الإستفادة من كل مبادرة وتقديم التوعية الصحية لوقاية المواطنين من الإصابة بالأمراض المعدية.
وقال "عبدالغفار " إنه خلال الأيام الأولى من خطة التأمين عيد الاضحى المبارك، كان عدد المستفيدين من الخدمات الإسعافية 10860 مواطن، تنوعت مابين خدمات طوارئ وحوادث متنوعة من ضمنها حالات حرجه نقلت إلي المستشفيات، كما تم تفعيل مبادرات 100 مليون صحة، ومبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة من خلال تقديم خدمات الكشف والتوعية للسيدات من أورام الثدي والصحة الإنجابية، وتفعيل مبادرة الكشف المبكر عن الأورام ومنها (أورام الرئة، القولون، والبروستاتا )ومبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة( الضغط -والسكر- والإعتلال الكلوي)، ومبادرة المقبلين علي الزواج ونشر عيادات تنظيم الأسرة والتوعية لتحسين الصحة الإنجابية.
ومن جانبه أكد الدكتور أحمد سعفان رئيس قطاع الطب العلاجي، إستمرار فرق المرور ولا متابعة على كافة المستشفيات الحكومية للتأكد تقديم الخدمة الطبية على اكمل وجه للمواطنين، كما يتم متابعة تواجد سيارات بنك الدم للتسهيل علي المواطنين راغبي التبرع بالدم وتواجد العيادات العلاجية المتنقلة لتقديم خدمات الكشف وصرف الأدوية وإمكانية الإحالة، وذلك في مختلف التخصصات الطبية حيث بلغ عدد العيادات المتنقلة المشاركة في خطة التأمين 33 عيادة طبية موزعة بالمحافظات.
ومن جانبه ذكر الدكتور محمد غباشي مدير إدارة القوافل العلاجية، أن عدد المستفيدين من خدمات القوافل العلاجية بلغ 6180 مواطنا، وجاءت محافظة مطروح أولى المحافظات من حيث عدد المستفيدين تليها الإسكندرية ثم محافظة الجيزة.
ومن جانبة نوه الدكتور وجدي أمين مدير إدارة الأمراض الصدرية، إلي مشاركة فريق من الأمراض الصدرية لتفعيل مبادرة صحة الرئة، من خلال تواجد سيارة الفحص الجموعي للصدر، مجهزة بجهاز أشعة للتشخيص المبكر لأمراض الصدر منها تشخيص مرض الدرن، والربو الشعبي والسدة الرئوية، وفحص مدي كفاءة الرئة من خلال جهاز قياس وظائف التنفس خاصة للأشخاص المدخنين وكبار السن وغيرهم، بالإضافة إلي تقديم خدمات التوعية عن مرض الدرن الكامن وأسبابة والحالات التي يتحول فيها إلي الدرن النشط.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: عدد المستفیدین
إقرأ أيضاً:
موت الأسرار.. الكشف عن الذات في العصر الرقمي
عن الأسرار حين تموت؛ كتاب في قراءة بعض السلوكيات البشرية الحداثية ونقدها وتحليلها ومكاشفات مع الذات ودعوات لمراجعتها ولفقه أسباب أفعالها.
يقع الكتاب في 495 صفحة من غير قائمة المصادر والمراجع، موزعة على 4 فصول، وقد صدر حديثا عن مركز مدارات للأبحاث والنشر.
والمؤلف عبد الله الوهيبي باحث سعودي، حائز على الإجازة في الشريعة وعلى درجة الماجستير في الثقافة الإسلامية من جامعة الملك محمد بن سعود، صاحب كتابي الاستشراق الجديد، ومعنى الحياة في العالم الحديث.
محتوى الكتاب وهيكلتهمادة الكتاب ثرية محكمة البناء متسلسلة الطرح، مكتوبة بلغة رصينة سلسلة، وعنون الكاتب الفصل الأول بـ"الأسرار في محيط الذات وسياق المجتمع"، وفيه حديث علمي عن مصطلح السر وتوابعه وما يقول العلم في منافع الكشف عن الذات ومساوئه ومتى يصلح ذلك ومتى لا يصلح مع حديث عن علاقة الخصوصية بالحداثة، وعنون الفصل الثاني بـ"الثقافة العلاجية والكشف عن الذات" وفيه حديث عن تاريخ التداوي بالبوح وتأطير تاريخي للحركات التي أحدثت تعديا على المساحات الخاصة، ووصف لتطورها عبر الزمن.
وعنون الفصل الثالث بـ"الكشف عن الذات في منصات التواصل الاجتماعي"، وفيه حديث تحليلي طويل عن بواعث التعري والتهرب من الخصوصية ودوافع المتلقي لاستهلاك يوميات الآخرين.
إعلانوعنون الفصل الرابع بـ"أسرار المؤمن"، وفي أبوابه حديث إيماني تزكوي عن النفس والخطايا الخفية والمباح وغير المباح وفضيلة الكتمان في ملامح وسوانح من الرؤية الدينية للأسرار والنفس وطرق التعامل معها.
يطرح الوهيبي أفكاره طرحا متسلسلا منطقيا ينتقل فيه من تمكين قارئه من الأصول المعرفية لمادة الكتاب في الفصل الأول لينتقل به بعد ذلك بيسر إلى النقد والتحليل في الفصلين الثاني والثالث، ثم إلى البناء والتزكية اعتمادا على مادته السابقة في الرابع.
يستشهد الكاتب في مسالك طروحاته بطائفة من الإحصاءات والدراسات الغربية في الموضوعات التي يتحدث عنها مع تبيين اختلاف الإطار الفكري والثقافي الذي صدرت عنه.
ويبدأ كل فصل بمقدمة ممهدة تلحب الطريق، وتمسك بيد القارئ لتساعده على المسير في مسالك الفصل بسلاسة ويسر، ويختتمه بتلخيص دقيق مختصر لأهم ما جاء في الفصل.
استفاض الكتاب في الحديث عن الخصوصية وإشكالاتها في الثقافة المعاصرة، واستعرض تاريخ تحولاتها عرضا دقيقا تفصيليا مع مقاربة مادة موضوعه وهي مادة تخص النفس ودواخلها من باب التحليل النفسي ومعالجته من خلالها مع النهل من مجالات معينة أخرى أحيانا لا سيما من علم الاجتماع وعلم الأنثروبولوجيا والإعلام التقليدي والرقمي.
في هذا الكتاب يرصد الوهيبي الجنوح الطارئ عند الإنسان المعاصر لهتك مجاله الخاص وتصديره للفضاء العام مع تسييل الحدود بين الخاص والعام محاولا تتبع التاريخ الثقافي لنشأة التداخل بين الخاص والعام في القرن الـ20 مرورا على المحطات الرئيسة لهذه النقلات منذ ظهور الحكايات الجنسية والاعترافات السرية في الصحافة الشعبية ما بين عامي (1930-1960)، ثم بروز برامج "الحوارات الاعترافية" في الإعلام الجماهيري ما بين عامي (1990-2000) ثم برامج تلفزيون الواقع ما بين عامي (1990-2010) ثم ثورة منصات التواصل الاجتماعي بعدها.
إعلانحيث كانت هذه المحطات التاريخية بارزة الأثر في تكسر شيء من حدود الخاص وتجلية تبدل الموقع الاجتماعي للأسرار غير أن ذلك التبدل كان فئويا لبعض الخارجين عن شروط الجماعة القيمية من المشاهير من أهل الفن ومن شاكلهم، وما بين تلك المحطات التاريخية والمحطة الأخيرة التي ما زلنا أسارى سطوتها كانت النقلات الأكبر واختلاط الخاص بالعام والاتساع المرعب في رقعة تهشيم الحدود بينهما.
النشر وظاهرة المؤثرينوينظر الكتاب في ميل الإنسان اليوم للـ"إفصاح الذاتي المفرط والتعري الطوعي وتسليع اليوميات وتطبيع التلصص" متتبعا النقلة القيمية الطارئة على النفس البشرية المختلفة عن المعهود عندها حين كان الإسدال على الحياة الخاصة بسدل سابغ من التحفظ والحياء هو الأصل النفسي والاجتماعي للناس مع استثناءات قليلة لتنقلب الحال مع مخرجات الثورة التكنولوجية وطغيان شبكات التواصل الاجتماعي، ويصير الشاذ طبيعيا ومتطبعا معه والغريب مألوفا والسعي محموما للحاق بمركب الحداثة مع التخلي عما يمكن وعما لا يمكن التخلي عنه.
وفي سنوات قليلة صار الملايين من أصحاب الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لا يجدون أدنى حرج وهم يكشفون أسرارهم الخاصة ويومياتهم الحميمة، بل إن عرض ذلك والتفنن والمبالغة فيه صار غاية ترجى وسلعة رائجة في سوق واعدة لـ"اقتصاد الانتباه" حيث صارت الخصوصيات معروضة في مزاد يفوز فيه الأكثر تعرية لنفسه والأكثر تخليا عن خاصه للعامة.
ويركز الكتاب على موضوع النشر والناشر، ويحدثنا في طياته عن ظاهرة النشر بسماتها المعروفة اليوم من غياب الانضباط والرغبة الجامحة في بلوغ أعلى درجات المشاهدة والتفاعل والتأثير مع تبيين أحوال الناشر وخفايا ذاته، ووصف أشكال النشر الرائجة، ومن ذلك سلوك من يسمون اليوم بالمؤثرين، مستكنها بواطن صدور هذه الطائفة وخفايا نفوسهم.
إعلانفهم -كما يصفهم الكتاب- أسارى رغباتهم التي لا تنطفئ بالشهرة والوصول والحاجة بأن يكونوا محط العيون ومهوى الأنظار من خلال ركوب الجديد ومحاولات التجديد الفارغة واستجداء الاهتمام وتطلب الإثارة والإمعان في الإسفاف للفوز في حلبة منافسة كل من فيها يرمي إلى الاستئثار بالمشاهدات وتسمر الأعين عليه، ولو كان ذلك من خلال التعري النفسي إرضاء الجماهير المتعطشة للتلصص، وإلى استهلاك يوميات الآخرين، وبوصلة هؤلاء للنجاح إذن كثرة الوصول، فيصير مع ذلك الانتشار واستقطاب العيون وحده دليل الإنجاز وتحقيق الهدف.
ويصف فئة أخرى من أنواع الناشرين، فئة تعرف عن نفسها في حساباتها باختصاصها الأكاديمي، وبما تنشره عن ذلك بين الحين والحين، لكنها فئة تقع قاصدة أو غير قاصدة في مزالق زيادة التبسط والمزاح ورفع الكلفة والكشف عن الخصوصيات حتى تصير أكثرها مع الوقت نسخا مكررة من المؤثرين الموسومين أعلاه، بل لا تكاد تميزهم عنهم، حتى إن ما يعرف عنهم من خارج اختصاصهم أو عملهم أكثر مما يعرف عنهم مما دخلوا منه ووصفوا أنفسهم به.
وكذلك فئات الناشرين من أصحاب الحسابات العامة والناشرين بأسماء وهمية لأغراض مختلفة كالتسلية والتنفيس والاستفزاز، فقد فصل الكتاب في هذه الأنواع الأربعة، وأتى الوهيبي على تحليل هذه الفئات وما يصاحبها من ظواهر تحليلا دقيقا تغوص معه في دقائق نفوس هذه الفئات وأسباب أفعالها.
المنهجية النقدية
جل الكتاب إذن نقد لهذه الظواهر الجديدة بأدوات العلم الحديث ومحاكماته لمشكلة الكتاب محاكمات تعتمد المنهج الوصفي التحليلي، غير أنه على ذلك نقد واضح المبادئ والمنطلقات والغايات، نقد يستضيء بمنارات الحق، ويجعل معايير الحق أو الباطل منطلقات فكرية دالة وهادية.
فهو ليس نقدا من أجل النقد يسير على غير هدى بلا عقد ينظمه بل نقد متسق مع فكر المؤلف ومبادئه وغاياته الكبرى حيث تكون هذه المادة جزءا منسجما مع المنظومة الفكرية الكلية الإيمانية للكاتب، وهذا الذي يظهر جليا في الفصل الرابع الذي كان أشبه ما يكون بالبنيان الذي أراد المؤلف تشييده بعد تفكيك إشكالية الخصوصية والحداثة وتعقب تاريخ تطور تداخل الخاص بالعام.
إعلانهذا الكتاب دعوة لمراقبة سلوكياتك الرقمية فاعلا ومنفعلا مؤثرا ومتأثرا ناشرا ومتابعا ولمعرفة دوافع الخرق الطوعي لسدل الخصوصية وتطبيع ثقافة الاعتراف والاقتيات على يوميات الآخرين في ضوء الأبحاث النفسية والسلوكية، ودلالات أحكام الستر والنصح والفضح والمجاهرة في نظام الشريعة؛ كتاب تراجع معه -بلا شك- نفسك وسلوكك الرقمي وعاداتك اليومية في التعامل مع الفضاء الافتراضي.