محللون للجزيرة نت: خطاب نصر الله ردعي وتصعيدي
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
بيروت – أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط أو قواعد أو سقوف إذا فُرضت عليها حرب شاملة مع إسرائيل. وأشار إلى أن "العدو يجب أن ينتظر المواجهة برا وبحرا وجوا".
وفي خطاب ألقاه في الحفل التأبيني للقائد سامي عبد الله يوم الأربعاء في الضاحية الجنوبية لبيروت، حذر نصر الله للمرة الأولى الحكومة القبرصية من فتح قواعدها لإسرائيل، مؤكدا أنها إذا فعلت ذلك "فسيتم التعامل معها كجزء من الحرب".
وأشار نصر الله إلى وجود خوف لدى "العدو" من إمكانية دخول المقاومة إلى الجليل، مؤكدا أن هذا الاحتمال يبقى مطروحا إذا تطورت المواجهة، وقال إن "العدو يعرف جيدا ما ينتظره في البحر الأبيض المتوسط، حيث ستُستهدف جميع سواحله وبواخره وسفنه".
القدرة والقوةواستكمالا للصور الجوية من مُسيّرة "الهدهد" والتي نشرها الحزب أمس الثلاثاء، أكد نصر الله أن لدى حزب الله "بنك أهداف كاملة ودقيقة"، مشددا على قدرته الوصول إلى أي مكان في إسرائيل، "حيث لن يكون أي مكان بمنأى عن صواريخ الحزب وطائراته المسيّرة".
وكشف نصر الله أنه تتم صناعة بعض الصواريخ التي يحتاجها الحزب ويستخدمها في لبنان، وأن لديه القدرة والقوة البشرية اللازمة لخوض المعركة.
في المقابل، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول سياسي إسرائيلي كبير قوله إنه "إذا واصل حزب الله هجماته علينا، فإن جنوب لبنان سيبدو مثل غزة ولن يكون هناك حصانة لبيروت". وأضاف أن "العد التنازلي لردنا القوي قد بدأ ولن يتوقف إلا بقبول حزب الله عرض المبعوث الأميركي آموس هوكستاين".
وفي قراءة لمضامين خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، يقول العميد الركن المتقاعد هشام جابر إن هناك 3 نقاط أساسية في الخطاب:
النقطة الأولى: تتعلق بالبحر المتوسط، حيث أشار نصر الله إلى أن المعركة ستكون صعبة جدا إذا فتحت إسرائيل جبهة شاملة مع لبنان. ومن المؤكد أن حزب الله يمتلك صواريخ قادرة على تدمير منصات النفط والغاز، والتصدي للبحرية، وزوارق وطائرات مسيرة. النقطة الثانية: كان نصر الله واضحا في الحديث عن أسلحة المقاومة، لافتا إلى أن حزب الله قادر خلال أقل من ساعة على القيام بهجوم واسع على إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة ووفق بنك أهداف محددة لديه، علاوة على وجود عشرات الآلاف من المقاتلين الجاهزين للمعركة. النقطة الثالثة: الإشارة إلى قبرص. وقد تحدث نصر الله عن المناورات العسكرية المشتركة، وأنه إذا انطلقت منها طائرات إسرائيلية وشاركت قبرص في العدوان، ستُعتبر جزءا من الحرب. وأن صواريخ حزب الله والطائرات المُسيّرة قادرة على الوصول إليها لأنها ليست أبعد من إيلات.
رسائل واضحة
وبرأي العميد الركن المتقاعد، فمن المؤكد أن إسرائيل تدرس خطاب نصر الله بعناية الآن، ولقد ظهر بشكل مريح وصريح، ويعتقد أنه كان موجها إلى لبنان ككل، وليس إلى الفئة الحاضنة للمقاومة فقط.
ويضيف أن نصر الله أراد إيصال رسالة مفادها أن هذه الحرب "فُرضت علينا، ولا يمكننا التوقف ومنح العدو الإسرائيلي مكاسب لم يتمكن من تحقيقها بإمكانياته العسكرية، وفشل في تحقيقها حتى الآن".
وبالنسبة للرأي العام الإسرائيلي، سيكون لخطاب نصر تأثير خاص عليه، حسب جابر، خاصة بعد مُسيّرة "الهدهد" التي تركت أثرا سيئا في إسرائيل والتي صورت مشاهد على ارتفاع منخفض وبدقة عالية، مما يعزز أهمية بنك الأهداف الذي تمتلكه المقاومة.
حرب دون قيودأما المحلل السياسي قاسم قصير فيرى أن نصر الله رد في خطابه على جميع التهديدات التي وصلت لبنان لوقف الحرب على الجبهة الجنوبية. وأكد استعداد حزب الله لأي حرب قد تخوضها إسرائيل على لبنان، مشددا على أن هذه الحرب لن تكون بشكل تقليدي، وأن الحزب مستعد لها.
وفي حديثه للجزيرة نت، يشير قصير إلى أن الملفت في الخطاب أن نصر الله هدد قبرص بشكل واضح وعلني بأنها ستكون هدفا للمقاومة إذا شاركت في أي معركة ضد لبنان.
ويوضح المحلل السياسي أن الخطاب يحمل ردا على ما جاء به المبعوث الأميركي آموس هوكستاين، وكانت الرسالة واضحة أنه "إذا كان الهدف هو وقف الحرب على جبهة الجنوب أو في اليمن أو العراق، فالحل الوحيد هو وقف الحرب على غزة".
وبرأيه، فقد كشف نصر الله الكثير عن قدرات المقاومة في مواجهة إسرائيل واستعدادها للحرب التي ستكون دون قيود أو حدود. وللمرة الأولى، استخدم نصر الله تعبيرا يشير إلى أن الحرب ستكون برا وبحرا وجوا.
ووصف هذا الخطاب بأنه ردعي وتصعيدي ومدعوم بمعلومات دقيقة عن قدرات المقاومة، ومعزز بما حققته المقاومة من رصد عبر مسيّرة "الهدهد".
ويلخص قصير الخطاب بأنه يحمل رسالة واضحة وحاسمة لإسرائيل، حيث يأخذ حزب الله تهديداتها بجدية ويشير إلى أن احتمال التوسع في الحرب أمر وارد، وأنه على تل أبيب أن تدرك جاهزية المقاومة وقدرتها على التصدي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات نصر الله حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
خطاب استثنائي للسيد القائد.. التحذير من مخطط بعثرة الأمة والأطماع الأمريكية الصهيونية في المنطقة
يمانيون/ تقارير
قدّم السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- مساء الخميس الماضي خطاباً تاريخياً، توعوياً، استثنائياً، حول المخاطر المحدقة بالأمة، والأطماع الأمريكية الصهيونية بالمنطقة.
وتطرق السيد في خطابه للكثير من العناوين المهمة وما يدور في منطقتنا من أحداث تستوجب الإصغاء لما يقدمه من تنبيهات، ورسائل، ونصائح، ومخاطر، مقدماً الحلول الناجعة لها، وكيف يمكن المواجهة والانتصار على كل التحديات والمخاطر، سواء في فلسطين المحتلة، أو سوريا، ولبنان، وبقية المنطقة.
يؤكد -حفظه الله- أن العدو الرئيس للأمة هي أمريكا، وهي التي تتحكم بأذرعها في المنطقة، وتقدم لها الدعم والمساندة، وعلى رأسها العدو الإسرائيلي، معطياً مثالاً على ذلك، ما يحدث في قطاع غزة، فالعدوان المتواصل على المدنيين في القطاع لأكثر من 440 يوماً يتم بالشراكة الأمريكية، حيث يستهدف العدو الإسرائيلي سكان القطاع بالقنابل والصواريخ الأمريكية المدمرة والحارقة، ويتم القاؤها حتى على مخيمات النازحين.
لذلك، فإن كل ما يحدث في قطاع غزة من تجويع، وقتل، وإبادة، وتهجير، وقصف للمستشفيات، وظلم لا يطاق، من أبرزه منع نقل جثامين الشهداء ودفنها، وتعمد جيش الاحتلال على إبقائها في الشوارع لتنهشها الكلاب، فإن الولايات المتحدة الأمريكية شريكة في ذلك؛ كونها الداعم الأول، والأبرز للعدو الإسرائيلي، والمشجع له على ارتكاب كل هذه الجرائم.
وإذا كان هذا الحال في قطاع غزة، فإن ما يحدث في لبنان يمضي في هذا السياق، فالعدو الإسرائيلي ينكث بعهده ووعده والتزاماته، وهو عدوٌ غدار، مخادع -كما يقول السيد القائد- فالأجواء اللبنانية لا تزال مستباحة، وجيش الاحتلال يحتل مناطق لم يدخلها من قبل، واللجنة المشرفة على الاتفاق تتعامل بتدليل مع العدو الإسرائيلي، فهو ابنهم غير الشرعي المدلل، يدللونه على حساب ما يرتكبه من جرائم بحق العرب، وبحق شعوب هذه المنطقة، والكلام للسيد القائد.
وجهان لعملة واحدةويكتمل التناغم والانسجام بين الأمريكي والإسرائيلي من خلال التطورات والأحداث الأخيرة في سوريا، فالعدو الإسرائيلي يعمل وفق مسارين:
الأول: احتلال أجزاء واسعة من سوريا.
الثاني: استكمال تدمير القدرات العسكرية لسوريا.
ويرى السيد القائد أن العدو الإسرائيلي مستمر في قضم الأراضي السورية، ويتوغل باتجاه السويداء، ويسعى لربطها بمناطق البادية السورية الواقعة تحت الاحتلال الأمريكي والسيطرة الأمريكية، موضحاً أن التحرك الإسرائيلي بهذه الطريقة يأتي في محاولة تنفيذ مخططه “ممر داود” وهو يهدف إلى التوغل الذي يصله بالأمريكي في المناطق التي يحتلها الأمريكي ويسيطر عليها في سوريا في المناطق الكردية، وصولاً إلى نهر الفرات، وهذا ما يحلم به الإسرائيلي ويأمله، ويسعى إلى تحقيقه، ويرى الفرصة متاحة أمامه لتحقيق ذلك، فهو يسعى للاتصال إلى الامتداد الأمريكي الممتد إلى الفرات، في ما يسميه العدو الإسرائيلي بـ”ممر داوود” كما يقول السيد القائد.
ولهذا، فإن العربدة الإسرائيلية في سوريا، والسيطرة على مواقع استراتيجية كجبل الشيخ، واستباحة سوريا براً وبحراً وجواً، وتدمير القدرات العسكرية للجيش السوري، يضع تساؤلات عدة من أبرزها: ما الذي يشجع العدو الإسرائيلي على ما يفعله من جرائم في فلسطين وسوريا ولبنان؟
يؤكد السيد القائد هنا أن الأمريكي له دور أساسي في كل ما يفعله الإسرائيلي، لأنه شريكٌ معه، وكلاهما وجهان لعملةٍ واحدة، هي الصهيونية، وكلاهما يؤمن ويعتقد بالصهيونية، لافتاً إلى أن كل هذه الاعتداءات بكل ما فيها من وقاحة واستباحة واضحة، ولا تستند إلى أي مبرر إطلاقاً، فإن الأمريكيين والغربيين يسمونها “دفاعاً عن النفس”.
ويفند السيد القائد هذه الادعاءات الماكرة، مؤكداً أن ما يحدث في منطقتنا هي اعتداءات، واحتلال، وقتل لشعوب أمتنا، ونهب لثرواتها، ومقدراتها، وإذلال لها، وامتهان للكرامات، متسائلاً: إذا كان من يمارسه ويقوم به هو الإسرائيلي أو الأمريكي يُسمَّى دفاعاً عن النفس؛ فماذا عن التحرك الفعلي والمشروع لشعوبنا المظلومة والمستباحة والمعتدى عليها؟
تغيير ملامح المنطقة
وللتأكيد على واحدية المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة، يتطرق السيد القائد إلى نقطتين مهمتين في خطابه:
النقطة الأولى: تدمير الأمة من الداخل عن طريق حرف بوصلة العداء عن العدو الحقيقي للأمة، حيث يعمل العدوّان الأمريكي والإسرائيلي على حظر أي نشاط لتعبئة الأمة وتوعيتها عن العدو الإسرائيلي وخطورته، بما فيها أبسط الأشياء مثل مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، إضافة إلى الضياع والتيه الذين يعيشهما كثير من الناشطين والإعلاميين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومناصرة بعض القنوات الفضائية للعدو الإسرائيلي، والعمل لصالح أمريكا، وتغييب القضايا الكبرى للأمة.
النقطة الثانية: تغيير الشرق الأوسط الجديد: يؤكد السيد القائد أن هذا المشروع هو صهيوني بحد ذاته، وهو مشروع تدميري، كارثي على أمتنا الإسلامية، ولا يجوز التغاضي عنه أو تجاهله، لافتاً إلى أن العدو بات يتحدث عنه بكل جرأة ووقاحة، والمؤسف أن تنفيذ جزء كبير من المشروع في الخطة الإسرائيلية الأمريكية موكول إلى أنظمة وجماعات وكيانات، ويتحمَّل الوكلاء أعباءه الكبرى في التمويل، وفي التكاليف المالية.
ويهدف المشروع الصهيوني -وفقاً للسيد القائد- إلى توسيع الاحتلال المباشر للعدو الإسرائيلي على الأرض العربية، وفق الخريطة الإسرائيلية المرسومة، بعنوان [إسرائيل الكبرى]، كما يسعى إلى تدمير البلدان العربية، وتفكيكها إلى كيانات صغيرة مبعثرة، متناحرة على الدوام، تحت عناوين طائفية، وقومية، ومناطقية، وسياسية، وفي محيطها ومسيطِرٌ عليها العدو الإسرائيلي في كيانٍ كبيرٍ محتل لرقعة واسعة من هذه البلدان.
ويوضح السيد القائد أن المشهد الأخير للمشروع الإسرائيلي الأمريكي الصهيوني، هو أن تكون منطقتنا العربية مستباحة بأكملها للإسرائيلي، مستباحة في أرضها وعرضها، بحيث يسيطر الثنائي الشيطاني (أمريكا، إسرائيل) على ثروات المنطقة، ومياهها العذبة، ونهب أحسن الأشياء فيها، ثم تتحول هذه الأمة إلى أمة مبعثرة، وإلى دويلات وكيانات صغيرة؛ أمَّا العدو الإسرائيلي فيكون هو الكيان الأكبر، المحتل الغاصب، وتتحول كل المنطقة -في نهاية المطاف- بكل مميزاتها، وبما فيها، إلى موقع سيطرة أمريكية إسرائيلية بالدرجة الأولى؛ لأن الإسرائيلي يراد له أن يكون الوكيل الأمريكي الحصري في هذه المنطقة.
ولتحقيق هذه الأطماع يسعى الأمريكيون والإسرائيليون إلى التهيئة -كما يقول السيد القائد- من خلال نشر الفتن، والصراعات، وتزييف الوعي، وتغيير المناهج، ثم الدخول في جولة أخرى للتوسع أكثر، ثم استنزاف للأمة من جديد، وإغراقها في أزمات، وحروب، وصراعات، وتدجين للأمة أكثر وأكثر؛ لتكون أمةً مستباحة، كالدجاج والغنم.
الجهاد في سبيل الله هو الحلوأمام هذا الواقع المخيف، والأطماع الكبرى للعدوين الأمريكي والإسرائيلي في منطقتنا، وبعد أن قدم السيد القائد تشخيصاً للأحداث، وتقييماً لها، يقدم الحل الأنجع لمواجهة هذه المخططات، مستنداً إلى رؤية قرآنية أصيلة.
يؤكد السيد القائد أن “الموقف الذي فيه العزة، الكرامة، الحُرِّيَّة، الشرف، النجاة من الذل والاستعباد والهوان، هو الجهاد في سبيل الله تعالى، والمواجهة للعدو، والتحرك وفق تعليمات الله، والاهتداء بهدي الله تعالى”.
ويشير إلى أن التحرك في سبيل الله، والجهاد في سبيل الله ضد المشروع الصهيوني، والعدو اليهودي، وللتصدي للأمريكي والإسرائيلي، هو ما يمثل حالياً -في الأساس- العائق الفعلي للعدو الإسرائيلي وللأمريكي عن اكتساح المنطقة بكل سهولة.
ويدعو السيد القائد إلى ضرورة الجهاد، والتحرك في الاتجاه الصحيح، كما هو حال النموذج الراقي في غزة، ولبنان، واليمن، وهذا الذي سيعيق المخططات الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة ويفشلها.