سبق ان اتهم نجل خامنئي بـالتدخل بالانتخابات.. سياسي إيراني بارز يدعم بزشكيان للرئاسة
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
بغداد اليوم - ترجمة
اعلن مهدي كروبي، أحد السياسيين المحتجين والموضوع تحت الاقامة الجبرية في ايران منذ عام 2009، دعمه للمرشح الاصلاحي مسعود بزشكيان الى رئاسة الجمهورية الايرانية في الولاية الـ14 للانتخابات الرئاسية الايرانية.
موقف كروبي، نقله ابنه حسين كروبي، لموقع إنصاف نيوز الإخباري، وترجمته "بغداد اليوم"، قائلا إن رسالة والده هي أن التصويت للمرشح بزشكيان "ضروري لتحقيق ثلاثة أهداف أساسية لإنقاذ البلاد"، واصفاً هذه الأهداف الثلاثة بأنها "تمرير العقوبات"، و"تصحيح حقوق الأمة"، و"محاربة الفساد".
وفي نص نقله حسين كروبي عن كلام والده، يقال عن الانتخابات المقبلة إن “مافيا سياسية واقتصادية تريد تحويل الجمهورية الإسلامية إلى حكومة عسكرية تخلط بين المصالح المالية والمصالح السياسية من خلال توليها منصب الرئاسة".
وفي انتقاد لوجود العسكريين في السياسة، قال مهدي كروبي إن "الحياة الطبيعية" في إيران أصبحت محدودة بسبب تدخل الحكومة في أمور مثل خصوصية المواطنين في أنماط حياتهم وحجابهم، وأجبرت الشباب على الهجرة.
وبعد الانتخابات الرئاسية عام 2009، احتج مهدي كروبي على إعلان فوز الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية، وبعد أشهر من احتجاجات الشوارع للحركة الخضراء، تم وضعه أخيرًا تحت الإقامة الجبرية.
وترشح كروبي للانتخابات الرئاسية لأول مرة عام 2005، وكان أكبر هاشمي رفسنجاني ومصطفى معين ومحسن مهر زاده ثلاثة مرشحين آخرين دعمهم الإصلاحيون في تلك الانتخابات. وأخيراً، فاز محمود أحمدي نجاد بأصوات أكثر من أكبر هاشمي رفسنجاني في الجولة الثانية من الانتخابات وأصبح رئيساً.
وفي تلك الانتخابات، نشر مهدي كروبي رسالة مفتوحة لأول مرة يتهم فيها مجتبى خامنئي، نجل زعيم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بالتدخل في الانتخابات.
كما انتقد حسين كروبي الخلافات الداخلية للإصلاحيين وقال إنه "لولا العداء والغيرة لدى بعض الإصلاحيين في عام 2005، لكان مهدي كروبي هو الرئيس ولم تكن كارثة محمود أحمدي نجاد قد وقعت على الأمة، ولم تكن القضية النووية الإيرانية لتنتقل إلى مجلس الأمن ولم يتم تشكيل العقوبات".
وقال حسين كروبي عن والده: "لقد أكد الأمل والإصلاح والنضال القانوني في كل سنوات الحصار غير القانوني، وحتى في عام 2021 حاول منع الانتخابات المحددة سلفا لرئيس الحكومة وصوت للمرشح ضد له. "
وكان السيد كروبي قد أيد ترشيح عبد الناصر همتي في الانتخابات الرئاسية السابقة.
وستجرى الانتخابات الرئاسية الإيرانية يوم الجمعة 28 من يونيو/حزيران الجاري وقبل عام من الموعد المقرر السابق بسبب وفاة إبراهيم رئيسي، الرئيس الثامن لإيران، في حادث تحطم طائرة هليكوبتر.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
مفكر فرنسي إيراني: الإذلال محرك التاريخ والمقاومة طريق التحرر الوحيد
وتجسدت هذه المعاناة المبكرة في تجربة بادي، المولود عام 1954 لأب إيراني وأم فرنسية، الذي واجه صعوبات جمة خلال مراحل نموه الأولى بسبب عدم تقبل المجتمع لهويته المزدوجة.
وعبر الباحث عن شعوره بالاختلاف الجذري عن أقرانه الذين ينتمون لهوية واحدة واضحة، بينما كان يعيش تجربة كونه فرنسيا 100% وفارسيا 100% في الوقت ذاته.
وفي هذا السياق، تناولت حلقة من برنامج "المقابلة" معاناة والد بادي الذي هاجر من إيران عام 1928 لدراسة الطب، ثم شارك في المقاومة الفرنسية ضد النازية وحصل على وسام جوقة الشرف.
ورغم تضحياته الجسيمة، واجه الوالد صدمة قاسية عندما طُلب منه العودة إلى بلده يوم التحرير رغم حصوله على الوسام، مما ترك جرحا عميقا في نفسه انعكس على تجربة الابن اللاحقة.
ومع ذلك، شكلت هذه التجربة القاسية نقطة انطلاق نحو التحول الإيجابي، حيث أوضح بادي كيف تغيرت نظرته للأمور بفعل حدثين مفصليين في حياته، حيث شكلت أحداث مايو/أيار 1968 في فرنسا نقطة تحول أساسية أدرك من خلالها انتماءه للعالم قبل انتمائه لبلد معين.
فهم الثقافة الفارسية
وبالتوازي مع ذلك، ساهم التحاقه بالتعليم العالي في فهمه أن الشخصية تُبنى يوما بعد يوم وليس بالوراثة أو الانتماء المحدد مسبقا.
واستطاع بادي الاستفادة من تجربة والده في فهم عمق الثقافة الفارسية، حيث كان الوالد يلقي عليه كل مساء شيئا من الشعر الفارسي ويطلعه على ما يسميه الحكمة الشرقية.
ومكنته هذه التجربة الثقافية المزدوجة من تطوير مقاربة علمية جديدة في دراسة العلاقات الدولية تقوم على فهم الذاتية الثقافية للشعوب بدلا من فرض رؤية واحدة عليها.
وبناء على هذا الأساس، طور الباحث نظرية مفادها أن فهم العلاقات الدولية لا يمر عبر النظريات الكبرى التقليدية، بل عبر المقاربة الذاتية التي تأخذ بعين الاعتبار الاختلاف في المسارات التاريخية للشعوب.
إعلانوأكد أن الصراع الروسي الأوكراني يحمل معنى مختلفا في فرنسا عن المعنى الذي يحمله في تشاد، وأن سكان الشرق الأوسط لا يستقبلون الصراعات بالطريقة نفسها التي يستقبلها بها الأوروبيون أو الأميركيون.
انطلاقا من هذا الفهم العميق، انتقد بادي العقل الغربي المقتنع بتفوقه لدرجة اعتباره أن السردية الغربية للأحداث تصلح لباقي العالم.
كيف يفكر الآخر؟
ودعا إلى ضرورة طرح 3 أسئلة أساسية تمثل تواضع العلم: كيف يفكر الآخر، كيف يراني هو، وكيف يعتقد أنني أراه، وأشار إلى أن الأوروبيين لا يسألون هذه الأسئلة، بل لديهم سؤال واحد فقط: كيف يجب أن يكون الآخر يشبهنا.
وفي إطار تحليله لديناميكيات الهوية المعاصرة، تطرق النقاش إلى مفهوم الهوية وتصنيفها إلى 3 مراحل: الهوية الطبيعية الضرورية لتموقع الإنسان في العالم، والهوية التحررية التي تتيح مقاومة أشكال الهيمنة المفروضة، والهوية الانغلاقية القاتلة التي تدفع للاعتقاد بالتفوق على الآخر والتي يجب محاربتها.
وتطبيقا لهذا التصنيف على الواقع المعاصر، حذر بادي من استخدام الهوية الدينية والعرقية كأدوات للهيمنة، مؤكدا ضرورة الحرية الحقيقية في الاختيار.
ودعا إلى حق المرأة الإيرانية التي تريد خلع الحجاب في ذلك، وحق المرأة الفرنسية التي تريد ارتداءه في ذلك أيضا، معتبرا هذا جوهر الحرية الحقيقية.
وعلى صعيد التطورات السياسية المعاصرة، ربط الأكاديمي بين صعود اليمين المتطرف والخوف من العولمة والآخر، مشيرا إلى أن الشعبوية تقوم على فرض الهوية وإغلاق المجتمع في وجه العالم.
وحدد الخوف من الاختلاف والعولمة واللجوء إلى انغلاق الهويات كبنية أساسية لليمين المتطرف الذي يجب مواجهته والتحرك ضده.
وخلص بادي إلى تأكيد نظريته المحورية بأن الإذلال يعد عاملا أساسيا في العلاقات الدولية، معتبرا إياه أعلى درجات الهيمنة وشكلها المطلق.
وأشار إلى أن جميع حروب المقاومة وحركات التحرر عبر التاريخ تشكل ردا منتصرا على الإذلال، مؤكدا أن القوة الاجتماعية في النهاية أقوى من القوة السياسية وأن الإنسان يبقى القيمة العليا في مواجهة كل أشكال القمع والهيمنة.
27/7/2025-|آخر تحديث: 22:24 (توقيت مكة)