المواجهة الاقتصادية بين الحكومة والمليشيات... إلى أين؟.. تقرير
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
بعد أن وصفت الجماعة الحوثية قرارات البنك المركزي اليمني الرامية إلى محاصرتها اقتصادياً بالمخطط الأميركي الغربي، وهددت باستئناف الحرب، ردت على تلك القرارات بإجراءات مصرفية مضادة، بالتزامن مع مبادرتها فتح الطرق المغلقة منذ سنوات، وهي الخطوة التي يتوقع مراقبون أنها محاولة للالتفاف على الحصار الاقتصادي الحكومي.
وبينما كان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي يتهم الولايات المتحدة بالسعي إلى إيقاع دول المنطقة فيما سمّاه «فخ خدمة إسرائيل»، والعدوان الاقتصادي على جماعته من خلال دفع الحكومة اليمنية إلى اتخاذ إجراءات ضدها، حظرت الجماعة التعامل مع 13 بنكاً مقرها في عدن، رداً على قرار البنك المركزي حظر 6 بنوك رفضت الامتثال لأوامره بنقل مقراتها من صنعاء إلى العاصمة المؤقتة عدن
كما أعلنت الجماعة عن آليه لاستبدال مبالغ العملة القديمة التي تستخدمها في مناطق سيطرتها بعد إلغاء البنك المركزي لها، بما قالت إنه يقابلها من قيم العملة التي أقر البنك العمل بها منذ 2017، التي رفضت الجماعة دخولها أو العمل بها، وفرضت عقوبات على من يتعامل لها وفارقاً سعرياً كبيراً بينها والعملة القديمة.
لكن مبادرة الجماعة الحوثية بفتح الطرقات تعد هي الخطوة الأكثر فاعلية لخلط الأوراق والخروج من مأزق الحصار الاقتصادي الذي فرض عليها، بحسب حديث الباحث الاقتصادي محمد قحطان لـ«الشرق الأوسط»، الذي يرى أن السلع التموينية ستتدفق بيسر وسهولة وتكلفة أقل إلى جانب تيسير حركة الناس إلى المناطق المحررة، ما سيصاحبه تأمين مصادر دخل للجماعة.
ومن مؤشرات ذلك وفقاً للأكاديمي قحطان، أنه وفي أول يوم فتحت فيه طريق مأرب البيضاء، تدفق المغتربون القادمون من السعودية بأعداد كبيرة إلى مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، كونها الأكثر كثافة سكانية والأوسع في الأنشطة الاقتصادية، ما يعني رفد أسواقها بعملات أجنبية، وتنشيط الحركة التجارية، ما سيؤدي إلى تعويض ما يمكن أن تفقده الجماعة من دخل بسبب قرارات البنك المركزي بعدن.
وسيتيح ذلك للجماعة الاستفادة من تبادل العملة الورقية الجديدة في مناطق سيطرة الجماعة، ومقايضتها بالعملة القديمة عند التبادل، بمقابل 3.25 ريال يمني من العملة الجديدة لكل ريال من العملة القديمة، بحسب إعلان الجماعة، ما قد يسهم في إضعاف قرارات البنك المركزي، التي يتطلب نجاحها في إنهاء الانقسام المصرفي، توحيد سعر صرف العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، وإحداث قدر من التعافي لقيمتها الشرائية.
دعم البنك المركزي
وبادر الحوثيون خلال الأسبوعين الأخيرين إلى فتح عدد من الطرق التي أُغلقت خلال السنوات الماضية بفعل الحرب وتوسع الجماعة، التي بدأت بفتح طريق البيضاء - مأرب، (جنوب شرقي صنعاء)، قبل أن تفتح طريق الحوبان في محافظة تعز (جنوب غرب)، بعد 9 سنوات من الحصار، في حين يتوقع فتح عدد آخر من الطرق في مختلف مناطق التماس.
ويستبعد الباحث الاقتصادي رشيد الآنسي أن تذهب الجماعة الحوثية إلى التصعيد العسكري للرد على قرارات البنك المركزي والإجراءات الحكومية لمحاصرتها اقتصادياً، لكونها أصبحت في موقف ضعيف سياسياً وتفاوضياً، وتفتقر القدرة على تحريك ميليشياتها على الأرض، خصوصاً مع تغير الموقف الدولي منها بعد هجماتها في البحر الأحمر.
وأكد الآنسي لـ«الشرق الأوسط» أن البنك المركزي اليمني لا يزال يملك القدرة على اتخاذ كثير من الإجراءات والقرارات التي ستزيد من حصار الجماعة الحوثية، وبالذات مع استجابة كثير من الجهات الإقليمية والدولية لقراراته، وإيقاف التعامل مع الجماعة الحوثية والمؤسسات المالية والمصرفية في مناطق سيطرتها، وبدء نقل الحوالات المالية إلى مناطق سيطرة الحكومة.
ودعا الباحث اليمني إلى ضبط العمليات المصرفية في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية وتنظيمها واتخاذ إجراءات حازمة لمنع التلاعب بأسعار العملات الأجنبية، متوقعاً أن تظهر آثار قرارات البنك المركزي والإجراءات الحكومية خلال فترة ليست بالقصيرة، ومطالباً بتضافر الجهود لدعم البنك المركزي وتمكين قراراته من النفاذ.
سلاح الأوراق النقدية
وتستخدم الجماعة الحوثية النقاط الجمركية التي استحدثتها على مداخل ومنافذ مناطق سيطرتها، بوصفها مراكز لاستبدال وتغيير العملة في مسعى للحصول على أوراق العملة التي تم إلغاؤها وسحبها من مناطق سيطرة الحكومة إلى مناطق سيطرتها قبل انقضاء المهلة التي أقرها البنك لإنهاء العمل بها.
ويرى الباحث الاقتصادي اليمني عبد القادر المقطري، أن الجماعة الحوثية لن تترك الأمور تفلت من يدها بسهولة، ولن تسمح بسلبها أحد مصادر قوتها ونفوذها، حتى وإن اضطرت لتقديم بعض التنازلات، نافياً أن يكون تغير الموقف الدولي تجاهها قد بلغ مرحلة اللاعودة.
ونوه المقطري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الجماعة الحوثية تمتلك القدرة على اتخاذ قرارات وإجراءات سريعة تمكنها من أخذ زمام المبادرة أو الرد على القرارات والإجراءات التي يتخذها خصومها، الذين يعانون من البطء بسبب التحفظات والمواقف التي يضعونها في الاعتبار قبل اتخاذ المواقف والإجراءات، إلى جانب التفاهمات مع أطراف مختلفة.
بدوره يتوقع الباحث الاقتصادي عبد الواحد العوبلي أن سحب أوراق العملة القديمة التي تم إلغاؤها يفقد الجماعة الحوثية أهم أسلحتها المالية، لكونها ستخسر بفقدان تلك الأوراق القدرة على تحديد أسعار مختلف العملات، واستقطاع مبالغ كبيرة من الحوالات الواردة إلى مناطق سيطرتها من خلال الأسعار التي تفرضها، وهو ما سيعني استماتتها للحفاظ على تلك الأوراق من مصادرة البنك المركزي لها.
ويوضح العوبلي لـ«الشرق الأوسط» أن تأخر القرارات الحكومية يضعف إمكانية تنفيذها ويقلل من جدواها، لكن الأوان لم يفت بعد، وبالصبر وعلى مدى طويل، وبتعاون ودعم مختلف الجهات والقوى والأطراف المحلية والإقليمية والدولية، يمكن لتلك القرارات أن تشكل فارقاً في مواجهة الجماعة الحوثية اقتصادياً.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: قرارات البنک المرکزی الباحث الاقتصادی الجماعة الحوثیة لـ الشرق الأوسط العملة القدیمة مناطق سیطرتها مناطق سیطرة القدرة على إلى مناطق فی مناطق
إقرأ أيضاً:
أخر تحديث لسعر الدولار في البنك المركزي اليوم 8-2-2025
سجل متوسط سعر الدولار أمام الجنيه وفقا لما اعلنه البنك المركزي المصري نحو 50.24 جنيها للشراء و 50.34 جنيها للبيع، مع مستهل تعاملات اليوم السبت الموافق 8-2-2025، بالتوازي مع عطلة الجهاز المصرفي منذ مساء الخميس الماضي .
وقبل أيام صعد سعر الدولار أمام الجنيه في نهاية تعاملات الخميس الماضي مقدار 4 قروش مقارنة بما كان عليه منذ مطلع الأسبوع الجاري وذلك بمختلف البنوك العاملة داخل السوق المصرية.
سعر الدولار أمام الجنيه اليوم الجمعة 7 فبراير 2025آخر تحديث لأعلى سعر دولار اليوم 7-2-2025آخر تحديث لأقل سعر دولار اليوم 7-2-2025أقل سعرسجل أقل سعر دولار مقابل الجنيه نحو 50.22 جنيها للشراء و 50.32 جنيها للبيع، داخل بنكا “ كريدي أجريكول، أبوظبي التجاري”
ثاني أقل سعروصل ثاني أقل سعر دولار أمام الجنيه نحو 50.23 جنيها للشراء و 50.33 جنيها للبيع في ميد بنك والبركة الإسلامي
وسجل ثالث أقل سعر دولار امام الجنيه نحو 50.24 جنيها للشراء و 50.34 جنيها للبيع في بنك HSBC.
متوسط السعروبلغ سعر الدولار في معظم البنوك نحو 50.25 جنيها للشراء و50.35 جنيها للبيع “العقاري المصري العربي، الكويت الوطني، أبوظبي الأول، الأهلي المتحد، القاهرة،مصر، الأهلي المصري، الكويت الوطني، المصرف العربي الدولي، سايب، الأهلي الكويتي، التعمير والاسكان، العقاري المصري العربي، فيصل الإسلامي”
ووصل سعر الدولار نحو 50.26 جنيها للشراء و50.36 جنيها للبيع في بنوك " الإمارات دبي الوطني، المصري لتنمية الصادرات، المصرف المتحد، الزراعي المصري، قناة السويس".
وبلغ سعر الدولار مقابل الجنيه نحو 50.27 جنيها للشراء و 50.37 جنيها للبيع في البنك المصري الخليجي
أعلي سعرووصل أعلي سعر دولار مقابل الجنيه نحو 50.28 جنيها للشراء و 50.38 جنيها للبيع في بنوك " التنمية الصناعية، نكست،مصرف أبوظبي الإسلامي".
حجم الودائعصعدت الودائع الحكومية بنهاية سبتمبر الماضي إلى 2.84 تريليون جنيه مقابل 2.73 تريليون جنيه في أغسطس السابق له ومقارنة بنحو 2.71 تريليون حنيه في يوليو من نفس العام.
كشف أحدث تقرير صادر عن البنك المركزي المصري عن وصول جملة ودائع البنوك في الربع الثالث من العام الميلادي المنصرم مسجلا نحو 12.9 تريليون جنيه مقابل نحو 12.53 تريليون جنيه في أغسطس 2024 ومقارنة بنحو 12.91 تريليون جنيه في يوليو 2024.
وقال التقرير إن ودائع الحكومة بالعملة المحلية بلغت 2.33 تريليون جنيه في سبتمبر الماضي مقابل 2.22 تريليون جنيه في أغسطس من نفس العام ومقارنة بنحو 2.19 تريليون جنيه في يوليو 2024.
وبلغت الودائع الحكومية بالعملة الأجنبية نحو 503.46 مليار جنيه في سبتمبر 2024 مقابل 507.95 مليار جنيه في أغسطس 2024 ومقارنة بنحو 523.4 مليار جنيه في يوليو الماضي.
وبلغت الودائع غير الحكومية 10.052 تريليون جنيه في سبتمبر السابق مقابل 9.801 تريليون جنيه في أغسطس السابق ومقارنة بنحو 9.87 تريليون جنيه في يوليو 2024.
وسجلت الودائع غير الحكومية بالعملة المحلية نحو 7.3 تريليون جنيه سبتمبر السابق مقابل 7.1 تريليون جنيه في أغسطس الماضي ومقارنة بـ7 تريليونات جنيه في يوليو 2024.
دعم القطاعات البتروليةيوجه البنك المركزي المصري الجهاز المصرفي بالعمل علي تنفيذ تكليفات القيادة السياسية المتعلقة بتيسير تدبير الاعتمادات المالية المصدرين لدعم الصادرات المصرية وبما ينعكس علي تقليل الضغط علي العملة الأجنبية " الدولار" وتعزيز مكانة الجنيه المصري .
وقال مسئول بأحد البنوك العربية في تصريحات خاصة لصدي البلد علي هامش عرض نتائج أعمال العام الماضي، أن قوام عمل الجهاز المصرفي والذي يعتبر مصرفه جزءا رئيسيا منه، يعتمد علي تدبير العملة الأجنبية ودعم القطاعات الاقتصادية التي تدر موارد العملة الصعبة بما في ذلك القطاع السياحي و الصادرات باعتباره توجها حكوميا وتكليفا من القيادة السياسية .
دعم الصادرات وفقا لتوجيهات القيادة السياسيةتعتمد هذه المخططات وفقا للمسئول، علي تحقيق الاستقرار في سعر الصرف وهو ما ينعكس علي دعم الصادرات المصرية،موضحا أن قروض القطاع الصناعي لدى بنكه تتجاوز نصف محفظة التمويل .
وعلق المسئول علي توجهات لجنة السياسات النقدية خلال الاجتماع الأول والمقرر عقده خلال الأيام القلائل المقبلة، مؤكدا أن القرار متروك لتقديرات البنك المركزي المصري في ظل عدم وضوح التوقعات أو القرارات نظرا للظروف الجيوسياسية، لكن الثابت هو العمل على كبح جماح التضخم باعتباره أبرز مستهدفات " المركزي المصري".
وأشار إلي أنه لا يمكن الإنكار بوجود توجهات وتصريحات لدي البنك المركزي بوجود مستهدفون لتخفيض الفائدة دون أن يتم تحديد مقدارها خلال العام الجاري.
وأكد المسئول أن مؤشرات العام الماضي شهدت تحقيق أرباح 26.3 مليار جنيه بنمو نسبته 153% عن العام قبل الماضي و 132% بعد تحييد سعر الصرف الأجنبي.
دعم الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامةوصعد صافي محفظة القروض لنحو 142 مليار جنيه بنمو 164% عن العام 2023، لترتفع نسبة القروض الي الودائع مقدار 55% وهي تساعد في تحسين معدلات كفاءة وتنمية مصادر الدخل .