بيروت -الوكالات

قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله اليوم الأربعاء إن إسرائيل تخفي خسائرها في جبهة الشمال، مؤكدا أنها لا تريد أن تحوّل هذه الجبهة إلى جبهة ضاغطة على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وأضاف -خلال كلمة متلفزة- "العدو (الإسرائيلي) يخبئ خسائره في جبهة الشمال كي لا يتعرض لمزيد من الضغوط، وهناك 42 مستوطنة تم إخلاؤها بشكل كامل.

. كما تم إخلاء الكثير من المواقع العسكرية".

وأردف "وزارة دفاع العدو تقول إن هناك 8663 معاقا من الضباط والجنود، ونحن نسأل عما قد يكون عدد الجرحى لديهم".

وأكد نصر الله أن "جبهة الإسناد تواصل عملياتها وتلحق الخسائر بالعدو وتقدم التضحيات.. جبهتنا في جنوب لبنان عطلت الحياة الاقتصادية في شمال إسرائيل".

وأضاف "حتى لو لم تكن لدينا نية حرب فإن العدو يخاف ويظل يعزز قواته في الشمال، وهذا يؤثر على جبهة غزة"، مشيرا إلى أن "الضغط الكبير" من هذه الجبهة وباقي الجبهات "يؤثر على جبهة التفاوض بشأن نتيجة الحرب".

كما قال إن "هناك خوفا لدى العدو من دخول المقاومة إلى الجليل، وهذا الأمر الذي يبقى مطروحا في حال تطور المواجهة".

وتعليقا على الصور الجوية التي نشرها الحزب أمس الثلاثاء لمواقع إسرائيلية حساسة بمنطقة حيفا، قال نصر الله إن "المقاومة حصلت على معلومات جديدة ودقيقة عن مواقع العدو على الحدود".  وأضاف "لدينا كم كبير جدا من المعلومات وما نشرناه أمس جزء بسيط من ساعات طويلة تم تصويرها في حيفا".  كما علق على العمليات التي تشنها جماعة أنصار الله (الحوثيين) ضد السفن الأميركية والبريطانية أو المرتبطة بإسرائيل، قائلا "فشل هائل لأهم أسطولين في العالم (الأميركي والبريطاني) أمام هجمات أنصار الله في اليمن ضد السفن المتجهة للعدو".

وبشأن قطاع غزة، قال نصر الله إنه لا توجد إجراءات في العالم مثل التي كانت على الحدود مع القطاع، وإن ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي "سبب مفاجأة كبيرة للعدو".

وأضاف أن "العدو يلهث خلف نصر كاذب لا حقيقة له ليقدمه لمجتمعه على أساس أنه انتصار في غزة".

يشار إلى أن كلمة الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله تأتي بعد يوم واحد فقط من نشر الحزب صورا جوية قال إن إحدى طائراته المسيّرة التقطتها لمواقع عسكرية ومدنية واقتصادية في شمال إسرائيل، دون أن تتمكن الدفاعات الإسرائيلية من رصد الطائرة أو التعامل معها.

كما تأتي بعد نحو 8 شهور من القصف والتصعيد الميداني المتواصل بين الحزب وفصائل فلسطينية بلبنان من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة ثانية، في إطار تضامن الحزب وباقي الفصائل مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة خلفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم نساء وأطفال، ومجاعة وأزمة صحية وإنسانية غير مسبوقة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: نصر الله

إقرأ أيضاً:

إسرائيل بين غزة وجنوبي لبنان

أن تقرر إسرائيل بعد أحد عشر شهرا من عملية "طوفان الأقصى" رفع مستوى الحرب ضد "حزب الله" بشكل عنيف جدا، فهذا يعني أن ثمة قرار إسرائيلي اتخذ للتركيز على الجبهة الشمالية، بعدما حققت إسرائيل جزءا كبيرا من أهدافها في غزة، إن كان على مستوى البنى التحتية المدنية، أو على مستوى البشر، أو على مستوى قدرات المقاومة.

غير أن عبارة التركيز على "حزب الله" عبارة فضفاضة ولا توضح حقيقة الاستراتيجية الإسرائيلي حيال الحزب.

من المهم معرفة الفارق الرئيسي بين فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة وبين "حزب الله"، وأيضا معرفة الفارق بين جغرافية قطاع غزة وجغرافية جنوبي لبنان، ومن هذا الاختلاف تختلف المقاربة الاستراتيجية لإسرائيل بين الجنوب والشمال.

ثمة قرار دولي بمنع إسرائيل من تدمير البنى التحتية للبنان كما حدث في قطاع غزة، وبالتالي الحيلولة دون تحويل لبنان إلى ساحة حرب إقليمية، قد تؤدي إلى حرب أهلية.فيما يتعلق بقطاع غزة، لن تسمح إسرائيل بتكرار سيناريو السابع من أكتوبر الماضي، وحتى يتحقق هذا الهدف، ليس المطلوب تدمير القدرات القتالية للمقاومة الفلسطينية فحسب، بل تدمير كامل قطاع غزة، لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية:

ـ تدمير المقاومة عسكريا بما يؤدي إلى إضعافها سياسيا ما يساعد على إنشاء يوم تال لا تكون فيه "حماس" جزءا من معادلة حكم القطاع، أو على الأقل طرفا بين أطراف أخرى.

ـ إجبار العديد من سكان القطاع على مغادرته بما يخفف من الثقل الديمغرافي في القطاع.

ـ إحداث حالة رعب في قلوب حكام القطاع ومحكوميه من عدم التفكير مرة أخرى بعملية تشبه عملية "طوفان الأقصى".

ساعدت ثلاثة عوامل إسرائيل في سهولة عملياتها العسكرية إلى حد ما:

ـ الحصار الإسرائيلي المُطبق على القطاع، ما جعل إمكانية حصوله على أسلحة أكثر تطورا مسألة تكاد تكون مستحيلة.

ـ غياب عمق استراتيجي لقطاع غزة يشكل سندا خلفيا له في حالات الأزمات.

ـ طبيعة الأرض المنبسطة جغرافيا، الأمر الذي سهل عملية التوغلات العسكرية.

في جنوبي لبنان يختلف الأمر كثيرا، على مستوى الجغرافيا والخبرة والمعادلة الإقليمية ـ الدولية، ما يجعل المقاربة الاستراتيجية الإسرائيلية أو الأهداف الإسرائيلية مختلفة عما هي في قطاع غزة.

ـ طبيعة الأرض جبلية، الأمر الذي يجعل تنفيذ اجتياح عسكري بري أصعب مقارنة بقطاع غزة.

ـ وجود عمق استراتيجي لـ "حزب الله" متمثلا بطرق الإمداد العسكري واللوجستي من سوريا التي أصبح الوجود الإيراني فيها حاضرا بقوة.

ـ امتلاك عناصر الحزب خبرات قتالية ميدانية عالية امتلكوها خلال قتالهم في سورية على مدار سنوات.

ـ الوضع السكاني الإسرائيلي في الشمال، حيث المدن والقرى والبلدات شبه خالية، ما خلق عامل ضغط شعبي كبيرة على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء الحرب على الجبهة الشمالية.

هذه المعطيات جعلت الأهداف الإسرائيلية في الشمال تختلف عن الجنوب (قطاع غزة):

ـ ثمة قرار دولي بمنع إسرائيل من تدمير البنى التحتية للبنان كما حدث في قطاع غزة، وبالتالي الحيلولة دون تحويل لبنان إلى ساحة حرب إقليمية، قد تؤدي إلى حرب أهلية.

إذا ما رفض الحزب الانسحاب من جنوبي الليطاني، فسيكون أمام خيار توسيع إسرائيل للحرب، على مستوى القصف والاغتيالات وعلى صعيد العمل البري، إذ ستكون إسرائيل مضطرة للقيام باجتياح بري محدود لجعل منطقة جنوبي الليطاني منطقة آمنة، وهذا يعني وجود قوة عسكرية إسرائيلية شبه مستدامة، أي العودة إلى مرحلة ما قبل العام 2000.ـ يُختزل الهدف الإسرائيلي في جنوبي لبنان بابتعاد "حزب الله" عن جنوبي الليطاني باتجاه الشمال، وانتشار الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" في المنطقة ما بين الحدود (الخط الأزرق) وجنوب النهر التي تبلغ في الحد الأقصى 28 كيلومترا في القطاع الأوسط، و 6 كيلومترات في أقصى القطاع الشرقي.

إذا ما تحقق الهدف الثاني خلال المشاورات التي تُجرى الآن في الأوساط الدولية، فإن الحرب في الشمال قد تتوقف، غير أن المسألة معقدة، فقبول الحزب بهذا الشرط، يعني في النهاية هزيمة سياسية إلى جانب الهزيمة العسكرية القاسية، وسيكون لهذا نتائج هامة على صعيد الحزب، سواء في بيئته اللبنانية أو بيئته العربية، ذلك أن انسحابه من هذه المنطقة التي يشكل فيها الشيعة نحو 75 % من مجمل السكان سيجعل خاصرته الجنوبية رخوة.

وإذا ما رفض الحزب الانسحاب من جنوبي الليطاني، فسيكون أمام خيار توسيع إسرائيل للحرب، على مستوى القصف والاغتيالات وعلى صعيد العمل البري، إذ ستكون إسرائيل مضطرة للقيام باجتياح بري محدود لجعل منطقة جنوبي الليطاني منطقة آمنة، وهذا يعني وجود قوة عسكرية إسرائيلية شبه مستدامة، أي العودة إلى مرحلة ما قبل العام 2000.

بضرباتها العسكرية والأمنية والبشرية الموجهة للحزب، استطاعت إسرائيل قلب المعادلة في الشمال رأسا على عقب: دخل "حزب الله" المعركة لنصرة غزة ولتخفيف الضغط عليها، ولكن بسبب اعتماده قواعد الاشتباك الإسرائيلية المستخدمة في سوريا (المعركة بين الحروب)، لم يفشل الحزب في تحقيق الهدف الثاني المتمثل بتخفيف العبء على غزة فقط، بل وضع الجنوب اللبناني على حافة الحرب الحقيقية دون امتلاك مقومات هذه الحرب.

في الختام ثمة سيناريوهان:

الأول، قبول الحزب طوعا بالانسحاب من جنوبي الليطاني مع التكاليف السياسية الباهظة.

الثاني، عملية عسكرية إسرائيلية تجبره على الانسحاب، وهو ما يحظى اليوم بشبه إجماع إسرائيلي، خصوصا بعد توصية لجنة التحقيق الإسرائيلية عام 2008 (لجنة فينوغراد) بأن القصف الجوي حيال "حزب الله" غير كاف لتحقيق النتائج الاستراتيجية المرجوة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تغتال أمين عام حزب الله حسن نصر الله
  • إسرائيل بين غزة وجنوبي لبنان
  • العميد فدوي: “إسرائيل” ستتعرض لهزيمة كبيرة في الحرب البرية مع حزب الله
  • الأمم المتحدة: التصعيد المفاجئ بين إسرائيل وحزب الله يثير مخاوف من تفاقم الأزمة في لبنان
  • جبهة النضال الفلسطيني: مصر لها دور كبير في عقد المنتدى الديمقراطي
  • القحوم: جبهة الإسناد اليمنية مستمرة حتى تحقيق الانتصار وزوال إسرائيل
  • جبهات الإسناد تحافظ على إشغال العدو الصهيوني وربط المصير بإنهاء حرب الإبادة بغزة
  • أستاذ دراسات سياسية: إسرائيل تعتم على خسائرها مع حزب الله
  • لماذا تُخفي “إسرائيل” خسائر مواجهتها العسكرية مع حزب الله؟
  • باحث سياسي: إسرائيل تريد تحويل لبنان إلى غزة جديدة|فيديو