فورين بوليسي: حملة الصين على الإسلام تزحف نحو الأطفال
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا عن اضطهاد المسلمين في الصين، وتناولت انتشار التقنيات التي تم صقلها في إقليم شينجيانغ شمال غرب البلاد وتطبيقها ضد أطفال المسلمين بمناطق أخرى.
ويقول كاتب المقال رسلان يوسوبوف، زميل ما بعد الدكتوراة في جمعية العلوم الإنسانية بجامعة كورنيل الأميركية، إن المسلمين في مدينة يوشي التي يقطنها مسلمون من قومية "هوي" بإقليم يونان -الذي تهيمن عليه أغلبية من قومية الهان الصينية- كانوا قد استيقظوا في 15 مارس/آذار الماضي، الموافق الثالث من شهر رمضان المبارك هذا العام على رسالة غير عادية متداولة على تطبيق "ويشات".
تحمل الرسالة "إشعارا عاما وعاجلا" من مكتب الشؤون العرقية والدينية في الأقاليم يجيز مراقبة الصيام بين تلاميذ المدارس.
وذكر الإشعار أن "لجنة الحزب والحكومات ومكاتب التعليم والرياضة على جميع المستويات يجب أن تحقق في مشاركة القاصرين في الصيام والأنشطة الدينية الأخرى".
كما يطلب مكتب الشؤون العرقية من هذه الأجهزة "الالتزام بشكل شامل بمبدأ الفصل بين التعليم والدين، وتعزيز تعليم وتوجيه المعلمين والطلاب وأغلبية الشباب".
وأشار كاتب المقال إلى أن الهوي ينحدرون جزئيا من التجار العرب والفارسيين زمن طريق الحرير، ويتحدثون لغة الماندرين الصينية ولا يمكن تمييزهم عنصريا عن غالبية الهان.
تذويب ثقافيورغم هذا التاريخ الطويل من الاندماج، فإنهم يجدون أنفسهم اليوم في بؤرة حملة شاملة بدأت في أعقاب منتدى الحزب الشيوعي الصيني حول العمل الديني في أبريل/نيسان 2016، حيث أمر الرئيس شي جين بينغ الجماعات الدينية بـ"الالتزام بقيادة الحزب ودمج مذاهبهم مع الثقافة الصينية".
وأوضح الكاتب أن حلم الرئيس الصيني المميز يركز بشكل متزايد على استيعاب جميع الأقليات العرقية في نواة واحدة، كما حددتها ثقافة قومية الهان الصينية.
هدم مآذن المساجد
وحتى الآن تركزت الحملة على إزالة لافتات الطعام الحلال المكتوبة بالعربية وتعديل "العمارة الأجنبية" للمساجد، وهي إجراءات تم تبريرها على أنها تمنع انتشار ما يسمى اتجاهات "السعودة والتعريب" بين مسلمي الهوي، وفي هذا الإطار تم هدم رؤوس غالبية المساجد من قباب ومآذن.
وأطفال الهوي الآن أحدث هدف للجهود الرسمية لفصل أطفال الأقليات عن عقيدة والديهم وثقافتهم.
وتقتضي الخطة الجديدة -التي وسعت أيضا الحظر المفروض على الحجاب للتلميذات- منع أي ذِكر للإسلام في المدارس.
تقييد كتابة الأطفالونسب الكاتب إلى أحد مدرسي اللغة الصينية المحليين بمناطق الهوي قوله "كان من المعتاد أن يكتب الطلاب مقالات عن مسقط رأسهم، ويصفونه بأنه مكان به مسجد جميل، وصوت الأذان، وكان شهر رمضان احتفاليا، لكن هذه الأوصاف أصبحت إشكالية للغاية الآن".
وأضاف "كلمة مسجد أصبحت حساسة جدا. وبدلا من ذلك، يُطلب من التلاميذ الآن الكتابة عن كيفية تنظيم الحكومة للعديد من الأنشطة المثيرة للاهتمام، وكيف تصبح الحياة أفضل، وكيف تصبح الشوارع أوسع. يجب أن تنقل المقالات الروح الوطنية".
في مناطق الهوي، أصبحت مراقبة الإسلام بين الأطفال منتشرة، إذ يُمنعون من المشاركة في الخلوات والأنشطة الدينية، ولم يعد يسمح للمدارس الدينية بتنظيمها. ويتم إحضار معلمي الهان إلى المدارس الدينية كوسيلة لعلمنة المناهج الإسلامية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تجمع العلماء المسلمين: توسيع العدو لانتهاكاته سيجبر المقاومة على التدخل
أشار "تجمع العلماء المسلمين" في بيان اثر الاجتماع الدوري لهيئته الادارية، الى أن "العدو الصهيوني يواصل اعتداءاته على لبنان غير آبهٍ بالاتفاق الذي حصل على وقف اطلاق النار، ولا يوجد منطقة في لبنان آمنة من اعتداءاته، فيما تواصل مسَّيراته انتهاك الأجواء اللبنانية على كامل الفضاء اللبناني. كل ذلك وسط صمت مريب من لجنة الإشراف على وقف اطلاق النار ورئيسها الأمريكي الجنرال جاسبر جيفيرز".
ولفت الى أن "المقاومة ما زالت ملتزمة بالاتفاق ولا تقوم بأي رد فعل، تاركة للدولة اللبنانية اتخاذ الاجراءات اللازمة لردع العدوان، مع العلم ان توسع الانتهاكات من قبل العدو الصهيوني وعدم قيام الدولة بردع هذه الانتهاكات من خلال لجنة الإشراف على وقف اطلاق النار او من خلال الوسائل الدبلوماسية المتاحة سيجبر المقاومة أخيرا على التدخل، ما يفتح الباب على عودة حالة التقاتل على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وهذا ما لا يريده أحد".
وذكر أن "العدو يواصل توغله داخل الاراضي السورية منتهكا للاتفاقات المعقودة سابقا والتي تمنعه من تجاوز خط الهدنة وبات على مشارف العاصمة دمشق، دون أي تحرك من قبل من أمسك بزمام الأمور في سوريا التي فقدت بسبب الاعتداءات الصهيونية عليها اكثر من 80 بالمئة من قدراتها العسكرية، فدُمرت المطارات والموانئ ومراكز الابحاث وقتل العلماء على يد المخابرات الصهيونية، وهذا ما يؤكد الحاجة إلى الاسراع في انجاز عملية مصالحة وطنية شاملة، وإعادة بناء دولة يضمن فيها جميع المواطنين العيش بحرية وسلام وعزة وكرامة".
واستنكر التجمع "إقدام بعض المستوطنين الصهاينة على الدخول الى بلدة مارون الراس وإعلانهم أنهم يريدون بناء مستوطنة هناك، وهذا ما يفرض على الدولة اللبنانية التحرك بسرعة لوضع حد لهذه الانتهاكات وغيرها المستمرة على كامل الأراضي والأجواء اللبنانية".
ورأى أن "عقد مجلس النواب اللبناني جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من كانون الثاني، هو فرصة لانتخاب رئيس توافقي يحظى بموافقة جميع الاطراف، ولا يكن أي عداء لأحد منهم، ويتبنى عملية حفظ سيادة لبنان من خلال تطبيق الثلاثية الماسية الجيش والشعب والمقاومة، ويدعو لعملية حوار لانتاج استراتيجية دفاع وطنية تحفظ للبنان سيادته واستقلاله، وتضمن عدم الاعتداء عليه وسط الأطماع المتمادية للعدو الصهيوني بالتوسع والتي ظهرت بشكل واضح في سوريا".
وحيا التجمع "كتائب شهداء الأقصى على عملية استهداف باص يحمل مستوطنين، بعد تسلله للمنطقة الشرقية واقتحامه لقبر يوسف عليه السلام في مدينة نابلس بالأسلحة الرشاشة، محققين إصابات مباشرة في صفوفهم"، داعيا إلى "توسيع هذه العمليات داخل الضفة الغربية لإجبار العدو على عدم الاعتداء مجددا".
وإذ نظر إلى "المعلومات الواردة عن قرب التوصل إلى اتفاق بخصوص وقف إطلاق النار بغزة بعين الإيجابية"، حذر من "الخداع الذي يمكن أن يمارسه العدو الصهيوني لإعاقة التوصل الى هكذا اتفاق وعدم الإلتزام به كما يفعل حاليا في لبنان". (الوكالة الوطنية للإعلام)