هآرتس: المتطرفون الإسرائيليون يحلمون باستيطان غزة وجنوب لبنان
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
سرايا - نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالين تناولا بالتحليل ما دار في مؤتمر نظمته حركة يمينية متطرفة عبر الإنترنت أول أمس الاثنين، يدعو إلى إقامة مستوطنات بمنطقة جنوب لبنان.
في المقال الأول، أعادت مايا ليكر نائبة رئيس تحرير الصحيفة إلى الذاكرة تلك المظاهرة التي نظمها نشطاء من اليمين المتطرف، في أبريل/نيسان الماضي، ودعوا فيها إسرائيل إلى احتلال جنوب لبنان والسماح لليهود بالاستيطان هناك.
وقد شارك في تلك المظاهرة حوالي 20 شخصا. وعندما سئل أحدهم عن سبب عدم اكتساب فكرة إقامة مستوطنات في لبنان الكثير من الزخم حتى الآن، قال "ربما لم تخطر الفكرة على بال أحد".
وبعد مرور شهرين، وتحديدا أول أمس، حضر بضع مئات من الأشخاص مؤتمرا حول هذا الموضوع عبر الإنترنت -من تنظيم حركة "أوري تسافون" (أيقظوا الشمال)- والذي تضمن ندوة بعنوان "نماذج ناجحة للاستيطان من الماضي ودروس لجنوب لبنان".
ونقلت ليكر وزميلها كاتب العمود بالصحيفة نفسها أنشيل فيفر، في مقاليهما، مقتطفات من تصريحات المتحدثين بالمؤتمر، من بينهم حاجي بن أرتزي شقيق سارة زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث قال "نحن لسنا متطرفين، ولا نريد مترا وراء نهر الفرات".
وتقول ليكر إن معظم الإسرائيليين يكتمون الضحكة عندما تُعرض عليهم فكرة الانتقال إلى المناطق التي تحتلها إسرائيل جنوب لبنان، كما أنهم "يشعرون بالذعر" من الجدية التي يناقش بها بعض الوزراء وضباط الجيش والحاخامات "إعادة توطين اليهود" في قطاع غزة.
وبينما لا يزال معظم الإسرائيليين ينظرون إلى عنف المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية على أنه "نزعة هامشية" تحدث في مكان بعيد، فإن تجمعا برلمانيا في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) يدعو اليهود إلى الاستيطان في قطاع غزة، وفق نائبة رئيس تحرير هآرتس في مقالها.
واقتبست الكاتبة أيضا تصريحا من عضو الكنيست السابق موشيه فيغلين شدد فيه على ضرورة أن يعود الإسرائيليون "ليس فقط إلى غزة، بل أيضا إلى الجليل الشمالي، على الأقل حتى نهر الليطاني" في لبنان.
وممن شاركوا في الجلسة الأولى، لهذا التجمع البرلماني أمس، وزير الأمن إيتمار بن غفير الذي وعد بأن الحكومة "ملتزمة بالعودة إلى غزة" مشددا على ضرورة أن تترافق إعادة الاستيطان مع "تشجيع هجرة" الفلسطينيين من المنطقة.
وبحسب ليكر، فإن قادة اليمين المتطرف في إسرائيل "الذين يحتكرون قدرا كبيرا من السلطة السياسية في الوقت الراهن" بدوا واضحين جدا بشأن نواياهم وخططهم الداعمة لتوسيع حدود إسرائيل إلى مناطق جديدة، رغم أنهم لا يستطيعون حتى حماية المدنيين في منازلهم، على حد تعبير الكاتبة التي خلصت إلى أن كل من لا يستطيع فهم ما يحدث فلا بد أنه "مُضلَّل".
أما أنشيل فيفر كاتب العمود في صحيفة هآرتس، فيرى أنه -قبل تجاهل أفكار "المتدينين المسيحانيين" الذين ينتظرون قدوم "المسيح" والتي طرحوها في مؤتمرهم الصغير عبر الإنترنت يوم الاثنين وعينهم على استعادة "أرض الله الموعودة"- على الناس أن يتذكروا أن خططهم للاستيطان في الضفة الغربية بدت غريبة بنفس القدر قبل 50 عاما.
ففي ذلك الوقت، أي قبل نصف قرن من الزمان، أنشأت حركة "غوش إيمونيم" الدينية القومية أول مستوطنة في سبسطية، وهي بلدة فلسطينية تقع في محافظة نابلس بالضفة المحتلة.
وتحدثت في المؤتمر عرابة الاستيطان دانييلا فايس، إحدى أشد المستوطنين تطرفا، والتي تتزعم حاليا إحدى المجموعات التي تحاول إعادة بناء المستوطنات في غزة وهي منفتحة على الاقتراحات المتعلقة بلبنان أيضا.
ومع ذلك، فإن كاتب العمود في مقاله يعتقد أن ثمة شعورا بأن هذا المؤتمر لم يكن حقا حدثا يستحق التغطية، ربما لقلة عدد من نظموه وشاركوا فيه، ذلك أنهم "قبل كل شيء مجموعة من المتدينين المسيحانيين" الذين يناقشون موضوعا يبدو منفصلا عن الواقع حتى أنه لم يشاهده، في ذروة انعقاده، على قناته في منصة يوتيوب سوى 280 شخصا.
ويعتقد الكاتب أن المشاركين الذين تحدثوا في مناقشة "نماذج ناجحة للاستيطان من الماضي ودروس لجنوب لبنان" لم يكن لديهم أي خبرة أو نظرة ثاقبة في تاريخ لبنان أو طبوغرافية هذا البلد، لكن كانت لديهم حجة أن بإمكان مجموعة صغيرة تغيير مسار التاريخ الإسرائيلي "بعزم وإصرار".
ويقول أيضا إن هؤلاء المتطرفين "إسرائيليون يعيشون بيننا ويتطلعون إلى الشمال ويحلمون بوطن في لبنان".
ومن بين من تحدثوا في المؤتمر الباحث في نصوص التوراة البروفيسور يوئيل إليتسور الذي يؤمن بأن هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول كان "معجزة جلية" و"رسالة إلهية" وحث المستمعين على فهم ما يطلبه الرب منهم.
واقتبس المتحدث نصوصا كثيرة من العهد القديم أو "التناخ" (الكتاب المقدس لدى اليهود) وأسماء أماكن لإثبات أن لبنان جزء من أرض الميعاد التي وردت في سفر التكوين، سواء في إطار "الوعد المحدود" -الذي يصل إلى خليج الإسكندرون في تركيا، ويشمل كل لبنان وغرب سوريا– أو "الوعد الموسع" الذي يشمل الأرض الواقعة جنوب الفرات، وكل سوريا وغرب العراق.
ووفقا لكاتب العمود، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها اليمين المتصهين عن بناء المستوطنات جنوب لبنان، فقد سبقته في ذلك حركة "غوش إيمونيم" التي كانت تدعو إلى العودة إلى "وطن قبيلة أشير" عام 1982 عندما اندلعت حرب لبنان الأولى.
وأشير هو ثامن أبناء النبي يعقوب عليه السلام، وأحد الأسباط العشرة المفقودة، وفقا لليهود.
واختتم الكاتب مقاله في صحيفة هآرتس بأن المتطرفين المتدينين والقوميين أثبتوا بالفعل أن أوهام اليوم هي سياسة إسرائيل في الغد، وستصبح في اليوم التالي هي الواقع.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: جنوب لبنان
إقرأ أيضاً:
قتيلان في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان
بيروت - أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل شخصين في غارة إسرائيلية طالت جنوب لبنان الأحد6ابريل2025، فيما ذكر الجيش الإسرائيلي بأنه استهدف عنصرين في حزب الله.
وجاء في بيان لوزارة الصحة بأن "الحصيلة النهائية للغارة التي شنها العدو الإسرائيلي على بلدة زبقين ارتفعت إلى شهيدين بعد استشهاد جريح متأثرا بإصاباته البليغة".
وكانت الوزارة أعلنت في وقت سابق عن سقوط قتيل على الأقل.
في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي بأنه استهدف عنصرين في حزب الله.
وقال المتحدث باسمه أفيخاي ادرعي عبر حسابه على منصة إكس، إنه تمّ استهداف العنصرين اللذين "عملا في آلية هندسية" أثناء قيامهما بإعادة بناء "بنى تحتية إرهابية تابعة لحزب الله".
تتزامن الغارة الأخيرة مع زيارة تجريها نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إلى لبنان حيث عقدت السبت اجتماعات مع كبار المسؤولين يتقدمهم الرئيس جوزاف عون تم خلالها بحث الوضع في جنوب لبنان إلى جانب قضايا أخرى.
وتواصل إسرائيل شن غارات على مناطق لبنانية خصوصا في الجنوب والشرق رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر في ظل عودة الجدل بشأن نزع سلاح حزب الله إلى الواجهة.
خاض حزب الله الذي كان يتحكّم بالقرار اللبناني خلال السنوات الأخيرة حربا مع إسرائيل على مدى أكثر من عام أضعفت قدراته، بينما قتلت الدولة العبرية العديد من قادته على رأسهم الأمين العام السابق حسن نصرالله، فاضطر للموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار اعتبره خصومه "هزيمة".
وانعكس هذا الإضعاف على الساحة السياسية اللبنانية.
وتأتي ضربة الأحد بعد مقتل قيادي في كتائب عز الدين القسام وابنته ونجله المنضوي أيضا في الجناح العسكري لحركة حماس، في غارة إسرائيلية فجر الجمعة على مدينة صيدا في جنوب لبنان.
والثلاثاء، قتل أربعة أشخاص بينهم القيادي في حزب الله حسن بدير ونجله في غارة اسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، هي الثانية التي تطال العاصمة منذ سريان وقف إطلاق النار.
نصّ اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني (ثلاثون كيلومترا من الحدود اللبنانية الإسرائيلية) وتفكيك بناه العسكرية، مع انتشار الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة في المنطقة، مقابل انسحاب الجيش الإسرائيلي من كل المناطق التي دخل إليها خلال الحرب، وعلى تطبيق قرارات دولية سابقة متعلقة بلبنان، ومنها ما يرتبط بنزع سلاح كل المجموعات المسلحة خارج القوات الشرعية.
ويوكل الاتفاق مهمة تفكيك منشآت حزب الله العسكرية الى الجيش اللبناني.
لكن مع انتهاء مهلة انسحابها في 18 شباط/فبراير، أبقت إسرائيل على قوات في خمس مرتفعات استراتيجية تخوّلها الإشراف على مساحات واسعة على جانبي الحدود.