صحيفة التغيير السودانية:
2025-01-24@00:50:51 GMT

الثورة: ما هي؟..

تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT

الثورة: ما هي؟..

د. عبد الله عابدين

قد يكون مفهوم الثورة مختلطاً في الأذهان وغير واضح من الناحية المفاهيمية، فالبشرية قد مارست الثورة قبل أن تعرف بالضبط ما هو جوهر الثورة.. ثم أن نماذج الثورات البشرية الكبرى مثل الثورة الفرنسية وغيرها من الثورات قد تأدت بالإنسان إلى ترسيخ معنى الثورة وتوكيد دوافع الثورات وتحديد أهدافها.

.

وصار مفهوم الثورة، مثله مثل كل تجارب الانسان يتطور، وممارستها تلبس لبوس الظروف النفس- اجتماعية والثقافية التي تولد فيها، وفي كل ذلك ظلت التورة تتبع مساراً تطورياً- تقدمياً ساعية سعياً حثيثاً نحو بلوغ ذرى إحداث التغييرات الجذرية المنشودة عصراً بعد عصر وطوراً بعد طور..

في كتابه الثورة الثقافية (1972) (ص 2) يعرف الأستاذ محمود محمد طه الثورة في معناها العام بإيجاز بأنها “الحركة الحسية والمعنوية من أجل التغيير”.. وفي هذا التعريف نجد فسحة شاملة لإدماج كل أشكال الحراك الثوري البشري، وأعتقد أن هذا التعريف العام من جوامع الكلم في هذا الصدد..

ويستطرد الأستاذ محمود في تبيان علاقة الثورة بالعنف قائلا: “وقد لازم العنف هذه الحركة في جميع أطوار نشوء المجتمع البشري، وذلك لأن المجتمع البشري قد نشأ في الغابة.. وكان قانونه قانون الغابة، الذي لا نزال نعيش في أخريات أيامه.. وقانون الغابة إنما يعطي الحق للقوة.. وفيه القوة تصنع الحق وتتقاضاه.. فهي لا تحتاج إلى قانون ينص على حقها.. ولا تحتاج إلى قضاة يقضون لها بذلك الحق.. وإنما هي، في حد ذاتها، القانون والقضاء”..

في رؤية الأستاذ محمود التطورية لحركة المجتمع يتطور مفهوم الثورة كما تتطور أساليب ممارستها، ومن ثم لا يظل العنف مرتبطاً بالقوة في كل مراحل تطور الثقافة والمجتمع. في هذه الرؤية الاستشرافية يهل عهد في مستقبل البشرية، ولعل ذلك العهد قد أظلتنا تباشيره الآن، حيث يمكننا أن ندلل على حضوره بين ظهرانينا، بنماذج الثورات السودانية ونظائرها من الثورات التي تستمد قوة دفعها بصورة أساسية من سلميتها وليس من العنف الذي صحب الثورات في ماضي البشرية.

هذا المفهوم التراكمي التطوري للثورة يناسب سياقات الثوراث السودانية في سلميتها وفي وضوح رؤيتها الفطري، “كحركة حسية ومعنوية”، حاشدة ضد الظلم، ثورة تلد بعد مخاض طويل ثورة جديدة.. أو بالأحرى موجة ثورية تتمخض عن موجة أعلى منها:

“فالثورة ليست مرحلة (واحدة). إنها صيرورة دائمة، وكل لحظة تخلق من رحمها لحظة ثورية أخرى، إنها وعيٌ يتشكل خلال مسيرتها”، كما قالت سوسن جميل حسن في مقال لها نشر بموقع العربي الجديد الإلكتروني..

أما في الماضي فإن العنف كان دائماً سمة للثورات إلى المدى الذي حدا بمفكر اجتماعي في ذكاء كارل ماركس إلى التقرير بأن “القوة والعنف هما الوسيلتان الوحيدتان في إحداث أي تغيير أساسي في المجتمع”.. حيث كانت قوة عنيفة ما تقف وراء الثورات في كل مرة.. وإن كنت في شك مما نقول، فاقرأ هذا النص عن الثورة الفرنسية، كبرى ثورات العالم:

“فالثورة الفرنسية (أيار/ مايو 1789) ثورة مذمومة؛ لأنها أسرفت في إزهاق الأرواح، حتى ساق قادتها بعضهم بعضاً إلى المقصلة؛ لمجرد الاختلاف في الرأي، وتمت “فبركة” اتهامات، لا عقوبة لها سوى الإعدام، عن سابق قصد وتصميم.. ولأن هذا التناحر الدامي، انتهى (بعد بضع سنين، شديدة الكآبة) باستيلاء العسكر على السلطة”.. أحمد عبد العزيز في موقع عربي الإلكتروني..

وبعد قراءات وتأملات في تاريخ الثورات في جميع أنحاء العالم، وفي مراحل مختلفة من التاريخ البشري نعود مندهشين أكثر بسمة السلمية وقوتها الغير معهودة، حيث تتكشف هذه السمة بصورة جلية في سياق كثير من الثورات، مثل ثورات السودان الثلاث: أكتوبر-64، وأبريل-85 وديسمبر2019، وبعض ثورات الربيع العربي. هنا تتجلى أشكال من القوى المتخلية عن العنف حيث أقتضى “حكم الوقت” أن العنف الذي كان لازمة من لوازم الثورات في الماضي، أخذ يستنفد أغراضه، ومن ثم بدأ التعويل على الروافع السلمية من قوة الإجماع والتصميم مع وضوح ومبدئية الهدف ومحتواه الإنساني.

ولذا فإننا هنا نحذر من قراءة النصوص التي تصف الثورات وما شابها من عنف عنيف، طوال الحقب السوالف من التاريخ قرآة لا- تاريخية، ذلك بأن العنف كان سمة من سمات ماضي البشرية، حيث كان قانون الغابة أكثر سيادة، ولكنه، أي العنف، يصبح عيباً يجب العمل على التوعية ضده كلما اتجهت مسيرة تطور الإنسان نحو المستقبل.

الآن يجب أن يكون قد اتضح لنا أن الثورات السودانية تأتي من جبهة متقدمة في المستقبل.. أما كيف يستشرف الشعب السوداني ذلك المستقبل فهذا ما أدعوكم إلى التفاكر والحوار حوله برحابة صدر وبأذهان مفتوحة لا تشوبها القرآت الانتكاسية والرؤى التقهقرية.. فالشعب السوداني: معلم الشعوب.. فلا تكونوا من الأقزام الذين يسعون بدأب إلى قيادته إلى الوراء.. افهموا الشعب السوداني، وتعلموا منه، واشرئبوا بقاماتكم إلى بساطة المثل العميق “سيد القوم خادمه”.. كونوا خداماً لهذا الشعب يجلكم ويرفعكم إلى أعلى المقامات فتستقيم إذ ذاك أموركم وتحققون سلاماً مع العالم ومع أنفسكم، وتكونون بذلك “أحراراً وسعداء”..

في المقابل، في الوجه السالب للصورة، يمكنكم أن تعددوا ما شئتم من أشكال التعدي وإهانة كرامة الشعب السوداني.. فإن القائمة تطول وتطول خلال فترات الحكم الوطني المختلفة، ولكن لا مثيل لما بلغته من السوء في الخمس وثلاثين عاماً العجاف التي حكم فيها نظام الهوس الديني لقوى الظلام المتأسلمة..

ولكن عذراً فإن هؤلاء، وغيرهم من أمثالهم، يجب أن يعلموا، بل أنهم حتماً سيعلمون بأن: الشعب السوداني قبيل من البشر “شيمته الصبر”!!.. فهو يصبر عليك وأنت تسومه العذاب وتذله حتى يتوكد في وهمك أنه غافل عنك.

عندئذٍ تسول لك نفسك أن تتوغل أكثر في التعدي على حرماته وإهانة كرامته وسوقه وراءك كالبهام، فإذا به يفاجئك بأنه كان يعلم كل شئ، وكان يحصي عليك كل كبيرة وصغيرة، في “كتاب تكوينه القديم” وكأنه “لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها”.. ولكنك لم تكن تشعر بكل أولئك: إذ كنت مشغولاً بتحقيره واستصغار شأنه. في هذا المنظور الموغل في الاستغلالية ينحجب جوهر هذا الشعب العظيم الذي دللت أحدث معارف الإنسان أنه أقدم شعوب الأرض، بل والد هذه الشعوب وأصلها الأصيل، ولأنه قديم هكذا، وحكيم هكذا، فأنه شعب متواضع وبسيط كالعشب!!..

والآن ألا ترون معي العبقرية التي تنطوي عليها عبارة: الشعب السوداني معلم الشعوب؟!..

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الشعب السودانی الثورات فی

إقرأ أيضاً:

ترامب (خادم يهوذا).. تعليق على ما ورد في الفقرة رقم (1) والفقرة رقم (3) من الأمر الذي وقع عليه ترامب بالأمس ضد الشعب اليمني

يمانيون/ كتابات/ محمد محمد أحمد الانسي* 

ـــــــــــــــــــــــــــ

للمرة الثانية يعود ترامب إلى الخدمة كموظف وعبد مأمور لدى اليهود المصرفيين الصهاينة من موقع الرئاسة الأمريكية هل يمكن أن يأتي بجديد هذه المرة؟ بل على العكس من ذلك سيجلب لنفسه ولليهود كميات كبرى من التضخم بإذن الله بشكل أكبر مما فعله سابقا.

من المهم التذكير بأن ترامب يعمل في بلاط المصرفيين اليهود منذ السبعينيات وقد أهدر حياته وشبابه موظفاً مع اليهود كمشغل لأموال المرابين في قطاع العقارات. ومازالت المقابلات التلفزيونية التي أجريت مع ترامب خلال العقود الماضية كلها منتشرة في الانترنت وفي اليوتيوب وهو يعترف فيها عن هذه الحقيقة، كما يعترف بأنه كان يقضي الكثير من الوقت في الملاهي الليلة ويعترف بأن خسائره في العقارات كانت مستمرة، وكانت تتراكم عليه ديون كبيرة جداً؛ وصلت في الثمانينيات خسائره إلى أكثر من 6 مليار دولار، وحينها كان يمتلك الكثير من الأبراج والمباني ولأن أمواله ديون تحولت ملكية تلك الأبراج والمباني الكبيرة جداً والكثيرة تحولت بأوامر من المحاكم إلى ملكية المقرضين (اليهود المصرفيين).ولم يتركوا له سوى القليل منها (مبنى منظمة ترامب).

بالنسبة لقضايا الاحتيال على آخرين من غير اللوبي الصهيوني فهناك الكثير جداً من القضايا التي رفعت ضده دون حدوث انصاف وارجاع لأصحابها.

 

هل فعلاً حقق ترامب للاقتصاد الأمريكي نجاحا؟

في الفترة الأولى من رئاسة ترامب بالرغم من ممارسته لأعمال نهب ومصادرة وسطو على العديد من الودائع البنكية في حسابات غربية وتوريدها لصالح اليهود المصرفيين تحت عناوين كثيرة أبرزها العقوبات، وبالرغم من ذلك فحجم التضخم الذي تسبب به ترامب هو الأعلى في تاريخ أمريكا.

وصلت مشاكل الاقتصاد في عهد ترامب (رئاسته الأولى) إلى درجة أن اليهود المصرفيين (المعنيين) عن الاقتصاد والمال ومالكي المطبعة والبنك المركزي (الفيدرالي الأمريكي) اجتمعوا للاتفاق على حل عاجل للمشاكل المالية التي خلفها ترامب وكان أمامهم إما حرب عالمية تقودها أمريكا وتفرض فيها قروضا وتمويلات على الآخرين كما فعلت في الحربين العالمية الأولى والثانية؛

أو يقوموا بنشر وباء عالمي بديل عن الحرب يمكنهم من توزيع الدولارات التي طبعها ترامب أكثر من 4 ترليون وتوزيع التضخم على العالم بالاحتيال، وكان المخرج والخيار الذي تم هو استخدام وباء كورونا حيث تم استخدامه كساتر للمؤامرة.

(وهنا رابط للانجازات التي قدمها الفيروس للاقتصاد الأمريكي)

ورغم كمية الأموال الكبيرة التي تم السطو عليها تحت عنوان العقوبات؛ إلا أن هناك اليوم اعترافات رسمية تؤكد أن تلك العقوبات تسببت بانعكاسات سلبية على الدولار.

(أمر ترامب لا يشكل أي إضافة ولا يحمل تهديداً جديداً)

بالنسبة للتوقيع على قرار تصنيف الشعب اليمني كإرهابيين فلا مشكلة ولا خوف منه لأنه صادر عن أمريكا ونظامها وقادتها الذي يعرف كل العالم بأنهم أكثر من في الأرض إجراماً ودموية وإرهابا ً وانحطاطاً.

من الطبيعي جداً ان يصدر تصنيفاً من ترامب ومن اليهود وكل أدوات الصهيونية ضد الشعب اليمني، إن هذا الاجراء ليس بجديد على الشعب والحكومة اليمنية؛ لأن اليمن واليمنيين في الأصل تحت الحصار والضغوط والعدوان الأمريكي والإسرائيلي العسكري والاقتصادي منذ سنوات طويلة دون توقف.

 

الجديد الرائع والمهم والمضحك:

في الحقيقة هناك أشياء جديدة هذه المرة في الأمر الأمريكي الذي قضى بتصنيف اليمنيين كإرهابيين.

الأول: ما ورد في الفقرة رقم (1) كلها جيدة لاعتبارات عديدة لأنه ورد في هذه الفقرة الكلام التالي:

(أطلق الحوثيون النار على السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية عشرات المرات منذ عام 2023، مما عرض الرجال والنساء الأمريكيين الذين يرتدون الزي العسكري للخطر. منذ الاستيلاء على معظم المراكز السكانية اليمنية بالقوة من الحكومة اليمنية الشرعية في 2014-2015، شن الحوثيون العديد من الهجمات على البنية التحتية المدنية، بما في ذلك هجمات متعددة على المطارات المدنية في السعودية، والهجمات المميتة في يناير/كانون الثاني 2022 على الإمارات العربية المتحدة، وأكثر من 300 قذيفة أطلقت على إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. كما هاجم الحوثيون السفن التجارية التي كانت تعبر باب المندب أكثر من 100 مرة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن أربعة بحارة مدنيين وأجبر بعض حركة المرور التجارية البحرية في البحر الأحمر على تغيير مسارها مما ساهم في التضخم العالمي.)

هذه شهادة مهمة للتاريخ عن عظمة اليمن (قيادة وشعبا) وعن أهمية دورها وموقفها الأخلاقي والإنساني مع مظلومية الشعب الفلسطيني وكانت نتيجة الاجرام الأمريكي الإسرائيلي الأخير على غزة قد نتج عنها قتل أكثر من ستين ألف إنسان معظمهم من الأطفال والنساء وهذه الجريمة وحدها تكفي لتؤكد الانحطاط الأمريكي وبشاعة الاجرام الصهيوني.

 

أيضاً.. وهناك أمر جيد جداً جداً في الفقرة رقم (3)

لقد وردت في هذه الفقرة أوامر لجهات مهمة منها:

توجيهاً لـ(مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية) يقضي بإنهاء عمل الوكالة في اليمن، وهذا في الواقع سيكون في صالح الشعب اليمني، وثغرة كانت تهدد الأمن القومي لبلادنا ومن المهم أن تتوقف هذه الوكالة اللعينة وتمتنع من الاقتراب من اليمن.

وهناك موضوع جديد ومهم في القسم/الفقرة (3) حيث وردت أوامر من ترامب مخاطب بتنفيذها وزير الخزانة الأمريكية الجديد واسمه “سكوت بيسنت”

(Scott Kenneth Homer Bessent)

فمن هو سكوت بيسنت؟!

قال عنه ترامب حين قدمه كمرشح لوزارة الخزانة الأمريكية الكلام التالي:

(إن بيسنت “رجل لطيف  وهو أحد ألمع الأشخاص في وول ستريت” و يحظى باحترام الجميع )

فهل (سكوت بيسنت) لطيف لأنه تبرع لترامب ب3 مليون دولار؟

لااااااا

الأمر سيء أكثر مما تتوقعون

فهناك يهود ومصرفيون آخرون تبرعوا له بعشرات الملايين من الدولارات ولم يرشحهم لوزارات.

قبل أن أقول لكم من هو وزير المالية أعتذر مقدما لكل قارئ وأقول (المعذرة أكرمكم الله وعزكم عن السوء)

لأن وزير الخزانة الذي رشحه ترامب (الكذاب) هو (سكوت بيسنت) وهو أحد المثليين المتحولين جنسياً، ومتزوج من رجل (بحسب التعريف الأمريكي المنحط) يصفونه بـ (زوج قانوني) وزوج وزير الخزانة هو (جون فريمان، محام وكان المدعي العام في ولاية نيويورك/النائب العام!!).

ختاماً.. أحب أن أهدي هذه الفقرة الأخير من التعليق فقرة (سكوت بيسنت) لمحبي ترامب من المحسوبين على الأمة العربية والإسلامية.

والسلام والتحية للشرفاء الأحرار في كل مكان.

دمتم في خير وعزة وإباء

 

خبير اقتصادي

مقالات مشابهة

  • ترامب (خادم يهوذا).. تعليق على ما ورد في الفقرة رقم (1) والفقرة رقم (3) من الأمر الذي وقع عليه ترامب بالأمس ضد الشعب اليمني
  • الهيئة النسائية في البيضاء تنظم وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني
  • "مخدر الشيطان".. ما هو "الشابو" الذي أثارت جرائمه فزع المصريين؟
  • وقفة مسلحة ونكف قبلي في القبيطة بلحج مباركة لانتصارات الشعب الفلسطيني
  • مسيرة حاشدة بجامعة ذمار احتفاءً بانتصار المقاومة الفلسطينية
  • لجان المقاومة: جنين ستبقى خزان الثورة وستفشل مخططات العدو
  • قطاع الاتصالات بمحافظة الحديدة ينظم فعالية بذكرى جمعة رجب
  • وقفة نسائية في البيضاء تضامناً مع الشعب الفلسطيني
  • السوداني يتابع البناء الجديد لمدينة الثورة سابقا الصدر حاليا
  • الثورات في مواجهة إرث الديكتاتوريات.. إدماج ومصالحة أم إقصاء ومحاكمات عادلة؟