"السديس" يوصي ضيوف الرحمن بالاستزادة من النوافل واقتفاء السنة دون غلو أو جفاء
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
أوصى رئيسُ الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، ضيوفَ الرحمن الذين حلّوا بالمدينة المنورة والمسجد النبوي، بعد أن منَّ الله عليهم بإتمام مناسك الحج في يسر وطمأنينة وأمن وأمان، بحمد الله تعالى وشكره؛ على ما يسَّر لهم من الاصطفاء لحج بيت الله الحرام، وزيارة مسجد نبيه المصطفى، عليه الصلاة والسلام، في أجواء آمنة وعافية في الأبدان، وأن تلك من نعم الله ومننه الضافية المستوجبة لمزيد شكر وحمد.
وأكد أن من شكر هذه النعمة اغتنام أوقات رحلة الحج المباركة ونفحاتها الإيمانية، بأداء الفرائض والاستزادة من نوافل الطاعات؛ ففي الحديث القدسي يقول الله تبارك وتعالى: "وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ" "البخاري"، واستغلال مضاعفة الصلاة بمسجد النبي ﷺ، فالصلاة فيه بألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام؛ فإن الصلاة فيه بمئة ألف صلاة، وهي امتيازات دينية مخصوصة بالحرمين الشريفين ينبغي على الحاج الحرص عليها، وعدم تفويتها.
وبيَّن أن المسجد النبوي الشريف له منزلته السامقة في الإسلام، وله آداب يجب على زائره من حجاج بيت الله الحرام وغيرهم التحلّي بها، وفي مقدمتها: خفض الصوت وعدم رفعه؛ امتثالًا لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ" "الحجرات: ١".
وأضاف: أن حجاج بيت الله الحرام ينعمون بشرف المكان في طيبة الطيبة، فهنيئًا لهم جوار المصطفى ﷺ، والصلاة في مسجده عليه الصلاة والسلام، وينبغي عليهم اتباع هديه واقتفاء سنته دون غلو أو جفاء. وحثَّ زائري المسجد النبوي من حجاج بيت الله الحرام على وجوب التعاون مع الجهات المعنية والمنظومة الأمنية بالمسجد النبوي، فرجال الأمن يبذلون جهودًا كبيرة في حفظ أمنهم وسلامتهم، وتهيئة الأجواء التعبدية الإيمانية لهم.
كما أوصى الحجاج بضرورة الالتزام بجدول زيارات الروضة الشريفة، وعدم الضوضاء حال السلام على النبي ﷺ وصاحبَيه، والانشغال بالتصوير، ونحو ذلك مما يجافي جناب المصطفى عليه الصلاة والسلام، وتعظيم مسجده.
وقال: إن منسوبي وكالة رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد النبوي، على أهبة الاستعداد على مدار الساعة؛ لتلبية احتياجات ضيوف الرحمن الدينية، وإثراء تجربتهم وإنجاح رحلتهم الإيمانية، من خلال الدروس العلمية، والمحاضرات التوجيهية، ومكاتب إجابة السائلين، وحلقات القرآن الكريم، وبرنامج توزيع الكتيبات والإهداءات، والمبادرات النوعية والمناشط المثرية.
وختم رئيس الشؤون الدينية وصيته بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله؛ على جهودهما المباركة في خدمة المسجد النبوي، ومن أمَّه من ضيوف الرحمن والزائرين، متمنيًا للحجاج حجًّا مبرورًا، وسعيًا مشكورًا، وذنبًا مغفورًا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس المسجد الحرام المدينة المنورة المسجد النبوي بیت الله الحرام المسجد النبوی
إقرأ أيضاً:
هل تُقبل الصدقة من مال مصدره حرام؟.. الإفتاء توضح الفرق بين التصدّق وتبرئة الذمّة
قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وبالتالي ينبغي أن تكون الزكاة والصدقات من المال الحلال الخالص، مُشددًا على أن الأصل في الصدقة أن تكون من مالٍ لا شبهة فيه.
وأضاف "عثمان"، خلال لقائه بفضائية "الناس"، ردًا على سؤال بشأن التصدق من المال الحرام، أنه لا مانع من أن يمنح الشخص مالًا فيه شبهة أو شبهة حرام إلى من هو في حاجة ماسة إليه كالعلاج أو سد حاجة ملحة، ولا حرج في ذلك من الناحية الشرعية، لكنه ليس في حكم الصدقة المعتادة من المال الحلال.
وأوضح أن الثواب والعطاء في هذه الحالة يعود إلى تقدير الله وحده، مؤكدا أن الاعتقاد السائد لدى البعض بأن التصدق بجزء من المال الحرام يطهر باقي المال هو اعتقاد خاطئ، فالحرام يظل حرامًا ولا يزول إلا برد المال لأهله أو بإخراجه على سبيل التخلص منه، وليس على أنه صدقة مشروعة.
حكم التصدّق من المال الحرام
من جانبه، أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن بعض الناس يرغبون في إخراج أموال حصلوا عليها من طرق غير مشروعة أو بها شبهة، ويريدون دفعها في سبيل الله، مشيرًا إلى أن العلماء ينصحون في هذه الحالة بإخراج هذا المال على سبيل تبرئة الذمة وتنقية المال، وليس على أنه صدقة تطوعية.
وأضاف جمعة، في منشور عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، أن الثواب الناتج عن هذا الإخراج لا يعود إلى الشخص المتصدق، بل يذهب إلى أصحاب المال الأصليين الذين سُلب منهم المال ظلمًا وعدوانًا، وتعذر الوصول إليهم.
وأشار إلى أن المتصدق عليه، أو من يقوم بتوزيع هذا المال، لا يُطلب منه شرعًا أن يبحث في مصدره، لأن الأصل في الشريعة هو إحسان الظن، مستشهدًا بقوله تعالى في سورة المائدة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ"، موضحًا أن الظن السيئ والتحسس والتجسس مرفوض شرعًا.
كما أوضح جمعة أن في حالة اختلاط المال الحلال بالحرام، فلا إثم على من يأكل أو يتعامل مع صاحب هذا المال إلا إن كان يعلم تحديدًا أن ما أُعطي له هو من مصدر محرم. واستشهد بفتاوى الصحابة والتابعين في هذا الشأن، مؤكدًا أن جمهور الفقهاء لا يرون حرجًا في الأكل أو المعاملة ممن يغلب على ماله الحرام، ما لم يُعلم يقينًا أن ما أُخذ منه حرام بعينه.
واختتم جمعة بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرشد إلى أهمية دور المجتمع المدني في التعاون والتكافل عند عجز الدولة، مبينًا أن من دل على الخير فله مثل أجر فاعله، ما يفتح بابًا واسعًا للتعاون في الخير دون التقيد بالمصدر ما دام النية خالصة والهدف إنساني.