واقع لا يمكن الاختباء خلفه.. كل شيء عن أسرار الكهرباء ومرضها المزمن في العراق - عاجل
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
يعتاد العراقيون في كل موسم صيفي، على مواجهة تردي وفشل القطاع الكهربائي في العراق، وبينما كان الامر غالبًا مايتم تبريره بنقص الوقود وانقطاع الغاز الايراني، زاد تردي التجهيز هذا الموسم مقارنة بالموسم السابق، من "اللغز" حول السر وراء تردي الكهرباء، خصوصا وان الغاز الإيراني مستمر وان الانتاج الحالي اكبر من انتاج العام الماضي، الا ان مستوى التجهيز تراجع.
وحاورت "بغداد اليوم"، وكيل وزارة الكهرباء الحالي، ووزير الكهرباء بالوكالة السابق، عادل كريم، عن الاسرار وراء تردي التجهيز الكهربائي، والذي لم يكن حديثه خاليًا من "التشاؤم"، وما تفرضه لغة الأرقام من واقع لا يمكن الهروب منه او الاختباء خلفه.
يقول كريم في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "اسبابًا عديدة تقف خلف رداءة تجهيز الكهرباء، ابرزها عجزنا عن مواكبة الطلب المتزايد"، مشيرًا إلى أن "تحسن الحالة المعيشية في العراق جعل الطلب يزداد سنويًا بواقع ألفي ميغا واط".
يبين، انه "في السابق كان العراقيون يعتمدون على المبردات والتي لا تسحب في احسن الاحوال اكثر من 3 الى 4 امبيرات، في حين يتم الاعتماد حاليًا وبسبب تحسن الحالة المعيشية على السبالت وأجهزة التبريد التي تستهلك حوالي 12 أمبيرا".
ويضيف كريم، ان "انتاج العراق حاليًا يبلغ اكثر من 25 الف ميغا واط، في حين ان الطلب هذا العام يبلغ 50 الف ميغا واط لتجهيز العراقيين بالكهرباء لـ 24 ساعة"، مشيرا الى ان "النقص يبلغ 25 الف ميغا واط اي ان الطلب ضعف الانتاج حاليًا".
ويتحدث، عن البدء ببرنامج طموح جدا متمثلا ببناء محطات حرارية ومركبة وغازية واعادة اصلاح المحطات التي تضررت من معارك داعش الإرهابي".
وبينما تعد جميع هذه المشاكل، ليست حديثة بل قديمة، يستدرك كريم، حول السبب المباشر وراء الازمة الأخيرة خلال هذا الصيف، بالقول: انها "جاءت بسبب شبكات التوزيع حيث ان المغذيات بدأت تعمل فوق طاقتها، حيث ان المغذي سابقا يبلغ حمله 5 ميغا واط، لكن بسبب التطور العمراني والتوسع، وبناء العمارات، بدأت المغذيات غير قادرة على مواكبة هذا التوسع، واصبحت لدينا مشاكل كبيرة في هذه المغذيات".
فضلا عن ذلك، يشير الى انه "في بداية الصيف تفصل العديد من الوحدات والخطوط بسبب ارتفاع حراراتها، وحصلت لدينا العديد من هذه المشاكل".
وحول تأثير الصيف، يبين كريم، انه "في اوقات الاعتدال الربيعي والخريفي، تكون حاجتنا تترواح بين 11 الى 14 الف ميغا واط فقط، لكن في الصيف تقفز الى 50 الف ميغا واط".
ولا يلقي كريم باللوم على المواطن لوحده في استخدام "السبالت"، مشيرا الى ان "التغيير المناخي له دور كبير في توسع استخدام اجهزة التكييف حيث ان العراق هو البلد الخامس الاكثر تأثرا بالتغيرات المناخية حول العالم".
ويشير وكيل الوزارة، الى ان تأخر الموازنات وعدم اقرارها في عام 2020 و2022، وغياب الموازنات الاستثمارية، ادت الى تأخر خطط الوزارة في مواكبة الطلب واوقفت الكثير من المشاريع لزيادة الانتاج، فضلا عن حرب تنظيم داعش حيث ان التنظيم الإرهابي تسبب بفقدان العراق قرابة 6 الاف ميغا واط من الانتاج، لكن الان العمل جاري في بيجي والانبار والمحطات الحرارية في الموصل وعكاز وكركوك".
وحول ازمة الوقود اللازم لتشغيل المحطات، المتمثل بالغاز، يبين كريم، ان العراق بلد غني بالوقود السائل، لذلك التوجه الآن نحو بناء المحطات الحرارية وليس الغازية، وفي السنوات القادمة ستدخل الخدمة، وهو ما يساهم بعدم تأثر الإنتاج في حال توقف الغاز المستورد.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الف میغا واط ان العراق الى ان حیث ان
إقرأ أيضاً:
ما بين التدخل والابتزاز.. مشروع أمريكا لـتحرير العراق من إيران يثير جدلًا واسعًا - عاجل
بغداد اليوم - طهران
اعتبر الباحث والمحلل الإيراني في الشأن الأمريكي، مهدي ثروتي، اليوم الأحد (6 نيسان 2025)، أن المشروع الذي تقدم به نائبان في الكونغرس الأمريكي تحت عنوان "تحرير العراق من إيران" يُمثل خطوة جديدة نحو التدخل المباشر في الشؤون العراقية، ومحاولة لضرب فصائل المقاومة داخل البلاد.
وبحسب تقارير أمريكية، فإن المشروع طُرح بمبادرة من النائب الجمهوري جو ويلسون والديمقراطي جيمي بانيتا، ويهدف إلى إعداد استراتيجية أمريكية موحدة لمواجهة النفوذ الإيراني في العراق، بحسب وصفهم.
وقال ثروتي، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "ما ورد في مشروع القرار غير قابل للتنفيذ، خاصة وأن أحد أبرز بنوده ينص على ضرورة تفكيك فصائل المقاومة العراقية، وفي مقدمتها الحشد الشعبي، بشكل كامل ولا رجعة فيه"، رغم الدور الذي أدّته هذه الفصائل في مواجهة الإرهاب بدعم شعبي ورسمي.
وأضاف أن "الولايات المتحدة تسعى عبر هذا المشروع إلى ابتزاز سياسي مكشوف وفرض إرادتها على الحكومة والشعب العراقي، وهو أمر من المرجح أن يواجَه برفض من قبل صُنّاع القرار في بغداد، ومن الأوساط الثقافية والاجتماعية العراقية".
وأكد ثروتي أن "العلاقات الإيرانية العراقية ذات طابع عميق وممتد تاريخيًا، ولا يمكن زعزعتها بسهولة، وهي ليست مبنية على مصالح لحظية كما تتصور الإدارة الأمريكية".
وأشار إلى أن "العراق، منذ عام 2003، لم يجنِ من الوجود الأمريكي سوى الأزمات، وكان من أبرز أشكال التضييق منع استيراد الكهرباء من إيران تحت ذريعة العقوبات، رغم التصريحات الأمريكية التي تزعم استثناء القطاعات الإنسانية من العقوبات".
وتساءل: "لماذا لا تُطبق أمريكا هذا المنع على دول مثل تركيا أو الإمارات التي تستورد الغاز والكهرباء من إيران؟ هذا يفضح ازدواجية المعايير في سياسات واشنطن، التي تخضع بالكامل لمنطق المصالح وليس المبادئ".
وأضاف أن "هذا المشروع سيفشل، كما فشلت مشاريع التدخل السابقة، خصوصًا في ظل رفض الشارع العراقي وأغلب قوى المنطقة لأي وجود أمريكي سياسي أو عسكري".
التدخل يختلف عن النفوذ
من جهته، قال السياسي الإيراني الإصلاحي علي نيكجو، لـ"بغداد اليوم"، إن "الفرق جوهري بين التدخل والنفوذ؛ فإيران تملك نفوذاً في العراق بحكم العلاقات التاريخية ووجود القوى الشيعية والفصائل المقربة منها، بينما تتدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر في قرارات الدولة العراقية".
وأضاف: "العراق أُجبر على إلغاء الإعفاءات الأمريكية لاستيراد الغاز الإيراني، والتزم بعدم دفع الأموال المحجوبة لطهران، رغم أنها أموال مستحقة"، مؤكدًا أن هذا التدخل دليل على الهيمنة الأمريكية المباشرة على القرار الاقتصادي والسياسي العراقي.
وتوقع نيكجو أن "تلجأ واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية جديدة على العراق، في محاولة لعزله عن إيران"، لكنه استبعد في الوقت نفسه "أن تقطع الفصائل العراقية المقاومة ارتباطها بطهران، لأنها تنطلق من عقيدة أيديولوجية، وتربطها علاقات مؤسسية عميقة بإيران".
ولفت إلى أن "الحكومة العراقية قد تُعيد ترتيب علاقتها مع إيران بما يتوافق مع الضغط الأمريكي، لكنه استبعد أن يشمل ذلك تفكيك الحشد الشعبي، الذي يُعد مؤسسة أمنية رسمية بموجب القانون والدستور، وإن كان من الممكن تحويل بعض الفصائل المرتبطة إلى أحزاب سياسية لاحقًا".
خطة متكاملة ضد النفوذ الإيراني
من جانبه، قال الباحث الأمريكي مايكل نايتس، من معهد واشنطن المقرّب من دوائر صنع القرار في إسرائيل، إن مشروع "تحرير العراق من إيران" يعكس استياء بعض الجمهوريين في الكونغرس من سياسة إدارة بايدن تجاه طهران، ويهدف إلى تقويض مصادر تمويلها الإقليمية.
ويشمل المشروع بنودًا تدعو إلى إطلاق حملات دعائية إعلامية ضد فصائل المقاومة العراقية، عبر توجيه المؤسسات الإعلامية الأمريكية لتشويه صورتها، في إطار حرب إعلامية نفسية تستهدف "محور المقاومة" بشكل أوسع.
كما طُرح بالتوازي مشروع آخر باسم "قانون الدعم الأقصى"، يتضمن تشديد العقوبات على إيران، وتقييد الفضاء الإلكتروني، وتصنيف وزارة الاستخبارات الإيرانية كمنظمة إرهابية، ضمن رزمة تشريعات تقودها "اللجنة الجمهورية للدراسات"، وهي أكبر تجمع محافظ في الكونغرس.
وينص المشروع الأساسي على تكليف وزارات الخارجية والخزانة والإعلام الدولي الأمريكية بإعداد خطة استراتيجية خلال 180 يومًا، تتضمن إجراءات واضحة لتفكيك الحشد الشعبي، ومنع مشاركة الفصائل المسلحة الموالية لإيران — مثل بدر، النجباء، وكتائب الإمام علي — في أي مؤسسة حكومية، مع المطالبة بتصنيفها كـ"منظمات إرهابية أجنبية" خلال 90 يومًا من إقرار القانون.
كما يتضمن المشروع تعليق المساعدات الأمنية المقدمة للعراق حتى يتم ضمان إقصاء تلك الفصائل عن أجهزة الدولة، إضافة إلى فرض عقوبات على مسؤولين وشركات عراقية يُعتقد أنها تسهّل النفوذ الإيراني داخل البلاد.
وفي الجانب الاقتصادي، يسعى المشروع إلى تقليل الاعتماد على الغاز الإيراني من خلال فرض قيود على استيراد الغاز الطبيعي المسال، بهدف ضرب النفوذ الإيراني في قطاع الطاقة العراقي، أحد أهم مفاتيح النفوذ في العلاقة بين البلدين.