جريدة الرؤية العمانية:
2024-06-27@09:03:25 GMT

الحرب خدعة

تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT

الحرب خدعة

راشد بن حميد الراشدي- إعلامي وعضو جمعية الصحفيين العمانية

أكدت حرب غزة صحة المقولة الشهيرة "الحرب خدعة"، لأن ما تحصده المقاومة الفلسطينية من انتصارات عسكرية متتالية في ظل غفلة العدو المتغطرس خير دليل على ذلك، إذ تنفذ هذه الفصائل كمائن متتالية تثبت قدرتها العسكرية على صد هذا العدوان الغاشم، كما أن عملية طوفان الأقصى كانت نقطة تحول للقضية الفلسطينية وفخرا للإسلام والمسلمين.

لقد تمت عملية طوفان الأقصى بتخطيط محكم وبخداع أذاق العدو ويلات الحروب ومرارة الكأس والسم الزعاف، وكبدته خسائر لم تخطر على بال أحد، وألجمت لسانه الذي يدعي به التفوق العسكري، فالعدو رغم كل حيله وكذبه وأساليب خداعه لم يستطع مجاراة خدع الحق واليقين بالله التي أتت بالنصر والتمكين وفضحت جبن العدو الظالم، فمثله كمثل موسى وسحرة فرعون الذين أرهبوا البلاد والعباد بعصيهم وحبالهم التي كانوا يستخدمونها لإخافة الناس منهم، وتعزيزاً لمكانة فرعون بين رعيته، ولكن عصا الحق واليقين ألجمت الجميع وألجمت فرعون وسحرته عندما تلقفت تلك الحبال والعصي وأبادتها عن بكرة أبيها، فظهر الحق وزهُق الباطل، إن الباطل كان زهوقا.

لقد صدم طوفان الأقصى الصهاينة الغاصبين وكسر شوكتهم، وانبهر العالم بأسلوب المقاومة البسيط تجاه عملاق الحروب الذي يدعي بقوة العدة والعتاد في المنطقة بأكملها، وذلك من خلال خداعٍ كسر حاجز الخوف منهم ومن طغيانهم الذي استمدوا منه قوة الغطرسة الظالمة التي كانت تبيد العباد بغير حساب ولا عقاب.

الحربُ خدعة.. فما يحدث الآن من كر وفر في الميدان لم تنجح أساليبه إلا لدى المجاهدين الشجعان الذين وضعوا خططاً وكمائن لم تخطر على بال أحد من قادة الحرب، فأوقعوا خسائر في أرواح العدو وجعلوا غزة مقبرة للطغاة، واليوم يدخل حزب الله ليفاجئ الجميع برصد المواقع الحساسة لدى العدو أمام سمعه وبصره وأجهزته وقوته وتجهيزاته ولم يرصد أحدا تلك الطائرات المسيرة في سماء فلسطين المحتلة.. فالحرب خدعة ومكيدة.

لاتزال الحرب مستمرة في ميدانها ولايزال التفوق الحربي لصالح المقاومة الباسلة رغم قلة عتادهم، لكن إرادة الله وبالإيمان الصادق وبفكر قادة المقاومة وتجهيزاتهم وخططهم الناجعة، ستكون هي الفيصل نحو النصر ونحو تحرير فلسطين والأقصى الجريح قريبا بإذن الله.

الحرب خدعة.. وقد عاصرتها الشعوب من قبل وبها زلزلت أقوى امبراطوريات الأرض في صدر الاسلام حتى خضعت أقطار الأرض للأمة الإسلامية بسبب قوة اليقين وحسن التخطيط وتنفيذ الكمائن التي مزقت العدو، فالحرب خدعة لا يتقنها سوى المؤمن الصادق الواثق بنصر الله.

فاللهم انصر الإسلام والمسلمين ودمر أعداء الدين وشردهم في البلاد، وأعد الأقصى وفلسطين إلى عبادك الصالحين.. للهم عليك باليهود الغاصبين ومن شايعهم يا أرحم الراحمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الحرب خدعة

إقرأ أيضاً:

جرائم نتنياهو «تفخخ إسرائيل».. والخلافات الوزارية تعصف بالحكومة

يبرر فشله بحجج واهية.. ويخطط لإشعال جبهة لبنان..

جدد اعتراف المتحدث العسكري باسم الجيش الاسرائيلي، دانيال هاجاري بـ«استحالة القضاء على المقاومة الفلسطينية» التذكير بفشل إسرائيل في تحقيق أهم أهدافها من الحرب الغاشمة، التي تشنها على قطاع غزة، منذ شهر أكتوبر الماضي، فضلًا عن إعادة إجمالي أسراها في قطاع غزة.

في سياق موازٍ، ألقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، باللائمة على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في عدم تحقيق جيشه للأهداف العسكرية المكلف بها في قطاع غزة بسبب رفض الولايات المتحدة الأمريكية الموافقة على منحه مزيدًا من الأسلحة الفتاكة التي تسهل مهمة جيش الاحتلال في تدمير وقتل المزيد الآلاف من المدنيين بقطاع غزة.

رغم حجم الخسائر التي يتعرض لها قطاع غزة على مدى ما يقرب من تسعة أشهر، إلا أن اسرائيل، تواجه خطر التفكك، نتيجة تفاقم الانقسامات الداخلية، غير المسبوقة، شعبيًا وسياسيًا، وحتى على صعيد الخلافات بين المؤسسات الحكومية نفسها، على النحو الحاصل بين وزارة الدفاع ووزارة الأمن الداخلي، برئاسة، ايتمار بن غفير، نتيجة النزاع على الصلاحيات، وتناقض السياسات.

لايزال الشارع الإسرائيلي في حالة هياج وتظاهرات بشكل يومي ويطالب حكومة نتنياهو بالإسراع في إجراء اتفاق لتبادل الأسري ويتهمه بالرغبة في مواصلة الحرب لتحقيق مصلحته الشخصية بصرف النظر عن مصلحة الكيان الذي يحكمه أو الجنود الذين يقتلون في ساحة الحرب أو الأسري الذين طال بقاؤهم في يد المقاومة ويتعرضون للقتل بسبب القصف العنيف الذي يقوم به جيش بني جلدتهم.

كشفت تقارير عبرية عن رغبة رئاسة أركان الجيش، في انهاء الأعمال العسكرية في غزة بعد الانتهاء من عملية رفح الحالية، لكي تتفرغ للجبهة الشمالية مع لبنان وذلك بدون إذن القيادة السياسية وهو ما يعد قرارا يشبه العصيان، خاصة أن جيش الاحتلال يعاني حاليا من الإرهاق بعد نحو تسعة أشهر من الحرب المتواصلة.

يرى مراقبون أن اعتزام الجيش التوقف عن الاستمرار في الحرب في غزة ربما يكون أول تصدع قوي ما بين الجيش وقيادته وهو ما يعبر عن عدم رضا العسكريين عن قرارات الإدارة السياسية التي تحكم البلاد ولا يوجد لديها نضج سياسي يمكنها من تكوين ظهير سياسي للجيش.

يأتي قرار الكنيست بالتصويت لصالح عدم تجنيد "الحريديم" أحد عوامل زيادة حدة الانقسامات الداخلية في المجتمع الإسرائيلي، خاصة أن من يتحملون أوزار الحرب هم أبناء العلمانيين أو المعتدلين وهم الأكثر ميلا لإنهاء الحرب وإجراء عملية تبادل للأسرى، أما طائفة "الحريديم" المتطرفة فهي من ترفض التوقف عن الحرب في حين أن أبناءهم لا يقاتلون فعليا، وفي الوقت نفسه تطالب بعض القيادات العسكرية بإطالة مدة التجنيد الاجباري للشباب لمدة 3 سنوات للتغلب على نقص الأعداد الذي يعاني منه الجيش الاسرائيلي حاليا.

كان من أهم مظاهر الانقسام الذي بدأ يعاني منه الكيان الاسرائيلي هو الاستقالة التي تقدم بها اثنان من أهم أعضاء مجلس الحرب هما بيلي جانتس وايزنكوت منذ أيام بسبب التخبط الواضح في الحكومة الاسرائيلية بشأن الحرب فضلا عن نفوذ الجناح المتطرف في الحكومة الذي يقوده كل من وزير المالية بتسئيل سموتريتش ووزير الأمن الداخلي ايتمار بن غفير.

لم تقتصر الاستقالات على قيادات إسرائيل بسبب التعاطي مع الحرب على غزة بل امتدت إلى قيادات في الخارجية الأمريكية، حيث قام نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشئون غزة أندرو ميلر بتقديم استقالته لوزير الخارجية انتوني بلينكن اعتراضا على تعاطي الادارة الأمريكية مع الحرب على غزة، وعدم رضاه عن موقف الادارة الامريكية عما يجري في رفح.

لم تتوقف معالم الانقسام الداخلي الاسرائيلي على ما سبق فقط بل إن تقارير كشفت عن ازدياد غير مسبوق في الهجرة العكسية من اسرائيل لأول مرة في تاريخها بهذا الحجم، حيث قام نحو مائة ألف اسرائيلي من سكان مستوطنات غلاف غزة وبعض المستوطنات في شمال اسرائيل بالهجرة الى دولة تايلاند وشراء عقارات وأراضٍ في إحدى المناطق التي تبعد عن العاصمة، بانكوك، حوالي 300 كيلومتر.

ثمة تأكيدات بعدم العودة إلى المستوطنات التي كانوا يسكنونها في اسرائيل سواء في غزة أو غيرها بعد الآن وأوضحوا أنهم في تايلاند أكثر أمانا من المستوطنات التي كانوا يقيمون فيها حتى ولو توقفت الحرب الآن لأن امكانية اندلاع الحرب في أي وقت آخر تظل واردة ويمكن إعادة ما جرى في السابع من أكتوبر الماضي.

كشفت تقارير أن الاسرائيليين الذين ذهبوا للإقامة في تايلاند فضلوا أن يكونوا مجموعات قريبة من بعضها البعض في مكان واحد وأنهم يستقبلون الكثير من أقاربهم وأصدقائهم بشكل مستمر، كما قام بعضهم باستئجار عقارات للإقامة فيها في مناطق أخرى في تايلاند التي تتميز بالطبيعة الجذابة والانفتاح الاجتماعي الذي يتلاءم مع المجتمع الاسرائيلي.

يأتي هذا مع التطور النوعي الذي شهدته المقاومة في الأسابيع الأخيرة وهو ما أدى الى تكبيد جيش الاحتلال خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات، فقد أجادت المقاومة فن الكمائن المركبة التي حصدت أرواح العشرات من جنود وضباط جيش الاحتلال، كما شهدت جبهة الحرب مع لبنان كثافة نوعية وعددية مع حزب الله كبدت جيش الاحتلال خسائر ضخمة وحولت مناطق عديدة في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة الى مناطق خالية من السكان بعد أن حولتها المقاومة اللبنانية الى بؤر محترقة بفعل صواريخ وضربات المقاومة اللبنانية.

أصبحت العمليات العسكرية على الجبهة الشمالية، تمثل كابوسا للجيش الاسرائيلي الذي يتخوف من اتساع الحرب مع حزب الله بشكل أكبر مما يجري الآن مع تأكيدات عسكرية اسرائيلية من عدم قدرة جيش الاحتلال على الهجوم بريا على جنوب لبنان وعدم جاهزيته عدديا وفنيا لذلك الأمر، خاصة أن البيئة اللبنانية أكثر تعقيدا من البيئة العسكرية في قطاع غزة، فيما تؤكد هذه المعطيات أن إسرائيل قد جنت على نفسها عندما حاولت القضاء على المقاومة الفلسطينية، التي نجحت في شق الصف الاسرائيلي، وتعرية انقساماته، وتفخيخ الكيان المحتل من الداخل.

مقالات مشابهة

  • حزب الله يحرق مستوطنة المطلة
  • في الصميم
  • جرائم نتنياهو «تفخخ إسرائيل».. والخلافات الوزارية تعصف بالحكومة
  • حماس فكرة هل أدركت إسرائيل أخيرا أنها لا تستطيع القضاء عليها
  • مقاومو القسام والأقصى يستدرجون قوة صهيونية ويستهدفونها في طولكرم
  • هذا ما أعده حزب الله للحرب المقبلة مع الاحتلال الإسرائيلي
  • حزب الله: جبهات المساندة من لبنان والعراق واليمن كرّست معادلات جديدة غيّرت وجه المنطقة
  • معادلة السيد نصر الله الذهبية.. رسائل ردع ثلاثية الأبعاد
  • الحسمُ في بنود الصفقة فلاحٌ والتفاوضُ عليها ضياعٌ
  • دعموش: المقاومة لن تدع العدو ‏المأزوم يحقق أهدافه في لبنان