الصين والبرازيل الأعلى تصديرًا للسياحة إلى أوروبا
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نشرت لجنة السفر بالاتحاد الأوروبي (ETC)، تقرير مقياس السفر لمسافات طويلة (LHTB)، والذي أكدت خلاله أنه من المتوقع أن يتصدر السائحون البرازيليون والصينيون قائمة أكبر الأسواق الوافدة إلى أوروبا هذا الصيف، حيث يخطط 62 % و52 % من المشاركين، على التوالي، لرحلة إلى أوروبا الصيف الحالي.
وشملت الدراسة 7 أسواق خارجية رئيسية مثل أستراليا والبرازيل وكندا والصين واليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، ومنطقة شنجن، وأظهر المسافرون من الولايات المتحدة وكندا نهجا أكثر حذرا تجاه السفر إلى أوروبا، مع نمو الاهتمام بشكل طفيف منذ العام الماضي إلى 40 % و42 % على التوالي، وتظهر أستراليا وكوريا الجنوبية حماسا معتدلاً، حيث يبلغ الاهتمام بزيارة أوروبا 37 % و35 % على التوالي.
وكشف استطلاع ETC أيضًا أن المواطنين اليابانيين يظهرون اهتمامًا أقل بنسبة 19 %، حيث لا يزال انتعاش السفر من هذا السوق بطيئًا، وبالإضافة إلى ذلك، فإن المسافرين الأصغر سنًا الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا أو 34 و49 عامًا وذوي الدخل الأعلى في جميع الأسواق يدفعون الرغبة في زيارة الاتحاد الأوروبي.
وتظل السلامة أيضًا مصدر قلق بالغ للمسافرين لمسافات طويلة، حيث أعطى 45% من المشاركين الأولوية لوجهات الاتحاد الأوروبي التي يعتقد أنها آمنة؛ وتأتي البنية التحتية السياحية عالية الجودة في المرتبة الثانية بنسبة 38 %، في حين يميل 36 % من المشاركين إلى زيارة المعالم الأثرية الشهيرة.
وتأتي بعد ذلك الظروف الجوية المستقرة، حيث يختارها 31% من السياح كخيار للسفر إلى الوجهات التي يعتزمون زيارتها، وفي الوقت نفسه، يرغب واحد من كل خمسة مسافرين في الحصول على رحلات جوية مباشرة، ويفضل نفس العدد رحلات القطارات الجيدة بمجرد وصولهم إلى الوجهة.
ومن ناحية أخرى، فإن القدرة على تحمل التكاليف تشكل مصدر قلق لـ 23 % من المشاركين، على الرغم من انخفاض هذه النسبة عن 32 % في العام الماضي.
علاوة على ذلك، وجد الاستطلاع أيضًا أن 67% من زوار الاتحاد الأوروبي لمسافات طويلة يختارون مسارات متعددة البلدان، حيث يعتزم حوالي 51% من المشاركين استخدام شركات الطيران كاملة الخدمات للسفر عبر القارة.
وفيما يتعلق بالسفر الدولي داخل الاتحاد الأوروبي، تظل شركات الطيران ذات الخدمة الكاملة هي الخيار المفضل لـ 51 % من المشاركين، ومن بين المسافرين المهتمين بالميزانية، تحظى شركات الطيران منخفضة التكلفة وتذاكر القطار ذهابًا وإيابًا بشعبية كبيرة أيضًا، بنسبة 29 % و24 % على التوالي.
وكما يوضح الاستطلاع، يعطي المسافرون الأولوية للألفة عند اختيار وجهات وتجارب محددة، ونتيجة لذلك، يختار 61 % منهم بلداناً ذات بنية تحتية متطورة ومناطق جذب شعبية، وفي حين أن إغراء الأماكن المعروفة لا يزال قوياً، فإن 39 % مهتمون باستكشاف أماكن أقل شهرة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: لجنة السفر أوروبا أستراليا الولايات المتحدة الاتحاد الأوروبي الاتحاد الأوروبی من المشارکین على التوالی إلى أوروبا
إقرأ أيضاً:
البوصلة البولندية لفهم ما يجري في أوروبا
في كل قارة هناك دولة أو بضعة دول تكون هي المفتاح لفهم التحولات السياسية والعسكرية التي يجري فيها. وبولندا كانت دوما هي البوصلة التي تحدد مستقبل أوروبا، فهي دولة مركزية كبيرة تقع في شرق أوروبا انضمت للاتحاد الأوروبي، وهي جسر جغرافي وسياسي وثقافي بين أوروبا الغربية من جهة وبين روسيا وأوروبا الشرقية من جهة أخرى. وتشير علاقات وارسو الحالية مع كل من أوكرانيا والاتحاد الأوروبي وروسيا إلى أن ما يدور فيها يساعد بشكل كبير في فهم التحولات المصيرية التي تموج بها القارة الأوروبية.
فبداية، بولندا هي العنوان الكبير في الحروب العالمية التي دارت رحاها بشكل رئيس بين الأوروبيين. فهي الدولة التي لم تكن لتقوم وتحصل على استقلالها لولا انهيار ثلاث إمبراطوريات في الحرب العالمية الأولى، وهو الإمبراطورية النمساوية المجرية، والقيصرية الألمانية، والإمبراطورية الروسية، إذ كانت الأراضي البولندية مقسمة بين أراضي كل هذه الإمبراطوريات. أما في الحرب العالمية الثانية فكانت شرارة البدء من بولندا عندما غزتها ألمانيا بقيادة أدولف هتلر.
وبولندا الحالية تتحسس مسدسها مما يجري في أوكرانيا، وقد أعلنت استهداف تدريب مائة ألف متطوع في الجيش سنويا لتعزيز الاحتياطات العسكرية. ولا تخفي وارسو خشيتها من أن تكون الثانية على قائمة الغزو الروسي على غرار أوكرانيا، إذ طالب الرئيس البولندي أندريه دودا الولايات المتحدة الأمريكية بنشر أسلحة نووية في أراضي بلاده، كوسيلة للردع ضد ما عبر عنه صراحة بأنه عدوان روسي مستقبلي.
هذا الأمر يعني أكثر مما يوصف بأنه عسكرة لأوروبا، أي العودة إلى أساليب التسليح التقليدي لمواجهة المخاطر العسكرية المحتملة في هذه القارة التي لطالما تغنت بالتعلم من دروس حروب الماضي. والحالة البولندية تظهر أن الطموح الروسي ماض في طريقه أوروبيا كما شرحنا في عدة مقالات خلال السنوات الماضية.
ومن ناحية أخرى، فإن ما يجري في بولندا يشي بأن مشاريع الاندماج بين أوروبا الشرقية والمنظومة الغربية ممثلة سياسيا في الاتحاد الأوروبي وعسكريا في حلف شمال الأطلسي الناتو هي مشاريع لم تؤت الثمار المرجوة منها. وذلك لأن عضوية بولندا للناتو لم تعد مقنعة لوارسو في قدرتها على الحماية من غزو روسي، بدليل هذه الزيادة الرهيبة التي تستهدفها في جنود الاحتياط في الجيش، وبدليل آخر متعلق بطلب نشر هذه الأسلحة النووية.
أما على صعيد الاتحاد الأوروبي فيكفي أن نعرف أن أحد الأسباب الرئيسة لتصويت البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبي هو العمالة البولندية التي اعتبرها البريطانيون منافسة لهم في سوق العمل، والأدهى من ذلك اعتبروها مهددة لثقافتهم المحلية بعد الانتشار الكبير للبولنديين في البلاد لدرجة أصبحت فيها اللغة البولندية هي اللغة الثانية في بريطانيا بعد الإنجليزية. بعبارة أخرى، لم تطق واحدة من أكبر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عضوية بولندا بعد الاندماج وتركت لها الاتحاد برمته.
إذا عرفنا كيف تنظر روسيا لبولندا تكتمل لنا دائرة الفهم، فموسكو ترى في بولندا ليس فقط قطعة سابقة من أراضيها قبل الحرب العالمية الأولى ولكن رأس حربة للمشروع السوفييتي سابقا في قلب أوروبا، فحلف وارسو كان المعادل الأمني للمعسكر الشرقي في مواجهة حلف شمال الأطلسي الناتو. وحين ترى روسيا أن هذا الحليف التاريخي لا يُستخدم فقط لدعم أوكرانيا في مواجهتها، ولكن يستخدم في بناء قواعد أمريكية كتلك التي أعلنت الولايات المتحدة عن إقامتها في مدينة بوزنان شرق البلاد قبل عامين، فإنها بالتأكيد تنظر لما يجري بشكل عدائي.
x.com/HanyBeshr