«مستر كلكامش» لـ عمر سعيد.. الصراع مع المصير وسؤال الهوية
تاريخ النشر: 19th, June 2024 GMT
عمَّان ـ «العمانية»: تتناول رواية «مستر كلكامش» للكاتب العراقي الأمريكي عمر سعيد صراعَ الإنسان الأزلي مع المصير، وتتطرق لسؤال الهوية، معيدةً إنتاج فكرة المقارنة بين وطن يئنّ تحت وطأة المعاناة، ومهجر يعيش الإنسان فيه مع كل أسباب الرفاهية. حيث تتناول الرواية الصادرة عن «الآن ناشرون وموزعون» بالأردن، قصة البطل «مطر» التي ستصبح لاحقًا فيلمًا سينمائيًا، ويُختار هو مستشارا ثقافيّا للفيلم، وتقرِّر المنتجة تصوير الأحداث في موطنها الأصلي المكتوب في السيناريو، وتتوالى الأحداث.
يُستَهل المشهد الأول في الرواية بكلمة: «أكشن». وكما يرى البطل: «أكشن.. تصريح للبدء بالحياة، روحٌ نُفِختْ في الأجساد الصامتة أمام عدسة الكاميرا.. أكشن، لطالما كانت هذه الكلمة مدعاة للسخرية في نفسه، تذكِّره بالأفلام المصرية القديمة حين يصرخ بها المخرج الجالس على كرسي مرتفع والسيجارة في طرف فمه، يغمض قليلًا عينه الموازية للدخان الصاعد، ويقذفها مبحوحة بسماعه الهتافات وقد بان على هيئته الجنون.. أصبحت هذه الكلمة الآن جزءًا من عمله اليومي في مدينة لوس أنجلوس، يطلقها المخرج (ستيف) فيتوقَّف الجميع عن الحركة، تنطفئ الإنارة في الاستوديو الواسع بسقفه المرتفع، وتشتعل الإضاءة الموجَّهة».
ومنذ الصفحات الأولى في الرواية يظهر رفض «مطر» لبلده الأم: «أخبروه أن هوليوود ارتكبت سابقًا أخطاء عديدة مع مثل هذا النوع من الأفلام، إما في صناعة البيئة الصحيحة أو اللهجة والملابس أو العادات، امتعض من المخرج (ستيف) وكلكامش والسيناريو المجهِد بكتابته التي استغرقت أكثر من سنتين، والذي سيؤدي به إلى ترك هذه المدينة الجميلة بمناخها المعتدل طوال العام، والذهاب إلى مستنقع الحر والناموس والجاموس».
يحرص الكاتب على توازي خط الرواية وخط الفيلم، للوصول إلى الغاية نفسها؛ سؤال الهوية ولغز الموت الذي لم يصل أحد إلى إجابة شافية عليه، ويبني الفكرة التي يدور حولها الفيلم على بحث كلكامش عن عشبة الخلود، معتقدًا أنه يستطيع إنقاذ صديقه «إنكيدو» من الموت، أو حتى أنه سيضمن لنفسه الخلود.
وينجح الروائي في نقل تلك الحالة من التشتت والتشبث بالهوية في الآن نفسه -والتي يعانيها البطل- بوصفه لحالِه عند زيارة الأهوار، إذ يقول: «الأهوار.. صدمة جمالية، وكأنها لحظة الخلق، بداية التكوين، ماء بكر، كوكب آخر، ما زال غرباء الفضاء يقطنون فيه، ليس موطنًا بشريًّا بالمرة، لا صوت أو شكل لأي اختراع إنساني، الإنسان بمنتهى البدائية، لا فرق بينه وبين القصب والمشحوف والطيور والجاموس، نسيج واحد مُحاك بكامل الدقة».
وتتبنى الرواية مقولة أن الخلود فكرة في ذهن الإنسان منذ قديم الأزل إلى آخر الزمان، وأن عليه أن يحيا بمذاق الخلود حتى لو كان سيموت غدًا، وفي ذلك نقرأ وصفًا لما يشعر به «مطر»: «بالفعل؛ أحسَّ بكلكامش في دمه يعود، بعد خمسة آلاف عام».
نقرأ على الغلاف الأخير: «سخيفٌ هو الجسدُ الذي يموت رغم كل الاحتياطات، ويقتل معه الفكرَ رغمًا عنه، مقايضةٌ غير منصفة، فَلْيَمُت الجسد ويبْقَ العقل، ربما هذا هو السّبب بمجيء فكرة الرّوح، فكرة أن يبقى منك شيءٌ حتى لو تحلّلَ لحمُك وذوَت العظام... أُحسُّ أنّ العالم هو الكلماتُ التي اخترعناها، وهمٌ من الحروف المتقاطعة لتصنع لنا المعنى، عند الموت تختلطُ الحروفُ وتهرب المعاني من الكلمات ليصبحَ العالمُ شيئًا آخر بمنتهى الرُّعب والغرابة».
يُذكر أن عمر سعيد عمل في حقل الكاتبة التلفزيونية والإنتاج الدرامي وتقديم البرامج التلفزيونية، صدر له في القصة: «المومسات الثلاث» و«المنيع». وتعد «مستر كلكامش» عمله الروائي الأول.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
بيان ريال مدريد حول فكرة الانسحاب من النهائي أمام برشلونة
بعد انتشار أنباء عن انسحاب ريال مدريد من نهائي كأس الملك أمام الغريم برشلونة، مساء السبت، أنهى النادي “الملكي” الجدل ببيان جديد.
ووفقا لسكاي سبورتس، أكد “الملكي” أن الفريق لم يفكر أبدا في الانسحاب من النهائي، بالرغم من مقاطعته المؤتمر الصحفي الجمعة.
وأكد ريال مدريد أنه لم يفكر قط في مقاطعة نهائي كأس ملك إسبانيا، رغم انتقاده الشديد للتصريحات “غير المقبولة” التي أدلى بها المسؤولون بعد مؤتمر صحفي مثير للجدل لحكم المباراة.
وألغى ريال مدريد اللقاءات الإعلامية والتدريبات الرسمية قبل المباراة النهائية بعد تصريحات الحكم دي بورغوس بينغويتشيا، قبل أن يؤكد لاحقا مشاركته في المباراة.
وأصدر ريال مدريد بيانا جاء فيه: “في ضوء الشائعات التي انتشرت في الساعات الأخيرة، يُعلن نادي ريال مدريد أن فريقنا لم يُفكر أبدا في الانسحاب من نهائي الغد”.
تصريحات الحكم الإسباني
وفي مؤتمر سابق صباح الجمعة، انفجر الإسباني ريكاردو دي بورغوس حكم نهائي كأس ملك إسبانيا من البكاء بعد هجوم قناة ريال مدريد العنيف تجاهه.
وقال دي بورغوس في المؤتمر الصحفي قبل نهائي كأس الملك، منفجرا من البكاء: “عندما يذهب ابنك إلى المدرسة ويخبره الآخرون أن والده لص ويعود إلى المنزل باكيًا، فسيكون الأمر صعبا للغاية”.
وأكمل حكم النهائي في المؤتمر “أحاول تثقيف ابني وإخباره أن والده أمين، وأنه مجرد رياضي عادي”.
وأضاف: “عندما أترك التحكيم أريد لابني أن يفخر بما كان عليه والده وبالتحكيم الذي منحنا قيمًا كبيرة”.
وعن المستوى الحالي للحكام، رد “مررنا بعامين صعبين، ورغم ارتكاب بعض الأخطاء إلا أن مستوانا الحالي ليس سيئا على الإطلاق ويمكننا التحسن، ولكن يجب أن يشعر اللاعبون بالرضا”.
وأتم: “ما نمر به خطر، ليس فقط بين المحترفين، ولكن الأمر يمتد للعائلات، وخاصة أن كرة القدم شعبية، ويجب أن يتأمل الجميع ذلك”.
سكاي نيوز
إنضم لقناة النيلين على واتساب